هيمنة المصالح على العلاقات الدولية
مرسل: الجمعة مارس 13, 2009 11:40 pm
في عصر هيمنت فيه المصالح على الإيدلوجيات تتجه كثير من الدول - أعداء اليوم - إلى تنشيط علاقاتها مع من كانت دولاً تصنف في خانة الأعداء؛ لتنقلها إلى خانة (شركاء المصالح).
اعتماد المصالح مقياساً للعلاقات بين الدول ليس جديداً على العلاقات الدولية، فمنذ فترة الحرب العالمية الثانية، وقبلها وأثناءها حلت (البرغماتية) محل (المبادئ) والثوابت في العلاقات الدولية، والزعيم البريطاني ونستون تشرشل له مقولة يرددها ساسة الغرب حتى الآن، والبريطانيون بصورة خاصة، وهي (لا توجد صداقة ثابتة، بل مصالح دائمة).
هذا القول تأخرت المنطقة للأخذ به؛ فعلى الرغم من أن (الميكافيلية) لم تكن بعيدة عن ممارسات كثير من الأنظمة في الشرق الأوسط إلا أن العاطفة والتشبث بالمواقف المبنية على ما تواجه بعض الأنظمة من مواقف تسبغ عليها صفة المبادئ ظلت هي العناوين التي تمسكت بها دول المنطقة العربية وغير العربية كإيران وتركيا وباكستان إضافة إلى الدول العربية.
فقد بينت التحالفات في المنطقة على تقارب المبادئ والتوافق على تبني سياسة أو أيدولوجية واحدة أو متقاربة، وظلت الدول تصطف خلف بعضها البعض، وتصيغ علاقاتها وفق تقارباتها السياسية التي يعدونها (مبادئ سياسية) وهذا ما قاد كثيراً من الدول إلى المشاركة في أخطاء الدولة الحليفة دون أن يكون لها مصلحة أو فائدة.
ظلت العلاقات بين دول المنطقة تسير على هذا المنوال حتى تفجَّرت حرب الخليج الأولى والتي تمثلت في الحرب العراقية الإيرانية التي اعتمدت العلاقات بين دول المنطقة على نفس المقاييس التقليدية، فكل مجموعة اتجهت للاصطفاف خلف (المبدأ ) أو الفكر أو النهج السياسي، دول دعمت العراق، وأخرى دعمت إيران، وأخرى قليلة استوطنت المنطقة الرمادية، وجاءت حرب الخليج الثانية لتعيد فرز المواقف، وتحدث تغيراً في مواقف الدول، فبعد حماقة صدام حسين باحتلاله دولة الكويت (لفظت) النسبة الكبرى من الدول العربية نظام صدام حسين، إلا أن بعضاً من الأنظمة العربية ظلت مؤيدة له (وفاءً) - لما تعتقده- مبادئها ونظراتها الإيدلوجية رغم الخسائر التي تعرضت لها دولها بتضرر مصالحها الاقتصادية والسياسية.
وتحل حرب الخليج الثالثة (غزو واحتلال العراق) وهنا تختلط المبادئ والمصالح، فعدد من الدول العربية ورغم بغضها وعدم ثقتها بنظام صدام حسين إلا أنها لم تكن راضية عن غزو واحتلال العراق، في حين أيدت وساندت دول أخرى تعد عدوة وضد السياسة الأمريكية في المنطقة كإيران هذا الاحتلال، وذلك لأن مصالحها ستعزز جراء هذا الاحتلال وهو فعلاً ما حصل.
الموقف البرغماتي الإيراني تجاه الاحتلال الأمريكي للعراق، وكذلك تجاه الاحتلال الأمريكي الأطلسي لأفغانستان تغليب المصالح على المبادئ، وهو نفس الاتجاه الذي تتجه له إيران الآن في توجيه علاقاتها القادمة مع أمريكا ومعالجة موضوع المنشآت النووية الإيرانية، والعلاقة مع إسرائيل ونفوذ إيران في الشرق الأوسط.
وهذا التوجه البرغماتي ليس قاصراً على إيران، بل يشمل الحليف السوري الذي يتجه لإعادة صياغة علاقاته مع الغرب عبر البوابة الفرنسية من خلال تعزيز المصالح والتخفيف من التشبث بالمبادئ.
اعتماد المصالح مقياساً للعلاقات بين الدول ليس جديداً على العلاقات الدولية، فمنذ فترة الحرب العالمية الثانية، وقبلها وأثناءها حلت (البرغماتية) محل (المبادئ) والثوابت في العلاقات الدولية، والزعيم البريطاني ونستون تشرشل له مقولة يرددها ساسة الغرب حتى الآن، والبريطانيون بصورة خاصة، وهي (لا توجد صداقة ثابتة، بل مصالح دائمة).
هذا القول تأخرت المنطقة للأخذ به؛ فعلى الرغم من أن (الميكافيلية) لم تكن بعيدة عن ممارسات كثير من الأنظمة في الشرق الأوسط إلا أن العاطفة والتشبث بالمواقف المبنية على ما تواجه بعض الأنظمة من مواقف تسبغ عليها صفة المبادئ ظلت هي العناوين التي تمسكت بها دول المنطقة العربية وغير العربية كإيران وتركيا وباكستان إضافة إلى الدول العربية.
فقد بينت التحالفات في المنطقة على تقارب المبادئ والتوافق على تبني سياسة أو أيدولوجية واحدة أو متقاربة، وظلت الدول تصطف خلف بعضها البعض، وتصيغ علاقاتها وفق تقارباتها السياسية التي يعدونها (مبادئ سياسية) وهذا ما قاد كثيراً من الدول إلى المشاركة في أخطاء الدولة الحليفة دون أن يكون لها مصلحة أو فائدة.
ظلت العلاقات بين دول المنطقة تسير على هذا المنوال حتى تفجَّرت حرب الخليج الأولى والتي تمثلت في الحرب العراقية الإيرانية التي اعتمدت العلاقات بين دول المنطقة على نفس المقاييس التقليدية، فكل مجموعة اتجهت للاصطفاف خلف (المبدأ ) أو الفكر أو النهج السياسي، دول دعمت العراق، وأخرى دعمت إيران، وأخرى قليلة استوطنت المنطقة الرمادية، وجاءت حرب الخليج الثانية لتعيد فرز المواقف، وتحدث تغيراً في مواقف الدول، فبعد حماقة صدام حسين باحتلاله دولة الكويت (لفظت) النسبة الكبرى من الدول العربية نظام صدام حسين، إلا أن بعضاً من الأنظمة العربية ظلت مؤيدة له (وفاءً) - لما تعتقده- مبادئها ونظراتها الإيدلوجية رغم الخسائر التي تعرضت لها دولها بتضرر مصالحها الاقتصادية والسياسية.
وتحل حرب الخليج الثالثة (غزو واحتلال العراق) وهنا تختلط المبادئ والمصالح، فعدد من الدول العربية ورغم بغضها وعدم ثقتها بنظام صدام حسين إلا أنها لم تكن راضية عن غزو واحتلال العراق، في حين أيدت وساندت دول أخرى تعد عدوة وضد السياسة الأمريكية في المنطقة كإيران هذا الاحتلال، وذلك لأن مصالحها ستعزز جراء هذا الاحتلال وهو فعلاً ما حصل.
الموقف البرغماتي الإيراني تجاه الاحتلال الأمريكي للعراق، وكذلك تجاه الاحتلال الأمريكي الأطلسي لأفغانستان تغليب المصالح على المبادئ، وهو نفس الاتجاه الذي تتجه له إيران الآن في توجيه علاقاتها القادمة مع أمريكا ومعالجة موضوع المنشآت النووية الإيرانية، والعلاقة مع إسرائيل ونفوذ إيران في الشرق الأوسط.
وهذا التوجه البرغماتي ليس قاصراً على إيران، بل يشمل الحليف السوري الذي يتجه لإعادة صياغة علاقاته مع الغرب عبر البوابة الفرنسية من خلال تعزيز المصالح والتخفيف من التشبث بالمبادئ.