الازمة اللاقتصادية العالمية 1929
مرسل: السبت أكتوبر 27, 2012 6:51 pm
الازمة اللاقتصادية العالمية 1929
بدأت الازمة الاقتصادية العام 1929التي تذكر بها الاضطرابات المالية التي تشهدها الاسواق حاليا، بانهيار في البورصة لا سابق له في الولايات المتحدة ادت إلى عمليات افلاس وبطالة معممة عبر الدول الصناعية.
وانطلقت الازمة الخميس في 24تشرين الاول/اكتوبر 1929في بورصة نيويورك بعدما طرح 13مليون سهم في السوق لكن الاسعار انهارت بسبب غياب مشترين.
وانتشر الذعر وهرع المستثمرون والفضوليون إلى البورصة في حين بدأ الوسطاء البيع بكثافة. وقرابة ظهر ذلك اليوم خسر مؤشر داوو جونز 22.6% من قيمته. وبعد ساعات قليلة وجد آلاف المساهمين انفسهم مفلسين. وتفيد الروايات ان 11مضاربا انتحروا في نهاية النهار بإلقاء انفسهم من ناطحات سحاب في منهاتن.
وقد تبخر ما مجموعه سبعة إلى تسعة مليارات دولار في يوم واحد. وانهارت البورصة خاسرة 30% من قيمتها في تشرين الاول اكتوبر و50% في تشرين الثاني نوفمبر. وبلغت الخسائر الاجمالية 30مليار دولار اي عشرة مرات اكثر من الميزانية الفدرالية واكثر من النفقات الامريكية خلال الحرب العالمية الاولى.
وبقي "الخميس الاسود" راسخا في الذاكرة الجماعية ويحضر هاجس العام 1929إلى النفوس كلما حصلت اضطرابات في الاسواق المالية.
وكانت هذه النكسة المالية الكبيرة مقدمة للازمة الكبرى التي ضربت الولايات المتحدة واوروبا.
واتى ذلك رغم ان الولايات المتحدة كانت تتمتع منذ مطلع عشرينات القرن الماضي بازدهار اقتصادي مدعوم بارتفاع في ارباح الشركات وفي اسعار اسهمها. وكان نحو 2% من الشعب الامريكي يملك اسهما وسندات في البورصة اقتناعا منهم بامكانية تحقيق مكاسب سريعة.
وبلغت بورصة وول ستريت اعلى مستوى لها في الثالث من ايلول سبتمبر 1929.والمضاربون الذين لم تكن تتوافر لهم الوسائل كانوا يجرون تعاملاتهم معتمدين على قروض او من خلال ايداع سندات اخرى تشكل ضمانات.
ولم يكن احد يدرك ان اسعار الاسهم في البورصة كانت تفوق قيمتها الفعلية مما جعل وول ستريت تفقد اي اتصال مع الواقع الاقتصادي.
و"الخميس الاسود" الذي شكل نهاية لمرحلة المضاربة هذه انعكس على كل الاسواق المالية العالمية بدءا بلندن.
وفي ربيع العام 1930دخلت الولايات المتحدة مرحلة انكماش ما ادى إلى تراجع الانتاج وإلى عمليات افلاس وكانت تداعياتها الاخطر بطالة واسعة.
وتحول حادث في البورصة سريعا إلى ازمة عالمية حادة للغاية هي الاخطر التي شهدها النظام الرأسمالي. وبسبب ثقل الاقتصاد الامريكي (45% من الانتاج الصناعي العالمي) انتقلت عدوى الازمة الاقتصادية الكبرى في الثلاثينات إلى الدول الغربية. وبدأ الانتعاش في الولايات المتحدة العام 1933مع سياسة "العهد الجديد" (نيو ديل) التي وضعها فرانكلين روزفلت. وفي المانيا تسببت الازمة الاقتصادية والاجتماعية في انهيار جمهورية فيمار واستغلها النازيون للوصول إلى السلطة وعمدوا إلى تنشيط الاقتصاد عبر مشاريع ضخمة واعادة تسليح عسكرية كثيفة.
اعتاد العالم الرأسمالي منذ القرن 19م على مواجهة أزمات دورية، لكن أزمة 1921
كانت أكثرها حدة.
- فما هي أسباب أزمة 1929؟
- وأين تجلت مظاهرها؟
- وما هي النتائج التي ترتبت عنها؟
- وكيف تمت مواجهتها؟
І – تعددت أسباب الأزمة ومظاهرها ومناطق انتشارها:
1 ـ أسباب ومظاهر الأزمة:
فتحت الحرب العالمية الأولى المجال أمام الصناعة الأمريكية لغزو الأسواق العالمية بعد تراجع القوة
الاقتصادية لأوربا، فعرف اقتصادها فترة من الازدهار والرخاء بفعل استفادتها من فعالية التنظيم الصناعي
وارتفاع مردودية الفلاحة وكثرة الاستهلاك بفعل تطور الدخل الفردي.
دخل الاقتصاد الأمريكي سنة 1921 في أزمة دورية بفعل معاناته من نقط ضعف عديدة كعدم مسايرة
الاستهلاك لضخامة الإنتاج، وانتشار المضاربات بالبورصة، حتى أصبحت أسعار الأسهم لا تساير الزيادة
الحقيقية في أرباح الشركات.
انطلقـت الأزمة الاقتصادية من بورصة وول ستريت بمدينة نيويورك يوم 24 أكتوبر 1929 بعد طرح 19
مليون سهم للبيع دفعة واحدة فأصبح العرض أكثر من الطلب فانهارت قيمة الأسهم، فعجز الرأسماليون عن
تسديد ديونهم فأفلست الأبناك وأغلقت عدة مؤسسات صناعية أبوابها، كما عجز الفلاحون عن تسديد
قروضهم فاضطروا للهجرة نحو المدن.
2 ـ انتشار الأزمة:
اضطرت الولايات المتحدة الأمريكية إلى سحب رساميلها المستثمرة بالخارج وأوقفت إعاناتها لبعض
الدول، فامتدت الأزمة إلى البلدان الصناعية الأوربية، وبفعل ارتباطها بالاقتصاد الأوربي فقد امتدت الأزمة
لبلدان المستعمرات كما مست باقي دول العالم بفعل نهج سياسة الحمائية لحماية الاقتصاد الوطني.
لم يفلت من الأزمة سوى الاتحاد السوفياتي لانعزاله عن العالم الرأسمالي بإتباعه نظاما اشتراكيا.
ІІ– تعددت نتائج الأزمة واختلفت طرق معالجتها:
1 ـ نتائج الأزمة:
تضررت المؤسسات البنكية وانهار الإنتاج الفلاحي والصناعي بفعل انخفاض الأسعار وتراجع الاستهلاك
فتأزمت المبادلات العالمية، كما انتشر البؤس وتزايد أعداد العاطلين وتكاثرت الهجرة القروية.
أحيت الأزمة الصراعات الاستعمارية، كما أدت إلى وصول أنظمة ديكتاتورية لحكم بعض الدول كالنازية في
ألمانيا والفاشية في إيطاليا.
2 ـ مواجهة الأزمة:
تم التخفيض من قيمة العملة لتشجيع الصادرات، وتم تقليص ساعات العمل مع تجميد الأسعار والرفع
من الضرائب وتطبيق سياسة الاكتفاء الذاتي وتشجيع استهلاك المنتوجات الوطنية.
نهجت بعض الدول أسلوب التوجيه عن طريق سياستها الجبائية وبتحديد نسب الفائدة، كما اعتمدت أخرى
على مستعمراتها وعلى الصناعات العسكرية والمشاريع العمومية الكبرى.
تبنى الرئيس الأمريكي روزفلت «الخطة الجديدة» سنة 1933 لمواجهة الأزمة، حيث تم تنظيم الأبناك
ومراقبة المؤسسات المالية ودعم الفلاحين مع إصلاح الصناعة بالتخفيف من المنافسة وتحديد الحد الأدنى
للأجور، وفي الميدان الاجتماعي تم فتح أوراش كبرى للتخفيف من البطالة مع تحسين الأجور.
خاتمـة:
وضعت الأزمة الاقتصادية حدا لازدهار الاقتصاد الرأسمالي الليبيرالي السائد منذ القرن 19
وأحيت الصراعات الدولية ممهدة لحرب عالمية ثانية.
بدأت الازمة الاقتصادية العام 1929التي تذكر بها الاضطرابات المالية التي تشهدها الاسواق حاليا، بانهيار في البورصة لا سابق له في الولايات المتحدة ادت إلى عمليات افلاس وبطالة معممة عبر الدول الصناعية.
وانطلقت الازمة الخميس في 24تشرين الاول/اكتوبر 1929في بورصة نيويورك بعدما طرح 13مليون سهم في السوق لكن الاسعار انهارت بسبب غياب مشترين.
وانتشر الذعر وهرع المستثمرون والفضوليون إلى البورصة في حين بدأ الوسطاء البيع بكثافة. وقرابة ظهر ذلك اليوم خسر مؤشر داوو جونز 22.6% من قيمته. وبعد ساعات قليلة وجد آلاف المساهمين انفسهم مفلسين. وتفيد الروايات ان 11مضاربا انتحروا في نهاية النهار بإلقاء انفسهم من ناطحات سحاب في منهاتن.
وقد تبخر ما مجموعه سبعة إلى تسعة مليارات دولار في يوم واحد. وانهارت البورصة خاسرة 30% من قيمتها في تشرين الاول اكتوبر و50% في تشرين الثاني نوفمبر. وبلغت الخسائر الاجمالية 30مليار دولار اي عشرة مرات اكثر من الميزانية الفدرالية واكثر من النفقات الامريكية خلال الحرب العالمية الاولى.
وبقي "الخميس الاسود" راسخا في الذاكرة الجماعية ويحضر هاجس العام 1929إلى النفوس كلما حصلت اضطرابات في الاسواق المالية.
وكانت هذه النكسة المالية الكبيرة مقدمة للازمة الكبرى التي ضربت الولايات المتحدة واوروبا.
واتى ذلك رغم ان الولايات المتحدة كانت تتمتع منذ مطلع عشرينات القرن الماضي بازدهار اقتصادي مدعوم بارتفاع في ارباح الشركات وفي اسعار اسهمها. وكان نحو 2% من الشعب الامريكي يملك اسهما وسندات في البورصة اقتناعا منهم بامكانية تحقيق مكاسب سريعة.
وبلغت بورصة وول ستريت اعلى مستوى لها في الثالث من ايلول سبتمبر 1929.والمضاربون الذين لم تكن تتوافر لهم الوسائل كانوا يجرون تعاملاتهم معتمدين على قروض او من خلال ايداع سندات اخرى تشكل ضمانات.
ولم يكن احد يدرك ان اسعار الاسهم في البورصة كانت تفوق قيمتها الفعلية مما جعل وول ستريت تفقد اي اتصال مع الواقع الاقتصادي.
و"الخميس الاسود" الذي شكل نهاية لمرحلة المضاربة هذه انعكس على كل الاسواق المالية العالمية بدءا بلندن.
وفي ربيع العام 1930دخلت الولايات المتحدة مرحلة انكماش ما ادى إلى تراجع الانتاج وإلى عمليات افلاس وكانت تداعياتها الاخطر بطالة واسعة.
وتحول حادث في البورصة سريعا إلى ازمة عالمية حادة للغاية هي الاخطر التي شهدها النظام الرأسمالي. وبسبب ثقل الاقتصاد الامريكي (45% من الانتاج الصناعي العالمي) انتقلت عدوى الازمة الاقتصادية الكبرى في الثلاثينات إلى الدول الغربية. وبدأ الانتعاش في الولايات المتحدة العام 1933مع سياسة "العهد الجديد" (نيو ديل) التي وضعها فرانكلين روزفلت. وفي المانيا تسببت الازمة الاقتصادية والاجتماعية في انهيار جمهورية فيمار واستغلها النازيون للوصول إلى السلطة وعمدوا إلى تنشيط الاقتصاد عبر مشاريع ضخمة واعادة تسليح عسكرية كثيفة.
اعتاد العالم الرأسمالي منذ القرن 19م على مواجهة أزمات دورية، لكن أزمة 1921
كانت أكثرها حدة.
- فما هي أسباب أزمة 1929؟
- وأين تجلت مظاهرها؟
- وما هي النتائج التي ترتبت عنها؟
- وكيف تمت مواجهتها؟
І – تعددت أسباب الأزمة ومظاهرها ومناطق انتشارها:
1 ـ أسباب ومظاهر الأزمة:
فتحت الحرب العالمية الأولى المجال أمام الصناعة الأمريكية لغزو الأسواق العالمية بعد تراجع القوة
الاقتصادية لأوربا، فعرف اقتصادها فترة من الازدهار والرخاء بفعل استفادتها من فعالية التنظيم الصناعي
وارتفاع مردودية الفلاحة وكثرة الاستهلاك بفعل تطور الدخل الفردي.
دخل الاقتصاد الأمريكي سنة 1921 في أزمة دورية بفعل معاناته من نقط ضعف عديدة كعدم مسايرة
الاستهلاك لضخامة الإنتاج، وانتشار المضاربات بالبورصة، حتى أصبحت أسعار الأسهم لا تساير الزيادة
الحقيقية في أرباح الشركات.
انطلقـت الأزمة الاقتصادية من بورصة وول ستريت بمدينة نيويورك يوم 24 أكتوبر 1929 بعد طرح 19
مليون سهم للبيع دفعة واحدة فأصبح العرض أكثر من الطلب فانهارت قيمة الأسهم، فعجز الرأسماليون عن
تسديد ديونهم فأفلست الأبناك وأغلقت عدة مؤسسات صناعية أبوابها، كما عجز الفلاحون عن تسديد
قروضهم فاضطروا للهجرة نحو المدن.
2 ـ انتشار الأزمة:
اضطرت الولايات المتحدة الأمريكية إلى سحب رساميلها المستثمرة بالخارج وأوقفت إعاناتها لبعض
الدول، فامتدت الأزمة إلى البلدان الصناعية الأوربية، وبفعل ارتباطها بالاقتصاد الأوربي فقد امتدت الأزمة
لبلدان المستعمرات كما مست باقي دول العالم بفعل نهج سياسة الحمائية لحماية الاقتصاد الوطني.
لم يفلت من الأزمة سوى الاتحاد السوفياتي لانعزاله عن العالم الرأسمالي بإتباعه نظاما اشتراكيا.
ІІ– تعددت نتائج الأزمة واختلفت طرق معالجتها:
1 ـ نتائج الأزمة:
تضررت المؤسسات البنكية وانهار الإنتاج الفلاحي والصناعي بفعل انخفاض الأسعار وتراجع الاستهلاك
فتأزمت المبادلات العالمية، كما انتشر البؤس وتزايد أعداد العاطلين وتكاثرت الهجرة القروية.
أحيت الأزمة الصراعات الاستعمارية، كما أدت إلى وصول أنظمة ديكتاتورية لحكم بعض الدول كالنازية في
ألمانيا والفاشية في إيطاليا.
2 ـ مواجهة الأزمة:
تم التخفيض من قيمة العملة لتشجيع الصادرات، وتم تقليص ساعات العمل مع تجميد الأسعار والرفع
من الضرائب وتطبيق سياسة الاكتفاء الذاتي وتشجيع استهلاك المنتوجات الوطنية.
نهجت بعض الدول أسلوب التوجيه عن طريق سياستها الجبائية وبتحديد نسب الفائدة، كما اعتمدت أخرى
على مستعمراتها وعلى الصناعات العسكرية والمشاريع العمومية الكبرى.
تبنى الرئيس الأمريكي روزفلت «الخطة الجديدة» سنة 1933 لمواجهة الأزمة، حيث تم تنظيم الأبناك
ومراقبة المؤسسات المالية ودعم الفلاحين مع إصلاح الصناعة بالتخفيف من المنافسة وتحديد الحد الأدنى
للأجور، وفي الميدان الاجتماعي تم فتح أوراش كبرى للتخفيف من البطالة مع تحسين الأجور.
خاتمـة:
وضعت الأزمة الاقتصادية حدا لازدهار الاقتصاد الرأسمالي الليبيرالي السائد منذ القرن 19
وأحيت الصراعات الدولية ممهدة لحرب عالمية ثانية.