By عبدالمنعم الحويل9 - الأحد نوفمبر 04, 2012 4:21 pm
- الأحد نوفمبر 04, 2012 4:21 pm
#54677
يتساءل الناقد الدكتور سعيد السريحي على حسابه بالتويتر عن كيفية ترجمة كلمة "كل تبن"إلى الإنجليزية خشية وصولها إلى الأخرين حول العالم والاطلاع على المستوى الهابط لثقافة الحوار التي وصل إليها المجتمع السعودي وظهرت بأبشع صورها في ظل انتشار الشبكات الإجتماعية على الإنترنت وأهمها شبكة التويتر.
فقد لعبت الشبكات الاجتماعية دورا عظيما في زيادة معدل المشاركين في الحورارات والنقاشات الثقافية والسياسية والاجتماعية اليومية، وتميزت المشاركات بالحرية المطلقة بلا رقيب أو قدوة فانفلت الحبل من القارب وأصبح الاختلاف الحاد والمتشنج سمة بارزة على الساحة السعودية الثقافية.
فمن خلال تتبع مستوى الحوار في التويتر يلاحظ أن كثيرا من الناس لا يستطيع الدخول في حوار حقيقي أو طرح تساؤلات على الرموز من كافة التيارات المختلفة ، حيث إن الآلاف من المتابعين والمحبين لهؤلاء الرموز لا يسمحون بأي فرصة للحوار وطرح التساؤلات على الرموز سواء كان الرموز دعاة أم مثقفين وكتابا، فيبدأ المتابعون بالرد على المحاور بالسب والشتم أو التشكيك والطعن في نيته وعقيدته، وفي أدنى صور الرد يطالبون المحاور بأن يعرف من مع يتحاور بينما الرمز المعني بالحوار عادة ما يكون خارج الحوار أساسا.
الشهر الماضي كتب الشيخ سلمان العودة في حسابه على التويتر: "كشفت منتديات الحوار في الإنترنت الخلل الكبير في آلية الحوار، وتجاهل الكثيرين لدائرة المتفق عليه بين المسلمين، وأهل العلم والدعوة وأهل السنة".
ويقول الإعلامي سعيد العمودي في حسابه على التويتر أن كلمات مثل: الأنجاس! قبحهم الله! الأنذال! المنغلقين!المنافقين! المتلونين! ، أصبحت عبارات تنتشر في التويتر انتشار النار في الهشيم، متسائلا هل عبارات مثل هذه يمكن أن تبني حوارا مثمرا بين المختلفين.
بينما يقول الكاتب عبدالله المطيري في حسابه على التويتر إن أغلب أمثلة ثقافتنا الدينية على الحوار تنتهي إما بتحول أحد الأطراف إلى نسخة للطرف الآخر أو بذهاب الطرف الثاني لجهنم، مشيرا إلى غياب الحوار الحقيقي بين الطرفين.
ويقول الشاب عامر الغفيلي في حسابه على التويتر أن ثقافة الحوار الحضاري لدينا شبه معدومة وتنتهي بأنا صح أوأنت صح فقط.
وما يثير التساؤل فعلا هو إحجام الرموز من كافة التيارات المختلفة عن نصح وتوجيه وتذكير متابعيهم وجمهورهم بآداب وثقافة الحوار، وإخبارهم (أي الجمهور) بأنهم أحيانا غير معنيين أساسا بالحوار وأنهم مجرد متابعين ليس لهم شأن أساسا بالحوار القائم بين المتحاورين أنفسهم، وليس لهم حق الرد نيابة عنهم، ولكن ربما يخشون هذه الخطوة لأنهم قد يخسرون الكثير من الأتباع والجمهور.
إن كان الحوار مع داعية، رد المتابعون لهذا الداعية على المحاور بأنه زنديق أو فاسق، وإن كان الحوار مع شخصية من تيار مختلف، رد المتابعون بأن المحاور متشدد ومتخلف ورجعي ومتنطع في الدين ومنغلق، وهكذا ....، إذن فالمعركة تبدأ وتنتهي عند هؤلاء المتابعين دون أي جهد يذكر من الرموز بنصح الأتباع بأدب وأخلاق الحوار واحترام الاختلاف.
هذا الإحجام عن تنبيه وتوجيه الأتباع يزيد من وقود المعركة والاحتقان والفوضى، فلو تحاور الرموز المتخاصمون فيما بينهم بشكل حقيقي وصادق قد تنتهي كثير من صور الاحتقان وتبادل الاتهامات لأن غياب الحوار الفعلي والصحيح بينهم أشرك آلاف الناس في الرد والمشاركة نيابة عنهم، فلماذا يتهربون من الدخول في حوارات ويسلمون دفة الحوار للأتباع والجمهور الغث.
فبعد تسع سنوات من تأسيس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وجهوده في نشر ثقافة الحوار في المجتمع، كشفت الشبكات الإجتماعية عن صور من إخفاق المجتمع في استيعاب هذه الثقافة الإسلامية السامية، فهل فشل مركز الحوار الوطني في التأسيس لبيئة حقيقة للحوار يستطيع من خلالها المواطنين من التحاور والتجادل وفق أدب وثقافة الاختلاف والحوار التي هي ركيزة أساسية في الدين الإسلامي وقيمة سامية لانتشار الاحترام والثقة والمودة والطمأنينة والراحة النفسية بين الناس.
في هذا الخصوص يقول أستاذ الإعلام والباحث في استخدامات الإنترنت الدكتور فايز الشهري لـ "المثقف الجديد" أن اشكالية الحوار الوطني في المملكة أنه انطلق تحت مظلة رسمية وفي وقت عصيب فكان الحوار مؤطرا، والذين أسسوا بدايات الحوار غلبت على معظمهم حسابات شخصية ومصالح فئات وتيارات أكثر من تأسيس بيئة مجتمعية تحضن الحوار وتنميه، مضيفا بأن الحوار لم ينتكس فقط ولكن لم يبدأ مستقيم الأركان والشبكات الاجتماعية لم تخترع الخلافات وإنما أبرزتها.
ويشير الشهري إلى أن المشكلة تكمن لدى بعض الرموز الذين يؤمل منهم قيادة حوار وطني عبر الانترنت حيث تجدهم مشغولين بتكثير الأتباع ودغدغة مشاعرهم، وبالتالي ما يقولونه في الصوالين مما يمكن أن يثري العلاقات الاجتماعية بين التيارات والطوائف لا ينشرونه عبر الشبكات الاجتماعية.
المشكلة الثانية التي يشير إليها أستاذ الإعلام الشهري أننا جميعا لم نتفق على قواسم المشترك الوطني وحين نتحاور تجدنا وكل يسحب بساط الحوار فراشا لتطلعاته ولمن يظن أنه يمثلهم، ويقول أن هناك معضلة أخرى تظهر في حال نجوم الحوار، إذ نجدهم مفتونين بالاعلام والنجومية فلم يعد اهتمامهم منصبا على القضايا والهموم الوطنية بقدر استدامة التفكير في ابتداع (فرقعات) إعلامية ليبقوا نجوم الحوارات الشعبية التي تجد في الشبكات الاجتماعية مسرحها الأكبر.
ويقول الشهري إن القضية الأخطر في سلوكنا مع الترويج لثقافة الحوار هو هذا التعامل الاحتفالاتي معها وبها، فلم يعد المجتمع قادرا على التفريق في مناسبات الحوار الوطني بين (ضرر) الترويج الدعائي للحوار وكأنه أسبوع الشجرة، وضرورة طرح المواضيع ذات الأولوية مع توسيع دائرة شراكة شرائح المجتمع فيما يهمهم.
ويقول نواف العبدالكريم في حسابه على التويتر من الصعب جداً على جيل تشرب ثقافة الرأي الواحد في جميع مراحله التعليميه أن يصل الى مستوى مقبول من أدب الحوار وأن يستوعب كيف يكون الإختلاف، بينما يقترح الشاب داوود المقرن في حسابه على التويتر على مركز الملك الحوار الوطني التخلي عن الرسمية في عقد الحوارات والنزول لأرض الواقع وتكثيف ثقافة الحوار .
ويرجع أحد مستخدمي التويتر مشكلة تشنج وتدني الثقافة في الحوارات على التويتر إلى غياب أبجديات الحوار والاختلاف من الأساس وفشل دور مركز الحوار الوطني في هذا الخصوص.
وختاما كتب رئيس الدائرة الإعلامية بوزارة الخارجية السفير أسامة نقلي على حسابه في التويتر ذات مرة تغريدة أشبه ما تكون بالرد على ما يحدث في التويتر من مهاترات حوارية وتأسفا على واقع الحوار الذي وصل إليه المجتمع، يقول: "في بعض الأحيان أشعر أن اعتزال الجدل مفيد .. وأحوط للدين".
فقد لعبت الشبكات الاجتماعية دورا عظيما في زيادة معدل المشاركين في الحورارات والنقاشات الثقافية والسياسية والاجتماعية اليومية، وتميزت المشاركات بالحرية المطلقة بلا رقيب أو قدوة فانفلت الحبل من القارب وأصبح الاختلاف الحاد والمتشنج سمة بارزة على الساحة السعودية الثقافية.
فمن خلال تتبع مستوى الحوار في التويتر يلاحظ أن كثيرا من الناس لا يستطيع الدخول في حوار حقيقي أو طرح تساؤلات على الرموز من كافة التيارات المختلفة ، حيث إن الآلاف من المتابعين والمحبين لهؤلاء الرموز لا يسمحون بأي فرصة للحوار وطرح التساؤلات على الرموز سواء كان الرموز دعاة أم مثقفين وكتابا، فيبدأ المتابعون بالرد على المحاور بالسب والشتم أو التشكيك والطعن في نيته وعقيدته، وفي أدنى صور الرد يطالبون المحاور بأن يعرف من مع يتحاور بينما الرمز المعني بالحوار عادة ما يكون خارج الحوار أساسا.
الشهر الماضي كتب الشيخ سلمان العودة في حسابه على التويتر: "كشفت منتديات الحوار في الإنترنت الخلل الكبير في آلية الحوار، وتجاهل الكثيرين لدائرة المتفق عليه بين المسلمين، وأهل العلم والدعوة وأهل السنة".
ويقول الإعلامي سعيد العمودي في حسابه على التويتر أن كلمات مثل: الأنجاس! قبحهم الله! الأنذال! المنغلقين!المنافقين! المتلونين! ، أصبحت عبارات تنتشر في التويتر انتشار النار في الهشيم، متسائلا هل عبارات مثل هذه يمكن أن تبني حوارا مثمرا بين المختلفين.
بينما يقول الكاتب عبدالله المطيري في حسابه على التويتر إن أغلب أمثلة ثقافتنا الدينية على الحوار تنتهي إما بتحول أحد الأطراف إلى نسخة للطرف الآخر أو بذهاب الطرف الثاني لجهنم، مشيرا إلى غياب الحوار الحقيقي بين الطرفين.
ويقول الشاب عامر الغفيلي في حسابه على التويتر أن ثقافة الحوار الحضاري لدينا شبه معدومة وتنتهي بأنا صح أوأنت صح فقط.
وما يثير التساؤل فعلا هو إحجام الرموز من كافة التيارات المختلفة عن نصح وتوجيه وتذكير متابعيهم وجمهورهم بآداب وثقافة الحوار، وإخبارهم (أي الجمهور) بأنهم أحيانا غير معنيين أساسا بالحوار وأنهم مجرد متابعين ليس لهم شأن أساسا بالحوار القائم بين المتحاورين أنفسهم، وليس لهم حق الرد نيابة عنهم، ولكن ربما يخشون هذه الخطوة لأنهم قد يخسرون الكثير من الأتباع والجمهور.
إن كان الحوار مع داعية، رد المتابعون لهذا الداعية على المحاور بأنه زنديق أو فاسق، وإن كان الحوار مع شخصية من تيار مختلف، رد المتابعون بأن المحاور متشدد ومتخلف ورجعي ومتنطع في الدين ومنغلق، وهكذا ....، إذن فالمعركة تبدأ وتنتهي عند هؤلاء المتابعين دون أي جهد يذكر من الرموز بنصح الأتباع بأدب وأخلاق الحوار واحترام الاختلاف.
هذا الإحجام عن تنبيه وتوجيه الأتباع يزيد من وقود المعركة والاحتقان والفوضى، فلو تحاور الرموز المتخاصمون فيما بينهم بشكل حقيقي وصادق قد تنتهي كثير من صور الاحتقان وتبادل الاتهامات لأن غياب الحوار الفعلي والصحيح بينهم أشرك آلاف الناس في الرد والمشاركة نيابة عنهم، فلماذا يتهربون من الدخول في حوارات ويسلمون دفة الحوار للأتباع والجمهور الغث.
فبعد تسع سنوات من تأسيس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وجهوده في نشر ثقافة الحوار في المجتمع، كشفت الشبكات الإجتماعية عن صور من إخفاق المجتمع في استيعاب هذه الثقافة الإسلامية السامية، فهل فشل مركز الحوار الوطني في التأسيس لبيئة حقيقة للحوار يستطيع من خلالها المواطنين من التحاور والتجادل وفق أدب وثقافة الاختلاف والحوار التي هي ركيزة أساسية في الدين الإسلامي وقيمة سامية لانتشار الاحترام والثقة والمودة والطمأنينة والراحة النفسية بين الناس.
في هذا الخصوص يقول أستاذ الإعلام والباحث في استخدامات الإنترنت الدكتور فايز الشهري لـ "المثقف الجديد" أن اشكالية الحوار الوطني في المملكة أنه انطلق تحت مظلة رسمية وفي وقت عصيب فكان الحوار مؤطرا، والذين أسسوا بدايات الحوار غلبت على معظمهم حسابات شخصية ومصالح فئات وتيارات أكثر من تأسيس بيئة مجتمعية تحضن الحوار وتنميه، مضيفا بأن الحوار لم ينتكس فقط ولكن لم يبدأ مستقيم الأركان والشبكات الاجتماعية لم تخترع الخلافات وإنما أبرزتها.
ويشير الشهري إلى أن المشكلة تكمن لدى بعض الرموز الذين يؤمل منهم قيادة حوار وطني عبر الانترنت حيث تجدهم مشغولين بتكثير الأتباع ودغدغة مشاعرهم، وبالتالي ما يقولونه في الصوالين مما يمكن أن يثري العلاقات الاجتماعية بين التيارات والطوائف لا ينشرونه عبر الشبكات الاجتماعية.
المشكلة الثانية التي يشير إليها أستاذ الإعلام الشهري أننا جميعا لم نتفق على قواسم المشترك الوطني وحين نتحاور تجدنا وكل يسحب بساط الحوار فراشا لتطلعاته ولمن يظن أنه يمثلهم، ويقول أن هناك معضلة أخرى تظهر في حال نجوم الحوار، إذ نجدهم مفتونين بالاعلام والنجومية فلم يعد اهتمامهم منصبا على القضايا والهموم الوطنية بقدر استدامة التفكير في ابتداع (فرقعات) إعلامية ليبقوا نجوم الحوارات الشعبية التي تجد في الشبكات الاجتماعية مسرحها الأكبر.
ويقول الشهري إن القضية الأخطر في سلوكنا مع الترويج لثقافة الحوار هو هذا التعامل الاحتفالاتي معها وبها، فلم يعد المجتمع قادرا على التفريق في مناسبات الحوار الوطني بين (ضرر) الترويج الدعائي للحوار وكأنه أسبوع الشجرة، وضرورة طرح المواضيع ذات الأولوية مع توسيع دائرة شراكة شرائح المجتمع فيما يهمهم.
ويقول نواف العبدالكريم في حسابه على التويتر من الصعب جداً على جيل تشرب ثقافة الرأي الواحد في جميع مراحله التعليميه أن يصل الى مستوى مقبول من أدب الحوار وأن يستوعب كيف يكون الإختلاف، بينما يقترح الشاب داوود المقرن في حسابه على التويتر على مركز الملك الحوار الوطني التخلي عن الرسمية في عقد الحوارات والنزول لأرض الواقع وتكثيف ثقافة الحوار .
ويرجع أحد مستخدمي التويتر مشكلة تشنج وتدني الثقافة في الحوارات على التويتر إلى غياب أبجديات الحوار والاختلاف من الأساس وفشل دور مركز الحوار الوطني في هذا الخصوص.
وختاما كتب رئيس الدائرة الإعلامية بوزارة الخارجية السفير أسامة نقلي على حسابه في التويتر ذات مرة تغريدة أشبه ما تكون بالرد على ما يحدث في التويتر من مهاترات حوارية وتأسفا على واقع الحوار الذي وصل إليه المجتمع، يقول: "في بعض الأحيان أشعر أن اعتزال الجدل مفيد .. وأحوط للدين".