منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

#54819
استفاق العالم، أمس، على خبر فوز باراك اوباما بعهدة رئاسية ثانية. فسارعت الأنظمة العربية إلى خط رسائل التهنئة والمباركة، وأعلنت إسرائيل عن تمثيلية "انزعاجها" من النتيجة. أما الشعب السوري الذي يستيقظ يوميا على رائحة الدم وتعفن الجثث فلا يهمه من فاز في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكنه يعلم أنه حان وقت فك خيوط اللعبة "الدولية" وحلولها "المؤجلة" بسبب الانتخابات.

ما مصير الملف السوري؟ وهل ستغير الإدارة الأمريكية سياستها في الشرق الأوسط؟ وما أولوياتها بعد فوز المرشح الديمقراطي؟ أسئلة وأخرى تطرح نفسها اليوم بعد عودة اوباما إلى البيت الأبيض.

يرى المعارض السوري عدنان بوش أن الملف الإيراني والسوري سيكونان ضمن أولويات اوباما، وأكد في اتصال مع الشروق على أن الانتخابات كانت أهم سبب في تردد أمريكا "من حيث المبدأ أوباما ورومني كانا متنافسين حول إرضاء إسرائيل. وبالتالي فمن مصلحة إسرائيل أن تكون أمريكا على الحياد حتى تنهك سوريا شعبا وجيشا ومعارضة. وأعتقد أنه وبعد تفكيك الجيش واستنزاف الطاقات البشرية.

إسرائيل ستعطي الضوء الأخضر لأمريكا لاستعادة بريق شعاراتها الفضفاضة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان التي تجمدها أحيانا وترجع إليها الحياة مرة أخرى.

وأضاف في نفس السياق "أمريكا أدركت الآن أن استمرار الوضع في سوريا سينتقل إلى بلدان الجوار، مما سيؤثر حتما على وضع إسرائيل. وعليه فإن عرض الخروج الآمن سيعود إلى الواجهة، ولو أن القرار اليوم في سوريا أصبح بيد إيران، لأن سقوط النظام السوري هو سقوط للمشروع الإيراني، وعليه ستحاول الوصول إلى حلول وسط لإبقاء فلول للنظام في سوريا".

من جهته استبعد المعارض السوري، ميشال سطوف، أن تتسرع أمريكا في حل الأزمة السورية "الموقف الأمريكي لم يكن ثابتا، فهي ستحاول إبقاء النزاع قائما، وستسعى إلى إزاحة رأس النظام تدريجيا، وإعطاء أولوية لموضوع الإرهاب والقاعدة لخلق توازنات. أتصور أنه على صعيد الخيار الاستراتيجي، سيكون هناك حساب مصلحة إسرائيل، وحساب المنطقة. وسيكون شكل تعاطي أمريكا مع الملف السوري أكثر بروزا".

هذا واستبعد نائب سوري أن يغير الرئيس الأميركي، باراك اوباما، في ولايته الثانية من نظرته إلى قضايا الشرق الأوسط، كما استبعد أن تتورط واشنطن في أي حرب على سوريا، داعيا الرئيس الاميركي، باراك أوباما، إلى أن يكون أكثر واقعية وانفتاحا في نظرته لقضايا المنطقة.

وذهب عصام العريان رئيس حزب الحرية والعدالة إلى التفاؤل بإيجاد حل للازمة السورية لوقف نزيف الدم، وتحقيق طموحات الشعب السوري عبر تدعيم المبادرة المصرية التي طرحتها القاهرة، وتم تأييدها مؤخرا من موسكو.

للإشارة، فقد كان أوباما صريحاً في مناظرته الأخيرة عند التحدث عن سوريا، إذ لم يشر من قريب أو بعيد إلى إمكانية إسقاط النظام السوري أو دعم المعارضة عسكرياً، بل قال حرفياً: "إن الجهود الأمريكية منصبة لتنظيم المجتمع الدولي لمعالجة الشأن السوري"، مضيفاً "نحن ندعم المعارضة، ونتأكد من أن أولئك الذين نساعدهم، سيصبحون أصدقاءنا في المستقبل".