أزمة العلاقات السياسيه الدوليه تسببها السياسات الخاطئه
مرسل: السبت نوفمبر 10, 2012 12:55 pm
إن العلاقات السياسيه الدوليه بطبيعتها ماده معقده ومتشعبة الجوانب والأبعاد. ولاشك من أن التحولات في الممارسات الدوليه قد أنتجت بشكل أو بآخر سلوكيات وتحديات لم يعرفها المجتمع من قبل، مما أدى الى تعقيد الظاهره الدوليه. وعليه أصبح من الضروري إبتكار أدوات ومفاهيم جديده وإستخدام أساليب متطوره من أجل فهم أبعاد التطور الحاصل في الواقع الدولي. والعلاقات السياسيه الدوليه من جملة ماتعنيه، الوصف بأنها "العلاقات التي تهم الجماعه الدوليه ككل، وتسير وفقاً لسلوك معين يتخذ مظاهر مختلفه أبرزها التسلح والنفوذ الإقتصادي والحرب والإمبرباليه الإقليميه أو العماليه وتوازن القوى والدبلوماسيه." أما السياسه الخارجيه للدوله فتعني "خطة العمل التي تضعها الدوله لنشاطات علاقاتها مع الدول الأخرى".
فحينما إنتهت الحرب البارده، التي تلت الحرب العالميه الثانيه، بعد أن إتفق القطبان (الولايات المتحده الأمريكيه والإتحاد السوفيتي)، على إنها حالة سباق التسلح والتخلص من الترسانه النوويه، والحد من تطور أبحاث أسلحه الدمار الشامل، تنفس العالم الصعداء.
إلا أن مجرى الصراع بين الدول تحوًل بعدها، من صراع مواجهه عسكريه مباشره الى صراع إقتصادي وهيمنه غير مباشره. إذ وخلال العقود الأخيره برزت أربع محطات رئيسه للتنافس الدولي ونعني بها (الولايات المتحده الأمريكيه، الإتحاد الأوربي، روسيا، والصين) وبحكم التقارب الإستراتيجي بين الإتحاد الأوربي والولايات المتحده الأمريكيه فأنهم في واقع الحال يشكلان محطه واحده متطابقه فيما يتعلق بسلوك المواجهه مع الأطراف الأخرى"ومختلفه فبما يتعلق ببعض جوانب السياسه الدوليه، كالحرب على العراق أوغيرها".
وبما أن"المصالح الدوليه" تعتبرالعصب الأساس الذي يحرك العلاقات الدوليه، وبما أن التطور الهائل في التكنولوجيا والمعرفه العلميه يدفع بأهمية الدول الى أمام، وللتطور الهائل في القدرات الأقتصاديه، والقدرات العلميه للولايات المتحده الأمريكيه، فإنها تميزت بالصعود العالمي.
وعليه فإن الولايات المتحده الأمريكيه، أصبحت اللاعب الأكثر قدره على التحرك في الملعب الدولي، مما حدى بفئآت من نخبتها واسعة النفوذ في الأداره الحاليه، "من ذوي التوجهات اليمينيه في الحزب الجمهوري الحاكم" للدعوه بجعل أمريكا أمبراطوريه وحيده في العالم، زد على ذلك إتجاهات الإداره الأمريكيه في تعزيز قدراتها وطاقاتها العسكريه عن طريق زيادة التخصيصات لوزارة الدفاع بشكل مذهل، مما دفع الأطراف الأخرى من الجتمع الدولي أن تضع علامات إستفهام، والتساؤل ب لماذا؟ وضد من كل هذا الإهتمام بهذه القوه الهائله؟
ويُستنتج من هذا الكلام بإن بناء القوه العسكريه في أمريكا لم يكن قد توقف أو أنخفض وإنما على العكس من ذلك، وتؤكد ذلك أرقام التخصيصات الماليه المرتفعه الموجهه للدفاع كما أشرنا، ومن ملاحظه القدرات الأمريكيه المستخدمه في الحرب على أفغانستان ومن ثم العراق.
أضف الى ذلك السياسات الأمريكيه العالميه التي تتجه نحو جعل العالم يسير وفق التوجهات السياسيه والإقتصاديه الأمريكيه، وبكونها تعمل جاهدةً على نشر قواها هنا وهناك، كما وسعيها الجاد للتغير في أنظمة حكم البلدان غير الديمقراطيه كما تؤكد بشكل مستمر، "وقد طال الأمر حتى البلدان المحسوبه بقربها من السياسات الأمريكيه"، ناهيك عن تعزيز تواجدها العسكري والسياسي والإقتصادي في المناطق ذات الأهميه الأقتصاديه والأستراتيجيه في العالم. بالإضافه الى سيطرتها المباشره في الوقت الحاضر على كل من العراق وأفغانستان. وليس بجديد القول بأنها تعمل جاهده لإسقاط النظام الإيراني أو إضعافه لتحويل توجهاته بما يتناسب والتوجهات الأمريكيه. كل ذلك كان مدعاة للتساؤل الدولي.
ولكن ذروة هذه السياسات تمثل بإعلان الولايات المتحده الأمريكيه عن جزء من سياستها (الدفاعيه) وذلك بإنشاء منظومة صواريخ مضاده للصوارخ العابرة للقارات ونشرها في أوربا، مما أثار حفيظة روسيا، وقد أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صراحةً بأن هذه الصواريخ تشكل تهديداً لأمن روسيا الوطني ولامبرر لنشرها. كما أكد قادة الجيش الروسي بأن هذه الخطوه تعتبر إنتهاكاً للإتفاقيات المعقوده بين الطرفين"أمريكا والإتحاد السوفيتي السابق" والتي تؤكد على نزع السلاح وإنهاء حالة الصراع بين المعسكرين. إلا أن الأداره الأمريكيه قللًت من أهمية هذه المخاوف وأعلنت بأن هذه الصواريخ هي للدفاع عن أوربا وأمريكا من الصواريخ الإيرانيه المحتمله!!
ويرى الكثير من المحلليين السياسيين، بأن السياسه الأمريكيه هذه، إضافه الى السياسات الأخرى، (العولمه، نشر الديمقراطيه التي تعتبر الأساس في مساندة أمريكا على نشر مفاهيمها، التهديد والترغيب وحتى الإحتلال، وتوسيع التعاون والإتفاقات الثنائيه ونشر القواعد العسكريه،وسياسة التسلح الجديده، وحقوق الإنسان، وغيرها من السياسات) قد دفعت وتدفع بالأطراف الإخرى"من المجتمع الدولي، الى تغيير سياساتها وفقاً لما تعتبره تهديداً مباشراً لأمنها الوطني.
فبالرغم من أن الصين تعمل ومنذ زمن، على تعزيز قدراتها العسكريه بما ينسجم وتطور قدراتها الأقتصاديه التي بدأت تُقلق الأمريكان والأوربيون، أعلنت روسيا مؤخراً بأنها سوف لن تبقى محدودة التصرف مادام الطرف الآخر لايحترم الإتفاقيات التي تم الإتفاق عليها.
وعليه فإن العالم اليوم يجد نفسه مجدداً أمام منعطف خطير للعلاقات الدوليه. وفيما لو أن الأمريكان وحلفائهم من الأوربيون لم يستجيبوا لتصحيح مسار العلاقات الدوليه، فسيجد العالم نفسه أمام مخاطر عمليات تسلح جديده تكون أبعادها أشد فتكاً بالأنسان نتيجه للطفره الهائله في التطور العلمي والتقني والأمكانيات الماديه.
ونحن نميل الى كفة إستمرارالرفض الأمريكي وعدم الأستجابه للمطالب الروسيه بالدرجه الأساس، من منطلق إن هذا التوجه سيتعارض والتوجهات الأمريكيه الساعيه بسياساتها الحاليه الى جعل العالم يعيش تحت سياسة إمبراطورة القطب الواحد مادامت(أمريكا) تحوز على كل مقومات ذلك. وهذا ماسيشكل وعاءاً للرفض الدولي، وسبباً لتمحورات جديده تزداد فيها فسحة المواجهه، وهذا مايخافه العالم اليوم. خصوصا البلدان ذات الوزن القليل القوه في المجتمع الدولي، لأنها ستكون الضحيه الأولى لمثل هكذا مواجهات.
فحينما إنتهت الحرب البارده، التي تلت الحرب العالميه الثانيه، بعد أن إتفق القطبان (الولايات المتحده الأمريكيه والإتحاد السوفيتي)، على إنها حالة سباق التسلح والتخلص من الترسانه النوويه، والحد من تطور أبحاث أسلحه الدمار الشامل، تنفس العالم الصعداء.
إلا أن مجرى الصراع بين الدول تحوًل بعدها، من صراع مواجهه عسكريه مباشره الى صراع إقتصادي وهيمنه غير مباشره. إذ وخلال العقود الأخيره برزت أربع محطات رئيسه للتنافس الدولي ونعني بها (الولايات المتحده الأمريكيه، الإتحاد الأوربي، روسيا، والصين) وبحكم التقارب الإستراتيجي بين الإتحاد الأوربي والولايات المتحده الأمريكيه فأنهم في واقع الحال يشكلان محطه واحده متطابقه فيما يتعلق بسلوك المواجهه مع الأطراف الأخرى"ومختلفه فبما يتعلق ببعض جوانب السياسه الدوليه، كالحرب على العراق أوغيرها".
وبما أن"المصالح الدوليه" تعتبرالعصب الأساس الذي يحرك العلاقات الدوليه، وبما أن التطور الهائل في التكنولوجيا والمعرفه العلميه يدفع بأهمية الدول الى أمام، وللتطور الهائل في القدرات الأقتصاديه، والقدرات العلميه للولايات المتحده الأمريكيه، فإنها تميزت بالصعود العالمي.
وعليه فإن الولايات المتحده الأمريكيه، أصبحت اللاعب الأكثر قدره على التحرك في الملعب الدولي، مما حدى بفئآت من نخبتها واسعة النفوذ في الأداره الحاليه، "من ذوي التوجهات اليمينيه في الحزب الجمهوري الحاكم" للدعوه بجعل أمريكا أمبراطوريه وحيده في العالم، زد على ذلك إتجاهات الإداره الأمريكيه في تعزيز قدراتها وطاقاتها العسكريه عن طريق زيادة التخصيصات لوزارة الدفاع بشكل مذهل، مما دفع الأطراف الأخرى من الجتمع الدولي أن تضع علامات إستفهام، والتساؤل ب لماذا؟ وضد من كل هذا الإهتمام بهذه القوه الهائله؟
ويُستنتج من هذا الكلام بإن بناء القوه العسكريه في أمريكا لم يكن قد توقف أو أنخفض وإنما على العكس من ذلك، وتؤكد ذلك أرقام التخصيصات الماليه المرتفعه الموجهه للدفاع كما أشرنا، ومن ملاحظه القدرات الأمريكيه المستخدمه في الحرب على أفغانستان ومن ثم العراق.
أضف الى ذلك السياسات الأمريكيه العالميه التي تتجه نحو جعل العالم يسير وفق التوجهات السياسيه والإقتصاديه الأمريكيه، وبكونها تعمل جاهدةً على نشر قواها هنا وهناك، كما وسعيها الجاد للتغير في أنظمة حكم البلدان غير الديمقراطيه كما تؤكد بشكل مستمر، "وقد طال الأمر حتى البلدان المحسوبه بقربها من السياسات الأمريكيه"، ناهيك عن تعزيز تواجدها العسكري والسياسي والإقتصادي في المناطق ذات الأهميه الأقتصاديه والأستراتيجيه في العالم. بالإضافه الى سيطرتها المباشره في الوقت الحاضر على كل من العراق وأفغانستان. وليس بجديد القول بأنها تعمل جاهده لإسقاط النظام الإيراني أو إضعافه لتحويل توجهاته بما يتناسب والتوجهات الأمريكيه. كل ذلك كان مدعاة للتساؤل الدولي.
ولكن ذروة هذه السياسات تمثل بإعلان الولايات المتحده الأمريكيه عن جزء من سياستها (الدفاعيه) وذلك بإنشاء منظومة صواريخ مضاده للصوارخ العابرة للقارات ونشرها في أوربا، مما أثار حفيظة روسيا، وقد أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صراحةً بأن هذه الصواريخ تشكل تهديداً لأمن روسيا الوطني ولامبرر لنشرها. كما أكد قادة الجيش الروسي بأن هذه الخطوه تعتبر إنتهاكاً للإتفاقيات المعقوده بين الطرفين"أمريكا والإتحاد السوفيتي السابق" والتي تؤكد على نزع السلاح وإنهاء حالة الصراع بين المعسكرين. إلا أن الأداره الأمريكيه قللًت من أهمية هذه المخاوف وأعلنت بأن هذه الصواريخ هي للدفاع عن أوربا وأمريكا من الصواريخ الإيرانيه المحتمله!!
ويرى الكثير من المحلليين السياسيين، بأن السياسه الأمريكيه هذه، إضافه الى السياسات الأخرى، (العولمه، نشر الديمقراطيه التي تعتبر الأساس في مساندة أمريكا على نشر مفاهيمها، التهديد والترغيب وحتى الإحتلال، وتوسيع التعاون والإتفاقات الثنائيه ونشر القواعد العسكريه،وسياسة التسلح الجديده، وحقوق الإنسان، وغيرها من السياسات) قد دفعت وتدفع بالأطراف الإخرى"من المجتمع الدولي، الى تغيير سياساتها وفقاً لما تعتبره تهديداً مباشراً لأمنها الوطني.
فبالرغم من أن الصين تعمل ومنذ زمن، على تعزيز قدراتها العسكريه بما ينسجم وتطور قدراتها الأقتصاديه التي بدأت تُقلق الأمريكان والأوربيون، أعلنت روسيا مؤخراً بأنها سوف لن تبقى محدودة التصرف مادام الطرف الآخر لايحترم الإتفاقيات التي تم الإتفاق عليها.
وعليه فإن العالم اليوم يجد نفسه مجدداً أمام منعطف خطير للعلاقات الدوليه. وفيما لو أن الأمريكان وحلفائهم من الأوربيون لم يستجيبوا لتصحيح مسار العلاقات الدوليه، فسيجد العالم نفسه أمام مخاطر عمليات تسلح جديده تكون أبعادها أشد فتكاً بالأنسان نتيجه للطفره الهائله في التطور العلمي والتقني والأمكانيات الماديه.
ونحن نميل الى كفة إستمرارالرفض الأمريكي وعدم الأستجابه للمطالب الروسيه بالدرجه الأساس، من منطلق إن هذا التوجه سيتعارض والتوجهات الأمريكيه الساعيه بسياساتها الحاليه الى جعل العالم يعيش تحت سياسة إمبراطورة القطب الواحد مادامت(أمريكا) تحوز على كل مقومات ذلك. وهذا ماسيشكل وعاءاً للرفض الدولي، وسبباً لتمحورات جديده تزداد فيها فسحة المواجهه، وهذا مايخافه العالم اليوم. خصوصا البلدان ذات الوزن القليل القوه في المجتمع الدولي، لأنها ستكون الضحيه الأولى لمثل هكذا مواجهات.