تحليل إخباري
مرسل: الاثنين مارس 16, 2009 12:08 am
واشنطن ـــ يو بي أي ـــ أصبح الوضع في لبنان هذه الأيام نموذجاً مصغراً لبقية دول منطقة الشرق الأوسط المضطربة ومرآة لها، من حيث إنه متقلب ومعقد ومتفجر.
ويعيش لبنان، تماماً كما غيره من دول المنطقة، هدوءاً غير مستقر، وإن كان هدوءاً يمكن أن يتحول إلى نزاع شرق أوسطي معمم في أي لحظة.
فالوضع متقلب لأن هناك الكثير من الخطط الجانبية للصراع في الشرق الأوسط بعدما أصبحت القضايا اكثر تعقيداً ومدعاة للقلق. وحذر كبار الدبلوماسيين الأجانب، الذين يعرفون المنطقة وصراعاتها، من ان «اندلاع حرب إقليمية كبيرة ليس أمراً بعيداً عن التصور».
أقرب ما يدرك الناس
وعلى الرغم من ان الحرب في الشرق الأوسط ليست وشيكة، فإن خطر اندلاع حرب إقليمية معممة أقرب ما يدرك معظم الناس. فبين الصمامات التي يمكن أن تشعل النار هو عدم إحراز أي تقدم في محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وما يشكو منه العديد من الزعماء العرب: تدخل إيران في الشؤون العربية، والانتخابات البرلمانية التي تجري في لبنان في يونيو المقبل.
والوضع معقد لأن وصول إيران والجماعات الإسلامية في السنوات الأخيرة إلى النزاع في الشرق الأوسط تسبب إلى تعقيد المشكلة الصعبة أصلاً. وكما أشار أحد المسؤولين اللبنانيين، طلب عدم الكشف عن اسمه، فإن إيران أشبه بالأخطبوط، وتطال كل وجه من أوجه المشاكل العديدة التي تعانيها دول الشرق الأوسط اليوم، وبينها لبنان.
ويعتبر الوضع متفجراً لأن الكثير من المراقبين والمؤرخين لسياسة الشرق الأوسط يخشون في الوقت الراهن من أن تفشل إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في إنعاش محادثات السلام. ويشعر البعض بالقلق من أن تكون ردة الفعل «الطبيعية» حرباً إقليمية جديدة واسعة النطاق.
يشار إلى انه يسهل ترتيب نزاع كهذا من خلال هجوم إسرائيلي على إيران أو قيام حزب الله بأي نشاط على طول الحدود الشمالية لإسرائيل.
وفي مؤتمر صحفي عقد في العاصمة الأميركية واشنطن الأسبوع الماضي، اتفق عدد من المتخصصين في شؤون الشرق الأوسط، بينهم مراقبون ودبلوماسيون أميركيون حاليون وسابقون، على ان تصاعد التطرف عند طرفي النزاع، وعدم إحراز أي تقدم في محادثات السلام، يتسببان إلى تغيير وجه الصراع في الشرق الأوسط. والحقيقة هي ان ما كان يعتبر مشكلة أرض بين إسرائيل والفلسطينيين تحوّل إلى حرب دينية مخيفة.
تقدّم إيراني
يشار إلى ان إيران استغرقت 30 سنة كي تتمكن من تصدير ثورتها بنجاح، لكنها تحرز تقدماً الآن في المنطقة.
وفيما يمكن أن يكون الإيرانيون قد وجدوا في حزب الله، الذي يشاركهم العقيدة الدينية نفسها، حليفاً طبيعياً لهم في لبنان، فقد أقاموا تحالفات أيضاً مع مجموعات سنية كما هو الحال مع حركة «حماس» في غزة، وفي لبنان، وبخاصة في الشمال في أنحاء مدينة طرابلس وفي عشرات مخيمات اللاجئين الفلسطينيين المنتشرة في جميع أنحاء لبنان. هذا مع العلم ان المخيمات التي كانت تحت سيطرة منظمة التحرير الفلسطينية تحولت إلى حصون مصغرة يُمنع على السلطة اللبنانية دخولها. وبعد مغادرة منظمة التحرير وتوسع نفوذ تنظيم «القاعدة» وفروعه، أصبحت المخيمات ملاذاً طبيعياً لكل من يسعى للهروب من القانون.
وقد نشأ تعاون وثيق بين إيران والمجموعات الجهادية السنّية التي استقرت في مخيمات اللاجئين، مما حوّل لبنان إلى صورة مصغرة للعديد من المشاكل التي تؤثر في المنطقة اليوم والتي بات يستحيل فصلها.
لبنان محشور في الوسط
في مطلق الأحوال، فإن حل النزاع الداخلي القائم في لبنان بين حزب الله، الذي ما زال الفريق اللبناني الوحيد من خارج القوات الأمنية الذي يسمح له بحمل الأسلحة، وحركة 14 آذار/مارس، أصبح أمراً غير متوقع بمعزل عن التوصل إلى حل إقليمي عام.
يذكر ان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله سبق أن أشار إلى انه ما إن تُحلّ قضية الجنوب اللبناني ستطرح مسألة تحرير القدس، وبالطبع قد يكون هذا مجرد كلام، ولكن مرة أخرى...؟
وبعبارة أخرى، لا يمكن أن يتم التوصل إلى حل داخلي لبناني لمسألة سلاح حزب الله إلى أن يتم توقيع اتفاق سلام بين سوريا وإسرائيل، بالإضافة إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وما يجعل الوضع في لبنان الأكثر تقلباً هو ان كل تلك المشاكل أصبحت معقدة ومتداخلة في كثير من الحالات، ويجد لبنان نفسه محشوراً في الوسط.
إذاً، فإن التركيز كله ينصب الآن على الانتخابات البرلمانية اللبنانية المزمع إجراؤها في السابع من يونيو المقبل. وما نجده على المحك هو الفكرة القائلة إن مفهوم الديموقراطية يترسخ. فكثر هم من يعلّقون آمالهم على نتائج هذه الانتخابات، فيما تبدي حركة 14 آذار/مارس خشية من أن يستخدم المحور المؤيد لسوريا وإيران الرصاصة للتأثير في الانتخابات.
ويعيش لبنان، تماماً كما غيره من دول المنطقة، هدوءاً غير مستقر، وإن كان هدوءاً يمكن أن يتحول إلى نزاع شرق أوسطي معمم في أي لحظة.
فالوضع متقلب لأن هناك الكثير من الخطط الجانبية للصراع في الشرق الأوسط بعدما أصبحت القضايا اكثر تعقيداً ومدعاة للقلق. وحذر كبار الدبلوماسيين الأجانب، الذين يعرفون المنطقة وصراعاتها، من ان «اندلاع حرب إقليمية كبيرة ليس أمراً بعيداً عن التصور».
أقرب ما يدرك الناس
وعلى الرغم من ان الحرب في الشرق الأوسط ليست وشيكة، فإن خطر اندلاع حرب إقليمية معممة أقرب ما يدرك معظم الناس. فبين الصمامات التي يمكن أن تشعل النار هو عدم إحراز أي تقدم في محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وما يشكو منه العديد من الزعماء العرب: تدخل إيران في الشؤون العربية، والانتخابات البرلمانية التي تجري في لبنان في يونيو المقبل.
والوضع معقد لأن وصول إيران والجماعات الإسلامية في السنوات الأخيرة إلى النزاع في الشرق الأوسط تسبب إلى تعقيد المشكلة الصعبة أصلاً. وكما أشار أحد المسؤولين اللبنانيين، طلب عدم الكشف عن اسمه، فإن إيران أشبه بالأخطبوط، وتطال كل وجه من أوجه المشاكل العديدة التي تعانيها دول الشرق الأوسط اليوم، وبينها لبنان.
ويعتبر الوضع متفجراً لأن الكثير من المراقبين والمؤرخين لسياسة الشرق الأوسط يخشون في الوقت الراهن من أن تفشل إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما في إنعاش محادثات السلام. ويشعر البعض بالقلق من أن تكون ردة الفعل «الطبيعية» حرباً إقليمية جديدة واسعة النطاق.
يشار إلى انه يسهل ترتيب نزاع كهذا من خلال هجوم إسرائيلي على إيران أو قيام حزب الله بأي نشاط على طول الحدود الشمالية لإسرائيل.
وفي مؤتمر صحفي عقد في العاصمة الأميركية واشنطن الأسبوع الماضي، اتفق عدد من المتخصصين في شؤون الشرق الأوسط، بينهم مراقبون ودبلوماسيون أميركيون حاليون وسابقون، على ان تصاعد التطرف عند طرفي النزاع، وعدم إحراز أي تقدم في محادثات السلام، يتسببان إلى تغيير وجه الصراع في الشرق الأوسط. والحقيقة هي ان ما كان يعتبر مشكلة أرض بين إسرائيل والفلسطينيين تحوّل إلى حرب دينية مخيفة.
تقدّم إيراني
يشار إلى ان إيران استغرقت 30 سنة كي تتمكن من تصدير ثورتها بنجاح، لكنها تحرز تقدماً الآن في المنطقة.
وفيما يمكن أن يكون الإيرانيون قد وجدوا في حزب الله، الذي يشاركهم العقيدة الدينية نفسها، حليفاً طبيعياً لهم في لبنان، فقد أقاموا تحالفات أيضاً مع مجموعات سنية كما هو الحال مع حركة «حماس» في غزة، وفي لبنان، وبخاصة في الشمال في أنحاء مدينة طرابلس وفي عشرات مخيمات اللاجئين الفلسطينيين المنتشرة في جميع أنحاء لبنان. هذا مع العلم ان المخيمات التي كانت تحت سيطرة منظمة التحرير الفلسطينية تحولت إلى حصون مصغرة يُمنع على السلطة اللبنانية دخولها. وبعد مغادرة منظمة التحرير وتوسع نفوذ تنظيم «القاعدة» وفروعه، أصبحت المخيمات ملاذاً طبيعياً لكل من يسعى للهروب من القانون.
وقد نشأ تعاون وثيق بين إيران والمجموعات الجهادية السنّية التي استقرت في مخيمات اللاجئين، مما حوّل لبنان إلى صورة مصغرة للعديد من المشاكل التي تؤثر في المنطقة اليوم والتي بات يستحيل فصلها.
لبنان محشور في الوسط
في مطلق الأحوال، فإن حل النزاع الداخلي القائم في لبنان بين حزب الله، الذي ما زال الفريق اللبناني الوحيد من خارج القوات الأمنية الذي يسمح له بحمل الأسلحة، وحركة 14 آذار/مارس، أصبح أمراً غير متوقع بمعزل عن التوصل إلى حل إقليمي عام.
يذكر ان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله سبق أن أشار إلى انه ما إن تُحلّ قضية الجنوب اللبناني ستطرح مسألة تحرير القدس، وبالطبع قد يكون هذا مجرد كلام، ولكن مرة أخرى...؟
وبعبارة أخرى، لا يمكن أن يتم التوصل إلى حل داخلي لبناني لمسألة سلاح حزب الله إلى أن يتم توقيع اتفاق سلام بين سوريا وإسرائيل، بالإضافة إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وما يجعل الوضع في لبنان الأكثر تقلباً هو ان كل تلك المشاكل أصبحت معقدة ومتداخلة في كثير من الحالات، ويجد لبنان نفسه محشوراً في الوسط.
إذاً، فإن التركيز كله ينصب الآن على الانتخابات البرلمانية اللبنانية المزمع إجراؤها في السابع من يونيو المقبل. وما نجده على المحك هو الفكرة القائلة إن مفهوم الديموقراطية يترسخ. فكثر هم من يعلّقون آمالهم على نتائج هذه الانتخابات، فيما تبدي حركة 14 آذار/مارس خشية من أن يستخدم المحور المؤيد لسوريا وإيران الرصاصة للتأثير في الانتخابات.