- الثلاثاء نوفمبر 20, 2012 9:41 am
#55143
سقراط (469 ـ 399 ق.م). فيلسوف(1) ومعلم يوناني(2) جعلت منه حياته وآراؤه وطريقة موته الشجاعة، أحد أشهر الشخصيات التي نالت الإعجاب في التاريخ. صرف سقراط حياته تمامًا للبحث عن الحقيقة والخير. لم يترك أن سقراط أية مؤلفات، وقد عُرِفت معظم المعلومات عن حياته وتعاليمه من تلميذيه المؤرخ زينفون والفيلسوف أفلاطون(3)، بالإضافة إلى ما كتبه عنه أريسطوفانيس وأرسطو(4). وُلد سقراط وعاش في أثينا(5). وكان ملبسه بسيطًا. وعُرف عنه تواضعه في المأكل والمشرب. وتزوج من زانْثِب التي عُرف عنها حسب الروايات أنها كانت حادة الطبع ويصعب العيش معها. وقد أنجبت له طفلين على الأقل.
كان سقراط يعلم الناس في الشوارع والأسواق والملاعب. وكان أسلوب تدريسه يعتمد على توجيه أسئلة إلى مستمعيه، ثم يُبين لهم مدى عدم كفاية أجوبتهم. قُدّمَ سقراط للمحاكمة وُوجهت إليه تهمة إفساد الشباب والإساءة إلى التقاليد الدينية. وكان سقراط يُلمحُ إلى أن الحكام يجب أن يكونوا من أولئك الرجال الذين يعرفون كيف يحكمون، وليس بالضرورة أولئك الذين يتم انتخابهم. وكان سقراط يؤمن بأن الأسلوب السليم لاكتشاف الخصائص العامة هو الطريقة الاستقرائية المسماة بالجدلية؛ أي مناقشة الحقائق الخاصة للوصول إلى فكرة عامة. وقد أخذت هذه العملية شكل الحوار الجدلي الذي عرف فيما بعد باسم الطريقة السقراطية.
ومما تميز به سقراط في مناقشاته وحواراته، اصراره الدائم على ترسيخ الفضيلة في مواجهة الرذيلة.. فقال:
«الفضيلة علم، والرذيلة جهل.. ولو علم الانسان ماهية الفضيلة فلا شك انه سيعمل بها، ولو علم ماهية الرذيلة فلا بد ان يتجنبها».
وقد حظيت (الفضيلة) و(الرذيلة) بعناية الفلاسفة والمفكرين الاخلاقيين عناية كبرى، فامتدح الفيثاغوريون، الصداقة، وعاشوا فضيلتها، ومارسوا اساليب التقشف، ومحاسبة النفس.. وحاول هيروقليطس ربط العقائد الاخلاقية بمذاهب الفلسفة، واعتقد السفسطائيون: ان الانسان مقياس كل شيء، وان الحكمة هي فن بلوغ السعادة.
الى ان جاء سقراط، وقرر ان العدالة وسائر الفضائل تتلخص في الحكمة او معرفة الخير، وان السعادة تتحقق بممارسة الفضيلة.. ثم ربط بين امرين، الاول: ان الفضيلة علم، والثاني: انه من الممكن تعليمها ما دامت علما.. فإذا ثبت عدم صحة الفرضية الاولى، ثبت تبعا لذلك انعدام صحة الفرضية الثانية.
والمعروف ان سقراط لم يكن يتناول اجرا على قيامه بمهنة التعليم لأنه يؤمن ان المعرفة موجودة داخل النفس البشرية، ويستطيع المرء ان يستنبطها بالتوليد، فكيف يأخذ المعلم اجرا على شيء ليس في ملكه؟! قد يكون الاجر جائزا في تعليم المهن الصناعية والحرف، اما عندما يكون التعليم يستهدف ترسيخ الفضائل التي من الممكن ان يجبل عليها الانسان باعتبارها متأصلة فيه، فهذا ما لا يجوز في عرف سقراط ولهذا نجد ان الكاتب المسرحي الكوميدي ارسطوفان جعل من سقراط مدعاة للسخرية في مسرحية (السحب)، واتهمه فيها انه يستغل تلامذته فيأخذ منهم المال ويعطيهم الخيال حتى يقال ان تلك المسرحية كانت من جملة الاسباب التي اشاعت عن سقراط تهمة افساد الشباب وتحويل ارائهم وجعلهم يثورون على العادات الجارية والتقاليد الموروثة في مجتمعاتهم.
وهذا حق، فسقراط كان يدعو الشباب الى الثورة على الموروث ولكنه لم يكن يتناول اجرا على التعليم ـ كما صورته المسرحية ـ... وهو لم يعلم تلامذته ان يسلكوا مسلك المناهج الفلسفية السابقة عليه التي تدعو الانسان الى ان يتغلب على الآخرين باستخدام قوة البيان، حتى وان كان ذلك التغلب يسلك طريق الباطل... فسقراط كان يهدف دائما في تعاليمه الى استخدام اشرف الطرق وانبلها الى بلوغ الحقيقة. وقد عاش سقراط في هذه الاجواء، وكان هو الآخر يقوم بمهنة التعليم مثل السفسطائيين، لكنه اختلف عنهم، لأنه لم يكن يأخذ بمبدأ القوة كأساس للحق، ولا بمبدأ نسبية الحق، وانه تابع ـ اي الحق ـ لما يراه كل انسان حسب مصالحه.
.. والحوار السقراطي اتخذ طابعا معينا تميز به سقراط عن سواه، فهو يوقع محاوره او خصمه في الارتباك، ولا يبادر في الاتيان على الاجوبة في ما يطرحه من تساؤلات، ولكنه يستخرجها من محاوره نفسه، وبعبارة اخرى (يولدها).
هذا النهج اذن يدعو الى ان يفكر الانسان في نفسه، وان يمعن النظر في الآراء والمعتقدات، ولا يأخذ بها كقضايا مسلمة.. فإن فعل المرء ذلك اندحرت اذن تلك القداسة التي كثيرا ما تخلع على العادات والتقاليد والمعتقدات الموروثة، ويتبين للمرء ان بعضها صحيح، وبعضها الآخر فاسد، وانها ليست كلها حقا بل ان كثيرا منها يقوم على الباطل.
www.wakra.net/suqrat.htm
http://www.zenaat.com/forum/zenaat140504/
http://mnwat.net/qs/t171987.html http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9% ... 8%A7%D8%B7
كان سقراط يعلم الناس في الشوارع والأسواق والملاعب. وكان أسلوب تدريسه يعتمد على توجيه أسئلة إلى مستمعيه، ثم يُبين لهم مدى عدم كفاية أجوبتهم. قُدّمَ سقراط للمحاكمة وُوجهت إليه تهمة إفساد الشباب والإساءة إلى التقاليد الدينية. وكان سقراط يُلمحُ إلى أن الحكام يجب أن يكونوا من أولئك الرجال الذين يعرفون كيف يحكمون، وليس بالضرورة أولئك الذين يتم انتخابهم. وكان سقراط يؤمن بأن الأسلوب السليم لاكتشاف الخصائص العامة هو الطريقة الاستقرائية المسماة بالجدلية؛ أي مناقشة الحقائق الخاصة للوصول إلى فكرة عامة. وقد أخذت هذه العملية شكل الحوار الجدلي الذي عرف فيما بعد باسم الطريقة السقراطية.
ومما تميز به سقراط في مناقشاته وحواراته، اصراره الدائم على ترسيخ الفضيلة في مواجهة الرذيلة.. فقال:
«الفضيلة علم، والرذيلة جهل.. ولو علم الانسان ماهية الفضيلة فلا شك انه سيعمل بها، ولو علم ماهية الرذيلة فلا بد ان يتجنبها».
وقد حظيت (الفضيلة) و(الرذيلة) بعناية الفلاسفة والمفكرين الاخلاقيين عناية كبرى، فامتدح الفيثاغوريون، الصداقة، وعاشوا فضيلتها، ومارسوا اساليب التقشف، ومحاسبة النفس.. وحاول هيروقليطس ربط العقائد الاخلاقية بمذاهب الفلسفة، واعتقد السفسطائيون: ان الانسان مقياس كل شيء، وان الحكمة هي فن بلوغ السعادة.
الى ان جاء سقراط، وقرر ان العدالة وسائر الفضائل تتلخص في الحكمة او معرفة الخير، وان السعادة تتحقق بممارسة الفضيلة.. ثم ربط بين امرين، الاول: ان الفضيلة علم، والثاني: انه من الممكن تعليمها ما دامت علما.. فإذا ثبت عدم صحة الفرضية الاولى، ثبت تبعا لذلك انعدام صحة الفرضية الثانية.
والمعروف ان سقراط لم يكن يتناول اجرا على قيامه بمهنة التعليم لأنه يؤمن ان المعرفة موجودة داخل النفس البشرية، ويستطيع المرء ان يستنبطها بالتوليد، فكيف يأخذ المعلم اجرا على شيء ليس في ملكه؟! قد يكون الاجر جائزا في تعليم المهن الصناعية والحرف، اما عندما يكون التعليم يستهدف ترسيخ الفضائل التي من الممكن ان يجبل عليها الانسان باعتبارها متأصلة فيه، فهذا ما لا يجوز في عرف سقراط ولهذا نجد ان الكاتب المسرحي الكوميدي ارسطوفان جعل من سقراط مدعاة للسخرية في مسرحية (السحب)، واتهمه فيها انه يستغل تلامذته فيأخذ منهم المال ويعطيهم الخيال حتى يقال ان تلك المسرحية كانت من جملة الاسباب التي اشاعت عن سقراط تهمة افساد الشباب وتحويل ارائهم وجعلهم يثورون على العادات الجارية والتقاليد الموروثة في مجتمعاتهم.
وهذا حق، فسقراط كان يدعو الشباب الى الثورة على الموروث ولكنه لم يكن يتناول اجرا على التعليم ـ كما صورته المسرحية ـ... وهو لم يعلم تلامذته ان يسلكوا مسلك المناهج الفلسفية السابقة عليه التي تدعو الانسان الى ان يتغلب على الآخرين باستخدام قوة البيان، حتى وان كان ذلك التغلب يسلك طريق الباطل... فسقراط كان يهدف دائما في تعاليمه الى استخدام اشرف الطرق وانبلها الى بلوغ الحقيقة. وقد عاش سقراط في هذه الاجواء، وكان هو الآخر يقوم بمهنة التعليم مثل السفسطائيين، لكنه اختلف عنهم، لأنه لم يكن يأخذ بمبدأ القوة كأساس للحق، ولا بمبدأ نسبية الحق، وانه تابع ـ اي الحق ـ لما يراه كل انسان حسب مصالحه.
.. والحوار السقراطي اتخذ طابعا معينا تميز به سقراط عن سواه، فهو يوقع محاوره او خصمه في الارتباك، ولا يبادر في الاتيان على الاجوبة في ما يطرحه من تساؤلات، ولكنه يستخرجها من محاوره نفسه، وبعبارة اخرى (يولدها).
هذا النهج اذن يدعو الى ان يفكر الانسان في نفسه، وان يمعن النظر في الآراء والمعتقدات، ولا يأخذ بها كقضايا مسلمة.. فإن فعل المرء ذلك اندحرت اذن تلك القداسة التي كثيرا ما تخلع على العادات والتقاليد والمعتقدات الموروثة، ويتبين للمرء ان بعضها صحيح، وبعضها الآخر فاسد، وانها ليست كلها حقا بل ان كثيرا منها يقوم على الباطل.
www.wakra.net/suqrat.htm
http://www.zenaat.com/forum/zenaat140504/
http://mnwat.net/qs/t171987.html http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B3%D9% ... 8%A7%D8%B7