صفحة 1 من 1

مبادئ العلاقات الدولية في المنظور الإسلامي(أولاً)

مرسل: الأحد نوفمبر 25, 2012 10:36 pm
بواسطة عمر البطاح 80
مبادئ العلاقات الدولية في المنظور الإسلامي
إن التصور الذي يحكم العلاقات الدولية في المنظور الإسلامي ينطلق بشكل عام من الإطار الذي يحكم كل مناهج النظر في قضايا الوجود و الفكر و هو الإطار الذي يحدد ضوابط التطبيق الإنساني لتلك المناهج بما يحقق إرادة الله تعالى في اعمار الحياة على الأرض، ذلك أن الله سبحانه و تعالى قد شرع المنهج الإسلامي لكل البشرية في جميع أزمانها و أطوارها، ليكون ذلك أصلا ثابتا تتطور في حدوده و في إطاره.
و بالتالي فإن الثوابت الإسلامية هي التي تضبط الحركة البشرية و التصورات الحيوية، فلا ينفلت زمامها كما وقع لأوروبا عندما أفلتت من عروة العقيدة و يمكن النظر إلى جملة هذه الثوابت من خلال المبادئ التالية:
- أولا: التوحيد الإسلامي: ينفرد المنظور الإسلامي بتصور التوحيد الكامل، الخالص من بين سائر التصورات الإعتقادية و الفلسفية السائدة في جنيات الأرض و التوحيد "هو أول الثوابت الإسلامية و مصدر باقي المسلمات الفكرية و الإيمانية، طالبنا الحق سبحانه و تعالى به في أول ما نزل من آيات القرآن الكريم ليكون بمثابة نقطة الانطلاق و حجر الزاوية في بناء أي نسق عملي سليم، يوجه رؤية الإنسان الصائبة لحقائق الحياة و الفكر و الوجود و يساعده على فهم و قراءة كلمات الله القرآنية في كتابه المسطور و كلماته الكونية في كتابه المنظور"[1]
إن تأكيد هذه الحقيقة في منظور الفكر الإسلامي باعتبارها أهم مقومات الشخصية المسلمة فرديا و جماعيا يجعلها هي الضابط لمختلف التصورات و لمختلف التصرفات سواء في بعدها الذاتي أو فيما يربطها بغيرها من علاقات و بذلك يتحقق الانسجام الكامل بين الفكر و العمل بعيدا عن التصورات الفلسفية الوضعية المبنية أساسا على الفردية الإنسانية و المصلحة الخاصة.