By عمر البطاح 80 - الأحد نوفمبر 25, 2012 10:37 pm
- الأحد نوفمبر 25, 2012 10:37 pm
#55358
ثانيا: الاستخلاق و صلاح النظام الكوني: إن الإيمان بوحدانية الله سبحانه و تعالى يستلزم بالضرورة أن يرد الإنسان كل شيء في هذا الكون إلى الخالق الحكيم الذي أوجد هذا العالم بإرادته المباشرة المطلقة و خلقه على أعلى درجة من الترتيب و الجمال و أخضعه لقوانين معينة ثابتة لا يحيد عنها و حفظ تناسقه و توازنه في ترابط محكم بين عوالم الكائنات و تنسيق معجز بين آحادها و مجموعاتها و جعل بناءه آية في الروعة و الكمال ليس فيه اختلاف و لا تنافر و لا نقص و لا عيب و لا خلل، قال تعالى: "تبارك الذي بيده الملك و هو على كل شيء قدير (1) الذي خلق الموت و الحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا و هو العزيز الغفور (2) الذي خلق سبع سموات طباقا ما ترى في خلق الرحمان من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور (3) ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا و هو حسير"[2]
و قد أكد القرآن الكريم هذا المعنى في مواقع مختلفة و نبه العباد إلى الحكمة السامية وراء التناسق و الإبداع في خلق هذا الكون و ذلك في مثل قوله تعالى: "الذي أحسن كل شيء خلقه و بدأ خلق الإنسان من طين (7)"[3]
و على ذلك فإن المنظور الإسلامي يوجب حماية هذا الكون و عدم الإضرار به و بالتالي فإن كل القواعد التي تتقرر في إطاره يجب أن تأخذ بهذا البعد الإسلامي و على ضوئه تتقرر مختلف الأحكام و القواعد التي تضبط العلاقات الدولية.
و من هذا المنظور تهدف المنظومة الإسلامية للعلاقات الدولية إلى المحافظة على الكون و جعل المنظومة العلائقية بين البشر فيه في خدمته و خدمة جميع مكوناته و على رأسها الإنسان.
و قد أكد القرآن الكريم هذا المعنى في مواقع مختلفة و نبه العباد إلى الحكمة السامية وراء التناسق و الإبداع في خلق هذا الكون و ذلك في مثل قوله تعالى: "الذي أحسن كل شيء خلقه و بدأ خلق الإنسان من طين (7)"[3]
و على ذلك فإن المنظور الإسلامي يوجب حماية هذا الكون و عدم الإضرار به و بالتالي فإن كل القواعد التي تتقرر في إطاره يجب أن تأخذ بهذا البعد الإسلامي و على ضوئه تتقرر مختلف الأحكام و القواعد التي تضبط العلاقات الدولية.
و من هذا المنظور تهدف المنظومة الإسلامية للعلاقات الدولية إلى المحافظة على الكون و جعل المنظومة العلائقية بين البشر فيه في خدمته و خدمة جميع مكوناته و على رأسها الإنسان.