محاضرة يوم السبت الموافق 18/12/1433
مرسل: الجمعة نوفمبر 30, 2012 3:28 pm
1- النسق الدولي ثنائي القوى القطبية (1945 – 1991)
بداية هذه الحقبة كانت في نهاية الحرب العالمية الثانية، أما نهاية الحقبة فهي عندما سقط الإتحاد السوڤييتي. و هذا النسق شهد أكبر صراع أيديولوجي في التاريخ الإنساني ما بين الولايات المتحدة الأميركية و الإتحاد السوڤييتي، حيث تُعرف الأولى بالمعسكر الليبرالي الغربي و الثاني بالمعسكر الماركسي (أو الشيوعي أو الاشتراكي) الشرقي.
كان المعسكر الأول بقيادة الولايات المتحدة الأميركية يضم بريطانيا و كندا و دول غرب أوربا و من نحا نحوهم من دول العالم الثالث. أما المعسكر الثاني بقيادة الإتحاد السوڤييتي فكان يضم دول شرق أوربا و من نحا نحوهم من دول العالم الثالث. و هذا الصراع استخدمت فيه حرب دعائية شرسة و كان كل معسكر "يبشر" بفكره.
أما الفكر الإسلامي فقد كان متراجعاً إلى حد كبير لأن الدول الإسلامية كانت مصنفة ضمن العالم الثالث، فما كان منها إلا أن اتبعت أحد المعسكرين. ثم جاءت الصحوة الإسلامية عندما صار الدين الإسلامي يظهر كمتغير في الحياة السياسية في منتصف السبعينيات الميلادية. و ظهرت حركات و تنظيمات إسلامية بعضها عنيفة و الأخرى سلمية، و كلها تحاول فرض الدين على السلطة – مثلما حصل في إيران و أفغانستان.
2- النسق الدولي أحادي القطب (1991 – إلى الآن)
بدأ هذا النسق بزوال الإتحاد السوڤييتي من الخارطة الدولية و أصبح العالم بقوة قطبية وحيدة هي الولايات المتحدة الأميركية. و هذا النسق يُعرف بـ(النظام العالمي الجديد) أو (عالم ما بعد الحرب الباردة).
في ظل هذا النسق ظهرت العديد من الأفكار الكبرى و كلها تخص المسلمين بطريقة أو بأخرى. فظهرت (العولمة) و (نهاية التاريخ) و (صدام الحضارات) و (الخطر الأخضر) و (الإسلاموفوبيا)؛ و تم تداول هذه الأفكار. و سنعرض لها بشيء من التفصيل.
أ-العولمة:
البعض يرى أن هذه الفكرة ليست جديدة لكنها باتت جلية في هذا النسق. و تعريفها أنها (عملية إرادية غائية موجهة من قبل قوة عظمى تستهدف فرض نهجها و أساليبها الحياتية و قيمها الثقافية بل و لغتها في شتى أرجاء المسكونة). و يُقصد بالنهج نظام الحياة؛ فمن الناحية السياسية يفرض النظام النيابي، و من الناحية الاقتصادية يفرض الرأسمالية، و من الناحية الاجتماعية يفرض الطبقية.
ب-العالميه هي عملية تواصل تلقائي الي بين الحضارات والامم ارتباطاً بالطابع الاجتماعي والانساني
و يجب التفريق بين العولمة و العالمية. فالإنسان مخلوق اجتماعي بطبعه، مجبول على النقص و حب الجماعة. و من هنا تأتي فكرة العالمية التي هي التواصل الإنساني الآلي التلقائي بين بني البشر في تجمعاتهم باعتبارهم بشرية. أما العولمة فهي تكوين و تشكيل العالم كما تريد تلك القوة العظمى.
العالميه هي عملية تواصل تلقائي الي بين الحضارات والامم ارتباطاً بالطابع الاجتماعي والانساني
ج-نهاية التاريخ:
هذه الفكرة لفرانسيس فوكوياما الذي قال بأن سقوط الإتحاد السوڤييتي هو انتصار لليبرالية، و أن الإنسان أدرك أخيراً بعد طول عناء نمط الحياة الأمثل و هو النمط الليبرالي. و أن طول العناء و البحث ممتد منذ بداية التاريخ إلى أوان تطبيق الليبرالية. و للعلم، فإن فوكوياما "كفر" بفكرته هذه قبل موته لما رأى من الفظائع التي ارتكبت باسم الليبرالية. و اعتبر أنه من الغباء الحكم على لحظة تاريخية معينة بأنها انتهاء التاريخ.
د- صدام الحضارات:
فكرة لصمويل هنتچتن. هذه الفكرة تقول أنه بعد زوال الخطر الأحمر (في رمز للشيوعية) فالخطر التالي هو الخطر الأخضر (في رمز للإسلام). إذ اعتبر أن الإسلام هو الخطر الأعظم القادم من الشرق.
د- الإسلاموفوبيا:
نادوا بمناهضة الإسلام حتى انتشر الخوف من كل ما هو مسلم. و جورج فاليويل أشهر الدعاة إلى محاربة الإسلام.
نظرية العلاقات بين الدول الإسلامية:
هي مجموعة المبادئ التي يتعين أن تحكم العلاقات بين الدول الإسلامية في المنظور الإسلامي. أي كيف يجب أن تتعامل الدول الإسلامية فيما بينها و ليس واقع العلاقات بينها.
و نعود إلى التساؤل الذي طُرح من قبل: أدولة واحدة للمسلمين قاطبة أم تعدد للدول الإسلامية؟
هناك تصور مركزي قوامه وحدة الأمة الإسلامية، و هو الأصل الذي لا نقاش فيه و لا اختلاف حوله. و لكن هل وحدة الهوية و المصير يتطلب وجود المسلمين في دولة واحدة أم لا؟
أغلب الفقهاء أجمعوا على ضرورة أن تكون للمسلمين دولة واحدة، بإمامة (أي سلطة سياسية أو سيادة) واحدة. و الماوردي أبرز هؤلاء الفقهاء لاستشهاده باجتماع السقيفة حين اقترح أحد الصحابة وجود أميرين أحدهما للمهاجرين و الآخر للأنصار. و بعض الفقهاء كالجويني و البغدادي و بعض المعاصرين أجازوا تعدد الدول الإسلامية في حال الضرورة. و الضرورة عندهم هي وجود بحر مانع يقطع دار المسلمين، أو اتساع رقعة دار الإسلام بحيث يستحيل أن تخضع لإمام واحد.
و لا بد أن نشير انه في عام 1978 كان الأزهر في عهد الإمام عبد الحليم محمود قد أعد وثيقة دستورية لمشروع دستور إسلامي لأية دولة إسلامية. و كان من ضمن بنود هذه الوثيقة: "يجوز أن تتعدد الدول الإسلامية و أن تتعدد أنظمة الحكم داخلها".
بداية هذه الحقبة كانت في نهاية الحرب العالمية الثانية، أما نهاية الحقبة فهي عندما سقط الإتحاد السوڤييتي. و هذا النسق شهد أكبر صراع أيديولوجي في التاريخ الإنساني ما بين الولايات المتحدة الأميركية و الإتحاد السوڤييتي، حيث تُعرف الأولى بالمعسكر الليبرالي الغربي و الثاني بالمعسكر الماركسي (أو الشيوعي أو الاشتراكي) الشرقي.
كان المعسكر الأول بقيادة الولايات المتحدة الأميركية يضم بريطانيا و كندا و دول غرب أوربا و من نحا نحوهم من دول العالم الثالث. أما المعسكر الثاني بقيادة الإتحاد السوڤييتي فكان يضم دول شرق أوربا و من نحا نحوهم من دول العالم الثالث. و هذا الصراع استخدمت فيه حرب دعائية شرسة و كان كل معسكر "يبشر" بفكره.
أما الفكر الإسلامي فقد كان متراجعاً إلى حد كبير لأن الدول الإسلامية كانت مصنفة ضمن العالم الثالث، فما كان منها إلا أن اتبعت أحد المعسكرين. ثم جاءت الصحوة الإسلامية عندما صار الدين الإسلامي يظهر كمتغير في الحياة السياسية في منتصف السبعينيات الميلادية. و ظهرت حركات و تنظيمات إسلامية بعضها عنيفة و الأخرى سلمية، و كلها تحاول فرض الدين على السلطة – مثلما حصل في إيران و أفغانستان.
2- النسق الدولي أحادي القطب (1991 – إلى الآن)
بدأ هذا النسق بزوال الإتحاد السوڤييتي من الخارطة الدولية و أصبح العالم بقوة قطبية وحيدة هي الولايات المتحدة الأميركية. و هذا النسق يُعرف بـ(النظام العالمي الجديد) أو (عالم ما بعد الحرب الباردة).
في ظل هذا النسق ظهرت العديد من الأفكار الكبرى و كلها تخص المسلمين بطريقة أو بأخرى. فظهرت (العولمة) و (نهاية التاريخ) و (صدام الحضارات) و (الخطر الأخضر) و (الإسلاموفوبيا)؛ و تم تداول هذه الأفكار. و سنعرض لها بشيء من التفصيل.
أ-العولمة:
البعض يرى أن هذه الفكرة ليست جديدة لكنها باتت جلية في هذا النسق. و تعريفها أنها (عملية إرادية غائية موجهة من قبل قوة عظمى تستهدف فرض نهجها و أساليبها الحياتية و قيمها الثقافية بل و لغتها في شتى أرجاء المسكونة). و يُقصد بالنهج نظام الحياة؛ فمن الناحية السياسية يفرض النظام النيابي، و من الناحية الاقتصادية يفرض الرأسمالية، و من الناحية الاجتماعية يفرض الطبقية.
ب-العالميه هي عملية تواصل تلقائي الي بين الحضارات والامم ارتباطاً بالطابع الاجتماعي والانساني
و يجب التفريق بين العولمة و العالمية. فالإنسان مخلوق اجتماعي بطبعه، مجبول على النقص و حب الجماعة. و من هنا تأتي فكرة العالمية التي هي التواصل الإنساني الآلي التلقائي بين بني البشر في تجمعاتهم باعتبارهم بشرية. أما العولمة فهي تكوين و تشكيل العالم كما تريد تلك القوة العظمى.
العالميه هي عملية تواصل تلقائي الي بين الحضارات والامم ارتباطاً بالطابع الاجتماعي والانساني
ج-نهاية التاريخ:
هذه الفكرة لفرانسيس فوكوياما الذي قال بأن سقوط الإتحاد السوڤييتي هو انتصار لليبرالية، و أن الإنسان أدرك أخيراً بعد طول عناء نمط الحياة الأمثل و هو النمط الليبرالي. و أن طول العناء و البحث ممتد منذ بداية التاريخ إلى أوان تطبيق الليبرالية. و للعلم، فإن فوكوياما "كفر" بفكرته هذه قبل موته لما رأى من الفظائع التي ارتكبت باسم الليبرالية. و اعتبر أنه من الغباء الحكم على لحظة تاريخية معينة بأنها انتهاء التاريخ.
د- صدام الحضارات:
فكرة لصمويل هنتچتن. هذه الفكرة تقول أنه بعد زوال الخطر الأحمر (في رمز للشيوعية) فالخطر التالي هو الخطر الأخضر (في رمز للإسلام). إذ اعتبر أن الإسلام هو الخطر الأعظم القادم من الشرق.
د- الإسلاموفوبيا:
نادوا بمناهضة الإسلام حتى انتشر الخوف من كل ما هو مسلم. و جورج فاليويل أشهر الدعاة إلى محاربة الإسلام.
نظرية العلاقات بين الدول الإسلامية:
هي مجموعة المبادئ التي يتعين أن تحكم العلاقات بين الدول الإسلامية في المنظور الإسلامي. أي كيف يجب أن تتعامل الدول الإسلامية فيما بينها و ليس واقع العلاقات بينها.
و نعود إلى التساؤل الذي طُرح من قبل: أدولة واحدة للمسلمين قاطبة أم تعدد للدول الإسلامية؟
هناك تصور مركزي قوامه وحدة الأمة الإسلامية، و هو الأصل الذي لا نقاش فيه و لا اختلاف حوله. و لكن هل وحدة الهوية و المصير يتطلب وجود المسلمين في دولة واحدة أم لا؟
أغلب الفقهاء أجمعوا على ضرورة أن تكون للمسلمين دولة واحدة، بإمامة (أي سلطة سياسية أو سيادة) واحدة. و الماوردي أبرز هؤلاء الفقهاء لاستشهاده باجتماع السقيفة حين اقترح أحد الصحابة وجود أميرين أحدهما للمهاجرين و الآخر للأنصار. و بعض الفقهاء كالجويني و البغدادي و بعض المعاصرين أجازوا تعدد الدول الإسلامية في حال الضرورة. و الضرورة عندهم هي وجود بحر مانع يقطع دار المسلمين، أو اتساع رقعة دار الإسلام بحيث يستحيل أن تخضع لإمام واحد.
و لا بد أن نشير انه في عام 1978 كان الأزهر في عهد الإمام عبد الحليم محمود قد أعد وثيقة دستورية لمشروع دستور إسلامي لأية دولة إسلامية. و كان من ضمن بنود هذه الوثيقة: "يجوز أن تتعدد الدول الإسلامية و أن تتعدد أنظمة الحكم داخلها".