منتديات الحوار الجامعية السياسية

الوقائع و الأحداث التاريخية
By عمر بن كليب 101
#55610
القسطنطينية (Constantinople) عاصمة مركزية كبرى للإمبراطورية الروموية البيزنطية (Byzantine) الشرقيةخلال فترة (395 - 1453).وقد غُيّـر اسمها إلى إسطنبول حاليا، فهي الآن عاصمة لتركيا. وتقع في طرف قارة أوروبا الموجه إلى القارة الآسيوية. وأحاطت بها في جانب بحر مرمرة (Marmara)، وفي جانب آخر "القرن الذهبي" وفي جانب ثالث البر. وقد أختيرت لتكون عاصمة للإمبراطورية البيزنطية سابقا لموقعها الاستراتيجي لاعتبارها بابا للقارة الآسيوية، فقد رسا في ميناءها في ذاك الحين الواسعة كثير من السفن التجارية من مختلف البلاد.

الأحاديث الواردة عن فتح القسطنطينية

فقد وردت أحاديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم تبشر بفتح القسطنطينية، وتلك الأحاديث كما يلي:
روي عن بشر الخثعمي أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لتفتحن القسطنطينية, فلنعم الأمير أميرها, ولنعم الجيش ذلك الجيش." قال فدعاني مسلمة بن عبد الملك فسألني فحدثته، فغزا القسطنطينية. أخرجه أحمد والحاكم في المستدرك

وروى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "حدثتني أم حرام أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما في بيتها فاستيقظ وهو يضحك قالت يا رسول الله ما يضحكك قال:"عجبت من قوم من أمتي يركبون البحر كالملوك على الأسرة فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال أنت معهم، ثم نام فاستيقظ وهو يضحك. فقال مثل ذلك مرتين أو ثلاثا. قلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم. فيقول أنت من الأولين. فتزوج بها عبادة بن الصامت فخرج بها إلى الغزو فلما رجعت قربت دابة لتركبها فوقعت فاندقت عنقها". أخرجه البخاري

محاولات المسلمين لفتح القسطنطينية عبر التاريخ

فأملا لنيل الفضيلة التي بشر بها النبي صلى الله عليه وسلم، وحرصا في إبلاغ الرسالة، ورغبة في إيصال رقعة الخلافة الإسلامية بين قارة آسيا وقارة أوروبا لقد حاول كثير من ملوك وأمراء المسلمين فتح تلك المدينة منذ القرن الأول الهجري.

وتلك المحاولات كالآتي:

سنة 34هـ/654م معاوية بن أبي سفيان -لم تنجح المحاولة.
سنة 47هـ/ 667م هو كذلك - لم تنجح المحاولة.
سنة 52/هـ672م سفيان بن أوس - لم تنجح المحاولة.
سنة 97هـ/715م مسلمة بن عبد الملك - لم تنجح المحاولة.
سنة 121هـ/739م هشام بن عبد الملك -لم تنجح المحاولة.
سنة 182هـ/798م هارون الرشيد -لم تنجح المحاولة.
وهذه المحاولات وإن لم يحقق النجاح للمسلمين ولكنهم استفادوا من خلالها في معرفة أساليب المعركة البحرية.

الدولة العثمانية وفتح القسطنطينية

في القرن السابع لما ظهرت في أناضول الخلافة العثمانية سنة 699هـ، رغب سلاطينها في تحقيق بشرى النبي صلى الله عليه وسلم. فواصلوا ما توقفت به أسلافهم. فاستيطر السلطان مراد الأول (وفاة 791هـ) على الولايات المجاور للبلاد. ثم حاصرها سنة 805هـ/1401م السلطان بايزيد، ولكن محاولته لم تنجح. ثم حاصرها ابنه بعده السلطان مراد الثاني سنة 829هـ/1422م، ومحاولته كذلك لم تنجح. ثم يأتي الفتح والنصر في سنة 857هـ/ 1453م على يد السلطان محمد الثاني.

فتح القسطنطينية

لما تولي محمد الثاني الخلافة سنة 855هـ/1451م، وعمره آنذاك 22 سنة بدأ يفكر في تحقيق أمنيات آبائه ووعد النبي صلى الله عليه وسلم في فتح القسطنطينية. فبدأ يخطط ويعد الجيوش ويجمع العدة لفتحها. فبدأ ببناء قلعة في بحر بوسفورس تردع المساعدات العسكرية المجيئة من خارج القسطنطينية. كما بنى سفنا واتخذ أدرنة ( Adrianople ) عاصمة أوروبية لجمع الجيوش، فبلغ عدد الجيوش الذي جمع 250 ألف رجل. وبنى بمساعدة مهندس هنجري مدافع كثيرة وأهمها "المدفع السلطاني". وهي مدفعية ضخمة تجرها 100 ثور و100 رجال أقوياء. كما عمل السلطان قبل عملية الحصار المعاهدات مع الدول المجاور للقسطنطينية.

وفي جانب العدو وقد عرفوا باستعداد السلطان محمد الثاني، فاستنجدوا بالدول الأخرى، وأغلقوا القرن الذهبي بسلسلة كبيرة ممتدة بين شاطئي غلطة (Galata) والقسطنطينية لتسد المغامرة البحرية لأسطول المسلمين فيها، كما جمعوا وأعدوا العدة.

وبعد الإتمام من إعداد العِدة والعُدة سار السلطان ومن معه من الجيوش في فبواير 1453م من أدرنة إلى القسطنطينية. وبعد سيرهم شهرين وصلوا إلى القسطنطينية