- الأحد ديسمبر 02, 2012 7:14 pm
#55724
إنّ القائد المسلم الذي يمارس الإرشاد والتوجيه وسوق العباد نحو عبادة الخالق وحده، يجب أن يلتزم بشروط، في مقدمتها منح الحرية للناس بجميع أشكالها.
كما أن السياسة مهمة دينية لا تأتي من باب التفضل أو الإحسان الذي يمكن للسلطة أن تمارسه بحسب أهواء أربابها، وإنما هي واجب يقع على عاتق أي إنسان يتصدى لمهمة تبليغ رسالات الله إلى الناس.
في الكتاب الذي بين يديك ـ عزيزنا القارئ ـ يسلّط المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله الضوء على الفارق الرئيسي بين السياسة من واقع الإسلام، والسياسة من الواقع الآخر، فيتأكد الاختلاف في دائرة الشمولية والهدف والوسائل.
ففي السياسة من واقع الإسلام لا يوجد شيء اسمه قيم مثالية وواقع، بل هناك ترابط وثيق بين هذه القيم والواقع، كما أن البحث النظري، حتى وإن خاض في سجالات نظرية، فإنه يرنو من خلال السجالات إلى الواقع؛ فالبحث النظري لا يهدف إلى البحث عن قواعد نظرية مجردة بقدر ما يهدف إلى التوصل إلى سبل تحقيق الرفاه الاجتماعي وحماية الإنسان من جميع أشكال التعسف.
من هو السياسي
على هذا نلاحظ أن السياسة من واقع الإسلام تتقدم بصورة ثابتة لترسم كل معالم الواقع السياسي؛ فهي لا تفترض إمكانية مفتوحة لأن يكون كل من هبّ ودبّ سياسياً بالمعنى الإسلامي؛ ولهذا جاءت الأحاديث لتؤكد هذه الصفة لطبقة خاصة من الناس ألا وهم الرسول وأهل بيته عليهم السلام ، وهذه القضية ليست مجرد استنتاج بل هي قضية مؤكدة من خلال مجموعة من النصوص، سلط سماحة السيد الضوء عليها كما يلي:
في الشريعة نصوص كثيرة جداً، تدل على أن السياسة جزء لا يتجزأ من الإسلام، بل الأصح في التعبير أن نقول إن الإسلام والسياسة لفظان لمفهوم واحد؛ فالسياسة هي الإسلام، والإسلام هو السياسة بمعناها الصحيح العام، ومنها:
جاء في الحديث الشريف في وصف الأئمة عليهم السلام : «أنتم ساسة العباد».
وجاء في حديث آخر: «ثم فوض إلى النبي صلی الله عليه و آله أمر الدين والأمة ليسوس عباده» .
ويترتب على كل ما تقدّم أن يصار إلى نفي هذه الصفة عن سوى الرسول وأهل بيته عليهم السلام ، أو من تعلّم منهم وامتلك الأهلية؛ ولذا فإن إيراد عدد من النصوص في هذا المجال سيكون تأكيداً لهذا الأمر، ومن ذلك ما كتبه الإمام عليّ عليه السلام إلى معاوية بقوله: «ومتى كنتم يا معاوية ساسة الرعية وولاة أمر الأمة» .
هذه الحقيقة التي أثبتها السيد خطرة حقاً؛ فهنا لا تكون السياسة قضية قابلة للإهمال والتجاوز، بل إن وجود المجتمع ورخاءه وبقاءه يعتمد عليها، كما أن عملية اختيار الساسة تنطوي على الأهمية نفسها؛ إذ إن هذه الكيفية الخاصة من الممارسة السياسية لا يمكن أن يؤديها إلاّ نوع خاص من البشر من ذوي الأهلية الأخلاقية العالية.
وقد شرح سماحة آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله في هذا الكتاب كل هذه المعالم بصورة عالية من الوضوح والدقة بنحو يجعل من النظام الإسلامي طموحاً إنسانياً تتوق له النفوس المتعبة التي لم تجد في جميع فترات تأريخها من يجسده بهذه الصورة الراقية التي لم تترك أي تفصيل من تفاصيل الحياة الإنسانية إلا وقدّمت له حلاً راقياً لا يرفضه أي إنسان، إلا إذا كان قد جهل أبعاده؛ فجميع أبناء البشر محترمون مهما تعددت آراؤهم السياسية أو أديانهم وألوانهم، وجميعهم محترمة حقوقهم، والسلطة ليست أداة قمع بقدر ما هي أداة لتنظيم وتيسير الحياة، لمنحها انسيابيتها الفطرية، والهدف الأول هو منع التقاطع بين المصالح والأفكار والآراء دون قهر أو قمع أو إرهاب.
إن القاعدة الأساسية التي أكدها سماحة السيد دام ظله في العلاقة بين الحاكم والمحكوم هي السلم واللاعنف، ومنها ننطلق إلى كافة تفاصيل الحياة السياسة.
كما أن السياسة مهمة دينية لا تأتي من باب التفضل أو الإحسان الذي يمكن للسلطة أن تمارسه بحسب أهواء أربابها، وإنما هي واجب يقع على عاتق أي إنسان يتصدى لمهمة تبليغ رسالات الله إلى الناس.
في الكتاب الذي بين يديك ـ عزيزنا القارئ ـ يسلّط المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله الضوء على الفارق الرئيسي بين السياسة من واقع الإسلام، والسياسة من الواقع الآخر، فيتأكد الاختلاف في دائرة الشمولية والهدف والوسائل.
ففي السياسة من واقع الإسلام لا يوجد شيء اسمه قيم مثالية وواقع، بل هناك ترابط وثيق بين هذه القيم والواقع، كما أن البحث النظري، حتى وإن خاض في سجالات نظرية، فإنه يرنو من خلال السجالات إلى الواقع؛ فالبحث النظري لا يهدف إلى البحث عن قواعد نظرية مجردة بقدر ما يهدف إلى التوصل إلى سبل تحقيق الرفاه الاجتماعي وحماية الإنسان من جميع أشكال التعسف.
من هو السياسي
على هذا نلاحظ أن السياسة من واقع الإسلام تتقدم بصورة ثابتة لترسم كل معالم الواقع السياسي؛ فهي لا تفترض إمكانية مفتوحة لأن يكون كل من هبّ ودبّ سياسياً بالمعنى الإسلامي؛ ولهذا جاءت الأحاديث لتؤكد هذه الصفة لطبقة خاصة من الناس ألا وهم الرسول وأهل بيته عليهم السلام ، وهذه القضية ليست مجرد استنتاج بل هي قضية مؤكدة من خلال مجموعة من النصوص، سلط سماحة السيد الضوء عليها كما يلي:
في الشريعة نصوص كثيرة جداً، تدل على أن السياسة جزء لا يتجزأ من الإسلام، بل الأصح في التعبير أن نقول إن الإسلام والسياسة لفظان لمفهوم واحد؛ فالسياسة هي الإسلام، والإسلام هو السياسة بمعناها الصحيح العام، ومنها:
جاء في الحديث الشريف في وصف الأئمة عليهم السلام : «أنتم ساسة العباد».
وجاء في حديث آخر: «ثم فوض إلى النبي صلی الله عليه و آله أمر الدين والأمة ليسوس عباده» .
ويترتب على كل ما تقدّم أن يصار إلى نفي هذه الصفة عن سوى الرسول وأهل بيته عليهم السلام ، أو من تعلّم منهم وامتلك الأهلية؛ ولذا فإن إيراد عدد من النصوص في هذا المجال سيكون تأكيداً لهذا الأمر، ومن ذلك ما كتبه الإمام عليّ عليه السلام إلى معاوية بقوله: «ومتى كنتم يا معاوية ساسة الرعية وولاة أمر الأمة» .
هذه الحقيقة التي أثبتها السيد خطرة حقاً؛ فهنا لا تكون السياسة قضية قابلة للإهمال والتجاوز، بل إن وجود المجتمع ورخاءه وبقاءه يعتمد عليها، كما أن عملية اختيار الساسة تنطوي على الأهمية نفسها؛ إذ إن هذه الكيفية الخاصة من الممارسة السياسية لا يمكن أن يؤديها إلاّ نوع خاص من البشر من ذوي الأهلية الأخلاقية العالية.
وقد شرح سماحة آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله في هذا الكتاب كل هذه المعالم بصورة عالية من الوضوح والدقة بنحو يجعل من النظام الإسلامي طموحاً إنسانياً تتوق له النفوس المتعبة التي لم تجد في جميع فترات تأريخها من يجسده بهذه الصورة الراقية التي لم تترك أي تفصيل من تفاصيل الحياة الإنسانية إلا وقدّمت له حلاً راقياً لا يرفضه أي إنسان، إلا إذا كان قد جهل أبعاده؛ فجميع أبناء البشر محترمون مهما تعددت آراؤهم السياسية أو أديانهم وألوانهم، وجميعهم محترمة حقوقهم، والسلطة ليست أداة قمع بقدر ما هي أداة لتنظيم وتيسير الحياة، لمنحها انسيابيتها الفطرية، والهدف الأول هو منع التقاطع بين المصالح والأفكار والآراء دون قهر أو قمع أو إرهاب.
إن القاعدة الأساسية التي أكدها سماحة السيد دام ظله في العلاقة بين الحاكم والمحكوم هي السلم واللاعنف، ومنها ننطلق إلى كافة تفاصيل الحياة السياسة.