سوريا الى اين ؟
مرسل: الأحد ديسمبر 02, 2012 9:23 pm
سوريا الى اين ؟
يشكل في سوريا كل اتجاه سياسي مجلسا، لكن في نفس الوقت لوحظ أنه على المستوى الفكري والعملي لم تتقدم المعارضة السورية بدرجة تقدمها بتشكيل المجالس. فما هو رأي سلام كواكبي، الباحث السياسي التنويري السوري المُعارِض، في هذه القضية؟
كل المبادرات المطلوبة في هذه المرحلة سواء كانت التجمع أو التفكير في مستقبل ديمقراطي ومستقبل سوريا في حال الانتقال السلمي نحو الديمقراطية هي مبادرات محمودة. لكن يجب أن تكون هذه المبادرات بعيدة عن التضاربات وتضييق المجال على كافة الأطراف بالمشاركة ويجب عليها أيضا أن تكون مستندة إلى شرعية الشارع السوري الذي يحدد المسار والمصير. لقد حصلت عدة لقاءات تشاوريه داخل سوريا وخارجها. المؤسف هنا هو الهجمات التي يقوم بها البعض من الذين لم يشاركوا في إحدى هذه الندوات.
مسالة ذهاب اللجنة الدولية لتقصي الحقائق ومعرفة تطورات الأوضاع على الأرض. ما هو تقييم سلام كواكبي لعمل هذه اللجان ولماذا لا تطالب الفعاليات السورية المعارضة المهتمة بحقوق الإنسان بأن تكون جزءا وطرفا من أي مهمة تذهب إلى سوريا لتقصي الحقائق؟
هذه فكرة إيجابية جدا ولكن أرض الواقع لا تقبل مثل هذا الشيء. وجود عناصر من النشطاء الحقوقيين السوريين مع اللجان الدولية قد يعطي إلى "بروبغندا" النظام حججا جديدة في أنهم يتعاونون مع الخارج، وأنهم عملاء للخارج ويريدون نشر الغسيل الوسخ أمام اللجان الدولية. أظن أن النشطاء والحقوقيين يقومون بعملهم من خلال الاتصال بهذه اللجان ومن خلال تزويدها بالمعلومات والوثائق دون أن يكون متاحا لهم المشاركة في البعثات التحقيقية، وأظن أنه حتى لو طلبت الأمم المتحدة أو اشترطت وجود مراقبين فلن يكون هذا متاحا وسيكون الرفض مواجها من قبل السلطات المعنية. هي فكرة إيجابية وبناءة ولكن تنفيذها على الأرض يكون مستحيلا.
السيد الرئيس بشار الأسد أدلى بمقابلة تلفزيونية قبل يومين، ما هو تقييم سلام كواكبي لهذه المقابلة؟
أعتقد أن هذه المقابلة لم تخرج عن إطار الخطابات السابقة والتي كان فيها إصرارا على " تقزيم" المسألة إلى موضوع أزمة وعدم الحديث عن مئات بل آلاف الشهداء من العسكريين والمدنيين وعدم الحديث عن آلاف المعتقلين وعدم الحديث عن ضرورة إيجاد حل وطني و سلمي لما يحصل في سوريا.
وربما تكرار ما ورد في الخطابات السابقة مع بعض التفاصيل التقنية المتعلقة بالقوانين الانتخابية أضاف إحباطا آخر نظرا لما كان ينتظره الكثير من المراقبين وحتى من الذين تفاءلوا بأن ساعة الحل السلمي العقلاني وساعة التحول قد حانت. ولكن على ما يبدو فإنه تم تأجيلها. النقطة الأساسية الأخرى هي عندما تحدث عن أن الأزمة تحولت إلى اعتداءات مسلحة ابتداء من الأسبوع الذي سبق المقابلة.
وهذا اعتراف صريح بأنه لم تحصل مواجهات مسلحة ولم تكن هناك عصابات ولا سلفيين على أرض الأحداث طوال الخمسة أشهر السابقة. أضف إلى ذلك نقطة مهمة وهي الحديث عن اجتماع اللجنة المركزية لحزب البعث وكيف وقع استعراض خمسة عقود قاد فيها حزب البعث الدولة وكيف السبيل إلى أن يكون هذا الحزب قادرا من جديد على القيام بنفس المهام في العقود المقبلة.
وهذا يعني إجابة لكل من يطالب بإلغاء المادة الثامنة من الدستور. جاءت هذه النقطة لتضيف إحباطا على إحباط.
يشكل في سوريا كل اتجاه سياسي مجلسا، لكن في نفس الوقت لوحظ أنه على المستوى الفكري والعملي لم تتقدم المعارضة السورية بدرجة تقدمها بتشكيل المجالس. فما هو رأي سلام كواكبي، الباحث السياسي التنويري السوري المُعارِض، في هذه القضية؟
كل المبادرات المطلوبة في هذه المرحلة سواء كانت التجمع أو التفكير في مستقبل ديمقراطي ومستقبل سوريا في حال الانتقال السلمي نحو الديمقراطية هي مبادرات محمودة. لكن يجب أن تكون هذه المبادرات بعيدة عن التضاربات وتضييق المجال على كافة الأطراف بالمشاركة ويجب عليها أيضا أن تكون مستندة إلى شرعية الشارع السوري الذي يحدد المسار والمصير. لقد حصلت عدة لقاءات تشاوريه داخل سوريا وخارجها. المؤسف هنا هو الهجمات التي يقوم بها البعض من الذين لم يشاركوا في إحدى هذه الندوات.
مسالة ذهاب اللجنة الدولية لتقصي الحقائق ومعرفة تطورات الأوضاع على الأرض. ما هو تقييم سلام كواكبي لعمل هذه اللجان ولماذا لا تطالب الفعاليات السورية المعارضة المهتمة بحقوق الإنسان بأن تكون جزءا وطرفا من أي مهمة تذهب إلى سوريا لتقصي الحقائق؟
هذه فكرة إيجابية جدا ولكن أرض الواقع لا تقبل مثل هذا الشيء. وجود عناصر من النشطاء الحقوقيين السوريين مع اللجان الدولية قد يعطي إلى "بروبغندا" النظام حججا جديدة في أنهم يتعاونون مع الخارج، وأنهم عملاء للخارج ويريدون نشر الغسيل الوسخ أمام اللجان الدولية. أظن أن النشطاء والحقوقيين يقومون بعملهم من خلال الاتصال بهذه اللجان ومن خلال تزويدها بالمعلومات والوثائق دون أن يكون متاحا لهم المشاركة في البعثات التحقيقية، وأظن أنه حتى لو طلبت الأمم المتحدة أو اشترطت وجود مراقبين فلن يكون هذا متاحا وسيكون الرفض مواجها من قبل السلطات المعنية. هي فكرة إيجابية وبناءة ولكن تنفيذها على الأرض يكون مستحيلا.
السيد الرئيس بشار الأسد أدلى بمقابلة تلفزيونية قبل يومين، ما هو تقييم سلام كواكبي لهذه المقابلة؟
أعتقد أن هذه المقابلة لم تخرج عن إطار الخطابات السابقة والتي كان فيها إصرارا على " تقزيم" المسألة إلى موضوع أزمة وعدم الحديث عن مئات بل آلاف الشهداء من العسكريين والمدنيين وعدم الحديث عن آلاف المعتقلين وعدم الحديث عن ضرورة إيجاد حل وطني و سلمي لما يحصل في سوريا.
وربما تكرار ما ورد في الخطابات السابقة مع بعض التفاصيل التقنية المتعلقة بالقوانين الانتخابية أضاف إحباطا آخر نظرا لما كان ينتظره الكثير من المراقبين وحتى من الذين تفاءلوا بأن ساعة الحل السلمي العقلاني وساعة التحول قد حانت. ولكن على ما يبدو فإنه تم تأجيلها. النقطة الأساسية الأخرى هي عندما تحدث عن أن الأزمة تحولت إلى اعتداءات مسلحة ابتداء من الأسبوع الذي سبق المقابلة.
وهذا اعتراف صريح بأنه لم تحصل مواجهات مسلحة ولم تكن هناك عصابات ولا سلفيين على أرض الأحداث طوال الخمسة أشهر السابقة. أضف إلى ذلك نقطة مهمة وهي الحديث عن اجتماع اللجنة المركزية لحزب البعث وكيف وقع استعراض خمسة عقود قاد فيها حزب البعث الدولة وكيف السبيل إلى أن يكون هذا الحزب قادرا من جديد على القيام بنفس المهام في العقود المقبلة.
وهذا يعني إجابة لكل من يطالب بإلغاء المادة الثامنة من الدستور. جاءت هذه النقطة لتضيف إحباطا على إحباط.