التعصب الأعمى
مرسل: الأحد ديسمبر 02, 2012 11:40 pm
عالم الدين متعصب، وكذلك رجل الدولة، وإذا عدنا إلى المنطق العلمي فإن هذا لا يصلح عالم دين، ولا ذاك رجل دولة لأنهما متعصبان. لا يمكن لعالم مؤمن أو رجل دولة أن يكون متعصبا.
المؤمن لا يتعصب وإنما ينقل وجهة نظره بأمانة دون أن تغيب عنه قواعد العدالة وأسس التعامل الأخلاقي مع الناس بغض النظر عن دياناتهم ومشاربهم، ورجل الدولة لا يمكن أن يكون متعصبا مستأثرا فتغيب العدالة ويقضي تعصبه على وحدة الناس وتعاونهم وعلاقات الثقة المتبادلة التي يجب أن تسود.
في الساحة العربية، التعصب يقتلنا حاضرا وتاريخيا، وسيقتلنا استمراره. نحن العرب ننحدر من عقلية قبلية متعصبة ترى في الأنا أساسا في الحكم على الآخرين وقاعدة للتعامل معهم. وقد قال الشاعر قديما: ما أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد. وقال آخر: إذا بلغ الفطام لنا رضيع تخر له الجبابر ساجدينا. ولم يختلف ثالث كثيرا عندما قال: فغض الطرف إنك من نمير فلا كعبا وصلت ولا كلابا.
ربما تبدلت القبيلة بعض الشيء الآن، وليس كل الشيء أو أغلبه، لكن العقلية القبلية التعصبية المتحوصلة ما زالت قائمة وبقوة وتطغى قيمها على ما عداها من قيم.
دول عربية عدة تحكمها قبائل وتعود ملكيتها لهذه القبائل. القبليون البدو أمراء يرسمون ويحكمون ويسيطرون على أموال الدولة، وينفقونها كيفما يشاؤون، ودول عربية أخرى تحكمها عصابات تحولت إلى قبائل حزبية أو ثورية أو دينية، ولا تختلف في سلوكها عن الأنظمة القبلية.
المال والجاه والسطوة للحاكم ومن لف لفه من أفراد قبيلته الأصليين أو المتشبهين، والذلة والفقر والهوان لعامة الناس ولمن نافسهم من الطامعين الراغبين في المشاركة.
الأحزاب في بلادنا قبائل يقودها شخص واحد أحد، وقد يرتضي لنفسه بؤرة قيادية محدودة تستشار في بعض الأمور. شيخ الحزب كما شيخ القبيلة هو الذي يعطي ويأخذ، يمنح ويمنع، يزوج ويطلق، يعز ويذل، يرفع ويخفض، يقرّب ويبعد، حتى أن جمعيات الدفاع عن الحريات والديمقراطية عبارة عن مؤسسات شخصية لمديريها الذين لا يختلفون في تصرفاتهم عن الذين يريدون منهم تغيير أنماط حكمهم.
ولا يختلف في ذلك التحرريون (الليبراليون) الذين يرون كل السوء في النظامين السياسي والاجتماعي لأنهم يتحوصلون حول أنفسهم ويفصلون تجمعهم إلى حد بعيد عن جمهور الناس وعن الانسيابية في إحداث التغيير. تحول التحرريون في أغلب البلدان العربية إلى مجرد عصابة حزبية يقودها شيخ يقتدي بقيم تنفصل عن تاريخ الأمة
المؤمن لا يتعصب وإنما ينقل وجهة نظره بأمانة دون أن تغيب عنه قواعد العدالة وأسس التعامل الأخلاقي مع الناس بغض النظر عن دياناتهم ومشاربهم، ورجل الدولة لا يمكن أن يكون متعصبا مستأثرا فتغيب العدالة ويقضي تعصبه على وحدة الناس وتعاونهم وعلاقات الثقة المتبادلة التي يجب أن تسود.
في الساحة العربية، التعصب يقتلنا حاضرا وتاريخيا، وسيقتلنا استمراره. نحن العرب ننحدر من عقلية قبلية متعصبة ترى في الأنا أساسا في الحكم على الآخرين وقاعدة للتعامل معهم. وقد قال الشاعر قديما: ما أنا إلا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد. وقال آخر: إذا بلغ الفطام لنا رضيع تخر له الجبابر ساجدينا. ولم يختلف ثالث كثيرا عندما قال: فغض الطرف إنك من نمير فلا كعبا وصلت ولا كلابا.
ربما تبدلت القبيلة بعض الشيء الآن، وليس كل الشيء أو أغلبه، لكن العقلية القبلية التعصبية المتحوصلة ما زالت قائمة وبقوة وتطغى قيمها على ما عداها من قيم.
دول عربية عدة تحكمها قبائل وتعود ملكيتها لهذه القبائل. القبليون البدو أمراء يرسمون ويحكمون ويسيطرون على أموال الدولة، وينفقونها كيفما يشاؤون، ودول عربية أخرى تحكمها عصابات تحولت إلى قبائل حزبية أو ثورية أو دينية، ولا تختلف في سلوكها عن الأنظمة القبلية.
المال والجاه والسطوة للحاكم ومن لف لفه من أفراد قبيلته الأصليين أو المتشبهين، والذلة والفقر والهوان لعامة الناس ولمن نافسهم من الطامعين الراغبين في المشاركة.
الأحزاب في بلادنا قبائل يقودها شخص واحد أحد، وقد يرتضي لنفسه بؤرة قيادية محدودة تستشار في بعض الأمور. شيخ الحزب كما شيخ القبيلة هو الذي يعطي ويأخذ، يمنح ويمنع، يزوج ويطلق، يعز ويذل، يرفع ويخفض، يقرّب ويبعد، حتى أن جمعيات الدفاع عن الحريات والديمقراطية عبارة عن مؤسسات شخصية لمديريها الذين لا يختلفون في تصرفاتهم عن الذين يريدون منهم تغيير أنماط حكمهم.
ولا يختلف في ذلك التحرريون (الليبراليون) الذين يرون كل السوء في النظامين السياسي والاجتماعي لأنهم يتحوصلون حول أنفسهم ويفصلون تجمعهم إلى حد بعيد عن جمهور الناس وعن الانسيابية في إحداث التغيير. تحول التحرريون في أغلب البلدان العربية إلى مجرد عصابة حزبية يقودها شيخ يقتدي بقيم تنفصل عن تاريخ الأمة