البيوت الزجاجية والميول العدوانية
مرسل: الثلاثاء ديسمبر 04, 2012 1:46 am
البيوت الزجاجية والميول العدوانية
ترى ما هي الأسباب التي تدفع شخص ما يدعي أنه زعيم ملهم لأعداد هائلة من الناس، بل يعتبر نفسه بمثابة الوصي عليهم للأخذ بأيديهم إلى طريق الحق
والرشاد– ما الذي يدفعه للحديث إلى هؤلاء الناس من خلف ألواح زجاجية، وهل ذلك يعود إلى رغبة هذا الشخص في عدم سماعهم لصوته والاكتفاء برؤيته خلف
الزجاج، يهز رأسه ويديه يمنة ويسرة، اعتمادًا على أنهم سيفهمون ما يقول من خلال هذه الإيماءات والإشارات، أم إنه يضع نفسه فوق مستوى هؤلاء الجموع
الحاشدة ولا يصح أن يختلط بهم ويقف بين صفوفهم، أم إنه يقوم بتقليد نموذج آخر نال إعجابه، فأقدم على تكراره.
القائد الحقيقي لا يخاف الالتحام بالمواطنين والاختلاط بهم والقرب منهم، بل هو يحرص على ذلك ويستمر فيه ويشجع عليه؛ لأن من شأن ذلك تقريب الفكرة
وتوضيح الهدف وتبسيط الوسيلة، ومن ثم القدرة على الوصول للنتائج المرجوة.
إن هذا المشهد لهذا الشخص وهو يقف ويتحدث لجمهوره خلف الألواح الزجاجية، يقارب مشهد آخر نجده أمام الأسد، هذا الحيوان القوي، وهو محبوس في
قفص حديدي، ويكتفي بأن يكون محلاً للمشاهدة ومكانا لاستمتاع الجمهور الذين يندهشون من قلة حيلة هذا «الأسد» رغم ما يعرفون عنه من قوة وتوحش.
وإذا كان هناك فارق بين هذا الأسد كونه مغلوبا على أمره ولم يكن له دخل في الوجود داخل هذا القفص، وبين هذا الشخص الذي ارتضى بملء إرادته وبكامل
عقله ووعيه أن يقف خلف الألواح الزجاجية ويحبس نفسه بعيدًا عن جمهوره، إلا أن الهدف النهائي في الحالتين واحد، وهو تحقيق الأمان.
فالقائمون على حدائق الحيوانات، ومن أجل زيادة الإيرادات يحرصون على تواجد الأسود داخل الأقفاص؛ لأنها تنال إعجاب الجمهور وتشكل مصدرًا لجذب
المزيد من الأعداد، ولكنهم في الوقت ذاته يوفرون الأمان للجمهور بإجراءات تأمينية واحترازية خوفًا من بطش هذه الأسود بالجمهور.
والحال ذاتها مع هذا الشخص الذي يحبس نفسه داخل الألواح الزجاجية، حيث يبدو أن قواعد اللعبة وخيوط المؤامرة فرضت على المنظمين والقائمين عليها أن
يتواجد هذا الشخص الذي يلتف حوله الناس داخل هذه الألواح، ولكن السؤال هنا، لمن الحماية ولمن الأمن في هذه الحال؟ بمعنى آخر: هل إبقاء هذا الشخص
في الألواح الزجاجية لمصلحة من: الجمهور أم هذا الشخص أم للقائمين على اللعبة والمؤامرة؟
يبدو أن هذا الأمر يحقق أمن جميع الأطراف المشاركة في المؤامرة، فهذا الشخص «المحبوس» أصبح محل استياء وكراهية من الكثيرين بما يتسبب فيه من
شغب وعنف وفوضى في أرجاء البلاد، وبما أحدثه من فرقة وانقسام، لذا فهو يؤمن نفسه من هذا الجمهور الذي ربما يكون من بينهم من يريد الفتك به والتخلص
منه ومن مفاسده وأضراره. أو من أشخاص آخرين رأوا أنه غير قادر على إنجاز ما يسعون إليه من قلب لنظام الحكم وإعلان دولة إسلامية مستقلة، فلم يعد هو
رجل المرحلة الحالية ويريدون تغييره.
كما أن ذلك يحقق أمن الجمهور من الأفكار الإجرامية والميول العدوانية لهذا الشخص الموجود خلف الألواح الزجاجية، وحيث إنه لا يحمل مثل هذا الميول
والأفكار التي لم تعد تحدث صداها لدى غالبية أفراد هذا الجمهور، فكان التحدث خلف تلك الألواح الزجاجية.
وعلى كل حال، يبدو أن مرحلة الحديث من البيوت الزجاجية ستكون مرحلة انتقالية لمرحلة أخرى سيكون الحديث من خلالها خلف أسوار حديدية وجدر أسمنتية؛
لترويج أفكار تخريبية وتجسيد الميول العدوانية ضد المجتمع والدولة معًا.
ترى ما هي الأسباب التي تدفع شخص ما يدعي أنه زعيم ملهم لأعداد هائلة من الناس، بل يعتبر نفسه بمثابة الوصي عليهم للأخذ بأيديهم إلى طريق الحق
والرشاد– ما الذي يدفعه للحديث إلى هؤلاء الناس من خلف ألواح زجاجية، وهل ذلك يعود إلى رغبة هذا الشخص في عدم سماعهم لصوته والاكتفاء برؤيته خلف
الزجاج، يهز رأسه ويديه يمنة ويسرة، اعتمادًا على أنهم سيفهمون ما يقول من خلال هذه الإيماءات والإشارات، أم إنه يضع نفسه فوق مستوى هؤلاء الجموع
الحاشدة ولا يصح أن يختلط بهم ويقف بين صفوفهم، أم إنه يقوم بتقليد نموذج آخر نال إعجابه، فأقدم على تكراره.
القائد الحقيقي لا يخاف الالتحام بالمواطنين والاختلاط بهم والقرب منهم، بل هو يحرص على ذلك ويستمر فيه ويشجع عليه؛ لأن من شأن ذلك تقريب الفكرة
وتوضيح الهدف وتبسيط الوسيلة، ومن ثم القدرة على الوصول للنتائج المرجوة.
إن هذا المشهد لهذا الشخص وهو يقف ويتحدث لجمهوره خلف الألواح الزجاجية، يقارب مشهد آخر نجده أمام الأسد، هذا الحيوان القوي، وهو محبوس في
قفص حديدي، ويكتفي بأن يكون محلاً للمشاهدة ومكانا لاستمتاع الجمهور الذين يندهشون من قلة حيلة هذا «الأسد» رغم ما يعرفون عنه من قوة وتوحش.
وإذا كان هناك فارق بين هذا الأسد كونه مغلوبا على أمره ولم يكن له دخل في الوجود داخل هذا القفص، وبين هذا الشخص الذي ارتضى بملء إرادته وبكامل
عقله ووعيه أن يقف خلف الألواح الزجاجية ويحبس نفسه بعيدًا عن جمهوره، إلا أن الهدف النهائي في الحالتين واحد، وهو تحقيق الأمان.
فالقائمون على حدائق الحيوانات، ومن أجل زيادة الإيرادات يحرصون على تواجد الأسود داخل الأقفاص؛ لأنها تنال إعجاب الجمهور وتشكل مصدرًا لجذب
المزيد من الأعداد، ولكنهم في الوقت ذاته يوفرون الأمان للجمهور بإجراءات تأمينية واحترازية خوفًا من بطش هذه الأسود بالجمهور.
والحال ذاتها مع هذا الشخص الذي يحبس نفسه داخل الألواح الزجاجية، حيث يبدو أن قواعد اللعبة وخيوط المؤامرة فرضت على المنظمين والقائمين عليها أن
يتواجد هذا الشخص الذي يلتف حوله الناس داخل هذه الألواح، ولكن السؤال هنا، لمن الحماية ولمن الأمن في هذه الحال؟ بمعنى آخر: هل إبقاء هذا الشخص
في الألواح الزجاجية لمصلحة من: الجمهور أم هذا الشخص أم للقائمين على اللعبة والمؤامرة؟
يبدو أن هذا الأمر يحقق أمن جميع الأطراف المشاركة في المؤامرة، فهذا الشخص «المحبوس» أصبح محل استياء وكراهية من الكثيرين بما يتسبب فيه من
شغب وعنف وفوضى في أرجاء البلاد، وبما أحدثه من فرقة وانقسام، لذا فهو يؤمن نفسه من هذا الجمهور الذي ربما يكون من بينهم من يريد الفتك به والتخلص
منه ومن مفاسده وأضراره. أو من أشخاص آخرين رأوا أنه غير قادر على إنجاز ما يسعون إليه من قلب لنظام الحكم وإعلان دولة إسلامية مستقلة، فلم يعد هو
رجل المرحلة الحالية ويريدون تغييره.
كما أن ذلك يحقق أمن الجمهور من الأفكار الإجرامية والميول العدوانية لهذا الشخص الموجود خلف الألواح الزجاجية، وحيث إنه لا يحمل مثل هذا الميول
والأفكار التي لم تعد تحدث صداها لدى غالبية أفراد هذا الجمهور، فكان التحدث خلف تلك الألواح الزجاجية.
وعلى كل حال، يبدو أن مرحلة الحديث من البيوت الزجاجية ستكون مرحلة انتقالية لمرحلة أخرى سيكون الحديث من خلالها خلف أسوار حديدية وجدر أسمنتية؛
لترويج أفكار تخريبية وتجسيد الميول العدوانية ضد المجتمع والدولة معًا.