صفحة 1 من 1

صــفعةُ ســــــــوريا

مرسل: الثلاثاء ديسمبر 04, 2012 10:14 pm
بواسطة بدر العوبثاني 101
ما يحدث للشعب السوري الأبيّ، وذلك الوطن الصامد ليس إلا غمامة سوداء عابرة، تُنبىء ملامحها عن فتح قادم ونصر مؤزر بإذن الله. سوريا تلك البلاد الجميلة الطيِّب أهلها، أرض البطولات والحضارات، منبت العلم والعلماء، باتت تخضع لابتلاء رباني يختبر فيها الباريء جل شأنه عباده الصادقين، ويمهل فيها ذلك النظام الظالم الغاشم إلى حين.
وما يطرأ عليها من بلاء هو كما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (إذا أحبّ الله قوماً ابتلاهم). وهذا الابتلاء الذي تمثَّل في صورة قتل للأبرياء وسفْكٍ للدماء، قد جاء ليرى جل جلاله عزة وإيمان هذا الشعب وقوة صبره. وكذلك حتى يكفر الخطايا ويطهر النفوس، كما أنه سبحانه أراد بحكمته أن يكون ذلك صفعة توقظ كل غافل.
أما ذلك الموسوم بـ(أسد) الذي يسير على خطى أبيه، فأخذ يزأر على شعبه ويُعمِل مخالبه في قتل الأبرياء والعزل، ويمارس هوايته المنتنة والبشعة بسفك حرمات النساء والأطفال، فلن يكون مصيره إلا الذل والهوان، وسيجعله المولى عز وجل عبرةً لغيره من الظالمين والمفسدين. فمن يستأسد على شعبه ويصبح في حين آخر وبكل سذاجة حمَلاً وديعاً للأعداء، لايستحق أن يعيش على أرض الكرامة بين الشرفاء، ولن يكون مصيره سوى الخزي والعار.
وبحمد من الباريء الكريم جاءت بشائر النصر والعزة، فتولدت الشرارة الأولى من الأراضي التونسية لتشعل فتيل النور، لتتوالى بعدها ألسنة من اللهب والغضب تشع من أرض الكنانة ومن أرض الرباط وغيرها، لتقضي على كلمة الباطل وتزيد ذلك النور نوراً وضياءً. وكلّ الفأل لهذا الشعب المغوار أن يفرج الله غمته ويكسر حصاره، ويكشف له رايات النصر، ويسقط عنه رداء الظلم والاستبداد.
وعلى ضوء ما يجري من تلك التغيرات في مختلف الدول المضطهدة والمسلوبة، فإنه يجدر بكل مسلم عاقل أن يكون على قَدْر عال من الوعي والإدراك بأن كل ما يحدث من القضايا هو جسر عبور نحو أمِّ القضايا، نحو تحرير بيت المقدس والأقصى الأسير بمشيئة الله، والذي لن يتحرر إلا إذا حررنا تلك الأذهان الغارقة في وحل الغزو الثقافي الخارجي، وعندما ننزع من قلوبنا الخنوع والخضوع لأولئك الزعماء الطغاة، ونبيد ذلك الاحتلال المادي المسيطر على العقول.
كما علينا أن لانغفل عن ضرورة المشاركة في نصرة تلك الشعوب بأية وسيلة كانت، من تقديم الدعم المعنوي والمادي ولاسيما الإعلامي. ولانُغفِل دور الدعاء الصادق مع أهمية زرع مفهوم الاهتمام بأمور المسلمين وقضاياهم ومناصرتهم، فكما قال نبينا المصطفى عليه الصلاة والسلام: (مَثَل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تَداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
وحري بنا أن نتعظ من هذه الدروس والعبر، ونعلم أن كلمة الحق هي الباقية والخالدة، وأنه لابد من العمل الدؤوب لغرسها في النفوس والأرواح، وإبقائها عالية خفاقة.