صفحة 1 من 1

الصعود السلمي والتوازن السياسي في الصين

مرسل: الأربعاء ديسمبر 05, 2012 7:34 pm
بواسطة عبدالرحمن الهزاني
يشهد العالم تغيرات هائله حيث تكون النظم والانماط والطرق في حالة اختبار(فيمايخص الزمن والتطبيقات) على حالة خلفيه تباين الظروف الوطنيه في مختلف بلدان العالم والصين لاتستطيع ان تتطور بمعزل عن العالم وفي ذات الوقت لايستطيع العالم ان يحقق الاستقرار والازدهار دون الصين فلولا التعاون المتبادل والودي مع بلدان العالم لما تمكنت الصين من تحقيق اكبر الطفرات الاقتصاديه في التاريخ الحديث والنجاحات المتتاليه في عمليات الاندماج مع الاقتصاد العالمي وانعكاساتها على مزيد من النمو الاقتصادي الداخلي كل هذا كان لابد ان يثير في النفوس مزيجاَ من الاعجاب والدهشه، من المسلم به ان الصين اليوم هي اهم قوة صاعده على الساحه الدوليه لما بعد الحرب البارده وان مايخيف القوى العالميه ليس الوزن الاقتصادي المتزايد للصين انما معدلات النمو وتأثيرها على ميزان القوى العالمي هو مايخيف تلك القوى ، نجحت الصين في تثبيت دعائمها في وقت وجيز للغايه اذا ما قورن بذلك الوقت الذي استغرقته الدول الصناعيه لتحقيق هذه النهضه ومن المهم القول ان القيم المستمده من الثقافه الصينيه مسؤوله بشكل كبير فيما تحقق في الصين من انجازات اقتصاديه وانه ماكان لتلك الانجازات ان تتم بهذه الصوره وبتلك السرعه لولا ان خلفية ثقافيه مواتيه كانت هناك لتدفع بها وتزيد من زخمها .

النمو الصيني في المجالات الاقتصاديه والسياسيه والعسكريه وهي المجالات التي تحمل دلاله استراتيجيه مهمه لادارة الصراع الدولي في آسيا ومن غير المشكوك فيه ان الصعود الاقتصادي الصيني وتنامي العلاقات التجاريه والاستثماريه في جنوب شرق اسيا قد احدث تحولات كبيره في مختلف التفاعلات بين دول تلك المنطقه،وان تعاظم النفوذ السياسي للصين وانعكاسات هذا النمو على النظام الاقليمي في آسيا- باسفيك وهو ماسيشكل الهويه العالميه للصين . وهي اليوم تفتخر كونها موطن اقدم حضاره مستمره في العالم ليومنا هذا حيث كانت في اغلب مراحلها التاريخيه قوه عظمى بالرغم من انها قد عانت خلال اواخر القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين من فترة عدم الاستقرار والتراخي والانحطاط الا ان العقود الاخيره قد اوجدت انبعاثاَ جديداَ لعناصر القوه والنجاح الصيني واجمع المحللون ان الصين ستكون عملاق القرت الحادي والعشرين.