- الأربعاء ديسمبر 05, 2012 10:44 pm
#55926
الزيارة لدول حوض النيل خاصة إثيوبيا ناجحة وفوق كل التوقعات وقادة الدول الإفريقية وجهوا اللوم له لإهمال السياسة الخارجية الإسرائيلية لشئون القارة الإفريقية.
أما عن رده علة الانتقادات التي ترددت في إسرائيل عن قيامه بمثل هذه الجولة في الوقت الذي تمر به الدولة بأوضاع حساسة وتخوض معركة حول تجميد الإستيطان .قال. إن إسرائيل أهملت في الماضي دول إفريقيا وأمريكا اللاتينية وأسيا وركزت علي دول الغرب وبهذا خسرت دولا حصتها من الإقتصاد العالمي تزيد علي40% وعندما زارت' جولد مائير' في نهاية الستينات القارة السمراء كان لإسرائيل30 سفارة في إفريقيا بينما يوجد لديها اليوم فقط تسع سفارات وخلال هذه السنين قام بشغل الفراغ أعداء إسرائيل..
كان هذا هو جزءا من لقاء ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي مع الإذاعة الإسرائيلية عقب عودته من الجولة التي قام بها في دول حوض النيل' إثيوبيا, كينيا,أوغندا',, والتي أعقبها مباشرة زيارة الوفد الرسمي المصري الذي ترأسته د. فايزه أبو النجا وزيرة التعاون الدولي مصطحبة معها لفيف من رجال الأعمال والمستثمرين المصريين.. لبحث سبل التعاون الإقتصادي بين البلدين.
' بعثة الاهرام' إستطلعت رأي الشارع الإثيوبي لترصد وتنقل من أرض الواقع أصداء الزيارتين المصرية والإسرائيلية في عيون أهل الحبشة.
بداية علينا أن نعرف أن جولة لبيرمان وزير الخارجية الإسرائيلي الذي هدد مصر يوما ما بضرب السد العالي حامي حماها قد رافقه في جولته داخل الأراضي الإثيوبية وفد دبلوماسي من عشرين شخصا وعشرين رجل أعمال فضلا عن ممثلين للصناعات العسكرية وخبراء في الري تحت إشراف وتنظيم منظمة التبادل اليهودية الأمريكية والتي تعد أحد أكبر منظمات اللوبي اليهودي بأمريكا ولقد أسفرت زيارة ليبرمان ووفده عن إفتتاح مركز' بوتاجيرا' للمحاصيل البستانية وهو مشروع ثلاثي يضم إثيوبيا وإسرائيل وهيئة المعونة الأمريكية هذا غير المشاورات التي عقدت بين ليبرمان ونظيره الإثيوبي' سيوم مسفين' والتي إنتهت بتوقيع مراسم إتفاق يساعد البلدين علي بحث الإهتمامات المشتركة من أجل مزيد من التعاون في القضايا الإقليمية والدولية.
وتحدث' مسفين' وزير الخارجية الإثيوبي في إتجاه أن حجم التجارة والإستثمارات الإسرائيلية لم يرتفع إلي المستوي المنشود وكان الرد جاهزا في الطرف الأخر عندما أبدي المستثمرون الإسرائيليون إهتماما بالدخول في مشروعات مختلفة في إثيوبيا وتم توقيع إطار قانوني من أجل ذلك الغرض..
علي الصعيد الآخر جاءت زيارة الوفد الرسمي المصري ـ الذي كان مكونا مما يقرب من25 رجل أعمال ومستثمر مصري في كافة المجالات( الزراعة والصناعة والإتصالات والتجارة والكهرباء و الكيماويات)_ ناجحة إلي حد كبير أيضا كما وصفتها الصحافة الإثيوبية' ويلي مونيتور' و' أويس زيمن' و' إثيوبيان هيرالد' والتي تم من خلالها إفتتاح أهم محطة كابلات وتوليد كهرباء لشركة السويدي المصرية والإتفاق النهائي والرسمي علي إستيراد مصر للحوم الإثيوبية وإفتتاح أحد أهم مصانع مواسير المياه في قلب العاصمة الإثيوبية' أديس أبابا' وأيضا الحصول علي الآف الهكتارات الزراعية بالأراضي الإثيوبية من أجل إستصلاحها برؤوس أموال مصرية..
تلك كانت لمحة سريعة عن الزيارتين المصرية والإسرائيلية والتي حاولنا أن نقرأ من خلالها نبض الشارع الإثيوبي عندما سألنا' جيناتشو' وهو سائق تاكسي بسيط في العاصمة الإثيوبية عن السوق الإثيوبي الذي فتح علي مصراعيه للإستثمارات الأجنبية ومنها مصر وإسرائيل فأجاب بثقة شديدة أن من يريد أن يكون غنيا ولديه ثروة فعليه أن يستغل فرصة حكم رئيس الوزراء الإثيوبي' مليس زيناوي' وإن لم يفعل الآن فهو لن يري الثراء إلي الأبد, وراح' جيناتشو' متحدثا عن السياسة الجديدة لبلاده_ والكلام علي لسان السائق_ الصين هنا تفوقت علي الجميع بما فيها إيطاليا التي عشنا فترة تحت إحتلالها.. أما إسرائيل ففهي ذكية فدخلت بثقلها في الوقت المناسب رغم أن لها تواجد منذ زمن خاصة في مجال الزراعة.. أما عن مصر فرغم أنها إبتعدت كثيرا عن الحبشة إلا أن زيارة البابا شنودة العام الماضي لنا قد قربت مسافات بعيدة جدا بل عوضت أهل مصر والحبشة كثيرا عما فات.
'جورج ملاريا' عامل ريسبشن في أحد الفنادق عندما سألته مباشرة عن العلاقات الإسرائيلية أجابني بلا تردد قوية علي المستوي الرسمي ولكن علي المستوي الشعبي ليست مقبولة علي الإطلاق.. وعلل ذلك بأن الشعب الحبشي متدين مابين المسيحي والمسلم ورغم الفقر الشديد والمعاناة التي يعانيها معظم الإثيوبيين إلا أنهم تابعوا جيدا ماتفعله الأيدي الإسرائيلية بالشعب الفلسطيني..
وعندما سألته عن زيارة الوفد الرسمي المصري قال لإنه قد تابع تفاصيل تلك الجولة المصرية ولكنه يري أن الاهم منها هي زيارة البابا شنودة العام الماضي وختم حديثه بالدعاء بالشفاء العاجل لقداسة البابا شنوده الثالث.
'ماريا رافيو' سيدة في الثلاثين من عمرها قابلناها في أحد مقاهي الانترنت المنتشرة في العاصمة الإثيوبية.. بدأت هي بالتعارف علينا عندما سمعتنا نتكلم باللغة العربية.. إعتقدت في البداية أننا من المملكة العربية السعودية وعندما علمت أننا مصريين إبتهجت وتحدثت عن عشقها لمصر وحبها المتناهي للباباشنوده وإسترسلت' ماريا' في الحديث دون أن نسألها وتعجبت للخلافات التي سمعت بها مابين إثيوبيا ومصر حول إتفاقيات مياه النيل وقالت.. إنه إذا كانت الدماء التي تجري في عروقنا واحدة فنحن في قارة واحدة تسمي إفريقيا فإن المياه التي نشربها واحدة ولن يرضي إثيوبي واحد أن يقع أخيه المصري في مشكلة فيكفي أنكم ـ أي المصريين ـ أصحاب حضارة السبعه آلاف سنة ويكفي أيضا أن البابا شنوده الثالث عندكم وهو أبونا جميعا.. أما عن إسرائيل فقد قالت' ماريا' إنها لاتصدق أن الأيادي الملوثة بالدماء تستطيع أن تزرع وردا ذي رائحة عطرة و أنها ترفض أن تشتري وردهم لأنها تشعر بأنها تقطر بدماء الشعب الفلسطيني لذلك فهي تفضل أن تهدي حبيبها وردا إثيوبيا بأيدي حبشية.
أما حسين نيجاش من مدينة مقالي التابعة لأقليم تيجراي فتكلم بشكل صريح عن عدم قبوله زيارة وزير الحارجية الإسرائيلي لأراضيه مؤخرا وتساءل متعجبا لماذا الآن تتذكر إسرائيل إثيوبيا ويفكر مسئولوها بفتح الإستثمار في أراضينا, ولم يستبعد' حسين' أن هذه الزيارة قد تكون وراءها إستراتيجية أخري مرتبطة بالخلاف الذي قد حدث بين البلدين فيما يخص إتفاقيات توزيع مياه نهر النيل, وأكد أن الشعب الإثيوبي يربطه رباطا مقدسا دينيا سواء كان إسلاميا أو مسيحيا بالشعب المصري.. وأن المصالح الإقتصادية وتوسعات الحكومة الإثيوبية وطموحاتها في الفترة الراهنة هي التي فتحت لنا أبواب إثيوبيا علي مصراعيها للاستثمارات الأجنبية وناشد' حسين' المستثمرين المصريين بضرورة التواجد علي اراضي الحبشة بشكل قوي في الفترة المقبلة لسببين أولهما أن إثيوبيا تستحق من مصر إهتماما أكبر والثاني حتي تفوت مصر الفرصة علي من يريد النيل من علاقاتها مع بلاده.
* الأهرام
أما عن رده علة الانتقادات التي ترددت في إسرائيل عن قيامه بمثل هذه الجولة في الوقت الذي تمر به الدولة بأوضاع حساسة وتخوض معركة حول تجميد الإستيطان .قال. إن إسرائيل أهملت في الماضي دول إفريقيا وأمريكا اللاتينية وأسيا وركزت علي دول الغرب وبهذا خسرت دولا حصتها من الإقتصاد العالمي تزيد علي40% وعندما زارت' جولد مائير' في نهاية الستينات القارة السمراء كان لإسرائيل30 سفارة في إفريقيا بينما يوجد لديها اليوم فقط تسع سفارات وخلال هذه السنين قام بشغل الفراغ أعداء إسرائيل..
كان هذا هو جزءا من لقاء ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي مع الإذاعة الإسرائيلية عقب عودته من الجولة التي قام بها في دول حوض النيل' إثيوبيا, كينيا,أوغندا',, والتي أعقبها مباشرة زيارة الوفد الرسمي المصري الذي ترأسته د. فايزه أبو النجا وزيرة التعاون الدولي مصطحبة معها لفيف من رجال الأعمال والمستثمرين المصريين.. لبحث سبل التعاون الإقتصادي بين البلدين.
' بعثة الاهرام' إستطلعت رأي الشارع الإثيوبي لترصد وتنقل من أرض الواقع أصداء الزيارتين المصرية والإسرائيلية في عيون أهل الحبشة.
بداية علينا أن نعرف أن جولة لبيرمان وزير الخارجية الإسرائيلي الذي هدد مصر يوما ما بضرب السد العالي حامي حماها قد رافقه في جولته داخل الأراضي الإثيوبية وفد دبلوماسي من عشرين شخصا وعشرين رجل أعمال فضلا عن ممثلين للصناعات العسكرية وخبراء في الري تحت إشراف وتنظيم منظمة التبادل اليهودية الأمريكية والتي تعد أحد أكبر منظمات اللوبي اليهودي بأمريكا ولقد أسفرت زيارة ليبرمان ووفده عن إفتتاح مركز' بوتاجيرا' للمحاصيل البستانية وهو مشروع ثلاثي يضم إثيوبيا وإسرائيل وهيئة المعونة الأمريكية هذا غير المشاورات التي عقدت بين ليبرمان ونظيره الإثيوبي' سيوم مسفين' والتي إنتهت بتوقيع مراسم إتفاق يساعد البلدين علي بحث الإهتمامات المشتركة من أجل مزيد من التعاون في القضايا الإقليمية والدولية.
وتحدث' مسفين' وزير الخارجية الإثيوبي في إتجاه أن حجم التجارة والإستثمارات الإسرائيلية لم يرتفع إلي المستوي المنشود وكان الرد جاهزا في الطرف الأخر عندما أبدي المستثمرون الإسرائيليون إهتماما بالدخول في مشروعات مختلفة في إثيوبيا وتم توقيع إطار قانوني من أجل ذلك الغرض..
علي الصعيد الآخر جاءت زيارة الوفد الرسمي المصري ـ الذي كان مكونا مما يقرب من25 رجل أعمال ومستثمر مصري في كافة المجالات( الزراعة والصناعة والإتصالات والتجارة والكهرباء و الكيماويات)_ ناجحة إلي حد كبير أيضا كما وصفتها الصحافة الإثيوبية' ويلي مونيتور' و' أويس زيمن' و' إثيوبيان هيرالد' والتي تم من خلالها إفتتاح أهم محطة كابلات وتوليد كهرباء لشركة السويدي المصرية والإتفاق النهائي والرسمي علي إستيراد مصر للحوم الإثيوبية وإفتتاح أحد أهم مصانع مواسير المياه في قلب العاصمة الإثيوبية' أديس أبابا' وأيضا الحصول علي الآف الهكتارات الزراعية بالأراضي الإثيوبية من أجل إستصلاحها برؤوس أموال مصرية..
تلك كانت لمحة سريعة عن الزيارتين المصرية والإسرائيلية والتي حاولنا أن نقرأ من خلالها نبض الشارع الإثيوبي عندما سألنا' جيناتشو' وهو سائق تاكسي بسيط في العاصمة الإثيوبية عن السوق الإثيوبي الذي فتح علي مصراعيه للإستثمارات الأجنبية ومنها مصر وإسرائيل فأجاب بثقة شديدة أن من يريد أن يكون غنيا ولديه ثروة فعليه أن يستغل فرصة حكم رئيس الوزراء الإثيوبي' مليس زيناوي' وإن لم يفعل الآن فهو لن يري الثراء إلي الأبد, وراح' جيناتشو' متحدثا عن السياسة الجديدة لبلاده_ والكلام علي لسان السائق_ الصين هنا تفوقت علي الجميع بما فيها إيطاليا التي عشنا فترة تحت إحتلالها.. أما إسرائيل ففهي ذكية فدخلت بثقلها في الوقت المناسب رغم أن لها تواجد منذ زمن خاصة في مجال الزراعة.. أما عن مصر فرغم أنها إبتعدت كثيرا عن الحبشة إلا أن زيارة البابا شنودة العام الماضي لنا قد قربت مسافات بعيدة جدا بل عوضت أهل مصر والحبشة كثيرا عما فات.
'جورج ملاريا' عامل ريسبشن في أحد الفنادق عندما سألته مباشرة عن العلاقات الإسرائيلية أجابني بلا تردد قوية علي المستوي الرسمي ولكن علي المستوي الشعبي ليست مقبولة علي الإطلاق.. وعلل ذلك بأن الشعب الحبشي متدين مابين المسيحي والمسلم ورغم الفقر الشديد والمعاناة التي يعانيها معظم الإثيوبيين إلا أنهم تابعوا جيدا ماتفعله الأيدي الإسرائيلية بالشعب الفلسطيني..
وعندما سألته عن زيارة الوفد الرسمي المصري قال لإنه قد تابع تفاصيل تلك الجولة المصرية ولكنه يري أن الاهم منها هي زيارة البابا شنودة العام الماضي وختم حديثه بالدعاء بالشفاء العاجل لقداسة البابا شنوده الثالث.
'ماريا رافيو' سيدة في الثلاثين من عمرها قابلناها في أحد مقاهي الانترنت المنتشرة في العاصمة الإثيوبية.. بدأت هي بالتعارف علينا عندما سمعتنا نتكلم باللغة العربية.. إعتقدت في البداية أننا من المملكة العربية السعودية وعندما علمت أننا مصريين إبتهجت وتحدثت عن عشقها لمصر وحبها المتناهي للباباشنوده وإسترسلت' ماريا' في الحديث دون أن نسألها وتعجبت للخلافات التي سمعت بها مابين إثيوبيا ومصر حول إتفاقيات مياه النيل وقالت.. إنه إذا كانت الدماء التي تجري في عروقنا واحدة فنحن في قارة واحدة تسمي إفريقيا فإن المياه التي نشربها واحدة ولن يرضي إثيوبي واحد أن يقع أخيه المصري في مشكلة فيكفي أنكم ـ أي المصريين ـ أصحاب حضارة السبعه آلاف سنة ويكفي أيضا أن البابا شنوده الثالث عندكم وهو أبونا جميعا.. أما عن إسرائيل فقد قالت' ماريا' إنها لاتصدق أن الأيادي الملوثة بالدماء تستطيع أن تزرع وردا ذي رائحة عطرة و أنها ترفض أن تشتري وردهم لأنها تشعر بأنها تقطر بدماء الشعب الفلسطيني لذلك فهي تفضل أن تهدي حبيبها وردا إثيوبيا بأيدي حبشية.
أما حسين نيجاش من مدينة مقالي التابعة لأقليم تيجراي فتكلم بشكل صريح عن عدم قبوله زيارة وزير الحارجية الإسرائيلي لأراضيه مؤخرا وتساءل متعجبا لماذا الآن تتذكر إسرائيل إثيوبيا ويفكر مسئولوها بفتح الإستثمار في أراضينا, ولم يستبعد' حسين' أن هذه الزيارة قد تكون وراءها إستراتيجية أخري مرتبطة بالخلاف الذي قد حدث بين البلدين فيما يخص إتفاقيات توزيع مياه نهر النيل, وأكد أن الشعب الإثيوبي يربطه رباطا مقدسا دينيا سواء كان إسلاميا أو مسيحيا بالشعب المصري.. وأن المصالح الإقتصادية وتوسعات الحكومة الإثيوبية وطموحاتها في الفترة الراهنة هي التي فتحت لنا أبواب إثيوبيا علي مصراعيها للاستثمارات الأجنبية وناشد' حسين' المستثمرين المصريين بضرورة التواجد علي اراضي الحبشة بشكل قوي في الفترة المقبلة لسببين أولهما أن إثيوبيا تستحق من مصر إهتماما أكبر والثاني حتي تفوت مصر الفرصة علي من يريد النيل من علاقاتها مع بلاده.
* الأهرام