صفحة 1 من 1

فوبيا الأسلام في فرنسا

مرسل: السبت ديسمبر 08, 2012 4:23 pm
بواسطة ماجد العتيبي381
أثار رفض مُؤسسة "مُستقلّة" للنقل بباريس السماح لمجموعة من المُغتربين يقودون حملة للتّنديد بالممارسات العنصرية التي يتعرض لها المسلمون في فرنسا، بوضع ملصقات مُناهضة لـ"الإسلاموفوبيا" المُتفشّية في البلاد على جدران أروقة المترو الباريسي جدلا محموما وسط أجواء مشحونة بالتوتر بين مسلميها ويهودها.

وعلّلت "الوكالة المستقلة للنقل الحضري بباريس" عدم السماح لـ"التجمع ضد الإسلاموفوبيا بفرنسا" بوضع الملصقات على الجدران بما أسمته "الطابع العقائدي والسياسي للحملة وللجهة المعلنة".

تفشّي "الإسلاموفوبيا"

استأثرت الحملة التي يقودها "التجمع" منذ بداية الشهر الماضي باهتمام وسائل الإعلام المحلية، خاصة اليمينية والمُتطرّفة والمُوالية لإسرائيل، في ظل العداء المُتزايد للمسلمين منذ مقتل الشاب الفرنسي الجزائري الأصل محمد مرّاح في مارس/آذار الماضي بمدينة تولوز (جنوب فرنسا)، بعد أن اتهم بقتل حاخام وثلاثة اطفال فرنسيين يهود.

وأعلن "المرصد الوطني لمناهضة الاسلام" الأحد ان فرنسا سجلت في الاشهر العشرة الاولى من 2012 زيادة "مُثيرة للقلق" في الاعمال المناهضة للاسلام، زادت اكثر من 42 بالمئة.

وقال "المرصد" -الذي انشأه العام الماضي "المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية" المُقرّب من المغرب ويرأسه محمد الموساوي ـ "اذا كان 2011 شهد ازدياد الاعمال المناهضة للمسلمين بشكل كبير (+34 بالمئة)، فان العام الحالي يبدو اكثر اثارة للقلق ايضا لان هذه الاعمال زادت اكثر من 42 بالمئة من أول يناير/كانون الثاني الى نهاية اكتوبر/تشرين الاول، مرتفعة من 123 عملا في الاشهر العشرة الاولى من العام الماضي الى 175 عملا في الفترة نفسها من العام الجاري، اي اكثر بـ52 عملا ".

وتتمثل هذه الأعمال المناهضة للإسلام عادة في تدنيس المقابر ودور العبادة بكتابات ورسومات عنصرية أو بدماء ورؤوس خنازير.

صورة مستوحاة من الثورة الفرنسية
تمثّلت الملصقات التي رفضتها المؤسسة الفرنسية بسبب طابعها "العقائدي والسياسي" في صورة جماعية لمواطنين فرنسيين من ديانات مختلفة يحملون أعلاما فرنسية ـ ويظهر بعض الرجال ملتحين وأغلب النساء مُحجّبات، كما أن هناك يهودي وكاهن يحمل الصليب ـ ويعلو الصورة شعار مكتوب عليه "نحن أيضا ننتمي لهذه الأمة"، تجسيدا لانتماء الكل لنفس الوطن.

والصورة مستوحاة من اللوحة الشهيرة "قسَم ملعب التنس" للرسام الفرنسي جاك-لوي دافيد الذي عاش من 1748 إلى 1825، وهو من الذين دعموا الثورة الفرنسية بشكل كبير، فأصبح رسام الثورة الرسمي.

وأشارت صحف ومواقع إلكترونية فرنسية إلى أن "التجمع" تلقّى دعما بقيمة 35 ألف يورو قدمه له الملياردير الأميركي اليهودي جورج سوروس، المعروف بدعمه للحركات الإسلامية في العالم العربي، من أجل تحسيس الفرنسيين بـ"الإسلاموفوبيا".

الاعمال المناهضة للمسلمين تزداد بنسبة 42 بالمئة العام الحالي

وكانت تسريبات استخباراتية غربية وإسرائيلية قد كشفت السنة الماضية بأن جورج سوروس يقف وراء عمليات الإطاحة بقادة الأنظمة العربية وهو على علاقة مع "الإخوان المسلمين" في مصر.

وقال المسؤولون في "الوكالة" أيضا أنهم لم يطلعوا على مضمون تلك الملصقات الا قبل بضعة أيام على انطلاق الحملة.

وتضمنت الحملة، إضافة إلى البوسترات الدعائية، بث رسائل إعلانية في القنوات الإذاعية والمواقع الإلكترونية وتوزيع منشورات تدعو إلى عدم الخوف من الإسلام والمسلمين، وذلك باستعمال "شعارات قوية" ورموز هادفة تؤكد أن "المسلمين المقيمين بفرنسا ـ والذين يُقدر عددهم بما بين اربعة وستة ملايين نسمة ـ ويحملون جنسيتها هم جزء لا يتجزأ من المجتمع الفرنسي، ولهم الحق في التمتع بنفس الحقوق، وفي حرية التعبير والمعتقد الديني"، كما أكّد "التجمع"، المؤلف خاصة من مغتربين جزائريين، بحسب بعض المنتديات.
ولتبديد الخوف من المسلمين، ابتكرت المجموعة طريقة نادرة تتمثل في توزيع فطائر بالشوكولاتة للردّ بطريقة ظريفة على المرشح لرئاسة حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" اليميني المعارض، جان-فرانسوا كوبيه، بعد تصريحاته "المسيئة للمسلمين" على حد قول "المجلس الإسلامى الفرنسي".

وكان كوبيه قد أثار مُؤخّرا موجة من الانتقادات بعد أن تحدث خلال تجمع في جنوب فرنسا عن شباب مسلمين منعوا طفلا فرنسيا من تناول فطيرة بالشوكولاتة (كرواسون) لأنه لا يجوز الأكل في شهر رمضان.

الكيل بمكيالين

اعتبر المتحدث الرسمي باسم "التجمع ضد الإسلاموفوبيا بفرنسا"، مروان محمد، أن رفض الوكالة "مخالف للمنطق"، وأعرب عن أسفه أن "يتم النظر إلى ملصق بسيط في إطار حملة مناهضة للممارسات العنصرية ضد المسلمين على أنه عمل سياسي وحملة تبشيرية، بينما ليست للجمعية أية أهداف حزبية".

واعتبر مروان محمد في تصريح لصحيفة لوفيغارو أن "هذا الرفض يأتي في سياق حملة سياسية وإعلامية مسيئة للمسلمين".

وقال المتحدث باسم "التجمع أن "خير دليل على ذلك ما أقدمت عليه مؤخرا منابر إعلامية مثل مجلتي 'لكسبرس' و'لو بوا' الأسبوعيتين" اللتين نشرتا على أغلفتها صورا لنساء مُحجّبات ومساجد، تحت عناوين تُنفّر من الإسلام وتُثير الرّعب من المسلمين.

وأضاف بأن "الوكالة المستقلة للنقل الحضري بباريس لم تجد أدنى حرج في وضع ملصقات ترويجية لهاتين الأسبوعيتين داخل أروقة المترو الباريسي".

ولم يستبعد مروان محمد احتمال "اللجوء إلى القضاء ضد الوكالة".

و"المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية" كان قد طلب من الرئيس الفرنسي إصدار "إعلان رسمي يدين الإسلاموفوبيا"، بعد أن عبّر فرانسوا هولاند أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بداية نوفمبر/تشرين الثاني، عن اصرار باريس على "القضاء على معاداة السامية" وعلى عدم التساهل مع الاسلاميين المُتشدّدين.