الثورات العربية و ملامح الفكر السياسي العربي الجديد
مرسل: السبت ديسمبر 08, 2012 4:45 pm
إنّ الشعوب العربية تنادي بالحرية و الديمقراطية لأنها تريد أن يكون لها دور حقيقي في بناء حياتها و مواجهة المخاطر التي تحيق بوجودها، سواء كانت هذه المخاطر خارجية متمثلة في العدوانات المستمرة على شعوبنا، العسكرية منها و السياسية، أو المخاطر الداخلية المتمثلة في الفقر و الفساد و العجز الاقتصادي و الأزمات الاجتماعية. إنّ كل هذه القضايا، قضايا التحرّر و الاستقلالية و صدّ العدوان و التنمية و البناء الحضاري تحتاج إلى أجوبة أكثر عمقاً و شمولية.
ربّما لا تزال أجواء الحماسة و الانفعال تشدّنا اليوم إلى المَشاهد المتحرّكة في ساحة التحرير التي أسقطت نظام حسني مبارك، و مثيلاتها الممكنة في الساحات العربية ، لكن ذلك لا يلغي حقيقة غياب الرؤى النظرية المكتملة للمستقبل العربي ، المتمثلة في غياب ما اصطُلح على تسميته "المشروع السياسي العربي" المشروع القادر على تأمين الشروط لبناء حياة كريمة تتوفّر فيها مقوّمات حقوق الفرد و كرامة الأمّة.
لقد فشلت النّخب العربية في بلورة هذا المشروع نتيجة انغماسها على مدار ما يزيد على قرن كامل في صراعات أيديولوجية، هذه الصّراعات التي من طبيعتها أنها تنشأ من الواقع الذي يتجاوزها لتبقى أسيرة عقول متكلسة متمترسة حول مقولات و رؤى نظرية مقيّدة لحركة الفكر ذاته و من بعد ذلك حركة المجتمع. إذْ من ميزات العصر العربي الجديد هزيمة الأيديولوجيا بعد أن علا صوت الحياة و صوت الجماهير الفاعلة.
ربّما لا تزال أجواء الحماسة و الانفعال تشدّنا اليوم إلى المَشاهد المتحرّكة في ساحة التحرير التي أسقطت نظام حسني مبارك، و مثيلاتها الممكنة في الساحات العربية ، لكن ذلك لا يلغي حقيقة غياب الرؤى النظرية المكتملة للمستقبل العربي ، المتمثلة في غياب ما اصطُلح على تسميته "المشروع السياسي العربي" المشروع القادر على تأمين الشروط لبناء حياة كريمة تتوفّر فيها مقوّمات حقوق الفرد و كرامة الأمّة.
لقد فشلت النّخب العربية في بلورة هذا المشروع نتيجة انغماسها على مدار ما يزيد على قرن كامل في صراعات أيديولوجية، هذه الصّراعات التي من طبيعتها أنها تنشأ من الواقع الذي يتجاوزها لتبقى أسيرة عقول متكلسة متمترسة حول مقولات و رؤى نظرية مقيّدة لحركة الفكر ذاته و من بعد ذلك حركة المجتمع. إذْ من ميزات العصر العربي الجديد هزيمة الأيديولوجيا بعد أن علا صوت الحياة و صوت الجماهير الفاعلة.