By سلطان التركي9 - الأحد ديسمبر 09, 2012 4:31 pm
- الأحد ديسمبر 09, 2012 4:31 pm
#56222
أكد المشاركون بندوة «العلاقات العربية الإيرانية في منطقة الخليج»، أن ثورات الربيع، خاصة الثورة السورية، خفضت من شعبية إيران بالمنطقة بعد تأرجح مواقفها ومناصرتها لنظام بشار الأسد، وحملوا إيران أسباب التوترات التي تعتري العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي وطهران بسبب ما أسموه سياسات الأخيرة العدائية تجاه المنطقة.
اعتبر الأكاديميون المشاركون بالندوة من العالم العربي وإيران أن الحوار بين الجانبين في ظل الاحترام المتبادل، وإنهاء الاحتلال العسكري لجزر الإمارات العربية المتحدة، ووقف تدخل طهران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة هو الحل الأمثل للخروج من هذه التوترات.
الحاجة للحوار
وفي افتتاح جلسات الندوة، أكد الدكتور محمد الأحمري، مدير منتدى العلاقات العربية والدولية، أن التوترات السياسية والعقائدية وما يدور في المنطقة من أحداث، خاصة في سوريا والعراق، يجعل المبادرة الساعية لعقد حوار بين الجانبين الخليجي والإيراني أمرا ملحا، مشيراً إلى أن الندوة تستهدف الخروج من التعرجات والعقبات إلى المسار الصحيح للخروج من إطار الغرف المغلقة إلى فناء الحوار الهادف والبناء.
علاقات تاريخية
من جانبه، تحدث سيد حسين موسويان الباحث بجامعة بريستون الأميركية، بالجلسة الأولى من الندوة، واصفا العلاقات الخليجية الإيرانية بالتاريخية، والمرتبطة بالعقيدة والتاريخ والثقافة، ودعا إلى ضرورة بناء أجواء من الثقة إزاء السياسة الإيرانية، التي تتطلع إلى دول الخليج من أجل تعضيد واقع السلام معها.
وأشار إلى أن إيران تشترك مع العديد من دول المنطقة، خاصة الدول الخليجية، في مصالح اقتصادية منها المشاركة في عدد من حقول النفط والغاز.
كما دعا في هذا الإطار إلى ضرورة تشكيل لجان أمنية مشتركة بين الجانبين من أجل تسريع حل المشاكل في المنطقة وإرساء قواعد الأمن والاستقرار وتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعاون في مجال الطاقة.
المؤثرات الخارجية
وحول المؤثرات في العلاقات الخليجية الإيرانية أشار الدكتور سعيد عبدالله حارب إلى أن المؤثر الأول هو المشروع السياسي الإيراني بالمنطقة القائم على الاختراق تحت لافتات الطائفية والإسلامية والثورية، ومحاولتها ركوب موجات الثورة العربية السائدة بمساعدة الفراغ الاستراتيجي الذي خلفه سقوط هذه الأنظمة السابقة، مؤكداً أنه لولا الموقف الإيراني من النظام السوري ووقوفه ضد الثورة السورية لتطورت العلاقة بين الأنظمة العربية الجديدة وإيران.
ورأى أن المؤثر الثاني هو المشروع الإيراني النووي الذي يثير مخاوف بيئية وعسكرية لدى دول الخليج، كما اعتبر أن المؤثر الثالث يكمن في لغة الخطاب الإيراني التي يغلب عليها التهديد والوعيد، لافتا إلى أن المؤثر الرابع في هذه العلاقة هو تفاوت درجة قرب وبعد الدول الخليجية من إيران، بالإضافة إلى المؤثر الخامس المتعلق بالعلاقات الخليجية الغربية والتي تعتبرها إيران تهديدا لأمنها.
ودعا عبدالله حارب دول الخليج إلى حفظ المنطقة من أي اضطرابات أمنية أو مواجهات بين إسرائيل وإيران، مشيراً إلى أن دول الخليج تمتلك من الأدوات والعلاقات الدولية ما يمكنها من أداء هذا الدور.
الصفقة
أما الباحثة الدكتورة فاطمة الصمادي فتحدثت عما وصفته بالصفقة الأميركية الإيرانية وتأثيراتها على دول الخليج، مشيرة إلى تحول الموقف الإيراني من الولايات المتحدة ووصفها بالشيطان والعدو الأكبر إلى الرغبة في إجراء حوار معها.
وأشارت إلى رغبة عدد من الساسة الإيرانيين في إحداث تقدم على صعيد عودة العلاقات بين الجانبين، ورأت أن الحديث عن تسوية أميركية إيرانية قد لا يقود إلى مصالحة، وإنما قد يقود لتفاهمات تشمل مناطق النفوذ والترتيبات الأمنية والحصص الاقتصادية، والملف الإسرائيلي.
واستعرضت الخسائر والأرباح من هذه الصفقة، لافتة إلى أن إيران ستخرج رابحة إذا ما تضمنت الصفقة إقرارا بحقها النووي وقبولا بها كدولة نووية؛ لأن ذلك معناه مكاسب اقتصادية لإيران ورفع للعقوبات، وقبول دولي، كما ستكون الصفقة رابحة للولايات المتحدة التي ستعود إلى التواجد الدبلوماسي في إيران التي ظلت محرمة عليها لعقود، وستحظى أيضا بمساعدة إيرانية لتعزيز نفوذها في آسيا الوسطى على حساب روسيا التي تسعى لأهداف مماثلة.
أما الخاسرون فاعتبرت الصمادي أنهم دول الخليج؛ لأن الصفقة ستقود إلى تغيير في ميزان القوى، وتعاظم للدور الإيراني وثقله الإقليمي، وكذلك إسرائيل لأنها لن تضمن نفسها كقوة نووية وحيدة في المنطقة.
الهوية والثقافة
وتحت عنوان «الهوية والثقافة في إيران وتأثيرها على العلاقات المشتركة»، رأى الدكتور محجوب الزويري أن إيران تتصرف مع دول الخليج من منطق الشعور بالتفوق السكاني، وبأنها دولة راشدة لم تتغير حدودها منذ 400 عام، كما تمتلك زخما تاريخيا، معتبرا أن إيران ومنذ نظام الشاه رضا بهلوي وهي تتعامل مع دول الخليج بهذا التفوق.
وقال: إن صورة إيران الآن لم تعد جيدة في العالم العربي السني، مشيراً إلى إحصاءات خليجية ترى في إيران تهديدا كبيرا لوجودها، مشيراً إلى أن طهران خسرت الرأي العام العربي بعد دعمها لنظام الأسد.
الشبكات الشيعية
وفي الجلسة الثانية تحدثت الباحثة في الشؤون الشيعية لورنس لوير عن «إيران والشبكات الشيعية في الخليج»، مشيرة إلى أن أغلب الحركات الشيعية جاءت إلى الخليج من العراق وليس من إيران، وبدأت بتيارين الأول هو حزب الدعوة الإسلامية والثاني حركة الشيرازيين وتعود للمرجع الشيعي محمد الشيرازي، ورأت أنه منذ اندلاع الثورة الإيرانية في السبعينيات كان هناك تحمس لها من جانب هذه الحركات، لكن الاستراتيجية الإيرانية تجاه الخليج لم تعجبها، مما أدى إلى تطبيع العلاقات بين هذه الحركات والأنظمة الخليجية.
وخلصت إلى أن إيران ليست راغبة في تصدير الثورة للخليج، كما أن أغلبية الحركات الشيعية بالخليج ليست تابعة لها بشكل مباشر.
شعبية منخفضة
كما طرح أستاذ العلاقات الدولية ورئيس تحرير مجلة الدراسات الدولية التي تصدر من إيران مهدي زكريان ورقته تحت عنوان «الربيع العربي ومسألة حقوق الإنسان»، وقال: إن هناك خلافا بين الجانبين الخليجي والإيراني حول الربيع العربي مفاده اتهام كلاهما بالتدخل في شؤون سوريا والبحرين، وأضاف أن الشعبية الإيرانية في فلسطين ولبنان بدأت في الانخفاض، داعيا الجانبين إلى الوصول إلى مستوى عالمي إسلامي لحقوق الإنسان.
وبدوره رأى الباحث محمد محفوظ مدير مركز آفاق للدراسات والبحوث، أن المتناقضات بين دول الخليج وإيران تعود إلى تباين المصالح والمذاهب والتحالفات والعوامل الدولية ومصالح الغرب.
واعتبر أن نزعة الخوف والتوتر في المنطقة لا رابح فيها على المستوى الإقليمي إلا القوى الدولية، مشيراً إلى أن إشكالية تصدير الثورة الإيرانية لا يعكس مشروعا إيرانيا بقدر ما يعكس حماسة ثورية.
ورصد تحول إيران من دولة منفتحة على الخليج في عهد خامنئي إلى دولة شيطانية بعد احتلال أميركا للعراق، والغياب العربي الذي أدى إلى توغل النفوذ الإيراني بالعراق وجعلها شريكة لأميركا فيه دون أن تتكبد تكاليف الاحتلال، داعيا إلى إبعاد طهران عن الصراع العربي الإسرائيلي وعدم إغراق المنطقة في الفتنة الطائفية، وتأسيس جمهورية إسلامية ثانية جديدة تتجاوز تراث الخميني مع وجود معطيات سياسية ومجتمعية جديدة.
المزيد من التوتر
وفي الجلسة الثالثة التي أدارها الأستاذ عبدالله العذبة مدير تحرير «العرب»، توقع الدكتور عبدالخالق عبدالله أن تتجه العلاقات الخليجية الإيرانية إلى المزيد من التوتر، محملا طهران مسؤولية هذا التوتر، وعدد 11 سببا لذلك منهم عدم الاحترام من جانب إيران وتعاملها باستعلاء مع دول الخليج، بالإضافة إلى تدخل طهران في الشؤون الخليجية والعربية.
وقال: إن احتلال إيران لجزر الإمارات وتحدثها بخطاب التهديد والوعيد وافتعال معارك على غرار إصرارها على تسمية الخليج العربي بخليج فارس لا يؤسس لعلاقات طبيعية بين الجانبين.
وأضاف أن الوهم الإيراني بأن دول الخليج عميلة للغرب، وتحويلها للمنطقة لساحات بهدف تصفية الحسابات في لبنان مع إسرائيل، وفي العراق مع أميركا وزجها للمنطقة إلى سباق تسلح واعتقادها بأنها عاصمة الشيعة، بالإضافة إلى إصرارها على أن تلعب دور شرطي المنطقة جعلها تبدو جارا صعبا وخطيرا.
خطاب براجماتي
من جانبه فرق الدكتور مهران كمرافا الأكاديمي بين الخطاب الإيراني الرسمي وسياسة طهران الخارجية وبين الأطراف الداخلية، لافتا إلى أن السياسة الخارجية الإيرانية براجماتية وعملية وتخلو من أي نوع من الصبغة الطائفية فيما تعبر الأطراف الداخلية الإيرانية عن أجنداتها.
ورأى أن مرحلة النضوج والتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي، كان في عهد الرئيس السابق محمد خاتمي، مشيراً إلى أن الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد لم يول في بداية عهده أية أهمية للعلاقات الخليجية الإيرانية لكنه أدرك مؤخرا أهمية دول مجلس التعاون لإيران.
التوجهات الطائفية
وبدوره، حمل الدكتور سعود الفنيسات العميد السابق لكلية الشريعة بجامعة قطر، الدول الخليجية جزءا من مسؤولية ما وصلت إليه العلاقات مع إيران، رغم أنه قال: إن الأخيرة تتحمل المسؤولية الأكبر عن ذلك.
ورأى أن الحوار العلمي والفكري بين الجانبين هو الأمل في إذابة جليد الثلج، معتبرا أن القضية الدينية هي أساس الخلاف بسبب التوجهات الطائفية الإيرانية وإقصائها للآخر.
الشيعية والإيرانية
أما الدكتور حيدر سعيد، مستشار المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، فاستعرض إيران في المخيلة العربية، مستعرضا أخطاء التصورات العربية عن إيران، وقال: إن بناء تصور واقعي لإيراني لن يأتي إلا بفك هذا التداخل بين المسألة الإيرانية والمسألة الشيعية، حيث يرى العرب أن شيعة المنطقة يمثلون كتلة منسجمة ووحدة ثقافية، وهو تصور لا يأخذ التنوعات المعقدة للشيعة واختلافاتهم وتناقضاتهم، لافتا إلى أن نظرية ولاية الفقيه هي نظرية إيرانية وليست نظرية شيعية عامة.
اعتبر الأكاديميون المشاركون بالندوة من العالم العربي وإيران أن الحوار بين الجانبين في ظل الاحترام المتبادل، وإنهاء الاحتلال العسكري لجزر الإمارات العربية المتحدة، ووقف تدخل طهران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة هو الحل الأمثل للخروج من هذه التوترات.
الحاجة للحوار
وفي افتتاح جلسات الندوة، أكد الدكتور محمد الأحمري، مدير منتدى العلاقات العربية والدولية، أن التوترات السياسية والعقائدية وما يدور في المنطقة من أحداث، خاصة في سوريا والعراق، يجعل المبادرة الساعية لعقد حوار بين الجانبين الخليجي والإيراني أمرا ملحا، مشيراً إلى أن الندوة تستهدف الخروج من التعرجات والعقبات إلى المسار الصحيح للخروج من إطار الغرف المغلقة إلى فناء الحوار الهادف والبناء.
علاقات تاريخية
من جانبه، تحدث سيد حسين موسويان الباحث بجامعة بريستون الأميركية، بالجلسة الأولى من الندوة، واصفا العلاقات الخليجية الإيرانية بالتاريخية، والمرتبطة بالعقيدة والتاريخ والثقافة، ودعا إلى ضرورة بناء أجواء من الثقة إزاء السياسة الإيرانية، التي تتطلع إلى دول الخليج من أجل تعضيد واقع السلام معها.
وأشار إلى أن إيران تشترك مع العديد من دول المنطقة، خاصة الدول الخليجية، في مصالح اقتصادية منها المشاركة في عدد من حقول النفط والغاز.
كما دعا في هذا الإطار إلى ضرورة تشكيل لجان أمنية مشتركة بين الجانبين من أجل تسريع حل المشاكل في المنطقة وإرساء قواعد الأمن والاستقرار وتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعاون في مجال الطاقة.
المؤثرات الخارجية
وحول المؤثرات في العلاقات الخليجية الإيرانية أشار الدكتور سعيد عبدالله حارب إلى أن المؤثر الأول هو المشروع السياسي الإيراني بالمنطقة القائم على الاختراق تحت لافتات الطائفية والإسلامية والثورية، ومحاولتها ركوب موجات الثورة العربية السائدة بمساعدة الفراغ الاستراتيجي الذي خلفه سقوط هذه الأنظمة السابقة، مؤكداً أنه لولا الموقف الإيراني من النظام السوري ووقوفه ضد الثورة السورية لتطورت العلاقة بين الأنظمة العربية الجديدة وإيران.
ورأى أن المؤثر الثاني هو المشروع الإيراني النووي الذي يثير مخاوف بيئية وعسكرية لدى دول الخليج، كما اعتبر أن المؤثر الثالث يكمن في لغة الخطاب الإيراني التي يغلب عليها التهديد والوعيد، لافتا إلى أن المؤثر الرابع في هذه العلاقة هو تفاوت درجة قرب وبعد الدول الخليجية من إيران، بالإضافة إلى المؤثر الخامس المتعلق بالعلاقات الخليجية الغربية والتي تعتبرها إيران تهديدا لأمنها.
ودعا عبدالله حارب دول الخليج إلى حفظ المنطقة من أي اضطرابات أمنية أو مواجهات بين إسرائيل وإيران، مشيراً إلى أن دول الخليج تمتلك من الأدوات والعلاقات الدولية ما يمكنها من أداء هذا الدور.
الصفقة
أما الباحثة الدكتورة فاطمة الصمادي فتحدثت عما وصفته بالصفقة الأميركية الإيرانية وتأثيراتها على دول الخليج، مشيرة إلى تحول الموقف الإيراني من الولايات المتحدة ووصفها بالشيطان والعدو الأكبر إلى الرغبة في إجراء حوار معها.
وأشارت إلى رغبة عدد من الساسة الإيرانيين في إحداث تقدم على صعيد عودة العلاقات بين الجانبين، ورأت أن الحديث عن تسوية أميركية إيرانية قد لا يقود إلى مصالحة، وإنما قد يقود لتفاهمات تشمل مناطق النفوذ والترتيبات الأمنية والحصص الاقتصادية، والملف الإسرائيلي.
واستعرضت الخسائر والأرباح من هذه الصفقة، لافتة إلى أن إيران ستخرج رابحة إذا ما تضمنت الصفقة إقرارا بحقها النووي وقبولا بها كدولة نووية؛ لأن ذلك معناه مكاسب اقتصادية لإيران ورفع للعقوبات، وقبول دولي، كما ستكون الصفقة رابحة للولايات المتحدة التي ستعود إلى التواجد الدبلوماسي في إيران التي ظلت محرمة عليها لعقود، وستحظى أيضا بمساعدة إيرانية لتعزيز نفوذها في آسيا الوسطى على حساب روسيا التي تسعى لأهداف مماثلة.
أما الخاسرون فاعتبرت الصمادي أنهم دول الخليج؛ لأن الصفقة ستقود إلى تغيير في ميزان القوى، وتعاظم للدور الإيراني وثقله الإقليمي، وكذلك إسرائيل لأنها لن تضمن نفسها كقوة نووية وحيدة في المنطقة.
الهوية والثقافة
وتحت عنوان «الهوية والثقافة في إيران وتأثيرها على العلاقات المشتركة»، رأى الدكتور محجوب الزويري أن إيران تتصرف مع دول الخليج من منطق الشعور بالتفوق السكاني، وبأنها دولة راشدة لم تتغير حدودها منذ 400 عام، كما تمتلك زخما تاريخيا، معتبرا أن إيران ومنذ نظام الشاه رضا بهلوي وهي تتعامل مع دول الخليج بهذا التفوق.
وقال: إن صورة إيران الآن لم تعد جيدة في العالم العربي السني، مشيراً إلى إحصاءات خليجية ترى في إيران تهديدا كبيرا لوجودها، مشيراً إلى أن طهران خسرت الرأي العام العربي بعد دعمها لنظام الأسد.
الشبكات الشيعية
وفي الجلسة الثانية تحدثت الباحثة في الشؤون الشيعية لورنس لوير عن «إيران والشبكات الشيعية في الخليج»، مشيرة إلى أن أغلب الحركات الشيعية جاءت إلى الخليج من العراق وليس من إيران، وبدأت بتيارين الأول هو حزب الدعوة الإسلامية والثاني حركة الشيرازيين وتعود للمرجع الشيعي محمد الشيرازي، ورأت أنه منذ اندلاع الثورة الإيرانية في السبعينيات كان هناك تحمس لها من جانب هذه الحركات، لكن الاستراتيجية الإيرانية تجاه الخليج لم تعجبها، مما أدى إلى تطبيع العلاقات بين هذه الحركات والأنظمة الخليجية.
وخلصت إلى أن إيران ليست راغبة في تصدير الثورة للخليج، كما أن أغلبية الحركات الشيعية بالخليج ليست تابعة لها بشكل مباشر.
شعبية منخفضة
كما طرح أستاذ العلاقات الدولية ورئيس تحرير مجلة الدراسات الدولية التي تصدر من إيران مهدي زكريان ورقته تحت عنوان «الربيع العربي ومسألة حقوق الإنسان»، وقال: إن هناك خلافا بين الجانبين الخليجي والإيراني حول الربيع العربي مفاده اتهام كلاهما بالتدخل في شؤون سوريا والبحرين، وأضاف أن الشعبية الإيرانية في فلسطين ولبنان بدأت في الانخفاض، داعيا الجانبين إلى الوصول إلى مستوى عالمي إسلامي لحقوق الإنسان.
وبدوره رأى الباحث محمد محفوظ مدير مركز آفاق للدراسات والبحوث، أن المتناقضات بين دول الخليج وإيران تعود إلى تباين المصالح والمذاهب والتحالفات والعوامل الدولية ومصالح الغرب.
واعتبر أن نزعة الخوف والتوتر في المنطقة لا رابح فيها على المستوى الإقليمي إلا القوى الدولية، مشيراً إلى أن إشكالية تصدير الثورة الإيرانية لا يعكس مشروعا إيرانيا بقدر ما يعكس حماسة ثورية.
ورصد تحول إيران من دولة منفتحة على الخليج في عهد خامنئي إلى دولة شيطانية بعد احتلال أميركا للعراق، والغياب العربي الذي أدى إلى توغل النفوذ الإيراني بالعراق وجعلها شريكة لأميركا فيه دون أن تتكبد تكاليف الاحتلال، داعيا إلى إبعاد طهران عن الصراع العربي الإسرائيلي وعدم إغراق المنطقة في الفتنة الطائفية، وتأسيس جمهورية إسلامية ثانية جديدة تتجاوز تراث الخميني مع وجود معطيات سياسية ومجتمعية جديدة.
المزيد من التوتر
وفي الجلسة الثالثة التي أدارها الأستاذ عبدالله العذبة مدير تحرير «العرب»، توقع الدكتور عبدالخالق عبدالله أن تتجه العلاقات الخليجية الإيرانية إلى المزيد من التوتر، محملا طهران مسؤولية هذا التوتر، وعدد 11 سببا لذلك منهم عدم الاحترام من جانب إيران وتعاملها باستعلاء مع دول الخليج، بالإضافة إلى تدخل طهران في الشؤون الخليجية والعربية.
وقال: إن احتلال إيران لجزر الإمارات وتحدثها بخطاب التهديد والوعيد وافتعال معارك على غرار إصرارها على تسمية الخليج العربي بخليج فارس لا يؤسس لعلاقات طبيعية بين الجانبين.
وأضاف أن الوهم الإيراني بأن دول الخليج عميلة للغرب، وتحويلها للمنطقة لساحات بهدف تصفية الحسابات في لبنان مع إسرائيل، وفي العراق مع أميركا وزجها للمنطقة إلى سباق تسلح واعتقادها بأنها عاصمة الشيعة، بالإضافة إلى إصرارها على أن تلعب دور شرطي المنطقة جعلها تبدو جارا صعبا وخطيرا.
خطاب براجماتي
من جانبه فرق الدكتور مهران كمرافا الأكاديمي بين الخطاب الإيراني الرسمي وسياسة طهران الخارجية وبين الأطراف الداخلية، لافتا إلى أن السياسة الخارجية الإيرانية براجماتية وعملية وتخلو من أي نوع من الصبغة الطائفية فيما تعبر الأطراف الداخلية الإيرانية عن أجنداتها.
ورأى أن مرحلة النضوج والتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي، كان في عهد الرئيس السابق محمد خاتمي، مشيراً إلى أن الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد لم يول في بداية عهده أية أهمية للعلاقات الخليجية الإيرانية لكنه أدرك مؤخرا أهمية دول مجلس التعاون لإيران.
التوجهات الطائفية
وبدوره، حمل الدكتور سعود الفنيسات العميد السابق لكلية الشريعة بجامعة قطر، الدول الخليجية جزءا من مسؤولية ما وصلت إليه العلاقات مع إيران، رغم أنه قال: إن الأخيرة تتحمل المسؤولية الأكبر عن ذلك.
ورأى أن الحوار العلمي والفكري بين الجانبين هو الأمل في إذابة جليد الثلج، معتبرا أن القضية الدينية هي أساس الخلاف بسبب التوجهات الطائفية الإيرانية وإقصائها للآخر.
الشيعية والإيرانية
أما الدكتور حيدر سعيد، مستشار المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية، فاستعرض إيران في المخيلة العربية، مستعرضا أخطاء التصورات العربية عن إيران، وقال: إن بناء تصور واقعي لإيراني لن يأتي إلا بفك هذا التداخل بين المسألة الإيرانية والمسألة الشيعية، حيث يرى العرب أن شيعة المنطقة يمثلون كتلة منسجمة ووحدة ثقافية، وهو تصور لا يأخذ التنوعات المعقدة للشيعة واختلافاتهم وتناقضاتهم، لافتا إلى أن نظرية ولاية الفقيه هي نظرية إيرانية وليست نظرية شيعية عامة.