صفحة 1 من 1

المشاهير والقدوة

مرسل: الأحد ديسمبر 09, 2012 5:30 pm
بواسطة عبدالعزيزالعياضي101
المشاهير والقدوة




تُشكل القدوة في أي عمل كان محكاً رئيساً في تحقيقات الغايات المنشودة، وخاصة في تغيير بعض السلوكيات الخاطئة لدى النشء. والمشاهير هم أكثر الناس لعباً لأدوار التغيير الايجابي ويتأثر الشباب والصغار بهم بشكل كبير، لذا تجد أنهم في الغرب يتجهون لكبار المشاهير، من الممثلين أو اللاعبين أو غيرهم، ويجعلونهم شركاء في توعية الناس عن هذه الظواهر السلبية، ويعتبرون ذلك جزءاً من الرسالة الواجبة تجاه المجتمع وأبنائه، لذا أجد من الواجب إشراك اللاعبين والممثلين وغيرهم في تصحيح السلوكيات لدينا وإن كانت موجودة لكنها لا تلبي الطموح، ونلمسها في مناسبات معينة فقط، وكلنا يعلم أن مدى التأثر الذي يتركونه عندما يخرجون للناس عبر التلفاز أو من خلال المهرجانات ويتحدثون بأنفسهم عن تجربة معينة أو موقف..

قبل أيام نشر خبر (أعلن ممثل السينما الهندية (بوليوود) الشهير هريتك روشن بأنه أقلع عن التدخين ليكون قدوة لغيره، وأنه يشعر براحة نفسية وبدنية وتحسنات عديدة في حياته اليومية لتركه للعادة التي وصفها بالعادة السيئة والمرهقة والمضرة للصحة الشخصية وصحة المحيطين بالمدخن.

ويضيف بأنه قد ودع التدخين منذ شهر أغسطس الماضي، وأنه يستمتع بحياته أكثر مما كان عليه في الماضي .. وعلقت بعض وسائل الإعلام على الموضوع وقالت إن قيام النجوم بمثل هذه الخطوات، يساعد العديد من محبيهم على اتخاذ قرارات مماثلة، وأن ترك الممثل المذكور للتدخين سيدفع الكثيرين إلى توديع التدخين).

مثل تلك الخطوات وإعلانها لاشك أنها مدعاة لنشر الثقافة الصحية بالقدوة، فقط إذا أخذنا بالحسبان اختلاف مقاييس القدوة من مجتمع لآخر، لكن يظل هذا هو أحد الأمور التي يجب أن تُفعل بشكل كبير في مجتمعنا، لنكون شركاء في كل شيء يعود بالنفع على شبابنا وأطفالنا ذكوراً وإناثاً، ووسائل الإعلام أسهمت بشكل كبير في نشر العادات من خلال مختلف البرامج ونعني الايجابية وغيرها!! ويبقى دور تلك الوسائل في استثمار النجوم لكل ما هو إيجابي.

وبالعودة لموضوع التدخين نشرت عيادة (الرياض) مؤخراً بعض الدراسات التي أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية أثبتت أن الأفراد غير المدخنين الذين شاركوا أشخاصاً مدخنين في عملهم لمدة ٢٠ عاماً قد أصيبوا بأمراض رئوية تشابه أمراض المدخنين الذين لا يجذبون أنفاساً عميقة من السيجارة. وفي دراسة أخرى أجريت على ألفين من العاملين الذين يخالطون المدخنين تبين ان كفاءة الرئة في هؤلاء تتدنى بدرجة ملحوظة عن كفاءتها في الأشخاص الذين يعملون في وسط غير ملوث بدخان السجائر. كما أثبتت الفحوصات التي أجريت على العاملين المخالطين للمدخنين أن درجة تأثرهم بالدخان تماثل درجة تأثر المدخن الذي يدخن ١٠ سجائر يومياً.

وتلك معلومة متاحة للجميع يمكن معرفتها من خلال أي موقع إلكتروني متخصص، وفي أي مكان في العالم، وإذا خرج أحد نجومنا وأعلن مثل هذا سيكون قدوة حسنة، وقس على ذلك أموراً كثيرة يمكن لكل نجم أن يحققها تجاه مجتمعه..