صربيا.. الإبادة.. والمحاكمة !!
مرسل: الأحد ديسمبر 09, 2012 7:00 pm
كما أن الإرهاب ليس له جنسية أو دين أو عرق، فإن الجريمة قد تنبت في بلد ثقافته واسعة، وديمقراطي، وقد شهدت أزمنة التاريخ مَن حرَق روما، وبنى جبالاً من الرؤوس الآدمية، ومَن قطع أنامل الهنديات بسبب نزعة اقتصادية استعمارية، وهناك نماذج في معظم بلدان العالم لمن يطلق النار على المصلين، أو يهدم بيت عبادة، أو يقتل الأطفال في مدارسهم بنزعة الكراهية، أو الهياج العاطفي الجنوني، أو يفجر حافلة وطائرة وعمارة..
في صربيا جرى استنساخٌ لألمانيا النازية عندما
أقدم زعماؤها على قتل الأبرياء بالآلاف من مسلمين وغيرهم، ولأسباب أحقاد متراكمة، جاءت بنتائج مختلفة، وإن كان الاحتلال التركي الذي جعل الديانة الإسلامية دين معظم تلك الأقاليم مقابل أن الأرومة واحدة في أصولها وفروعها، غير أن نزعة النازية كانت السلوك لتلك الزعامات والتي اقتلعت من كراسيها لتقدم إلى المحكمة الدولية بسبب تلك الجرائم..
"رادوفان كارادازيتش" أحد أهم رموز قتلة صرب البوسنة، وحتى تتشابه ظروفه مع ظروف الفارين من النازيين حيث اختفى عدة سنوات في مآوٍ لأنصاره، لكن التحري والمطاردة استطاعا القبض عليه، ومع أن الحكم عليه بالإدانة والسجن المؤبد، أوحتى القتل لا يستطيع أن يقدم حلاً لمن ترملوا أو شردوا أو ماتوا بطرق همجية، إلا أن محاكمته تبقى رمزية في تحقيق العدالة، والكلمة الأخيرة جيدة في مفهومها ومضمونها، إلا أنها لا تنطبق على مَن قاموا بإبادة قرية بصورة شاملة في فيتنام، وشردوا شعب فلسطين، ولا مَن يقومون باحتلال بلدان تحت ذرائع يجعلها قانون الدول والمحاكم مباحة..
البوسنة وضعت على لوائح الدول المنكوبة في تاريخها ومن جروها للقتال والإبادة، ومع ذلك هناك من رموزها الإسلامية من نسي الجريمة وأهلها بمنطق أن استمرار الثارات لن يولد إلا فعلاً مقابلاً، وهذا التسامح كان عنواناً لشعوب إسلامية تعايشت مع غيرها، حتى إن صلاح الدين الأيوبي الرمز العظيم للبطل المقاتل للصليبيين والمتسامح الأعظم مع أعدائه وخصومه، لا يوجد له مثيل في تواريخ عالمية إلا ما ندر، ومع أن البشر في نزعتهم الإنسانية متساوون، إلا أن هذا التجسيد لمعنى مفترض، لا نجده قائماً حتى في قلاع دول متقدمة مثل اليابان بل إن كثيراً من البلدان الأوروبية لا تزال في عمق شعورها بذور قائمة للفصل العنصري، والتعالي على شعوب تعتبرها دون عقلها وأرومتها..
النموذج الصربي، لن يكون النهاية، إذ حتى في دول متخلفة في أفريقيا وآسيا، وقارات أخرى، لا يزال التقاتل باسم القبيلة والعرق والدين قائماً، ولا تستطيع محاكم دولية، تعلم أن في صلب هذه الحروب قوى خارجية تنادي بحقوق الإنسان وصيانة ماله وكرامته وتحقيق العدالة والأنظمة الديمقراطية، أن تقدم رموز تلك الدول الداعمة لاستمرار الجريمة للمحاكمة طالما الادعاء بغياب الوثيقة والمعلومة والشاهد، وطالب العدالة، لا تتوفر فيه الشروط، وهو أمر قلل من قيمة المحاكم الخاصة والدولية، وبالتالي فلا لوم على دول ليست لديها قضية تحصين شعوبها من أي اعتداء، بأن تكون حالة مماثلة لانتهاكات تتستر خلفها دول تغيّب القوانين والحقوق، والزعيم الصربي مثل قائم، لكنه مستمر التكرار بعدة وجوه وأثواب..
في صربيا جرى استنساخٌ لألمانيا النازية عندما
أقدم زعماؤها على قتل الأبرياء بالآلاف من مسلمين وغيرهم، ولأسباب أحقاد متراكمة، جاءت بنتائج مختلفة، وإن كان الاحتلال التركي الذي جعل الديانة الإسلامية دين معظم تلك الأقاليم مقابل أن الأرومة واحدة في أصولها وفروعها، غير أن نزعة النازية كانت السلوك لتلك الزعامات والتي اقتلعت من كراسيها لتقدم إلى المحكمة الدولية بسبب تلك الجرائم..
"رادوفان كارادازيتش" أحد أهم رموز قتلة صرب البوسنة، وحتى تتشابه ظروفه مع ظروف الفارين من النازيين حيث اختفى عدة سنوات في مآوٍ لأنصاره، لكن التحري والمطاردة استطاعا القبض عليه، ومع أن الحكم عليه بالإدانة والسجن المؤبد، أوحتى القتل لا يستطيع أن يقدم حلاً لمن ترملوا أو شردوا أو ماتوا بطرق همجية، إلا أن محاكمته تبقى رمزية في تحقيق العدالة، والكلمة الأخيرة جيدة في مفهومها ومضمونها، إلا أنها لا تنطبق على مَن قاموا بإبادة قرية بصورة شاملة في فيتنام، وشردوا شعب فلسطين، ولا مَن يقومون باحتلال بلدان تحت ذرائع يجعلها قانون الدول والمحاكم مباحة..
البوسنة وضعت على لوائح الدول المنكوبة في تاريخها ومن جروها للقتال والإبادة، ومع ذلك هناك من رموزها الإسلامية من نسي الجريمة وأهلها بمنطق أن استمرار الثارات لن يولد إلا فعلاً مقابلاً، وهذا التسامح كان عنواناً لشعوب إسلامية تعايشت مع غيرها، حتى إن صلاح الدين الأيوبي الرمز العظيم للبطل المقاتل للصليبيين والمتسامح الأعظم مع أعدائه وخصومه، لا يوجد له مثيل في تواريخ عالمية إلا ما ندر، ومع أن البشر في نزعتهم الإنسانية متساوون، إلا أن هذا التجسيد لمعنى مفترض، لا نجده قائماً حتى في قلاع دول متقدمة مثل اليابان بل إن كثيراً من البلدان الأوروبية لا تزال في عمق شعورها بذور قائمة للفصل العنصري، والتعالي على شعوب تعتبرها دون عقلها وأرومتها..
النموذج الصربي، لن يكون النهاية، إذ حتى في دول متخلفة في أفريقيا وآسيا، وقارات أخرى، لا يزال التقاتل باسم القبيلة والعرق والدين قائماً، ولا تستطيع محاكم دولية، تعلم أن في صلب هذه الحروب قوى خارجية تنادي بحقوق الإنسان وصيانة ماله وكرامته وتحقيق العدالة والأنظمة الديمقراطية، أن تقدم رموز تلك الدول الداعمة لاستمرار الجريمة للمحاكمة طالما الادعاء بغياب الوثيقة والمعلومة والشاهد، وطالب العدالة، لا تتوفر فيه الشروط، وهو أمر قلل من قيمة المحاكم الخاصة والدولية، وبالتالي فلا لوم على دول ليست لديها قضية تحصين شعوبها من أي اعتداء، بأن تكون حالة مماثلة لانتهاكات تتستر خلفها دول تغيّب القوانين والحقوق، والزعيم الصربي مثل قائم، لكنه مستمر التكرار بعدة وجوه وأثواب..