- الاثنين ديسمبر 10, 2012 12:56 am
#56283
بعد أن أمضى جاك، من دائرة الغابات في الولايات المتحدة، أربعة عقود حتى الآن في دراسة الحرائق، اهتدى إلى الخلاصة التالية: حينما يتعلق الأمر بالحرائق الهائلة، فإن أكبر خطر يتهدد المنازل مصدره ليس أعمدة النيران الزاحفة على المناطق السكنية، بل من المنازل نفسها – أي بناؤها، والمواد التي تحويها، بل حتى تنسيق مواقعها – وسرعة تأثرها بالجُذى، وهي تلك القطع الدقيقة المشتعلة التي يسميها جاك الجمرات.
ومافتئ جاك يشاهد آلاف المنازل وهي تستسلم للهيب الحرائق، بما فيها بعضاً من المنازل الـ 5500 تقريباً التي التهمتها حرائق كاليفورنيا الهائلة (يتعرض القسم الغربي من الولايات المتحدة، بما في ذلك كاليفورنيا، لموجة من الحرائق خلال فترات محددة من السنة) في عامي 2003 و 2007. في عام 2008 وافقت وزارة الأمن القومي على تمويل تطوير برنامج معلوماتي من شأنه أخيراً أن يتيح لأصحاب المنازل ووكالات إدارة الحرائق تقييم مكامن الهشاشة وسرعة الحريق في المنازل وغيرها من المباني. ويرى جاك أن هذه خطوة مهمة باتجاه درء كوارث الحريق. وللبرهنة على ذلك، عرض جاك وسيلة مثيرة للإعجاب: منزل متكامل يمكن تعريضه للحريق، وإعادة تركيبه بمواد مختلفة، ومن ثم تعريضه للحريق ثانية.
صنع منزل الإختبار هذا لمواجهة الحريق من خلال محاكاة تشمل تعرضة لعاصفة من الجذى التي تكون عادة في الحرائق الهائلة
لنطلق على ذلك اللعب بالنار لتحقيق غاية ما. ويتم إجراء عمليات المحاكاة هذه في منشأة عملاقة تقع على مساحة 35 هكتاراً في المناطق الريفية بولاية ساوث كارولينا؛ حيث تقوم “مؤسسة تأمينات السلامة للشركات والمساكن”، بفضل تمويل من حوالي 60 شركة تأمين منضوية في عضويتها، بإعادة خلق ظروف الحرائق الهائلة، والأعاصير، وما إلى ذلك، من أجل دراسة تأثيرها على المباني وتطوير دليل إرشادات للوقاية من الحريق. وتقول جولي روشمان، الرئيسة والمديرة التنفيذية للمؤسسة: “ما من شيء يماثل هذا المختبر الفريد، ويبقى تركيزنا الأساسي هو أن تكون هذه المحاكاة علمية”. لكن ثمة تحدديات هائلة. فرغم أن مدراء خدمة الإطفاء وخبراء علم الأحراج (Forestry) يشهدون على الدقة العلمية لعمليات محاكاة الحريق هذه، إلا أنه، وفي أثناء هذا الإنجاز، تفككت آلات الجذى وانفجرت منها آلسنة اللهب، وانسحقت الأنابيب المعدنية. كما أن مراوح “الريح” الـ 105 تلتهم كمية كبيرة جداً من الطاقة حتى إن المنشأة، التي بالكاد أكملت عامها الأول، تستخدم محطة تحويل طاقة خاصة بها. ومع ذلك، فقد أسفرت هذه الإختبارات عن نتائج قيمة تم توثيقها بالفيديو والصور الفوتوغرافية.
ولفحص مكامن الهشاشة في بناية ما أثناء الحريق، يتم رجم المنزل/ الإختبار، الذي تصل مساحته إلى 130 متراً مربعاً، بوابل من الجذى التي يتم توليدها بإشعال أوعية مليئة بالنشارة. ويمكن تجهيز هذا المنزل بأنواع مختلفة من الأكسية الخارجية، والنوافذ، والميازيب (أنبوب يسيل به الماء من السطح إلى الأرض)، والسقوف. ومن بين الدروس المستفادة من هذه المحاكاة أن ميازيب الفينيل تذوب بسهولة، والجذى يمكن أن تتسلل إلى المنازل من خلال فتحات التهوية والنوافذ والسقوف. تقول روشمان “فوجئنا نوعاً ما بالسرعة التي انتشهر بها اللهيب بمجرد أن انفجرت الجذى باتجاه السقف، فقد شاهدنا الاشتعال في غضون ثوان”.
أظهرت المحاكاة أن الجذى يمكن أن تشعل الحتات (البقايا) بسرعة، من قبيل إبر الصنوبر التي تعلق في الكساء الخارجي للمنازل.
وهذا ما يأمل جاك أن يحمله برنامجه المعلوماتي إلى المنازل. يقول جاك “عندما يشتد أوار الحرائق الهائلة، فإنها تُولد الملايين من الجمرات المشتعلة التي تهطل مثل عاصفة ثلجية”. وحالما تجد هذه الجمرات طريقها داخل المنزل، فإنها يمكن أن تحرقه من الداخل وتحاصره من الخارج. وسيعمل برنامج جاك على مساعدة المستخدمين في تحديد المناطق المعرضة للاشتعال. وفي غضون ذلك، سيتم في المختبر إجراء اختبار آخر عن الكيفية التي تنتقل بها الحرارة المشعة المنبعثة من مبنى يحترق إلى مبنى مجاور. أما التحدي العظيم المقبل أمام هذا النوع من المحاكاة فيكمن في خلق عاصفة برد مثالية. -لونا شاير
مراحل الإختبار/ المحاكاة:
1.لتوليد القطع النارية الدقيقة، يتم إضرام النار في أوعية تحوي على نشارة من لحاء الخشب تم غمرها في سائل إشعال.
2.تقذف مراوح الرياح بالجذى أعلى الأنابيب المعدنية وعلى المنزل، لتحاكي رياحاً بسرعة 16 إلى 32 كيلومتراً في الساعة.
3.يتم وضع المنزل على طاولة دوارة ويمكن تجهيزه بالسقوف والأكسية الخارجية، والنوافذ، والأغراس.
من أجل حماية منزلك:
السقف: ركب أفضل سقف يمكنه مقاومة الحرائق.
النوافذ: إختر ذات الألواح الزجاجية المزدوجة والمقسّاة نظراً لمقاومتها ضد الكسر جراء التعرض للحرارة.
الميازيب: حافظ على نظافتها من الحتات (البقايا) القبل للإشتعال.
الأغراس: أزل الجافة والميتة، وشذب الأشجار أو الفروع المنسدلة.
المصدر: مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية – عدد سبتمبر 2011 (أدهم)
رابط مختصر للموضوع http://www.arabsciences.com/?p=18733
ومافتئ جاك يشاهد آلاف المنازل وهي تستسلم للهيب الحرائق، بما فيها بعضاً من المنازل الـ 5500 تقريباً التي التهمتها حرائق كاليفورنيا الهائلة (يتعرض القسم الغربي من الولايات المتحدة، بما في ذلك كاليفورنيا، لموجة من الحرائق خلال فترات محددة من السنة) في عامي 2003 و 2007. في عام 2008 وافقت وزارة الأمن القومي على تمويل تطوير برنامج معلوماتي من شأنه أخيراً أن يتيح لأصحاب المنازل ووكالات إدارة الحرائق تقييم مكامن الهشاشة وسرعة الحريق في المنازل وغيرها من المباني. ويرى جاك أن هذه خطوة مهمة باتجاه درء كوارث الحريق. وللبرهنة على ذلك، عرض جاك وسيلة مثيرة للإعجاب: منزل متكامل يمكن تعريضه للحريق، وإعادة تركيبه بمواد مختلفة، ومن ثم تعريضه للحريق ثانية.
صنع منزل الإختبار هذا لمواجهة الحريق من خلال محاكاة تشمل تعرضة لعاصفة من الجذى التي تكون عادة في الحرائق الهائلة
لنطلق على ذلك اللعب بالنار لتحقيق غاية ما. ويتم إجراء عمليات المحاكاة هذه في منشأة عملاقة تقع على مساحة 35 هكتاراً في المناطق الريفية بولاية ساوث كارولينا؛ حيث تقوم “مؤسسة تأمينات السلامة للشركات والمساكن”، بفضل تمويل من حوالي 60 شركة تأمين منضوية في عضويتها، بإعادة خلق ظروف الحرائق الهائلة، والأعاصير، وما إلى ذلك، من أجل دراسة تأثيرها على المباني وتطوير دليل إرشادات للوقاية من الحريق. وتقول جولي روشمان، الرئيسة والمديرة التنفيذية للمؤسسة: “ما من شيء يماثل هذا المختبر الفريد، ويبقى تركيزنا الأساسي هو أن تكون هذه المحاكاة علمية”. لكن ثمة تحدديات هائلة. فرغم أن مدراء خدمة الإطفاء وخبراء علم الأحراج (Forestry) يشهدون على الدقة العلمية لعمليات محاكاة الحريق هذه، إلا أنه، وفي أثناء هذا الإنجاز، تفككت آلات الجذى وانفجرت منها آلسنة اللهب، وانسحقت الأنابيب المعدنية. كما أن مراوح “الريح” الـ 105 تلتهم كمية كبيرة جداً من الطاقة حتى إن المنشأة، التي بالكاد أكملت عامها الأول، تستخدم محطة تحويل طاقة خاصة بها. ومع ذلك، فقد أسفرت هذه الإختبارات عن نتائج قيمة تم توثيقها بالفيديو والصور الفوتوغرافية.
ولفحص مكامن الهشاشة في بناية ما أثناء الحريق، يتم رجم المنزل/ الإختبار، الذي تصل مساحته إلى 130 متراً مربعاً، بوابل من الجذى التي يتم توليدها بإشعال أوعية مليئة بالنشارة. ويمكن تجهيز هذا المنزل بأنواع مختلفة من الأكسية الخارجية، والنوافذ، والميازيب (أنبوب يسيل به الماء من السطح إلى الأرض)، والسقوف. ومن بين الدروس المستفادة من هذه المحاكاة أن ميازيب الفينيل تذوب بسهولة، والجذى يمكن أن تتسلل إلى المنازل من خلال فتحات التهوية والنوافذ والسقوف. تقول روشمان “فوجئنا نوعاً ما بالسرعة التي انتشهر بها اللهيب بمجرد أن انفجرت الجذى باتجاه السقف، فقد شاهدنا الاشتعال في غضون ثوان”.
أظهرت المحاكاة أن الجذى يمكن أن تشعل الحتات (البقايا) بسرعة، من قبيل إبر الصنوبر التي تعلق في الكساء الخارجي للمنازل.
وهذا ما يأمل جاك أن يحمله برنامجه المعلوماتي إلى المنازل. يقول جاك “عندما يشتد أوار الحرائق الهائلة، فإنها تُولد الملايين من الجمرات المشتعلة التي تهطل مثل عاصفة ثلجية”. وحالما تجد هذه الجمرات طريقها داخل المنزل، فإنها يمكن أن تحرقه من الداخل وتحاصره من الخارج. وسيعمل برنامج جاك على مساعدة المستخدمين في تحديد المناطق المعرضة للاشتعال. وفي غضون ذلك، سيتم في المختبر إجراء اختبار آخر عن الكيفية التي تنتقل بها الحرارة المشعة المنبعثة من مبنى يحترق إلى مبنى مجاور. أما التحدي العظيم المقبل أمام هذا النوع من المحاكاة فيكمن في خلق عاصفة برد مثالية. -لونا شاير
مراحل الإختبار/ المحاكاة:
1.لتوليد القطع النارية الدقيقة، يتم إضرام النار في أوعية تحوي على نشارة من لحاء الخشب تم غمرها في سائل إشعال.
2.تقذف مراوح الرياح بالجذى أعلى الأنابيب المعدنية وعلى المنزل، لتحاكي رياحاً بسرعة 16 إلى 32 كيلومتراً في الساعة.
3.يتم وضع المنزل على طاولة دوارة ويمكن تجهيزه بالسقوف والأكسية الخارجية، والنوافذ، والأغراس.
من أجل حماية منزلك:
السقف: ركب أفضل سقف يمكنه مقاومة الحرائق.
النوافذ: إختر ذات الألواح الزجاجية المزدوجة والمقسّاة نظراً لمقاومتها ضد الكسر جراء التعرض للحرارة.
الميازيب: حافظ على نظافتها من الحتات (البقايا) القبل للإشتعال.
الأغراس: أزل الجافة والميتة، وشذب الأشجار أو الفروع المنسدلة.
المصدر: مجلة ناشيونال جيوغرافيك العربية – عدد سبتمبر 2011 (أدهم)
رابط مختصر للموضوع http://www.arabsciences.com/?p=18733