صفحة 1 من 1

عبد الرحمن الكواكبي

مرسل: الاثنين ديسمبر 10, 2012 1:26 am
بواسطة رائد ٨٠
 
المقــدمة:- 


عبدالرحمن بن أحمد الكواكبي هو أديب من أدباء الشـام الكبار المرموقين الذين يعتز بهم
 العرب والمسلمون, درس عبد الرحمن الكواكبي في المدرسة الكواكبية في حلب وتخرج منها
كان واسع العلم مما جعل منه حجة في علم الميراث، وأميناً لفتوى الولاية مدة من الزمن،
وعضواً بمجلس إدارة الولاية وقاضياً لها، ومستودع سر الناس ومحرر عقودهم وصكوك
معاملاتهم وعُين الكواكبي عضواً فخرياً في لجنة المعارف، ولجنة المالية في ولاية حلب، كما
عُين عضواً في لجنة الأشغال العامة، وكان الكواكبي من أبرز الرجال الذي أسهموا بدور كبير
جداً في تطور الصحافة السياسية عندما هاجر الى مصر والتي كانت من العوامل التي أدت الى
ازدهار الأدب في العصر الحديث.
عبد الرحمن الكواكبي (ولد. 1854 - توفي. 1902) من رواد مفكري النهضة العربية
 كتابه :  طبائع الاستبداد من العلامات الفارقة على تطور فكر القومية العربية
 

مشكلة البحث :- 

مشكلة البحث في مدى بيئة المفكر  عبدا لرحمن الكواكبي على أفكاره ومعتقداته من النواحي الدينية  وأيضا الوقوف على المعوقات التي واجهت الكواكبي في مسيرته بالإصلاح وكيف عالجها .  

 
تساؤلات البحث :- 

1.  هل كان عبدا لرحمن الكواكبي من الاصطلاحين في القرن التاسع عشر ؟
2.  ماهو مفهوم الاستبداد لديه ؟
3.  ماهية مفاهيم ومعتقداته في الدين ؟
4.  مامدى توافق فكر عبد الرحمن الكواكبي مع الحكم الرشيد ؟
 

·      نشأة :- 

هو عبد الرحمن أفندي ووالده الشيخ أحمد أفندي من آل الكواكبي ومن المدرسين في الجامع الأموي الكبير والمدرسة الكواكبية ، وآخر وظيفة كان فيها عضوية مجلس إدارة ولاية حلب. وبيتهم من بيوتات المجد والشرف (خاندان) المشهورة في الأستانة العلية و حلب . ولد السيد عبد الرحمن أفندي الكواكبي في 23 شوال سنة 1265 وتعلم القراءة والكتابة في المدارس الأهلية الابتدائية ، ثم استحضر له أستاذ مخصوص عَلَّمَه أصول اللسانين التركي والفارسي . وتلقى العلوم العربية والشرعية بمدرسة الكواكبية المنسوبة لأُسرته ، وأخذ الإجازات من علمائها ودَرَّس فيها . وهو يقرأ ويكتب بالعربية والتركية . وقد وقف على العلوم الرياضية والطبيعية وبعض الفنون الجديدة بالمطالعة والمراجعة . ومن تأليفه تحرير الجريدة الرسمية ( فرات ) بقسميها التركي والعربي في سنة 1292 إلى سنة 1297 . ومنه جريدة الشهباء التي أنشأها في حلب سنة 1293 وكان هو المحرر لها .
 

 ·       دراسته :-

درس عبد الرحمن الكواكبي في المدرسة الكواكبية في حلب، حيث كان أبوه مديراً ومدرساً فيها، فدرس العلوم العربية والشرعية إلى جانب المنطق والرياضة والطبيعة والسياسة، كما أحب قراءة المترجمات عن اللغة الأوروبية، وبعد تخرجه من المدرسة الكواكبية ونيله الإجازات وأعلى الشهادات، اشتغل بالتدريس مدة وكان عمره عشرين سنة.
ولما كانت الصحافة وسيلة ومنبراً رفيعاً من منابر الإصلاح، فقد كتب الكواكبي في صحيفة الفرات التي كانت تحرر بالعربية والتركية، وأنشأ صحيفة (الشهباء) مع السيد هاشم العطار، وأخذت مقالاته النارية العميقة توقظ ضمائر مواطنيه، وتفضح الاستبداد آنذاك، فأغلقها الوالي العثماني (كامل باشا). ولم يستسلم الكواكبي فأنشأ جريدة الاعتدال، وواصل فيها تقديم آرائه وأفكاره، لكنها هي الأخرى أغلقتها الحكومة لجرأة صاحبها في انتقاد سياستها.
 

·        وظائفه :-

في سنة 1879 عُين الكواكبي عضواً فخرياً في لجنة المعارف، ولجنة المالية في ولاية حلب، كما عُين عضواً في لجنة الأشغال العامة، ثم أخذت أعماله ومسئولياته تمتد إلى العديد من اللجان والمناصب في مجموعة كبيرة من القطاعات، منها تعيينه عضواً في لجنة المقاولات، ورئاسة قلم المحضرين في الولاية، وعضوية اللجنة المختصة بامتحان المحامين. ثم أصبح مديراً فخرياً للمطبعة الرسمية بحلب، ثم الرئيس الفخري للجنة الأشغال العامة ثم دخل إلى ساحة القضاء عضواً بمحكمة التجارة بالولاية بأمر من (وزارة العدلية) العثمانية، عًين رئيساً للغرفة التجارية ورئيساً للمصرف الزراعي، ثم عُين رئيساً لكتاب المحكمة الشرعية بالولاية، وفي سنة 1896 أصبح رئيساً لكل من غرفة التجارة ولجنة البيع في الأراضي الأميرية.
رحل إلى مصر واستقر هناك وكتب في كثير من الصحف المصرية والعربية. ساح في سواحل أفريقيا الشرقية وسواحل آسيا الغربية وبعض بلاد العرب والهند حتى سواحل الصين، وكان في كل بلد ينزلها يدرس حالتها الاجتماعية والاقتصادية في مختلف المجالات.


·        أعمــــــــالة :-

يعتبر الكواكبي رائداً من رواد التعليم، حيث دعا إلى إصلاح أصول تعليم اللغة العربية والعلوم الدينية وتسهيل تحصيلها والجد وراء توحيد أصول التعليم وكتب التدريس، وقدم الكثير من الأسس لاعتمادها في مجال التربية والتعليم، ودعا إلى فتح باب محو الأمية، وبين دور المدارس في إصلاح المجتمع. كما ركز على أهمية تعليم المرأة كي تجيد رسالتها في الحياة.


·        دعوته:-

كما يعتبر الكواكبي أحد أعلام الحركة الإصلاحية، فوجه جهوده إلى العمل الأخلاقي، وكافح العادات السيئة والتقاليد البالية، ونقد المعتقدات الفاسدة، وبذل السعي المتواصل لنشر الفضائل والتمسك بها للنهوض بأخلاق المجتمع، فقام بتشكيل الجمعيات والنوادي في القرى والمدن لتقوم بدور التوعية والتثقيف للجمهور، كما رد فساد الأخلاق إلى انحلال الرابطة الدينية والاجتماعية وفقد التناصح وغياب الأخلاق (فلمثل هذا الحال لا غرو أن تسأم الأمة حياتها فيستولي عليها الفتور، وقد كرت القرون وتوالت البطون ونحن على ذلك عاكفون، فتأصل فينا فقد الآمال وترك الأعمال والبعد عن الجد والارتياح إلى الكسل والهزل، والانغماس في اللهو تسكيناً لآلام أسر النفس والإخلاد إلى الخمول والتسفل طلباً لراحة الفكر المضغوط عليه من كل جانب... إلى أن صرنا ننفر من كل الماديات والجديات حتى لا نطيق مطالعة الكتب النافعة ولا الإصغاء إلى النصيحة الواضحة، لأن ذلك يذكرنا بمفقودنا العزيز، فتتألم أرواحنا، وتكاد تزهق روحنا إذا لم نلجأ إلى التناسي بالملهيات والخرافات المروحات، وهكذا ضعف إحساسنا وماتت غيرتنا، وصرنا نغضب ونحقد على من يذكرنا بالواجبات التي تقتضيها الحياة الطيبة، لعجزنا عن القيام بها عجزاً واقعياً لا طبيعياً). أم القرى
كان عبد الرحمن الكواكبي واحداً من المفكرين العرب الذين كشفوا عن أسباب الجمود الذي خيم على العالم الإسلامي، وقارن ذلك بحالة التقدم التي وصل إليها الأوربيون في العصور الحديثة، والتي مكنتهم من الهيمنة على أجزاء واسعة من العالم الإسلامي.
وتركزت أعمال الكواكبي الفكرية في الصحافة، حيث كتب المقالات والأبحاث الكثيرة في الكثير من الصحف العربية التي عاصرها وفي كتبه أم القرى، وطبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد.


·        قال في كتبة :-

قال في كتابه أم القرى: (إن مسألة التقهقر بنت ألف عام أو أكثر، وما حفظ عز هذا الدين المبين كل هذه القرون المتوالية إلا متانة الأساس، مع انحطاط الأمم السائرة عن المسلمين في كل الشؤون، إلى أن فاقتنا بعض الأمم في العلوم والفنون المنوَّرة للمدارك، حزبت قوتها فنشرت نفوذها على أكثر البلاد والعباد من مسلمين وغيرهم، ولم يزل المسلمون في سباتهم إلى أن استولى الشلل على كل أطراف جسم المملكة الإسلامية).
أما كتابه طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد، مواضيعه في نقد الحكومات الإسلامية (الاستبداد صفة للحكومة المطلقة العنان؛ التي تتصرف في شؤون الرعية كما تشاء؛ بلا خشية حساب ولا عقاب). (ويقولون إن المستبدين من السياسيين يبنون استبدادهم على أساس من هذا القبيل أيضاً؛ لأنهم يسترهبون الناس بالتعالي الشخصي والتشامخ الحسي، ويذللونهم بالقهر والقوة وسلب الأموال حتى يجعلونهم خاضعين لهم عاملين لأجلهم، كأنما خلقوا من جملة الأنعام نصيبهم من الحياة ما يقتضيه حفظ النوع فقط). (أنفع ما بلغه الترقي في البشر هو إحكامهم أصول الحكومات المنتظمة، وبناؤهم سداً متيناً في وجه الاستبداد وذلك بجعلهم لا قوة فوق الشرع، ولا نفوذاً لغير الشرع، و الشرع هو حبل الله المتين، وبجعلهم قوة التشريع في يد الأمة، والأمة لا تجتمع على ضلال، وبجعلهم المحاكم تحاكم السلطان والصعلوك على السواء.


·        آراءه وافكارة :-

نشر الكواكبي آراءه وأفكاره في أهم كتابيه، أم القرى: وهو كتاب يدور موضوعه حول مؤتمر تخيله الكواكبي ليعرض فيه آراءه الإصلاحية في قالب جذاب يستهوي النفوس، وأغلب مواضيعه في نقد الشعوب الإسلامية.
 

·       الحكم الرشيد ودراسة النظم السياسية:-
 
بات من القضايا الرئيسة في دراسة النظم السياسية و تصنيفها و قياس درجة كفاءة البحث فيما يسمى بمدى رشاده نظم الحكم وذلك بغض النظر عن الجوانب المؤسسية وتلك الخاصة ببنية النظم السياسية وإنما تخطى ذلك الى دراسة القيم و المبادئ والممارسات وكذالك السياسات المتبعة في النظم السياسية وهو مايجعل ثمة حرص على دراسة قضايا الحكم الراشد ضمن اهتمامات دراسة النظم السياسية .
أضحى مفهوم الحكم الراشد او حسن ادارة شئون المجتمع الدولة أحد الاهداف الاساسية للنظم الحاكمة والحكومات وتحاول تطوير المؤسسات الحكومية لتحقيق أهداف ومبادي الحكم الراشد أو الحكم الجيد بل انه اصبح يستخدم كمعيار لتقييم الأداء التنموي للدول ومؤشر لكفاءة الأجهزة والمؤسسات الحكومية في دول العالم المختلفة .
 وللحكم الراشد تعاريف عدة وقد عرفه البنك الدولي بأنة " الحالة التي من خلالها يتم إدارة الموارد الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع بهدف التنمية "  في حين يركز برنامج الأمم المتحدة على المفهوم باعتباره افساح دور اكبر لمشاركة المواطنين في الحكم . وعرفها بعض اخر بأنها " التقاليد والمؤسسات والعمليات التي تقرر كيفية سماع الصوت المواطنين وكيفية صنع القرارات في قضايا ذات اهتمام عام " .
ويثير الحكم الراشد مجموعة افكار يمكن تلخيصها في " ان هو ذلك النمط من الحكم  الذي يكفل نوعا من المشاركة بين كافة القوى الفاعلة في الدولة ويحدد اطار للتعامل مع القوى الخارجية ويحسن استخدام الموارد المتاحة في الدولة وإدارتها ويدعم الفئات المهمشة والأكثر احتياجا ويعزز من قيم المسالة والمحاسبية والشفافية ويحمي الصالح العام باعتباره ان المواطنين هم اصحاب السلطة الحقيقيين " .
 
ويتضح من التعريف بأنه يوجد قيم اساسية يتضمنها الحكم الراشد ومنها :-
1.    المشاركة بين الاطراف والقوى المختلفة الداخلية بالأساس و الخارجية ايضا .
2.    الشفافية : بما يعني ان يتاح للشعوب وممثليهم معرفة السياسات والتوجهات الخاصة بالدولة , وأهداف ومبررات تلك السياسات .
3.    المسألة والمحاسبة : بمعنى ان كل صاحب سلطة مسئول عما يتم اتخاذه من قرارات او اجراءات او مالم يتخذه وكان واجبا علية
4.    حماية الصالح العام و الموارد للأجيال الحالية والمستقبلية
5.    حسن استخدام الموارد المجتمعية و ادارتها و استهداف التنمية الشاملة
6.    تحقيق العدالة و الانصفاف داخل المجتمع
7.    اعلاء قيمة المواطن و دورة في علمية صنع القراراتالمختلف وكذالك في تقييم اثارها و عوائدها
8.    المساواة بين المواطنين والاقرار بانه علاقة المواطنة في النظم الساسي تحتم عدم التفرقة بين المواطنين على اختلافهم او بين من هم في السلطة او يحتلون المناصب العامة وبين بقية المواطنين .
 

مدى توافقه مع حكم الرشيد  :-

في القيم الاساسيه التي يتضمنها الحكم الرشيد فهو متوافق مع بعضها الا وهي المشاركه بين الأطراف والقوى المختلفة والشفافية لدا عبد الرحمن الكواكبي بأهداف وبمرارات لسياساته  
و حماية الصالح العام والمورد للأجيال الحاليه والمستقبليه
وكان يتوافق ايضا في تحقيق العداله والانصاف داخل المجتمع واعلاء قيمة المواطن ودوره في عملية صنع القرار وايضا المساواة بين المواطنين وما الى ذالك. 


 الخاتــمة:- 

 في عز العطاء والنضال، ويوم نضجت أفكار الكواكبي وبدأ عطاؤه وتأثيره الذي وجد فيه الأتراك معولاً يدك تسلطهم، وينبه الناس إلى فساد أحوالهم، ويدفعهم للثورة والتحرر ابتغاء للتقدم. وُضع السم للكواكبي في طعامه وهو في القاهرة لما كانوا يكنون له الحقد والكراهية لأنه كان دائما مع الحق والحقيقة العدل ، وكانت وفاته في سنة1902.رحم الله عبدالرحمن الذي كرس جهوده إلى العمل الأخلاقي، والذي كافح العادات السيئة والتقاليد البالية، ونقد المعتقدات الفاسدة، والذي بذل السعي المتواصل لنشر الفضائل والتمسك بها للنهوض بأخلاق المجتمع والذي شغل مناصب عديدة في شتى المجالات الأدبية والاجتماعية وهذا يدلنا على أنه كان رجل ذكياً وفطناً وصاحب رأي سديد ولا ننسى أنه كان من الذين يغارون على دينهم وطنهم ومجتمعهم فكرسوا كل اهتماماتهم على رقيهم وسموهم كي يصلوا الى أعلى درجات الرفعة والشموخ.
 
 
·