صفحة 1 من 1

معتصمو التحرير والقصر: لا بديل عن «الرحيل»... «ما بينّا وبين

مرسل: الاثنين ديسمبر 10, 2012 9:26 am
بواسطة مجلة رؤية
[img]http://www.roayahnews.com/images/e ... .JPG[/img]
رؤية - مارش عسكري لميليشيات الجيش... عساكر أمن مركزي تترقب... حوائط خرسانية... أسلاك شائكة... لافتة «جيم أوفر» تزين بوابة قصرالاتحادية... رائحة الثورة تفوح من جديد... الفرق هذه المرة أنها أمام قصرالرئيس.

ما دامت تمتزج في كل مرة بالدماء، يجب أن نضع حدا بأرواحنا وأنفسنا لنكتب النهاية “the end”، «اللي بينا وبينك دم».. هكذا عبر معتصمو الاتحادية عن موقفهم حيال الإعلان الدستوري الجديد الذي أصدره الرئيس محمد مرسي بعد حوار مطول مع ممثلين للحركات والقوى السياسية.

بوجوه مصممة وعزيمة لا تفتر؛ أعلن المعتصمون أمام قصر الاتحادية، استمرار اعتصامهم حتى رحيل الرئيس، الذي أصبحت يداه ملوثتان بدماء الثوار، على -حد قولهم- وكأن لسان حالهم يسترجع مقطع من قصيدة دنقل الخالدة:

لا تصالح على الدم.. حتى بدم!

لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ

أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟

اعتبر أحمد السيد (25) عاماً أن الإعلان الدستوري الجديد لم يغير شيئاً لذا سيظل معتصماً حتى رحيل الرئيس، مضيفاً أن هذا الإعلان جاء متأخراً بعد أن سالت دماء المصريين على مرأى ومسمع من الرئيس، معتبراً أن نظام مرسي لا يختلف عن نظام مبارك الذي استباح دماء الثوار.

تحدث معتصم آخر قائلاً: «يبدو أنه لا يرى ولا يسمع نداءات من كانوا في التحرير والاتحادية، فجاءت قراراته بعيدة عما يحدث في الشارع».

في ذات السياق، أكد عبدالله الخلعي (22) عاماً عضو حزب الدستور وأحد أعضاء التيار الشعبي؛ أن الإعلان الدستوري الجديد «باطل» تماماً كسابقه، وأنهم لن يرحلوا إلا بعد إسقاط الإعلان وتشكيل لجنة تأسيسية، متبرءاً من كل من شاركوا في حوار الرئيس وما نتج عنه من إعلان لا يمثل الشباب المعتصمين الرافضين لأي تسويات بعد الدماء التي سالت الأربعاء الماضي.

وأكدت مجموعة من شباب 6 إبريل والمعتصمين بالاتحادية أن المتواجدين الآن متفقين على مطلب واحد وهو "رحيل الرئيس" مؤكدين بسخرية أن الرئيس لم يفعل شيئاً سوى أنه «فك الـ5 جنيه» على حد وصفهم.

ومن القصر إلى التحرير؛ المعقل الأول للثورة، اعتبر محمد محمود أحمد المحامي (55) عاماً والذي نزل للمشاركة في المسيرات، أن الإعلان الجديد كسابقه وأن من ذهبوا للحوار ذهبوا من أجل تحقيق مكاسب شخصية والدخول إلى مربع الأضواء والسلطة، على حد قوله.

وفي إحدى جوانب ميدان التحرير نشبت مشادة كلامية بين أحد المدافعين عن الإعلان الدستوري وأحد المعتصمين الذي صرخ فيه بدوره، قائلاً: «إنتم بتعتبرونا كفرة وبلطجية... إحنا بنرفض دخول الإخوان الميدان... عندكم مصر واسعة هللو فيها للريس بتاعكم زي ما إنتوا عايزين».

من جانب آخر اعتبرت هبة محمد (30) عاماً -إحدى المعتصمات بالميدان- الإعلان الدستوري الجديد خاو من المعنى قائلة: «الريس طلعنا من شارع دخلنا في حارة».

وأشارت إلى أنه لم يكن تصرفاً ذكياً من الرئيس لأنه لا يزال يجبرنا على الاستفتاء وتمرير دستور الإخوان الذي نرفضه منذ البداية مؤكدة أن المطلب أضحى واحداً وهو عزل مرسي ورحيله.

ولفتت هبة إلى أن الاتهامات الموجهة للمعارضين بالإنتماء لشخصيات سياسية معارضة كالدكتور محمد البرادعي وحمدين صباحي اتهامات باطلة فهي لا تعرف أحداً منهم ولن تنتخب أحداً منهم في حال رحيل الرئيس.

«كل ما يحدث صراعات على السلطة والكراسي... حرام بلدنا بضيع... لازم نحب مصر أكتر من كدا» هكذا عبر محمد أحمد مصطفى -أحد مصابي ومعتقلي الثورة- الذي جاء رافضاً للإعلان الدستور وقرر الاعتصام في الميدان إلى حين عودة حق الشهداء، ورأى مصطفى أن الإعلان ما هو إلا مراوغة من الرئيس فالدستور المراد تمريره لا يمثل كل طوائف الشعب المصري.

وسط هذه الأجواء الصاخبة نزل هذا العجوز القبطي مذعوراً ليعبر عن خوفٍ أرق منامه، عادل زاخر (65)عاماً، يعمل مدرس لغة إنجليزية، لم يتحدث عن الإعلان الدستوري ولا عن الرحيل بل نزل خائفاً على مصر، عندما رأى مرشد الإخوان، محمد بديع، يعتلي منبر الأزهر ارتعدت فرائسه، ليستشعر الخطر ويفسر المشهد بمحاولة القضاء على رمز الإسلام «الوسطي» الذي طالما عاش المصريون في كنفه مسيحيون ومسلمون، هكذا عبر هذا الرجل عن روح التسامح المسيحي التي تنشد السلام في ظل إسلام وسطي يحتوي الآخر ويبغض التعصب.
http://www.roayahnews.com/2011-12-31-10 ... 19-11.html