- الاثنين ديسمبر 10, 2012 3:19 pm
#56340
حث البابا بنديكت السادس عشر يوم السبت لبنان متعدد الاديان على ان يكون نموذجا للسلام والتعايش الديني في منطقة الشرق الاوسط التي وصفها بانها منطقة مضطربة.
وفي اليوم الثاني للزيارة التي ترافقت مع الحرب في سوريا واحتجاجات في انحاء البلدان الاسلامية جمع البابا الزعماء السياسيين ورجال الدين والثقافة مؤكدا على حرية المعتقد الديني لجميع الناس.
وقال في كلمة امام الشخصيات الدينية والسياسية "فكرت في بلدكم وفي مصيره في اللبنانيين وآمالهم في جميع الاشخاص في هذه المنطقة من العالم الذين يبدو انهم يعيشون آلام المخاض دون نهاية."
أضاف بعد ان زرع شجرة ارز في باحة القصر الرئاسي "عندها طلبت من الله ان يبارككم ويبارك لبنان ويبارك كل سكان هذه المنطقة التي شهدت ولادة ديانات كبرى وثقافات نبيلة. لماذا اختار الله هذه المنطقة؟ ولماذا تعيش في جو عاصف لقد اختارها الله على ما اعتقد كي تكون نموذجية وكي تشهد امام العالم انه بامكان الانسان ان يعيش عمليا رغبته في السلام والمصالحة."
وقال "في لبنان المسيحية والاسلام يعيشان سويا منذ قرون. ليس نادرا ان نجد اشخاصا من الديانتين يحملون اسم العائلة نفسها." وتساءل "اذا كان ذلك ممكنا في عائلة واحدة لماذا لا يكون على صعيد المجتمع باكمله."
ومضى يقول "هذه التأملات القليلة عن السلام والمجتمع وكرامة الانسان وعن قيم الاسرة والحياة وعن الحوار والتضامن لا يمكن ان تبقى مجرد مثل عليا معلنة بل يمكن ويجب ان تعاش. نحن في لبنان وهنا يجب ان تعاش. لبنان مدعو الان وقبل أي وقت مضى ان يكون مثالا."
جاءت كلمة البابا الالماني المولد (85 عاما) بالفرنسية في القصر الرئاسي بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وهو مسيحي ماروني ورئيس مجلس النواب نبيه بري وهو مسلم شيعي ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي وهو مسلم سني.
وقال الرئيس سليمان في كلمته "قداسة الحبر الاعظم لقد توافقنا في لبنان على ضرورة تجنب التداعيات السلبية الممكنة لما يحصل حولنا من احداث وعلى تحييد بلادنا من سياسة المحاور والصراعات الاقليمية والدولية درءا للمخاطر وحرصا منا على استقرارنا ووحدتنا الوطنية من دون ان ننأى بنفسنا بطبيعة الحال عن واجب التزام القضايا العربية المحقة وعلى رأسها قضية فلسطين وقرارات الشرعية الدولية وكل شأن انساني."
أضاف "من هنا نولي كل اهتمام ورعاية ممكنة لعشرات الالاف من النازحين السوريين الذين وفدوا الى الاراضي اللبنانية نتيجة خوف او حاجة او ضيق.
كذلك اعلنا منذ البدء ان لبنان يتمنى للشعوب العربية الشقيقة وللشعب السوري بالذات ما تريده لنفسها من اصلاح وحرية وديمقراطية وان تتمكن من تحقيق مطالبها المشروعة بالطرق الحوارية والسياسية المناسبة بعيدا من اي شكل من اشكال العنف والاكراه."
وفي خارج القصر تجمع الالاف لالقاء التحية على البابا الذي ركب عربته ولوح بيديه للجماهير التي اصطفت على الجانبين على طول الطريق المؤدي الى القصر الرئاسي.
وقالت اميرة شبقلو وهي مسلمة "جئنا لدعم البابا وايضا للحصول على الدعم منه لان خلال تجاربنا كنا عندما نستمع اليه يساعدنا في حياتنا."
وتقدمت موكب البابا خيول يمتطيها فريق من الخيالة التابعين للحرس الجمهوري وهم يحملون اعلاما لبنانية واعلام الفاتيكان بينما كان البابا جالسا على كرسيه في سيارته ملوحا بيده للجماهير.
ونثر بعض الناس الورود والارز والاوراق البيضاء المتطايرة على موكب البابا وهم يحملون صوره وسط اجراءات امنية مشددة قطعت خلالها معظم الطرقات واغلقت معظم المؤسسات الرسمية والاقتصادية ابوابها.
على مدخل القصر استقبلت فرقة من الدبكة اللبنانية المؤلفة من رجال كبار السن البابا بالرقصات الشعبية والفلكلورية.
وكان البابا الذي وصل إلى لبنان يوم الجمعة في زيارة تستمر ثلاثة ايام دعا الى وقف توريد الأسلحة الى سوريا حيث الاقلية المسيحية تخشى من انتقام الاسلاميين في حال استولى على السلطة بعد الاطاحة بنظام بشار الاسد.
ووصف البابا انتفاضات الربيع العربي بانها "صرخة للحرية" تتسم بالايجابية ما دامت مصحوبة بالتسامح.
ويشعر الفاتيكان بقلق خاص بشأن نزوح مسيحيين من الشرق الاوسط الذين يشكلون الان حسب بعض التقديرات خمسة في المئة من سكان المنطقة انخفاضا من نحو 20 بالمئة قبل قرن من الزمان.
ووفقا لبعض التقديرات فان التعداد الحالي يبلغ 12 مليون مسيحي في الشرق الاوسط يمكن ان يتراجع الى النصف بحلول عام 2020 اذا استمرت معدلات المواليد على هذا النحو.
ويشكل المسيحيون في لبنان نحو 35 بالمئة من عدد سكانه البالغ اربعة ملايين نسمة.
وقال مفتي الجمهورية السني الشيخ محمد رشيد قباني انه سلم البابا رسالة اكد فيها على تجذر المسيحيين في الشرق ومساواتهم في الحقوق والواجبات معتبرا ان اي اعتداء على المسيحيين هو اعتداء على المسلمين.
أضاف للصحفيين بعد اجتماعه مع البابا "إن هجرة المسيحيين تؤذينا نحن المسلمين لان معناه اننا لا نستطيع ان نعيش مع غيرنا ونحن نتمسك بالوجود المسيحي في لبنان والمنطقة العربية والشراكة في الوحدة الوطنية في لبنان."
ومضى يقول لرويترز "إن زيارة البابا للبنان تأتي في ظروف مضطربة في المنطقة العربية ويشعر فيها المسيحيون بهواجس مختلفة من جراء الاحداث والمتغيرات الراهنة فعلى المسيحيين الا يعتبروا انفسهم في واد والمسلمين في واد اخر فالكل سواسية في هذه الاوضاع القلقة."
وتجنب البابا التطرق الى بلدان المنطقة بالاسم لكنه قال "اذا كنا نريد السلام فلندافع عن الحياة."
ورحبت كل الجماعات الدينية الرئيسية في لبنان الذي خاض حربا اهلية بين عامي 1975 و1990 بهذه الزيارة. وكان من بين الذي شاركوا في استقبال البابا في القصر الرئاسي وفد من حزب الله الشيعي برئاسة رئيس كتلة حزب الله البرلمانية محمد رعد.
وقال نائب حزب الله في البرلمان نواف الموسوي للصحفيين "اننا نؤكد اننا معا في طريق الحياة الواحدة العيش المشترك كما يعبر عنه الدستور. نحن نرفض جميعا شرق اوسط مشتتا الى مذاهب واقليات واكثريات... نريد لبنان بلدا متنوعا تعيش فيه كل الطوائف والمذاهب ولا نقبل الدويلات العرقية والطائفية."
اما الزعيم المسيحي سمير جعجع فقال "زيارته اتت في مرحلة مهمة وحساسة جدا ان كان فيما يتعلق بلبنان او في الشرق الاوسط او فيما يتعلق بالربيع العربي. بتقديري ان زيارته ستعطي اطمئنانا كبيرا بسبب كل الاسئلة التي طرحت فيما يتعلق بالمسيحيين ووجودهم في الشرق على اثر كل تطورات الربيع العربي. ثانيا ستعطي نفحة ونفسا اخر هو نفس الربيع العربي وتشيع اجواء من الطمأنينة
وفي اليوم الثاني للزيارة التي ترافقت مع الحرب في سوريا واحتجاجات في انحاء البلدان الاسلامية جمع البابا الزعماء السياسيين ورجال الدين والثقافة مؤكدا على حرية المعتقد الديني لجميع الناس.
وقال في كلمة امام الشخصيات الدينية والسياسية "فكرت في بلدكم وفي مصيره في اللبنانيين وآمالهم في جميع الاشخاص في هذه المنطقة من العالم الذين يبدو انهم يعيشون آلام المخاض دون نهاية."
أضاف بعد ان زرع شجرة ارز في باحة القصر الرئاسي "عندها طلبت من الله ان يبارككم ويبارك لبنان ويبارك كل سكان هذه المنطقة التي شهدت ولادة ديانات كبرى وثقافات نبيلة. لماذا اختار الله هذه المنطقة؟ ولماذا تعيش في جو عاصف لقد اختارها الله على ما اعتقد كي تكون نموذجية وكي تشهد امام العالم انه بامكان الانسان ان يعيش عمليا رغبته في السلام والمصالحة."
وقال "في لبنان المسيحية والاسلام يعيشان سويا منذ قرون. ليس نادرا ان نجد اشخاصا من الديانتين يحملون اسم العائلة نفسها." وتساءل "اذا كان ذلك ممكنا في عائلة واحدة لماذا لا يكون على صعيد المجتمع باكمله."
ومضى يقول "هذه التأملات القليلة عن السلام والمجتمع وكرامة الانسان وعن قيم الاسرة والحياة وعن الحوار والتضامن لا يمكن ان تبقى مجرد مثل عليا معلنة بل يمكن ويجب ان تعاش. نحن في لبنان وهنا يجب ان تعاش. لبنان مدعو الان وقبل أي وقت مضى ان يكون مثالا."
جاءت كلمة البابا الالماني المولد (85 عاما) بالفرنسية في القصر الرئاسي بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وهو مسيحي ماروني ورئيس مجلس النواب نبيه بري وهو مسلم شيعي ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي وهو مسلم سني.
وقال الرئيس سليمان في كلمته "قداسة الحبر الاعظم لقد توافقنا في لبنان على ضرورة تجنب التداعيات السلبية الممكنة لما يحصل حولنا من احداث وعلى تحييد بلادنا من سياسة المحاور والصراعات الاقليمية والدولية درءا للمخاطر وحرصا منا على استقرارنا ووحدتنا الوطنية من دون ان ننأى بنفسنا بطبيعة الحال عن واجب التزام القضايا العربية المحقة وعلى رأسها قضية فلسطين وقرارات الشرعية الدولية وكل شأن انساني."
أضاف "من هنا نولي كل اهتمام ورعاية ممكنة لعشرات الالاف من النازحين السوريين الذين وفدوا الى الاراضي اللبنانية نتيجة خوف او حاجة او ضيق.
كذلك اعلنا منذ البدء ان لبنان يتمنى للشعوب العربية الشقيقة وللشعب السوري بالذات ما تريده لنفسها من اصلاح وحرية وديمقراطية وان تتمكن من تحقيق مطالبها المشروعة بالطرق الحوارية والسياسية المناسبة بعيدا من اي شكل من اشكال العنف والاكراه."
وفي خارج القصر تجمع الالاف لالقاء التحية على البابا الذي ركب عربته ولوح بيديه للجماهير التي اصطفت على الجانبين على طول الطريق المؤدي الى القصر الرئاسي.
وقالت اميرة شبقلو وهي مسلمة "جئنا لدعم البابا وايضا للحصول على الدعم منه لان خلال تجاربنا كنا عندما نستمع اليه يساعدنا في حياتنا."
وتقدمت موكب البابا خيول يمتطيها فريق من الخيالة التابعين للحرس الجمهوري وهم يحملون اعلاما لبنانية واعلام الفاتيكان بينما كان البابا جالسا على كرسيه في سيارته ملوحا بيده للجماهير.
ونثر بعض الناس الورود والارز والاوراق البيضاء المتطايرة على موكب البابا وهم يحملون صوره وسط اجراءات امنية مشددة قطعت خلالها معظم الطرقات واغلقت معظم المؤسسات الرسمية والاقتصادية ابوابها.
على مدخل القصر استقبلت فرقة من الدبكة اللبنانية المؤلفة من رجال كبار السن البابا بالرقصات الشعبية والفلكلورية.
وكان البابا الذي وصل إلى لبنان يوم الجمعة في زيارة تستمر ثلاثة ايام دعا الى وقف توريد الأسلحة الى سوريا حيث الاقلية المسيحية تخشى من انتقام الاسلاميين في حال استولى على السلطة بعد الاطاحة بنظام بشار الاسد.
ووصف البابا انتفاضات الربيع العربي بانها "صرخة للحرية" تتسم بالايجابية ما دامت مصحوبة بالتسامح.
ويشعر الفاتيكان بقلق خاص بشأن نزوح مسيحيين من الشرق الاوسط الذين يشكلون الان حسب بعض التقديرات خمسة في المئة من سكان المنطقة انخفاضا من نحو 20 بالمئة قبل قرن من الزمان.
ووفقا لبعض التقديرات فان التعداد الحالي يبلغ 12 مليون مسيحي في الشرق الاوسط يمكن ان يتراجع الى النصف بحلول عام 2020 اذا استمرت معدلات المواليد على هذا النحو.
ويشكل المسيحيون في لبنان نحو 35 بالمئة من عدد سكانه البالغ اربعة ملايين نسمة.
وقال مفتي الجمهورية السني الشيخ محمد رشيد قباني انه سلم البابا رسالة اكد فيها على تجذر المسيحيين في الشرق ومساواتهم في الحقوق والواجبات معتبرا ان اي اعتداء على المسيحيين هو اعتداء على المسلمين.
أضاف للصحفيين بعد اجتماعه مع البابا "إن هجرة المسيحيين تؤذينا نحن المسلمين لان معناه اننا لا نستطيع ان نعيش مع غيرنا ونحن نتمسك بالوجود المسيحي في لبنان والمنطقة العربية والشراكة في الوحدة الوطنية في لبنان."
ومضى يقول لرويترز "إن زيارة البابا للبنان تأتي في ظروف مضطربة في المنطقة العربية ويشعر فيها المسيحيون بهواجس مختلفة من جراء الاحداث والمتغيرات الراهنة فعلى المسيحيين الا يعتبروا انفسهم في واد والمسلمين في واد اخر فالكل سواسية في هذه الاوضاع القلقة."
وتجنب البابا التطرق الى بلدان المنطقة بالاسم لكنه قال "اذا كنا نريد السلام فلندافع عن الحياة."
ورحبت كل الجماعات الدينية الرئيسية في لبنان الذي خاض حربا اهلية بين عامي 1975 و1990 بهذه الزيارة. وكان من بين الذي شاركوا في استقبال البابا في القصر الرئاسي وفد من حزب الله الشيعي برئاسة رئيس كتلة حزب الله البرلمانية محمد رعد.
وقال نائب حزب الله في البرلمان نواف الموسوي للصحفيين "اننا نؤكد اننا معا في طريق الحياة الواحدة العيش المشترك كما يعبر عنه الدستور. نحن نرفض جميعا شرق اوسط مشتتا الى مذاهب واقليات واكثريات... نريد لبنان بلدا متنوعا تعيش فيه كل الطوائف والمذاهب ولا نقبل الدويلات العرقية والطائفية."
اما الزعيم المسيحي سمير جعجع فقال "زيارته اتت في مرحلة مهمة وحساسة جدا ان كان فيما يتعلق بلبنان او في الشرق الاوسط او فيما يتعلق بالربيع العربي. بتقديري ان زيارته ستعطي اطمئنانا كبيرا بسبب كل الاسئلة التي طرحت فيما يتعلق بالمسيحيين ووجودهم في الشرق على اثر كل تطورات الربيع العربي. ثانيا ستعطي نفحة ونفسا اخر هو نفس الربيع العربي وتشيع اجواء من الطمأنينة