صفحة 1 من 1

فضيحة.. أو فضيحة بجلاجل!

مرسل: الثلاثاء ديسمبر 11, 2012 9:11 am
بواسطة محمد العجلان 81
رياح شرقية
فضيحة.. أو فضيحة بجلاجل!

أكثر ما نعانيه في وسطنا الإعلامي الرياضي أن غالبية زملاء الحرف ينشغلون بالأمور الثانوية ولن أقول بالتفاهات على حساب القضايا الجوهرية؛ ففي شأن انتخابات اتحاد الكرة مثلاً، وهي التي تمثل نقلة تاريخية في مسيرة الرياضة السعودية ذهب الكثير منهم للبحث عن أمور ثانوية وتركوا بيت القصيد، وأعني تحديداً لائحة النظام الأساسي والتي هي بمثابة دستور الاتحاد.

تلك اللائحة وصفتها في نثار سابق باللائحة الممسوخة، وقلت عمن صاغوها سواء في المرة الأولى، وأعني الدكتور ماجد قاروب وفريقه القانوني، أو في المرة الثانية حينما تم التعديل عليها عن طريق اللجنة السباعية المنبثقة عن الجمعية العمومية بأنهم كمن يتعلم الحلاقة في رؤوس "القرعان" كما في المثل الشعبي، بيد أنني اكتشفت أن قراءتي تلك وإن كانت صحيحة في العموم، لكنها متهافتة حينما نسبر أغوار اللائحة.

الحقيقة أنني اكتشفت أن الأمر أبعد من مجرد خطأ أعضاء "مستجدين" يتعلمون في سنة أولى انتخابات، بل أن هناك عمل مدبر، و"ملعوب" مخطط له بإتقان شديد وحبكة محكمة، وهو ما يتضح تماماً في البند (5) من المادة (21)، والذي يقول نصاً "لا يحق للأندية والروابط والهيئات والجهات التي منحت ورشحت ممثل أو ممثلين لعضوية الجمعية العمومية استبدالهم قبل انتهاء فترة ولايتهم المحددة بأربع سنوات إلا في حالات الظروف القاهرة كالوفاة أو المرض العضال"!

يا الله أيُ عقلية فذة بل حتى سطحية يمكن أن تقبل بهكذا بند ساذج، أقول ذلك وأعنيه تماماً، لأن أتفه الأسئلة يمكنها تعرية هذا البند، وتفضح من صاغه، وتكشف ضحالة من صوت عليه، وإلا فماذا لو أن عضواً من الأعضاء طلق الرياضة ثلاثاً واعتزلها هل تخسر الجهة التي رشحته تمثيلها في الجمعية؟!، أو أن عضواً اختلف مع الجهة التي يمثلها واستقال هل يبقى صوتها رهينة في يده، والأعظم من ذلك ماذا لو أن عضواً انتقل من نادٍ إلى آخر كما في حالة خالد المعمر الذي كان في الهلال قبل أعوام، وانتقل للعمل في الشباب، فهل يصبح صوته ملكاً للنادي الجديد؟!

تلك الأسئلة لا يمكن أبداً أنها لم تمر على أعضاء الجمعية العمومية، وأخص تحديداً اللجنة السباعية، لأنها إن لم تمر على أذهانهم فتلك مصيبة، إذ أنها ستكشف جهلهم القانوني والثقافي والمنطقي، وإن مرت وتجاهلوها فالمصيبة أعظم؛ لأنها ستفضح حقيقة أن وراء الأكمة ما وراءها، وما أعنيه تحديداً وبوضوح تمام أنها ستفضح أنهم إنما أرادوا منذ ذلك البند الساذج تحييد دخول أي أعضاء أقوياء قبل عملية الترشح للانتخابات بدلاً عن أعضاء آخرين ما قد يمكنهم من إزاحة بعض الأعضاء الحالمين بالمناصب عن الطريق؛ خصوصاً مع تغير بعض البنود الخاصة بالترشح لمنصب الرئيس تحديداً.

السؤال الذي أطرحه الآن وأتمنى من الذين يملكون المعلومة أن يجيبوني عليه هو: هل الزج بذلك البند الساذج في مبناه، الخطير في مضمونه من صنيعة اللجنة السباعية كما في الظاهر، أم أنه مفروض عليها من جهات أكبر منها، بل وأكبر من الجمعية العمومية برمتها؛ لأنه إن كان من صنيعتها فالأمر أقل ما يقال عنه إنه فضيحة، وإن كان من صنيعة من هو أكبر منها فإنه أيضاً فضيحة؛ ولكن بجلاجل!