التطوير الإسكاني
مرسل: الثلاثاء ديسمبر 11, 2012 9:28 am
نبض الواقع
التطوير الإسكاني
تكاد تخلو مدننا من الأحياء السكنية النموذجية إلا القليل منها، فهناك أخطاء كبيرة ارتكبت في حق الأحياء السكنية وساكنيها مما جعلها تفتقر لأبسط الخدمات الضرورية، من حدائق وطرق واسعة، وخدمات صحية وثقافية وأمنية.
لست هنا أعني الأحياء التي قامت على تطويرها أمانات وبلديات المدن فقط، بل يتعدى ذلك الأمر ليصل للمخططات السكنية التي تم تطويرها من قبل القطاع الخاص أو المطورين العقاريين إذ لم يختلف الحال فما تم تنفيذه من مخططات أقل ما يقال عنها إنها مخططات جدباء ذات كتل خرسانية صمّاء ليس للمشاة حق فيها فلا توجد بها أرصفة ولا ممرات مشاة ولا للطبيعة مكان حيث تندر المسطحات الخضراء والحدائق فيها ولا للخصوصية السكنية أي احترام إذ تخترقها حركة المرور العابرة.
إن الميزانيات المخصصة للأمانات والبلديات كبيرة فلماذا لاتوجه للنهوض ببيئة الأحياء السكنية؟ ولماذا لايتم مراعاة أبسط حقوق السكان داخل الأحياء السكنية من توفير ملاعب للأطفال وممرات مشاة آمنة لكبار السن وإيجاد بنية تحتية نموذجية؟
لقد أحسنت مدن أجنبية كثيرة في عملية إعادة تطوير الأحياء السكنية فلماذا لا نستورد تلك التجارب الناجحة في أعمال التطوير بمدننا، دعوني هنا أذكر مثالاً لمجاورة ستانمور في مدينة ونشستر بإنجلترا التي تبنت فكراً جميلاً اعتمد على تمكين المجتمع لتطوير وتحسين البيئة العمرانية حيث تمت إتاحة الفرصة للمجتمع للقيام بدور فعال فى جميع مراحل عملية التطوير من حيث اتخاذ القرار، التخطيط، التنفيذ، المتابعة، والتقييم. واشتملت أعمال التطوير على عدة مراحل انطلقت بجمع المعلومات لرسم متطلبات وطموحات السكان لبيئتهم العمرانية، وذلك بدخولهم كطرف فعال فى عملية التطوير العمراني وتم تصميم جدول لتحديد سلبيات وإيجابيات المعيشة فى المجاورة بهدف مناقشتها، ومن ثم التشجيع على التفكير فى إيجاد حلول لهذه القضايا، ومن ثم تم التعرف على احتياجات السكان وبلورة مجموعة الحلول عن طريق حلقات نقاش متواصلة بين المخططين والمنظمات الوسيطة (المطورون) والسكان وأخيراً تم وضع الخطط النهائية لآليات تطوير وتحسين البيئة العمرانية للمجاورة.
إن تبنى مثل هذه الأفكار الناجحة التي تساعد على التمكين برفع كفاءة استخدام الأرض والتصاميم المعمارية المتوافقة مع الاحتياج والإمكانيات مما سيجعل من الأحياء السكنية أحياءً مثالية تتلافى السلبيات الموجودة وتلبي حاجات السكان الأساسية.
* متخصص في التخطيط العمراني
التطوير الإسكاني
تكاد تخلو مدننا من الأحياء السكنية النموذجية إلا القليل منها، فهناك أخطاء كبيرة ارتكبت في حق الأحياء السكنية وساكنيها مما جعلها تفتقر لأبسط الخدمات الضرورية، من حدائق وطرق واسعة، وخدمات صحية وثقافية وأمنية.
لست هنا أعني الأحياء التي قامت على تطويرها أمانات وبلديات المدن فقط، بل يتعدى ذلك الأمر ليصل للمخططات السكنية التي تم تطويرها من قبل القطاع الخاص أو المطورين العقاريين إذ لم يختلف الحال فما تم تنفيذه من مخططات أقل ما يقال عنها إنها مخططات جدباء ذات كتل خرسانية صمّاء ليس للمشاة حق فيها فلا توجد بها أرصفة ولا ممرات مشاة ولا للطبيعة مكان حيث تندر المسطحات الخضراء والحدائق فيها ولا للخصوصية السكنية أي احترام إذ تخترقها حركة المرور العابرة.
إن الميزانيات المخصصة للأمانات والبلديات كبيرة فلماذا لاتوجه للنهوض ببيئة الأحياء السكنية؟ ولماذا لايتم مراعاة أبسط حقوق السكان داخل الأحياء السكنية من توفير ملاعب للأطفال وممرات مشاة آمنة لكبار السن وإيجاد بنية تحتية نموذجية؟
لقد أحسنت مدن أجنبية كثيرة في عملية إعادة تطوير الأحياء السكنية فلماذا لا نستورد تلك التجارب الناجحة في أعمال التطوير بمدننا، دعوني هنا أذكر مثالاً لمجاورة ستانمور في مدينة ونشستر بإنجلترا التي تبنت فكراً جميلاً اعتمد على تمكين المجتمع لتطوير وتحسين البيئة العمرانية حيث تمت إتاحة الفرصة للمجتمع للقيام بدور فعال فى جميع مراحل عملية التطوير من حيث اتخاذ القرار، التخطيط، التنفيذ، المتابعة، والتقييم. واشتملت أعمال التطوير على عدة مراحل انطلقت بجمع المعلومات لرسم متطلبات وطموحات السكان لبيئتهم العمرانية، وذلك بدخولهم كطرف فعال فى عملية التطوير العمراني وتم تصميم جدول لتحديد سلبيات وإيجابيات المعيشة فى المجاورة بهدف مناقشتها، ومن ثم التشجيع على التفكير فى إيجاد حلول لهذه القضايا، ومن ثم تم التعرف على احتياجات السكان وبلورة مجموعة الحلول عن طريق حلقات نقاش متواصلة بين المخططين والمنظمات الوسيطة (المطورون) والسكان وأخيراً تم وضع الخطط النهائية لآليات تطوير وتحسين البيئة العمرانية للمجاورة.
إن تبنى مثل هذه الأفكار الناجحة التي تساعد على التمكين برفع كفاءة استخدام الأرض والتصاميم المعمارية المتوافقة مع الاحتياج والإمكانيات مما سيجعل من الأحياء السكنية أحياءً مثالية تتلافى السلبيات الموجودة وتلبي حاجات السكان الأساسية.
* متخصص في التخطيط العمراني