أول ضابط فى جهاز المخابرات الاسلامية
مرسل: الثلاثاء ديسمبر 11, 2012 4:25 pm
دائما ما يتصف عالم المخابرات والجاسوسية بالسرية والغموض .. وهاتين الصفتين هما سر شغف ولهفة الجميع فى معرفةولو أقل القليل من أسرار العالم الخفى للمخابرات ...... كما ان الصفات العامة التى تقفز الى الأذهان وتجعل من رجال المخابرات فرسانا أحلام الصبايا وأملا لكل محب لأمته .. أن يكون جسورا.. مغوارا.. صبورا.. جلدا.. كتوما.
والصفات السابقة هى تماما التى كان يحملها الصحابي الجليل......
حذيفة بن اليمان الملقب بأمين سر رسول الله صلى الله عليه وسلم .... فقد كان مغامرا جسورا وصبورا على المتاعب وجلدا فى تحمل الجهود .. ولعل لقبه هو أصدق شيئا على كتمانه. . ولهذا فقد استحق عنكل تقدير أن نصنفه وننعته بأول ضابط مخابرات في التاريخ الإسلامي..
وحينما تقرأ القليل عن حياته فسوف تعرف عزيزى القارئ أنه قد قام بأول عملية سرية تجسسية في الإسلام إبان غزوة الخندق ولعل من الأمور التي جعلت الحس الأمني ( بلغة العصر الحديث لرجال الأمن) لديه عالي جدا هو هروبه مع والده من مكة هربا من الثأر حيث كان والده مطاردا من بعض القبائل هناك يريدون دمه أخذا بالثأر لهم في جريمة لا ذنب له فيها ولعل هروبه مع والده وتحسسهما حياتهما محولين درء الخطر عن حياتهما قد جعل للعوامل الأمنية بعدا خاصا في حياته .. وسوف ندع السطور القادمة تعرفك أكثر من هو أول ضابط للمخابرات في تاريخ الإسلام.
• هو حذيفة بن اليمان بن حسيل بن جابر بن عمرو العبسى ، وكانت لحذيفةمنزلة ومكانة رفيعة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنافقين الذي لم يعلمهم أحد إلا حذيفة أعلمه بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا مات ميت لا يصلى عليه حتىيسأل عن حذيفة فإذا حضر حذيفة الصلاة صلى عليه عمر وإلا لم يصل خشية أن يكون من المنافقينفقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم فى سورة التوبة آية 84 ألا يصلى على المنافقين قالتعالى((وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِإِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ)) صدق الله العظيم .
وكان إيمان حذيفة وولاؤه لا يعترفان بالعجز ولا بالضعف ولا بالمستحيل ففيغزوة الخندق وبعد أن دب الفشل في صفوف كفار قريش وحلفائهم من اليهود أراد الرسولصلى الله عليه وسلم أن يقف على آخر تطورات الموقف هناك في معسكر أعدائه وكان الليل مظلما ورهيبا .. وكانت العواصف تزأر وتصطخب وكان الجوع المضني قد بلغ مبلغه بينأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد وقع اختيار الرسول صلى الله عليه وسلم
على البطل حذيفة بن اليمان ليقوم بهذه المهمة البالغة العسر .وقد قطع حذيفة المسافة بين المعسكرين واخترق الحصار وتسلل إلى معسكر قريش وكانت الريح العاتية قد أطفأتنيران المعسكر فخيم عليه الظلام وأتخذ حذيفة رضي الله عنه مكانه وسط المحاربين وخشي أبو سفيان قائد قريش أن يفاجئهم الظلام
بمتسللين من المسلمين فقام يحذر جيشه من المتسللين وأمرهم بأن يتحقق كل رجل ممن بجواره وسمعه حذيفة يقول بصوته المرتفع " يا معشر قريش لينظر كل منكم جليسه،وليأخذ بيده وليعرف اسمه .. وهنا تبرز قوة دهاء وذكاء وسرعة البديهة لدى حذيفة فسارع إلى يد الرجل الذي بجواره وقال له : من أنت ؟؟ فقال فلان بن فلان !! وهكذا أمن وجوده بين الجيش في سلام...!وأستأنف أبو سفيان نداءه إلى الجيش قائلا ( يا معشر قريش أنكم والله ما أصبحتم بدار مقام لقد هلكت الكراع –أي الخيل– والخف أي الإبل – وأخلفتنا بنو قريظة وبلغنا عنهم الذي نكره ولقينا من شدة الريح ما ترون .. ما تطمئنلنا قدر .. ولا تقوم لنا نار ولا يستمسك لنا بناء ... فارتحلوا فأنى مرتحل) ثم نهض فوق جمله وبدأ المسير فتبعه المحاربون " وعاد حذيفة إلى رسول الله صل ىالله عليه وسلم فأخبره الخبر و زف إليه البشرى ....
وبعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حزن حذيفةحزنا شديدا ولكنه كبطل لم يعرف المسلمون مثله فقد استكمل مسيرته مثله مثل ضباط المخابرات في عصرنا الحالي الذين لا تنتهي حياتهم المخابراتية إلا بموتهم فهو لميترك موقعه كمجاهد في سبيل الله ففي معركة نهاوند العظمى– حيث أحتشد الفرس في مائةوخمسين ألف مقاتل وقد وقع اختيار أميرا لمؤمنين عمر بن الخطاب على ( النعمان بن مقرن)لقيادة الجيش ثم كتب إلى حذيفة أن يسير إليه على رأس جيش من الكوفة وأرسلعمر إلى المقاتلين كتابه يقول"إذا اجتمع المسلمون فليكن كل أمير على جيشه وليكن أميرالجيوش جميعا النعمان بن مقرن فإذا استشهد النعمان فليأخذ الراية حذيفة فاذا استشهدفجرير بن عبد الله" والتقى الجيشان ونشب قتال يفوق كل نظير ودارت معركة من أشد معارك التاريخ فدائية وعنفا وسقط قائد المسلمين (النعمان بن مقرن) وقبل أن تهو ىالرايةالمسلمة الى الأرض كان القائد الجديد (حذيفة بن اليمان) قد تسلمها وأوصى بعدم إذاعةنبأ موت النعمان حتى تنجلي المعركة ودعا(نعيم بن مقرن) فجعله مكان أخيه (النعمان) تكريما له. وانتهى القتال بهزيمة ساحقة للفرس .
وكانت وفاة حذيفة بالمدائن وصعدت روحه الطاهرة الى بارئهاسنة ست وثلاثين من الهجرة ، رضي الله عنه وأرضاه
والصفات السابقة هى تماما التى كان يحملها الصحابي الجليل......
حذيفة بن اليمان الملقب بأمين سر رسول الله صلى الله عليه وسلم .... فقد كان مغامرا جسورا وصبورا على المتاعب وجلدا فى تحمل الجهود .. ولعل لقبه هو أصدق شيئا على كتمانه. . ولهذا فقد استحق عنكل تقدير أن نصنفه وننعته بأول ضابط مخابرات في التاريخ الإسلامي..
وحينما تقرأ القليل عن حياته فسوف تعرف عزيزى القارئ أنه قد قام بأول عملية سرية تجسسية في الإسلام إبان غزوة الخندق ولعل من الأمور التي جعلت الحس الأمني ( بلغة العصر الحديث لرجال الأمن) لديه عالي جدا هو هروبه مع والده من مكة هربا من الثأر حيث كان والده مطاردا من بعض القبائل هناك يريدون دمه أخذا بالثأر لهم في جريمة لا ذنب له فيها ولعل هروبه مع والده وتحسسهما حياتهما محولين درء الخطر عن حياتهما قد جعل للعوامل الأمنية بعدا خاصا في حياته .. وسوف ندع السطور القادمة تعرفك أكثر من هو أول ضابط للمخابرات في تاريخ الإسلام.
• هو حذيفة بن اليمان بن حسيل بن جابر بن عمرو العبسى ، وكانت لحذيفةمنزلة ومكانة رفيعة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنافقين الذي لم يعلمهم أحد إلا حذيفة أعلمه بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا مات ميت لا يصلى عليه حتىيسأل عن حذيفة فإذا حضر حذيفة الصلاة صلى عليه عمر وإلا لم يصل خشية أن يكون من المنافقينفقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم فى سورة التوبة آية 84 ألا يصلى على المنافقين قالتعالى((وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِإِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ)) صدق الله العظيم .
وكان إيمان حذيفة وولاؤه لا يعترفان بالعجز ولا بالضعف ولا بالمستحيل ففيغزوة الخندق وبعد أن دب الفشل في صفوف كفار قريش وحلفائهم من اليهود أراد الرسولصلى الله عليه وسلم أن يقف على آخر تطورات الموقف هناك في معسكر أعدائه وكان الليل مظلما ورهيبا .. وكانت العواصف تزأر وتصطخب وكان الجوع المضني قد بلغ مبلغه بينأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد وقع اختيار الرسول صلى الله عليه وسلم
على البطل حذيفة بن اليمان ليقوم بهذه المهمة البالغة العسر .وقد قطع حذيفة المسافة بين المعسكرين واخترق الحصار وتسلل إلى معسكر قريش وكانت الريح العاتية قد أطفأتنيران المعسكر فخيم عليه الظلام وأتخذ حذيفة رضي الله عنه مكانه وسط المحاربين وخشي أبو سفيان قائد قريش أن يفاجئهم الظلام
بمتسللين من المسلمين فقام يحذر جيشه من المتسللين وأمرهم بأن يتحقق كل رجل ممن بجواره وسمعه حذيفة يقول بصوته المرتفع " يا معشر قريش لينظر كل منكم جليسه،وليأخذ بيده وليعرف اسمه .. وهنا تبرز قوة دهاء وذكاء وسرعة البديهة لدى حذيفة فسارع إلى يد الرجل الذي بجواره وقال له : من أنت ؟؟ فقال فلان بن فلان !! وهكذا أمن وجوده بين الجيش في سلام...!وأستأنف أبو سفيان نداءه إلى الجيش قائلا ( يا معشر قريش أنكم والله ما أصبحتم بدار مقام لقد هلكت الكراع –أي الخيل– والخف أي الإبل – وأخلفتنا بنو قريظة وبلغنا عنهم الذي نكره ولقينا من شدة الريح ما ترون .. ما تطمئنلنا قدر .. ولا تقوم لنا نار ولا يستمسك لنا بناء ... فارتحلوا فأنى مرتحل) ثم نهض فوق جمله وبدأ المسير فتبعه المحاربون " وعاد حذيفة إلى رسول الله صل ىالله عليه وسلم فأخبره الخبر و زف إليه البشرى ....
وبعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حزن حذيفةحزنا شديدا ولكنه كبطل لم يعرف المسلمون مثله فقد استكمل مسيرته مثله مثل ضباط المخابرات في عصرنا الحالي الذين لا تنتهي حياتهم المخابراتية إلا بموتهم فهو لميترك موقعه كمجاهد في سبيل الله ففي معركة نهاوند العظمى– حيث أحتشد الفرس في مائةوخمسين ألف مقاتل وقد وقع اختيار أميرا لمؤمنين عمر بن الخطاب على ( النعمان بن مقرن)لقيادة الجيش ثم كتب إلى حذيفة أن يسير إليه على رأس جيش من الكوفة وأرسلعمر إلى المقاتلين كتابه يقول"إذا اجتمع المسلمون فليكن كل أمير على جيشه وليكن أميرالجيوش جميعا النعمان بن مقرن فإذا استشهد النعمان فليأخذ الراية حذيفة فاذا استشهدفجرير بن عبد الله" والتقى الجيشان ونشب قتال يفوق كل نظير ودارت معركة من أشد معارك التاريخ فدائية وعنفا وسقط قائد المسلمين (النعمان بن مقرن) وقبل أن تهو ىالرايةالمسلمة الى الأرض كان القائد الجديد (حذيفة بن اليمان) قد تسلمها وأوصى بعدم إذاعةنبأ موت النعمان حتى تنجلي المعركة ودعا(نعيم بن مقرن) فجعله مكان أخيه (النعمان) تكريما له. وانتهى القتال بهزيمة ساحقة للفرس .
وكانت وفاة حذيفة بالمدائن وصعدت روحه الطاهرة الى بارئهاسنة ست وثلاثين من الهجرة ، رضي الله عنه وأرضاه