القرصنة
مرسل: الثلاثاء ديسمبر 11, 2012 6:43 pm
مازالت حالات التمرد والقرصنة القائمة قبالة السواحل الصومالية مصدر قلق عالمي، خاصة وان هذه العمليات باتت تهدد التجارة بشكل مباشر، كما وتهدد السفن العملاقة الحاملة للأسلحة، كما حصل مع السفينة الكرواتية، وعدَّ المراقبين ان المسؤولين عن أعمال القرصنة هذه قد ينجون بفعلتهم، ما لو يبقى الخمول العالمي على هذا الشكل إزاء مشكلة دولية لاحدود لها.
(شبكة النبأ) في سياق التقرير التالي تسلط الضوء على القرصنة المستمرة قرب السواحل الصومالية، والاستعدادات الدولية لمواجهة الموقف:
الإفلات من العقاب يحققه المسؤولون عن القرصنة
قال مسؤول بحري اقليمي إن الدوريات البحرية الدولية الجديدة قد تنجح في ردع القرصنة قبالة سواحل الصومال لكن مسؤولين كبارا عن أعمال القرصنة لن يتأثروا لانهم يقيمون في مدن حول العالم يتمتعون بثمار عمليات متعددة لخطف السفن العام الحالي.
وقال أندرو موانجورا عضو برنامج مساعدة البحارة في شرق افريقيا الذي يراقب القرصنة: لا يوجد بالفعل حل عسكري. ان الفتيان على متن الزوارق ليسوا سوى جنود مشاة.
وأضاف، أما القادة والجنرالات الممولون والمنظمون لكل هذا فهم في دبي ونيروبي ومومباسا بل وفي كندا ولندن أيضا يجلسون في الفنادق ويجرون اتصالات عبر أجهزة الكمبيوتر الشخصية الخاصة بهم ويجنون اموالا طائلة. بحسب رويترز.
كانت أعداد كبيرة من الهجمات التي استهدفت طرق الشحن الرائجة في خليج عدن والمحيط الهندي قبالة سواحل الصومال قد أضرت بهذه الانشطة هذا العام مما أدى الى ارتفاع تكاليف التأمين ودفع فدى وصلت الى ملايين الدولارات مع صدور رد دولي متأخر.
ويرسل الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي سفنا الى المنطقة بينما يقوم الاسطولان الفرنسي والامريكي بدوريات وأرسلت روسيا أيضا سفينة حربية الى المنطقة.
ورغم أن البعض يطالب بشن ضربة قوية ضد القراصنة الا أن بعض العوامل تعقد من هذا الامر مثل المخاطر التي سيتعرض لها الرهائن والمواقع المختلفة للعصابات المتعددة ومشاكل تتعلق بمعرفة هوية القراصنة قبل سيطرتهم على اي سفينة فضلا عن مشاكل قضائية دولية عند القاء القبض على مشتبه بهم.
وقال موانجورا في مقابلة: يجب أن تؤدي الدوريات الاجنبية الى تهدئة الوضع. لكنهم لا يستطيعون مهاجمة أي سفينة. الامر ليس بهذه البساطة. علينا أن نتوجه الى الجذور.
ويعتقد موانجورا الذي يمثل أمام محكمة في مومباسا بعدما اتهمته الحكومة الكينية بالادلاء بتصريحات مثيرة للقلق حول خطف سفينة أن شبكة من رجال الاعمال الصوماليين في الخارج وأشخاصا فاسدين هما القوة الدافعة لاعمال القرصنة في المنطقة.
وتسبب موانجورا في مضايقة الحكومة الكينية عندما قال ان الدبابات والمعدات العسكرية الاخرى الموجودة على متن سفينة أوكرانية خطفها قراصنة الشهر الماضي قبالة سواحل الصومال كانت في طريقها الى جنوب السودان وليس كينيا.
وأحرج الاتهام كينيا التي توسطت في اتفاق سلام بين شمال السودان وجنوبه عام 2005 فاتهمت موانجورا بأنه متحدث باسم القراصنة وقالت انه ينشر معلومات كاذبة.
وتقول نيروبي ان الدبابات كانت ستنضم الى جيشها لكن دبلوماسيين غربيين في المنطقة يعضدون رواية موانجورا.
وقال موانجورا: يريدون اسكاتي وهذا واضح. وذهب موانجورا الى نيروبي للقاء مسؤولين أوكرانيين بخصوص محنة خطف السفينة الاوكرانية ام.في. فاينا، التي تنقل حمولة مثيرة للجدل ويبلغ عدد أفراد طاقمها 20 شخصا.
وأضاف موانجورا أن السلطات في المنطقة تغض الطرف عن الصيد غير المشروع والقاء النفايات السامة وتجارة المخدرات والاسلحة وشحنات الفحم غير القانونية وتهريب البشر في المياه الصومالية والتي تؤجج جميعها القرصنة بشكل غير مباشر.
وقال: كل هذه النشاطات مرتبة ببعضها بعضا. تدفع سفينة أجنبية أموالا لاحد زعماء الحرب حتى يسمح لها بممارسة الصيد غير المشروع قبالة سواحل الصومال وتذهب هذه الاموال بعد ذلك لتمويل القرصنة.
وقال: لكن عندما تبدأون في مكافحة هذه النشاطات تغضب الشخصيات التي تتمتع بنفوذ لانكم بذلك تفسدون لعبتهم.
عملية بحرية واسعة لمواجهة القراصنة يطلقها الاتحاد الاوروبي
اعطى الاتحاد الاوروبي الضوء الاخضر لاول عملية بحرية في تاريخه لمكافحة اعمال القرصنة التي تزداد وتيرتها قبالة سواحل الصومال وخليج عدن.
ووافق وزراء الدفاع الاوروبيون رسميا على عملية: يوناف فور اتالانتا. ويتوقع ان تبدأ العملية في كانون الاول/ديسمبر قبالة سواحل القرن الافريقي بحسب ما قال المتحدث باسم الرئاسة الفرنسية للاتحاد الاوروبي.
وامام ارتفاع نسبة عمليات القرصنة 81 هذه السنة بحسب المكتب البحري الدولي، قرب منافذ البحر الاحمر الاساسية للتجارة الاوروبية شكل الاتحاد الاوروبي منتصف ايلول/سبتمبر خلية تنسيق. بحسب فرانس برس.
وحاليا تشارك فرقاطتان فرنسيتان وطائرة اسبانية تقوم بدوريات في هذه العملية. ولا تعرف بعد تشكيلة يوناف فور اتالانتا بدقة حتى وان اعلنت المانيا وفرنسا وبريطانيا واسبانيا مشاركتها فيها. وقد تفكر خمس او ست دول اخرى المساهمة فيها. واعتبارا من تشرين الاول/اكتوبر تم تعيين قائد القوة البحرية نائب الاميرال البريطاني فيليب جونز ومقرها العام في نورثوود على الساحل البريطاني.
وستتولى بريطانيا للمرة الاولى قيادة هذه العملية وستستضيف رئاسة اركانها باسم السياسة الاوروبية الامنية والدفاعية. ومنذ اتفاق سان مالو الفرنسي البريطاني الذي اطلق السياسة الاوروبية الامنية والدفاعية في 1998 ابدت بريطانيا ترددا في مشاركة ناشطة في العمليات العسكرية الاوروبية لعدم المساس باولوية مهام حلف شمال الاطلسي. وتولى ضابط بريطاني قيادة القوة الاوروبية "التيا" التي حلت مكان الحلف الاطلسي في البوسنة في 2004 لكنه يتولى هذه المهام بوصفه قائدا للقوات الحليفة الاطلسية في اوروبا. وستضم عملية اتالانتا بحسب دبلوماسيين سبع سفن على الاقل مدعومة بطائرات استطلاع. ويبقى تعيين القائد التكتيكي للعملية وقد قدمت اسبانيا ترشيحها لذلك.
ويفترض ان تكون عملية اتالانتا جاهزة في الثاني من كانون الاول/ديسمبر التاريخ الذي ينتهي فيه العمل بالقرار الدولي 1816 حول القرصنة.
وقال دبلوماسي فرنسي ان هذه المهمة قد تستلزم بضعة ايام اضافية. وستحل عملية اتالانتا محل السفن الثلاث الايطالية واليونانية والبريطانية التي تقوم بدوريات باسم الحلف الاطلسي منذ نهاية تشرين الاول/اكتوبر. وقد تتعاون ايضا السفن مع فرقاطة روسية ووحدات من دول اخرى مثل الهند. واحدى مهمات السفن الحربية هي مواكبة سفن برنامج الاغذية العالمي التي تنقل مساعدات انسانية حيوية لاكثر من مليوني صومالي.
وقال وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي ان هذا: الحشد البحري المتعدد الجنسيات عند المنفذ الجنوبي للبحر الاحمر مقلق ويهدد الامن القومي العربي. واضاف ان ذلك قد يكون تمهيدا لخطة تدويل البحر الاحمر التي كانت اقترحتها اسرائيل ورفضها العرب.
وستشكل عملية اتلانتا سابقة قانونية لانه تم ايجاد اطار عام على مستوى الاتحاد الاوروبي لتسوية مسألة الاشخاص الذين ستقبض عليهم سفن الوحدة الاوروبية. وستتمكن سفينة اوروبية تكون قد اعتقلت قراصنة ولا تسمح لها قوانينها باحتجازهم من نقلهم الى سفينة دولة اوروبية اخرى يحق لها اعتقالهم ومحاكمتهم. ويمكن تسليم الموقوفين الى الصومال او دولة مجاورة شرط اعطاء ضمانات بعدم اعدامهم او اساءة معاملتهم.
القرصنة في خليج عدن تهدد التجارة الدولية
قال المكتب البحري الدولي إن خليج عدن والساحل الشرقي للصومال يمثلان أخطر مناطق القرصنة وقد شهدا ثلث الهجمات على السفن في الشهور التسعة الاولى من العام الحالي.
وأضاف المكتب وهو جهة مراقبة أن الهجمات تهدد مرور التجارة عبر هذا الطريق الحيوي بين آسيا وأوروبا وحث المكتب الحكومات على اتخاذ خطوات استباقية ضد القراصنة.
وقال بوتينجال موكوندان مدير المكتب البحري الدولي في تقرير صدر في كوالالمبور: هجمات القراصنة قبالة ساحل الصومال غير مسبوقة. من الواضح أن القراصنة في خليج عدن يرون أنه من الممكن أن يمضوا في مهاجمة السفن دون رادع. بحسب رويترز.
وأضاف أن العالم شهد 199 هجوما على سفن بين شهري يناير كانون الثاني وسبتمبر أيلول بينهم 63 هجوما في خليج عدن والساحل الشرقي للصومال.
وقال: المطلوب هو تحرك صارم ضد سفن القراصنة قبل أن يبدأوا في خطف السفن. وأضاف، مواقع ومواصفات سفن القراصنة معروفة.
واحتلت نيجيريا المركز الثاني لاكثر المناطق خطورة في العالم حيث شهدت 24 هجوما بينهم 20 هجوما في لاجوس لكن المكتب قال ان هذا العدد لا يمثل سوى نسبة ضئيلة من الهجمات التي تقع بالفعل خاصة في منطقة دلتا النيجر المنتجة للنفط.
وحلت اندونيسيا في المركز الثالث حيث شهدت 23 هجوما لكن المكتب قال ان هذه الهجمات متفرقة وأن جميعها باستثناء هجومين فقط تعتبر هجمات بسيطة تشمل سرقة أشياء قيمة ومواد مخزنة في السفينة.
وينتشر انعدام القانون بسرعة في الصومال الذي يشهد أسوأ قتال خلال قرابة عقدين من الزمان. ويؤجج الصراع موجة من القرصنة تهدد بشكل متزايد السفن التي تستخدم خليج عدن أحد أهم الطرق البحرية في العالم.
ويقول مسؤولون صوماليون ان الفدى الكبيرة التي يدفعها أصحاب السفن تغذي الفساد وتفاقم القرصنة قبالة الساحل والتي لا يستطيعون احتواءها.
وقال موكوندان: انتقال هجمات القراصنة من الساحل الشرقي للصومال الى خليج عدن ... بدأ يهدد مرور الشحنات والتجارة عبر هذا الطريق التجاري المهم للغاية بين اسيا وأوروبا.
الحلف الاطلسي يبدأ قريبا مهمته في مكافحة القرصنة
تبدأ سفن حربية تابعة لحلف شمال الاطلسي خلال ايام مهمة مزدوجة لمكافحة القرصنة ومواكبة السفن الناقلة للمساعدات الدولية قبالة الصومال كما اعلن الاربعاء المتحدث باسم الحلف في بروكسل.
وقال المتحدث جيمس اباثوراي ان المهمة ستبدأ خلال ايام موضحا ان الخطة العملية وقواعد الاشتباك ستحدد وتتم المصادقة عليها خلال يوم او يومين. من جانب اعضاء الحلف الستة والعشرين. بحسب فرانس برس.
وكان اباثوراي اعلن في 15 تشرين الاول/اكتوبر ان سبع سفن تابعة للحلف توجهت الى الصومال عبر قناة السويس. والسفن تابعة لالمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا واليونان وايطاليا وتركيا وهي اربع فرقاطات ومدمرتان وسفينة امدادات.
اما السفن الباقية فستتوجه كما هو مقرر الى الخليج حيث ستتوقف في مرافىء الكويت وقطر والامارات العربية المتحدة والبحرين وتشارك في مناورات مشتركة مع واحدة من هذه الدول.
وستقوم الوحدات المنتشرة قبالة الصومال بمواكبة سفن المساعدات التابعة لبرنامج الاغذية العالمي.
ويرسل هذا البرنامج التابع للامم المتحدة ما بين ثلاثين و35 الف طن من المساعدات شهريا الى الصومال. وكانت كندا تتولى حماية سفن المساعدات على ان تحل محلها هولندا.
وتعرضت اكثر من 70 سفينة لهجمات القراصنة الصوماليين في المحيط الهندي وخليج عدن منذ بداية السنة وهو ضعف عدد السفن التي تعرضت لهجمات سنة 2007 وفق مكتب البحرية الدولية. ويمر عبر قناة السويس والبحر الاحمر نحو ثلاثين في المئة من النفط العالمي.
وقال اباثوراي ان سفن الحلف الاطلسي ستكون قادرة على التدخل عسكريا عند الحاجة. لكنه اشار الى ان مهمتها معقدة بسبب "انتشار عدد كبير من القراصنة".
واعلن الاتحاد الاوروبي انه سيرسل نحو عشر سفن الى المنطقة لتحل محل سفن الحلف الاطلسي في كانون الاول/ديسمبر.
وقال اباثوراي ان روسيا والهند سترسلان سفنا لتشارك في المهمة وسيكون هناك تنسيق بين كل هذه السفن لضمان وجود رادع والتدخل لمنع اعمال القرصنة.
مطالبة روسية بالضوء الاخضر لبدء عملياتها ضد القرصنة
طلبت روسيا التي أرسلت سفينة حربية إلى ساحل الصومال لمحاربة قراصنة من الصومال منحها الضوء الاخضر لاستخدام القوة في مياهه الاقليمية.
وأرسلت موسكو الشهر الماضي الفرقاطة (نيوستراشيمي) التي يعني اسمها (لا تعرف الخوف) إلى خليج عدن وقالت البحرية الروسية انذاك ان سفنها ستتجه بانتظام الى المناطق التي تمثل القرصنة البحرية تهديدا فيها. ويقول بعض المراقبين ان الكرملين يستخدم الاسطول الروسي لاستعراض قوته التي طورها. بحسب رويترز.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: لضمان حرية التصرف في مكافحة القرصنة بشكل مباشر في المياه الاقليمية الصومالية طلبت وزارة خارجية روسيا موافقة الحكومة الاتحادية الانتقالية في جمهورية الصومال على منح روسيا الاتحادية وضع دولة متعاونة.
وأضافت، ينوي الجانب الروسي بالتعاون مع دول اخرى اتخاذ كل الاجراءات التي أقرها مجلس الامن التابع للامم المتحدة لتحسين الوضع البحري في هذه المنطقة. سفينة البحرية الروسية نيوستراشيمي في طريقها بالفعل الى هناك.
وكان المكتب البحري الدولي قال في وقت سابق ان خليج عدن والساحل الشرقي للصومال يمثلان أخطر مناطق القرصنة وقد شهدا ثلث كل الهجمات على السفن في الشهور التسعة الاولى من العام الحالي.
ولا تزال المحادثات حول دفع فدية مستمرة بعدما خطف قراصنة السفينة (ام في فاينا) الاوكرانية التي تحمل على متنها 33 دبابة من طراز (تي-72) وأسلحة أخرى في أبرز هجوم شنه القراصنة على السفن في المنطقة.
وقالت وزارة الخارجية الروسية انها قلقة للغاية على مصير طاقم السفينة ومن بينه ثلاثة روس توفي أحدهم وهو قبطان السفينة بعد اصابته بأحد أمراض القلب والاوعية الدموية خلال الاحتجاز.
وأرسل حلف شمال الاطلسي في وقت سابق من الشهر الحالي سفنا حربية الى المنطقة للمساعدة على محاربة القرصنة وحراسة سفن المساعدات الانسانية التابعة للامم المتحدة قبالة ساحل الصومال.
تصريح البحرية الأمريكية بإنحسار عمليات القرصنة
كشف مسؤولون في البحرية الأمريكية عن تراجع كبير في هجمات القراصنة التي كانت تستهدف السفن التجارية أثناء إبحارها في خليج عدن قبالة السواحل الصومالية، بعد نشر العديد من الدول قطعها البحرية في المنطقة لتأمين تلك السفن.
وقالت قيادة قوة المهام المشتركة للقوات البحرية، في بيان إن القراصنة حاولوا مهاجمة عدد من السفن خلال الساعات القليلة الماضية، إلا أن تلك المحاولات فشلت في اقتناص أي سفينة، بسبب الاحتياطات الأمنية المسبقة التي اتخذتها أطقم تلك السفن. بحسب (CNN).
وكشف الأسطول الأمريكي الخامس، الذي يتخذ من العاصمة البحرينية المنامة مركزاً لقيادته الإقليمية، أن القراصنة حاولوا شن نحو خمس هجمات على سفن تجارية كانت تبحر في المنطقة الواقعة عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، إلا أنها كانت محاولات فاشلة.
وأشار البيان إلى أنه من بين الخمسة هجمات التي أمكن رصدها خلال الساعات الأربعة والعشرين الماضية، هجومين تعرضت فيهما سفينتين لإطلاق نار من قبل القراصنة، إلا أن قادة السفينتين تمكنا من المناورة بهما بنجاح، كما نجحا في صد الهجوم.
وقال نائب الأدميرال بيل كورتني، قائد قوة المهام المشتركة بالقوات البحرية: تلك الاحتياطات المسبقة التي تم اتخاذها بالأمس، هي تحديداً ما أوصينا قادة السفن باتخاذه.
وأضاف المسؤول الأمريكي: على مدار أكثر من شهرين، وقوات التحالف تعمل مع قطاع صناعة الملاحة البحرية، ومنظمات النقل البحري الدولية، للوصول إلى أفضل الممارسات التي يجب على السفن اتباعها لحماية نفسها ضد هجمات القراصنة.
ونشرت قيادة القوات البحرية الأمريكية عدداً من سفنها في خليج عدن، للقيام بدوريات أمنية في المنطقة اعتباراً من 22 أغسطس/ آب الماضي، استجابة لدعوة المنظمة الدولية للملاحة البحرية IMO، بتقديم مساعدة دولية لوقف هجمات القراصنة على السفن قبالة الساحل الصومالي.
وبحسب البيان، فإنه منذ ذلك الحين، نجحت قوات التحالف في إحباط ما يقرب من 25 هجوماً كانت تستهدف السفن التجارية أثناء إبحارها في خليج عدن.
وتابع كورتني قائلاً: خطر القرصنة يهدد أمن جميع الدول، وبتطلب حلاً دولياً، واستطرد: وجود التحالف يساعد في الحد من تلك الهجمات، كما يسمح للسفن التجارية باتخاذ الإجراءات الكفيلة بضمان حماية أنفسهم، وكذلك يشجع المجتمع الدولي على التوصل إلى صيغة قانونية لملاحقة هؤلاء القراصنة على أنشطتهم الإجرامية.
قرصنة السفينة الفرنسية قبالة السواحل النيجيرية
سيطر قراصنة قبالة السواحل النيجيرية على السفينة اجاكس التابعة لمجموعة بوربون الفرنسية حسب ما اعلنت متحدثة باسم المجموعة موضحة ان الحادث لم يسفر عن سقوط جرحى.
وقالت كريستا روكويبلاف في اتصال هاتفي مع فرانس برس من لاغوس ان: سفينة تعرضت للتفتيش وان القراصنة صعدوا الى متنها وسرقوا امتعة ومعدات" مؤكدة "عدم وجود اي حادث انساني ولم يسقط جرحى. بحسب فرانس برس.
ووقع الحادث عند الساعة 9,00 تغ على بعد حوالى 25 ميلا بحريا من الشواطىء الى جنوب دلتا النيجر وهي المنطقة الغنية بالنفط في نيجيريا.
يشار الى ان مجموعة بوربون هي شركة بحرية متخصصة في عمليات الاوف شور النفطية.
وتشهد دلتا النيجر اعمال عنف باستمرار تقوم بها مجموعات مسلحة كثفت منذ العام 2006 عمليات خطف موظفين في القطاع النفطي وشن هجمات على منشآت نفطية والقيام بعمليات تخريب.
توقعات الاتحاد الاوروبي باستمرار العمليات
قال مسؤولون بالاتحاد الاوروبي إن من المتوقع ان تستمر عملية جوية وبحرية للكتلة الاوروبية ضد القرصنة امام سواحل الصومال لمدة عام بعد انطلاقها المقرر في ديسمبر كانون الاول وستهدف الى تنسيق دورها مع القوات الدولية الاخرى.
ونشر القراصنة الصوماليون الفوضى في واحدة من اكثر مناطق العالم ازدحاما بحركة الشحن البحري وهي تصل اوروبا باسيا والشرق الاوسط. وحصل القراصنة على ملايين الدولارات كفدى للافراج عن سفن مخطوفة ورفعوا تكاليف التأمين وهددوا الامدادات الانسانية.
وقالت عشر دول بالاتحاد الاوروبي إنها ستساهم في العملية التي من المتوقع ان تشمل ما بين اربع الى ست سفن في اي وقت بالاضافة الى العديد من طائرات المراقبة البحرية.
ومن المتوقع ان تحصل قوة الاتحاد الاوروبي على الموافقة النهائية من الدول السبع والعشرين الاعضاء اثناء اجتماع لوزراء الخارجية الشهر القادم وان تبدأ بصورة رسمية في ديسمبر كانون الاول. وستكون قيادة العملية في نورثوود في بريطانيا وقد اقترح نائب الاميرال البريطاني فيليب جونز ليكون قائدا لها. بحسب رويترز.
وقال مسؤولو الاتحاد الاوروبي إن القوة قد تشمل السفن الاوروبية المشاركة في عملية لحلف الاطلسي ضد القرصنة تجري بالفعل امام السواحل الصومالية.
وقال المسؤولون إنها ستهدف لتنسيق عملها مع سفن دول اخرى منها روسيا بالاضافة الى دول اسيوية وخليجية لتجنب تكرار الجهود.
وتشارك العديد من سفن الاتحاد الاوروبي بالفعل في عملية حلف الاطلسي. وتشارك ايضا فرقاطتان فرنسيتان وسفينة حربية هولندية وطائرة اسبانية في مهام لمكافحة القرصنة.
وينتقد بعض السياسيين الاوروبيين جهود الرئاسة الفرنسية للاتحاد الاوروبي لنشر قوة من الكتلة الاوروبية ويقولون إنها ستعتمد على نفس السفن مثل حلف الاطلسي وإنها ذات دوافع سياسية لتعزيز مسعى فرنسي لدور عسكري اكبر للاتحاد الاوروبي.
قلق اليمن من التواجد العسكري الاجنبي قرب شواطئه
واعرب وزير الخارجية اليمني ابوبكر القربي عن قلق بلاده ازاء تعاظم الوجود العسكري البحري الاجنبي بالقرب من بلاده مؤكدا انه يتعين على دول المنطقة ان تعالج مشكلة القرصنة وليس القوات الخارجية.
وقال القربي في تصريحات نقلتها وكالة الانباء اليمنية ان: الوجود العسكري المكثف والمتعدد الجنسيات في المنفذ الجنوبي للبحر الأحمر يثير القلق. واشار الى مخاطر ذلك على الأمن القومي العربي وما قد يمثله من مقدمة لتمرير مشروع تدويل مياه البحر الأحمر الذي سبق أن اقترحته إسرائيل وقوبل برفض عربي. بحسب فرانس برس.
وذكر وزير الخارجية في هذا السياق ان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح يقوم بتحرك: لبلورة موقف عربي موحد تجاه ما يجري من حشود عسكرية وأعمال قرصنة في مياه البحر الأحمر. واكد الوزير على موقف بلاده الداعي إلى تحمل الدول المطلة على البحر الأحمر والبحر العربي مسؤولياتها وتنسيق جهودها لمكافحة أعمال القرصنة وعدم التعويل على الدول الأجنبية في ذلك. كما اشار القربي الى ان بلاده اتخذت سلسلة من التدابير والإجراءات الاستباقية بهدف مواجهة القرصنة من أهمها نشر أكثر من ألف جندي على السواحل اليمنية وإنشاء مركز متطور للرصد والمراقبة إضافة إلى توجيه دعوات عاجلة إلى المجتمع الدولي لدعم تلك الإجراءات.
(شبكة النبأ) في سياق التقرير التالي تسلط الضوء على القرصنة المستمرة قرب السواحل الصومالية، والاستعدادات الدولية لمواجهة الموقف:
الإفلات من العقاب يحققه المسؤولون عن القرصنة
قال مسؤول بحري اقليمي إن الدوريات البحرية الدولية الجديدة قد تنجح في ردع القرصنة قبالة سواحل الصومال لكن مسؤولين كبارا عن أعمال القرصنة لن يتأثروا لانهم يقيمون في مدن حول العالم يتمتعون بثمار عمليات متعددة لخطف السفن العام الحالي.
وقال أندرو موانجورا عضو برنامج مساعدة البحارة في شرق افريقيا الذي يراقب القرصنة: لا يوجد بالفعل حل عسكري. ان الفتيان على متن الزوارق ليسوا سوى جنود مشاة.
وأضاف، أما القادة والجنرالات الممولون والمنظمون لكل هذا فهم في دبي ونيروبي ومومباسا بل وفي كندا ولندن أيضا يجلسون في الفنادق ويجرون اتصالات عبر أجهزة الكمبيوتر الشخصية الخاصة بهم ويجنون اموالا طائلة. بحسب رويترز.
كانت أعداد كبيرة من الهجمات التي استهدفت طرق الشحن الرائجة في خليج عدن والمحيط الهندي قبالة سواحل الصومال قد أضرت بهذه الانشطة هذا العام مما أدى الى ارتفاع تكاليف التأمين ودفع فدى وصلت الى ملايين الدولارات مع صدور رد دولي متأخر.
ويرسل الاتحاد الاوروبي وحلف شمال الاطلسي سفنا الى المنطقة بينما يقوم الاسطولان الفرنسي والامريكي بدوريات وأرسلت روسيا أيضا سفينة حربية الى المنطقة.
ورغم أن البعض يطالب بشن ضربة قوية ضد القراصنة الا أن بعض العوامل تعقد من هذا الامر مثل المخاطر التي سيتعرض لها الرهائن والمواقع المختلفة للعصابات المتعددة ومشاكل تتعلق بمعرفة هوية القراصنة قبل سيطرتهم على اي سفينة فضلا عن مشاكل قضائية دولية عند القاء القبض على مشتبه بهم.
وقال موانجورا في مقابلة: يجب أن تؤدي الدوريات الاجنبية الى تهدئة الوضع. لكنهم لا يستطيعون مهاجمة أي سفينة. الامر ليس بهذه البساطة. علينا أن نتوجه الى الجذور.
ويعتقد موانجورا الذي يمثل أمام محكمة في مومباسا بعدما اتهمته الحكومة الكينية بالادلاء بتصريحات مثيرة للقلق حول خطف سفينة أن شبكة من رجال الاعمال الصوماليين في الخارج وأشخاصا فاسدين هما القوة الدافعة لاعمال القرصنة في المنطقة.
وتسبب موانجورا في مضايقة الحكومة الكينية عندما قال ان الدبابات والمعدات العسكرية الاخرى الموجودة على متن سفينة أوكرانية خطفها قراصنة الشهر الماضي قبالة سواحل الصومال كانت في طريقها الى جنوب السودان وليس كينيا.
وأحرج الاتهام كينيا التي توسطت في اتفاق سلام بين شمال السودان وجنوبه عام 2005 فاتهمت موانجورا بأنه متحدث باسم القراصنة وقالت انه ينشر معلومات كاذبة.
وتقول نيروبي ان الدبابات كانت ستنضم الى جيشها لكن دبلوماسيين غربيين في المنطقة يعضدون رواية موانجورا.
وقال موانجورا: يريدون اسكاتي وهذا واضح. وذهب موانجورا الى نيروبي للقاء مسؤولين أوكرانيين بخصوص محنة خطف السفينة الاوكرانية ام.في. فاينا، التي تنقل حمولة مثيرة للجدل ويبلغ عدد أفراد طاقمها 20 شخصا.
وأضاف موانجورا أن السلطات في المنطقة تغض الطرف عن الصيد غير المشروع والقاء النفايات السامة وتجارة المخدرات والاسلحة وشحنات الفحم غير القانونية وتهريب البشر في المياه الصومالية والتي تؤجج جميعها القرصنة بشكل غير مباشر.
وقال: كل هذه النشاطات مرتبة ببعضها بعضا. تدفع سفينة أجنبية أموالا لاحد زعماء الحرب حتى يسمح لها بممارسة الصيد غير المشروع قبالة سواحل الصومال وتذهب هذه الاموال بعد ذلك لتمويل القرصنة.
وقال: لكن عندما تبدأون في مكافحة هذه النشاطات تغضب الشخصيات التي تتمتع بنفوذ لانكم بذلك تفسدون لعبتهم.
عملية بحرية واسعة لمواجهة القراصنة يطلقها الاتحاد الاوروبي
اعطى الاتحاد الاوروبي الضوء الاخضر لاول عملية بحرية في تاريخه لمكافحة اعمال القرصنة التي تزداد وتيرتها قبالة سواحل الصومال وخليج عدن.
ووافق وزراء الدفاع الاوروبيون رسميا على عملية: يوناف فور اتالانتا. ويتوقع ان تبدأ العملية في كانون الاول/ديسمبر قبالة سواحل القرن الافريقي بحسب ما قال المتحدث باسم الرئاسة الفرنسية للاتحاد الاوروبي.
وامام ارتفاع نسبة عمليات القرصنة 81 هذه السنة بحسب المكتب البحري الدولي، قرب منافذ البحر الاحمر الاساسية للتجارة الاوروبية شكل الاتحاد الاوروبي منتصف ايلول/سبتمبر خلية تنسيق. بحسب فرانس برس.
وحاليا تشارك فرقاطتان فرنسيتان وطائرة اسبانية تقوم بدوريات في هذه العملية. ولا تعرف بعد تشكيلة يوناف فور اتالانتا بدقة حتى وان اعلنت المانيا وفرنسا وبريطانيا واسبانيا مشاركتها فيها. وقد تفكر خمس او ست دول اخرى المساهمة فيها. واعتبارا من تشرين الاول/اكتوبر تم تعيين قائد القوة البحرية نائب الاميرال البريطاني فيليب جونز ومقرها العام في نورثوود على الساحل البريطاني.
وستتولى بريطانيا للمرة الاولى قيادة هذه العملية وستستضيف رئاسة اركانها باسم السياسة الاوروبية الامنية والدفاعية. ومنذ اتفاق سان مالو الفرنسي البريطاني الذي اطلق السياسة الاوروبية الامنية والدفاعية في 1998 ابدت بريطانيا ترددا في مشاركة ناشطة في العمليات العسكرية الاوروبية لعدم المساس باولوية مهام حلف شمال الاطلسي. وتولى ضابط بريطاني قيادة القوة الاوروبية "التيا" التي حلت مكان الحلف الاطلسي في البوسنة في 2004 لكنه يتولى هذه المهام بوصفه قائدا للقوات الحليفة الاطلسية في اوروبا. وستضم عملية اتالانتا بحسب دبلوماسيين سبع سفن على الاقل مدعومة بطائرات استطلاع. ويبقى تعيين القائد التكتيكي للعملية وقد قدمت اسبانيا ترشيحها لذلك.
ويفترض ان تكون عملية اتالانتا جاهزة في الثاني من كانون الاول/ديسمبر التاريخ الذي ينتهي فيه العمل بالقرار الدولي 1816 حول القرصنة.
وقال دبلوماسي فرنسي ان هذه المهمة قد تستلزم بضعة ايام اضافية. وستحل عملية اتالانتا محل السفن الثلاث الايطالية واليونانية والبريطانية التي تقوم بدوريات باسم الحلف الاطلسي منذ نهاية تشرين الاول/اكتوبر. وقد تتعاون ايضا السفن مع فرقاطة روسية ووحدات من دول اخرى مثل الهند. واحدى مهمات السفن الحربية هي مواكبة سفن برنامج الاغذية العالمي التي تنقل مساعدات انسانية حيوية لاكثر من مليوني صومالي.
وقال وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي ان هذا: الحشد البحري المتعدد الجنسيات عند المنفذ الجنوبي للبحر الاحمر مقلق ويهدد الامن القومي العربي. واضاف ان ذلك قد يكون تمهيدا لخطة تدويل البحر الاحمر التي كانت اقترحتها اسرائيل ورفضها العرب.
وستشكل عملية اتلانتا سابقة قانونية لانه تم ايجاد اطار عام على مستوى الاتحاد الاوروبي لتسوية مسألة الاشخاص الذين ستقبض عليهم سفن الوحدة الاوروبية. وستتمكن سفينة اوروبية تكون قد اعتقلت قراصنة ولا تسمح لها قوانينها باحتجازهم من نقلهم الى سفينة دولة اوروبية اخرى يحق لها اعتقالهم ومحاكمتهم. ويمكن تسليم الموقوفين الى الصومال او دولة مجاورة شرط اعطاء ضمانات بعدم اعدامهم او اساءة معاملتهم.
القرصنة في خليج عدن تهدد التجارة الدولية
قال المكتب البحري الدولي إن خليج عدن والساحل الشرقي للصومال يمثلان أخطر مناطق القرصنة وقد شهدا ثلث الهجمات على السفن في الشهور التسعة الاولى من العام الحالي.
وأضاف المكتب وهو جهة مراقبة أن الهجمات تهدد مرور التجارة عبر هذا الطريق الحيوي بين آسيا وأوروبا وحث المكتب الحكومات على اتخاذ خطوات استباقية ضد القراصنة.
وقال بوتينجال موكوندان مدير المكتب البحري الدولي في تقرير صدر في كوالالمبور: هجمات القراصنة قبالة ساحل الصومال غير مسبوقة. من الواضح أن القراصنة في خليج عدن يرون أنه من الممكن أن يمضوا في مهاجمة السفن دون رادع. بحسب رويترز.
وأضاف أن العالم شهد 199 هجوما على سفن بين شهري يناير كانون الثاني وسبتمبر أيلول بينهم 63 هجوما في خليج عدن والساحل الشرقي للصومال.
وقال: المطلوب هو تحرك صارم ضد سفن القراصنة قبل أن يبدأوا في خطف السفن. وأضاف، مواقع ومواصفات سفن القراصنة معروفة.
واحتلت نيجيريا المركز الثاني لاكثر المناطق خطورة في العالم حيث شهدت 24 هجوما بينهم 20 هجوما في لاجوس لكن المكتب قال ان هذا العدد لا يمثل سوى نسبة ضئيلة من الهجمات التي تقع بالفعل خاصة في منطقة دلتا النيجر المنتجة للنفط.
وحلت اندونيسيا في المركز الثالث حيث شهدت 23 هجوما لكن المكتب قال ان هذه الهجمات متفرقة وأن جميعها باستثناء هجومين فقط تعتبر هجمات بسيطة تشمل سرقة أشياء قيمة ومواد مخزنة في السفينة.
وينتشر انعدام القانون بسرعة في الصومال الذي يشهد أسوأ قتال خلال قرابة عقدين من الزمان. ويؤجج الصراع موجة من القرصنة تهدد بشكل متزايد السفن التي تستخدم خليج عدن أحد أهم الطرق البحرية في العالم.
ويقول مسؤولون صوماليون ان الفدى الكبيرة التي يدفعها أصحاب السفن تغذي الفساد وتفاقم القرصنة قبالة الساحل والتي لا يستطيعون احتواءها.
وقال موكوندان: انتقال هجمات القراصنة من الساحل الشرقي للصومال الى خليج عدن ... بدأ يهدد مرور الشحنات والتجارة عبر هذا الطريق التجاري المهم للغاية بين اسيا وأوروبا.
الحلف الاطلسي يبدأ قريبا مهمته في مكافحة القرصنة
تبدأ سفن حربية تابعة لحلف شمال الاطلسي خلال ايام مهمة مزدوجة لمكافحة القرصنة ومواكبة السفن الناقلة للمساعدات الدولية قبالة الصومال كما اعلن الاربعاء المتحدث باسم الحلف في بروكسل.
وقال المتحدث جيمس اباثوراي ان المهمة ستبدأ خلال ايام موضحا ان الخطة العملية وقواعد الاشتباك ستحدد وتتم المصادقة عليها خلال يوم او يومين. من جانب اعضاء الحلف الستة والعشرين. بحسب فرانس برس.
وكان اباثوراي اعلن في 15 تشرين الاول/اكتوبر ان سبع سفن تابعة للحلف توجهت الى الصومال عبر قناة السويس. والسفن تابعة لالمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا واليونان وايطاليا وتركيا وهي اربع فرقاطات ومدمرتان وسفينة امدادات.
اما السفن الباقية فستتوجه كما هو مقرر الى الخليج حيث ستتوقف في مرافىء الكويت وقطر والامارات العربية المتحدة والبحرين وتشارك في مناورات مشتركة مع واحدة من هذه الدول.
وستقوم الوحدات المنتشرة قبالة الصومال بمواكبة سفن المساعدات التابعة لبرنامج الاغذية العالمي.
ويرسل هذا البرنامج التابع للامم المتحدة ما بين ثلاثين و35 الف طن من المساعدات شهريا الى الصومال. وكانت كندا تتولى حماية سفن المساعدات على ان تحل محلها هولندا.
وتعرضت اكثر من 70 سفينة لهجمات القراصنة الصوماليين في المحيط الهندي وخليج عدن منذ بداية السنة وهو ضعف عدد السفن التي تعرضت لهجمات سنة 2007 وفق مكتب البحرية الدولية. ويمر عبر قناة السويس والبحر الاحمر نحو ثلاثين في المئة من النفط العالمي.
وقال اباثوراي ان سفن الحلف الاطلسي ستكون قادرة على التدخل عسكريا عند الحاجة. لكنه اشار الى ان مهمتها معقدة بسبب "انتشار عدد كبير من القراصنة".
واعلن الاتحاد الاوروبي انه سيرسل نحو عشر سفن الى المنطقة لتحل محل سفن الحلف الاطلسي في كانون الاول/ديسمبر.
وقال اباثوراي ان روسيا والهند سترسلان سفنا لتشارك في المهمة وسيكون هناك تنسيق بين كل هذه السفن لضمان وجود رادع والتدخل لمنع اعمال القرصنة.
مطالبة روسية بالضوء الاخضر لبدء عملياتها ضد القرصنة
طلبت روسيا التي أرسلت سفينة حربية إلى ساحل الصومال لمحاربة قراصنة من الصومال منحها الضوء الاخضر لاستخدام القوة في مياهه الاقليمية.
وأرسلت موسكو الشهر الماضي الفرقاطة (نيوستراشيمي) التي يعني اسمها (لا تعرف الخوف) إلى خليج عدن وقالت البحرية الروسية انذاك ان سفنها ستتجه بانتظام الى المناطق التي تمثل القرصنة البحرية تهديدا فيها. ويقول بعض المراقبين ان الكرملين يستخدم الاسطول الروسي لاستعراض قوته التي طورها. بحسب رويترز.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: لضمان حرية التصرف في مكافحة القرصنة بشكل مباشر في المياه الاقليمية الصومالية طلبت وزارة خارجية روسيا موافقة الحكومة الاتحادية الانتقالية في جمهورية الصومال على منح روسيا الاتحادية وضع دولة متعاونة.
وأضافت، ينوي الجانب الروسي بالتعاون مع دول اخرى اتخاذ كل الاجراءات التي أقرها مجلس الامن التابع للامم المتحدة لتحسين الوضع البحري في هذه المنطقة. سفينة البحرية الروسية نيوستراشيمي في طريقها بالفعل الى هناك.
وكان المكتب البحري الدولي قال في وقت سابق ان خليج عدن والساحل الشرقي للصومال يمثلان أخطر مناطق القرصنة وقد شهدا ثلث كل الهجمات على السفن في الشهور التسعة الاولى من العام الحالي.
ولا تزال المحادثات حول دفع فدية مستمرة بعدما خطف قراصنة السفينة (ام في فاينا) الاوكرانية التي تحمل على متنها 33 دبابة من طراز (تي-72) وأسلحة أخرى في أبرز هجوم شنه القراصنة على السفن في المنطقة.
وقالت وزارة الخارجية الروسية انها قلقة للغاية على مصير طاقم السفينة ومن بينه ثلاثة روس توفي أحدهم وهو قبطان السفينة بعد اصابته بأحد أمراض القلب والاوعية الدموية خلال الاحتجاز.
وأرسل حلف شمال الاطلسي في وقت سابق من الشهر الحالي سفنا حربية الى المنطقة للمساعدة على محاربة القرصنة وحراسة سفن المساعدات الانسانية التابعة للامم المتحدة قبالة ساحل الصومال.
تصريح البحرية الأمريكية بإنحسار عمليات القرصنة
كشف مسؤولون في البحرية الأمريكية عن تراجع كبير في هجمات القراصنة التي كانت تستهدف السفن التجارية أثناء إبحارها في خليج عدن قبالة السواحل الصومالية، بعد نشر العديد من الدول قطعها البحرية في المنطقة لتأمين تلك السفن.
وقالت قيادة قوة المهام المشتركة للقوات البحرية، في بيان إن القراصنة حاولوا مهاجمة عدد من السفن خلال الساعات القليلة الماضية، إلا أن تلك المحاولات فشلت في اقتناص أي سفينة، بسبب الاحتياطات الأمنية المسبقة التي اتخذتها أطقم تلك السفن. بحسب (CNN).
وكشف الأسطول الأمريكي الخامس، الذي يتخذ من العاصمة البحرينية المنامة مركزاً لقيادته الإقليمية، أن القراصنة حاولوا شن نحو خمس هجمات على سفن تجارية كانت تبحر في المنطقة الواقعة عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، إلا أنها كانت محاولات فاشلة.
وأشار البيان إلى أنه من بين الخمسة هجمات التي أمكن رصدها خلال الساعات الأربعة والعشرين الماضية، هجومين تعرضت فيهما سفينتين لإطلاق نار من قبل القراصنة، إلا أن قادة السفينتين تمكنا من المناورة بهما بنجاح، كما نجحا في صد الهجوم.
وقال نائب الأدميرال بيل كورتني، قائد قوة المهام المشتركة بالقوات البحرية: تلك الاحتياطات المسبقة التي تم اتخاذها بالأمس، هي تحديداً ما أوصينا قادة السفن باتخاذه.
وأضاف المسؤول الأمريكي: على مدار أكثر من شهرين، وقوات التحالف تعمل مع قطاع صناعة الملاحة البحرية، ومنظمات النقل البحري الدولية، للوصول إلى أفضل الممارسات التي يجب على السفن اتباعها لحماية نفسها ضد هجمات القراصنة.
ونشرت قيادة القوات البحرية الأمريكية عدداً من سفنها في خليج عدن، للقيام بدوريات أمنية في المنطقة اعتباراً من 22 أغسطس/ آب الماضي، استجابة لدعوة المنظمة الدولية للملاحة البحرية IMO، بتقديم مساعدة دولية لوقف هجمات القراصنة على السفن قبالة الساحل الصومالي.
وبحسب البيان، فإنه منذ ذلك الحين، نجحت قوات التحالف في إحباط ما يقرب من 25 هجوماً كانت تستهدف السفن التجارية أثناء إبحارها في خليج عدن.
وتابع كورتني قائلاً: خطر القرصنة يهدد أمن جميع الدول، وبتطلب حلاً دولياً، واستطرد: وجود التحالف يساعد في الحد من تلك الهجمات، كما يسمح للسفن التجارية باتخاذ الإجراءات الكفيلة بضمان حماية أنفسهم، وكذلك يشجع المجتمع الدولي على التوصل إلى صيغة قانونية لملاحقة هؤلاء القراصنة على أنشطتهم الإجرامية.
قرصنة السفينة الفرنسية قبالة السواحل النيجيرية
سيطر قراصنة قبالة السواحل النيجيرية على السفينة اجاكس التابعة لمجموعة بوربون الفرنسية حسب ما اعلنت متحدثة باسم المجموعة موضحة ان الحادث لم يسفر عن سقوط جرحى.
وقالت كريستا روكويبلاف في اتصال هاتفي مع فرانس برس من لاغوس ان: سفينة تعرضت للتفتيش وان القراصنة صعدوا الى متنها وسرقوا امتعة ومعدات" مؤكدة "عدم وجود اي حادث انساني ولم يسقط جرحى. بحسب فرانس برس.
ووقع الحادث عند الساعة 9,00 تغ على بعد حوالى 25 ميلا بحريا من الشواطىء الى جنوب دلتا النيجر وهي المنطقة الغنية بالنفط في نيجيريا.
يشار الى ان مجموعة بوربون هي شركة بحرية متخصصة في عمليات الاوف شور النفطية.
وتشهد دلتا النيجر اعمال عنف باستمرار تقوم بها مجموعات مسلحة كثفت منذ العام 2006 عمليات خطف موظفين في القطاع النفطي وشن هجمات على منشآت نفطية والقيام بعمليات تخريب.
توقعات الاتحاد الاوروبي باستمرار العمليات
قال مسؤولون بالاتحاد الاوروبي إن من المتوقع ان تستمر عملية جوية وبحرية للكتلة الاوروبية ضد القرصنة امام سواحل الصومال لمدة عام بعد انطلاقها المقرر في ديسمبر كانون الاول وستهدف الى تنسيق دورها مع القوات الدولية الاخرى.
ونشر القراصنة الصوماليون الفوضى في واحدة من اكثر مناطق العالم ازدحاما بحركة الشحن البحري وهي تصل اوروبا باسيا والشرق الاوسط. وحصل القراصنة على ملايين الدولارات كفدى للافراج عن سفن مخطوفة ورفعوا تكاليف التأمين وهددوا الامدادات الانسانية.
وقالت عشر دول بالاتحاد الاوروبي إنها ستساهم في العملية التي من المتوقع ان تشمل ما بين اربع الى ست سفن في اي وقت بالاضافة الى العديد من طائرات المراقبة البحرية.
ومن المتوقع ان تحصل قوة الاتحاد الاوروبي على الموافقة النهائية من الدول السبع والعشرين الاعضاء اثناء اجتماع لوزراء الخارجية الشهر القادم وان تبدأ بصورة رسمية في ديسمبر كانون الاول. وستكون قيادة العملية في نورثوود في بريطانيا وقد اقترح نائب الاميرال البريطاني فيليب جونز ليكون قائدا لها. بحسب رويترز.
وقال مسؤولو الاتحاد الاوروبي إن القوة قد تشمل السفن الاوروبية المشاركة في عملية لحلف الاطلسي ضد القرصنة تجري بالفعل امام السواحل الصومالية.
وقال المسؤولون إنها ستهدف لتنسيق عملها مع سفن دول اخرى منها روسيا بالاضافة الى دول اسيوية وخليجية لتجنب تكرار الجهود.
وتشارك العديد من سفن الاتحاد الاوروبي بالفعل في عملية حلف الاطلسي. وتشارك ايضا فرقاطتان فرنسيتان وسفينة حربية هولندية وطائرة اسبانية في مهام لمكافحة القرصنة.
وينتقد بعض السياسيين الاوروبيين جهود الرئاسة الفرنسية للاتحاد الاوروبي لنشر قوة من الكتلة الاوروبية ويقولون إنها ستعتمد على نفس السفن مثل حلف الاطلسي وإنها ذات دوافع سياسية لتعزيز مسعى فرنسي لدور عسكري اكبر للاتحاد الاوروبي.
قلق اليمن من التواجد العسكري الاجنبي قرب شواطئه
واعرب وزير الخارجية اليمني ابوبكر القربي عن قلق بلاده ازاء تعاظم الوجود العسكري البحري الاجنبي بالقرب من بلاده مؤكدا انه يتعين على دول المنطقة ان تعالج مشكلة القرصنة وليس القوات الخارجية.
وقال القربي في تصريحات نقلتها وكالة الانباء اليمنية ان: الوجود العسكري المكثف والمتعدد الجنسيات في المنفذ الجنوبي للبحر الأحمر يثير القلق. واشار الى مخاطر ذلك على الأمن القومي العربي وما قد يمثله من مقدمة لتمرير مشروع تدويل مياه البحر الأحمر الذي سبق أن اقترحته إسرائيل وقوبل برفض عربي. بحسب فرانس برس.
وذكر وزير الخارجية في هذا السياق ان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح يقوم بتحرك: لبلورة موقف عربي موحد تجاه ما يجري من حشود عسكرية وأعمال قرصنة في مياه البحر الأحمر. واكد الوزير على موقف بلاده الداعي إلى تحمل الدول المطلة على البحر الأحمر والبحر العربي مسؤولياتها وتنسيق جهودها لمكافحة أعمال القرصنة وعدم التعويل على الدول الأجنبية في ذلك. كما اشار القربي الى ان بلاده اتخذت سلسلة من التدابير والإجراءات الاستباقية بهدف مواجهة القرصنة من أهمها نشر أكثر من ألف جندي على السواحل اليمنية وإنشاء مركز متطور للرصد والمراقبة إضافة إلى توجيه دعوات عاجلة إلى المجتمع الدولي لدعم تلك الإجراءات.