منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

By محمد الداود
#56645
الحكم الإسلامي في عهد السلاجقة
لقد دخل القائد السلجوقي السني توغرل بيك بغداد في كانون اول 1055 وقد اسر المالك الرحمن ( 1048 – 55 ) امير البويه واودعه السجن . ومن دون ان يلتقي الخليفة العباسي فقد واصل حملته ضد العقيلين في الموصل واحتل المدينة في 1057 ونصب الحاكم العقيلي واليا نيابة عن السلاجقة. وفي عودته الى بغداد في 1058 استقبل الخليفة القائم (1031 – 75 ) القائد توغرل والذي اسبغ عليه لقب "ملك الشرق والغرب."
في 27 كانون اول 1058 وحين كان توغرل مشغولا في مكان آخر قام العبد البويهي القائد ارلان الظفر البصاصيري والقائد العقيلي قريش بن بدران ( 1052 – 61 ) باحتلال بغداد واعترفوا بالمستنصر الخليفة الفاطمي الشيعي على مصر وسوريا وارسلوا اليه شارة السلطة كتذكار. قام البصاصيري باحتلال القائم وبمساعدة مزياديد دوبيس الاول ( 1018 – 81 ) بسط نفوذه بسرعة على واسط والبصرة.
سحب كل من الفاطميين والمازياديين اسنادهم وقتل البصاصيري من قبل قوات السلاجقة في 1060 . توغرل اعاد تنصيب القائم كخليفة الذي منحه من بعد ذلك شرفا اضافيا بمنحه لقب سلطان، ولقد عثر على مسكوكات نقدية بالاسمين الخليفة والسلطان. حاول السلاجقة من تخليص العراق من نفوذ ابويهين. وذلك بابدال كل الامراء البويهيين بسلاطين سلاجقة في الوقت الذي لم يفرق ذلك كثيرا، للخليفة العباسي الذي بقي في ايدي العساكر الاقوياء. وبالرغم من ان بغداد بقيت مركز الخليفة، الا ان السلاطين السلاجقة اسسوا عاصمتهم في اصفهان فيالمناطق الفارسية من العراق. ان العلاقة التي كانت سائدة بين الخليفة والسلطان وضحها المؤرخ العظيم الغزالي ( المتوفى في 1111 ) كما يلي:
" ان الحكومة في هذه الايام هي منطقيا ماتمليه السلطة العسكرية فحسب، فمن يمتلك السلطة العسكرية هو من يعطي ولاءه لشخص الخليفة. ومن يمارس سلطة مستقلة فما دام يبدي ولاءا للخليفة في مجال امتيازاته (السيادية)، نفس الشي هو السلطان الذي تطبق اوامره واحكامه في العديد من اجزاء الارض."
هذه وغيرها من العقائد السياسية الدينية كانت قد عممت على نطاق عالمي من خلال انتشار اسلوب المعاهد الثقافية ( المدارس)، فلكونها مرتبطة بالوزير السلجوقي القوي نظام الملك ( المتوفي في 1092 ) وهو ايراني من خراسان. والمؤسسات التعليمية هذه كانت تسمى النظامية على شرفه. واشهرها النظامية في بغداد التي اسست في 1067 . لقد جاهد نظام الملك من اجل خلق سلطة سياسية مركزية قوية، وركز على السلطان ونموذج السياسة الساسانية التي سبقت الاسلام في ايران وعلى بعض الحكام المسلمين الاوائل. تحت حكم من خلف ترغل وخاصة الب ارسلان و مالك شاه، فان ماسمي بالامبراطورية السلجوقية العظيمة قد طبقت درجة معينة من المركزية وقام السلاطين والامراء باحتلال شرق ووسط الاناضول باسم الاسلام وطردوا الفطميين من سورية.
في النصف الثاني من القرن الحادي عشر والنصف الاول من القرن الثاني عشر قام السلاجقة الاتراك بالتدريج بتاسيس حكم مباشر على كل اللاجزاء العربية من العراق. وتم اخيرا ازاحة العقيليين من شمال العراق من قبل تاج الدولة توتوش (1077 – 1095 ) وهو من الفرع السوري للعائلة السلجوقية. واصبح شمال العراق الان تحت حكم امراء السلاجقة وحكامهم، الذين غالبا ماكانت اصولهم من العبيد. احد هؤلاء الحكام هو عماد الدين زنكي، فبانهيار سلطة سادته السلاجقة اوجد سلالة مستقلة هم الزنكيين. فرع من هذه السلالة حكمت الموصل من 1127 ولغاية 1222 . كانت الموصل ابان الغزو المغولي بيد قائد من العبيد هو بدر الدين لولو ( 1222 –59 ). كان المازيديون في جنوب العراق قادرين على توسيع نفوذهم في اوائل 1100 استولوا على مدينة هيت وواسط والبصرة وتكريت. وفي 1108 كان ملكهم صدقه قد اندحر وقتل من قبل السلطان السلجوقي محمد طبار ( 1105 –8 ) ولم تسترجع هذه السلالة اهميتها السابقة. ولقد طرد المازياديين اخيرا من قبل السلاجقة في النصف الثاني من القرن الثاني عشر، واحتلت عاصمتهم الحلة من قبل قوات الخليفة.