ايران تعرض النفط للاردن مقابل الغذاء
مرسل: الثلاثاء ديسمبر 11, 2012 10:08 pm
فاجأ السفير الإيراني في عمان مصطفى مصلح زادة الأوساط السياسية الأردنية عندما قال إن بلاده مستعدة لتزويد الأردن باحتياجاته من النفط والطاقة مقابل الحصول على منتجات أردنية.
وأشار السفير في مقابلة مساء الأربعاء مع قناة جوسات المحلية إلى أن إيران أعادت عامي 2011 و2012 تقديم عرض للأردن لتزويده بالنفط والغاز مقابل حصولها على بضائع أردنية، مشيرا إلى أن الأمر بحاجة للقاء بين وفود إيرانية وأردنية للبدء بخطوات تنفيذية.
وبدت تصريحات السفير الإيراني لافتة في وقت يشهد فيه الأردن احتجاجات متواصلة للأسبوع الثاني على التوالي ضد قرار الحكومة رفع أسعار المحروقات والغاز المنزلي بنسب وصلت إلى 54%، إضافة لكونها تزامنت مع عتب أردني لدول الخليج العربي لتجاهلها أزمته التي فجرت الشارع ودفعت بمسيرات للهتاف بإسقاط النظام.
وتمر العلاقات بين عمان وطهران بحالة من الفتور، ولا توجد اتصالات بين مسؤولي البلدين سوى بالحدود الدنيا، ولم يلب الملك الأردني دعوة من الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لحضور قمة دول عدم الانحياز التي عقدت في إيران الصيف الماضي وأوفد لها الأمير الحسن بن طلال بدلا منه.
وتوقف محللون وسياسيون أمام ظهور السفير الإيراني اللافت على قناة محلية أردنية وإن كانت مستقلة، وتناقلت مواقع إخبارية بعضها شبه رسمي لحديث السفير الذي يوصف بأنه أشبه بـ"المحاصر إعلاميا وسياسيا".
وجاءت تصريحات السفير الإيراني بعد أيام من تصريحات لرئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور تحدث فيها بنوع من العتب على دول الخليج العربي التي ذكرها بأن الأردن واستقراره مهم لأمنها بعد موجة الاحتجاجات التي يصفها سياسيون بالأخطر في التاريخ الحديث للدولة الأردنية.
وحاولت الجزيرة نت الحصول على رد من الحكومة الأردنية على "العرض الإيراني" عن طريق الاتصال بوزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق باسم الحكومة سميح المعايطة دون جدوى.
تحفظ
أما المعارضة ولا سيما الإسلامية منها فأبدت تحفظات على العرض الإيراني "المفاجئ"، وفق القيادي البارز في الحركة الإسلامية رحيل غرايبة.
واعتبر غرايبة أن الشارع الأردني لديه ملاحظات قاسية على الدور الإيراني خاصة فيما يتصل "بوقوف إيران ضد ثورة الشعب السوري وإلى جانب النظام الذي يقتل شعبه في سوريا". وأضاف القيادي الإسلامي أن "المراقب السياسي عليه أن يقف بريبة أمام الكرم الإيراني المفاجئ تجاه قضايا الشرق الأوسط والمنطقة".
ودعا للحذر "إزاء الضريبة التي يجب علينا أن ندفعها، وإذا كان علينا أن نقرأ العرض بميزان المصالح فما هي المصالح التي تريدها إيران من عرضها هذا وكيف سنناقشها في حل أزمتنا الأردنية وهي تؤيد الظلم والاستبداد في سوريا؟".
وقال غرايبة إن الوضع الأردني والضائقة التي يمر بها "بات يغري أطرافا عدة"، معتبرا أن ظهور السفير الإيراني في هذا الوقت "قد يكون الهدف الإعلامي منه الضغط على الدول الخليجية لإنقاذ الأردن حتى لا يسقط في خيارات لا يريدها وربما تضر بهذه الدول".
العرض الإيراني تزامن مع الاحتجاجات في الأردن ضد رفع أسعار المحروقات
أما الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية بالبرلمانين الأردني والعربي محمد أبو هديب فيرى أن السفير أراد توجيه رسالة مباشرة للأردن "لأنه يعلم حجم الوضع الذي تعيشه البلاد حيث ضرب على وتر حساس يتعلق بملف الطاقة الذي تسبب بالاحتجاجات الأخيرة في البلاد".
وقال إن رسالة السفير الأردني موجهة لأكثر من طرف، فهو يخاطب الشارع الأردني "المحتقن" في ظل أحداث غزة الأخيرة واستفادة إيران من شكر حركة حماس لها لدعمها للمقاومة بعد أن تأثرت إيران سلبا من موقفها من ثورة الشعب السوري.
كما أنه يوجه رسالة لمدى خيارات السياسة الخارجية الأردنية المغلقة أمام إيران في ظل غياب تجاوب من الدول الحليفة في الخليج.
والرسالة الأخرى -برأي أبو هديب- موجهة للقيادة الأردنية بأن أمامها عرضا بأن تحل إيران مكان كثير من الأطراف التي أدارت ظهرها للأردن وتركته وحيدا في أزمته.
غير أن السياسي الأردني تساءل عن "تفاصيل العرض الإيراني"، وقال "معروف أن إيران لديها سياسة غير معلنة والمطلوب مقابل عرضها يبدو خفيا".
وبرأيه فإن الرسالة الإيرانية "يجب أن تقرأ جيدا من صناع السياسة في الأردن"، وتابع "يجب على إخواننا في الخليج أن يقرؤوا الرسالة بعيون الشارع الأردني الذي ربما لا يتوقف كثيرا أمام اعتبارات الخوف من إيران ودورها وهو يبحث عن حل لأزمته المستحكمة مع الطاقة والمحروقات".
غير أن مراقبين اعتبروا أن التصريحات الإيرانية ربما تمر دون أي التفات رسمي لها لكون الأردن لا يفكر مبدئيا بأي تقارب مع إيران، غير أنه من الممكن أن يستفيد من الرسائل الإيرانية التي تقلق دول الخليج العربي بعناوينها عوضا عن مضامينها.
وأشار السفير في مقابلة مساء الأربعاء مع قناة جوسات المحلية إلى أن إيران أعادت عامي 2011 و2012 تقديم عرض للأردن لتزويده بالنفط والغاز مقابل حصولها على بضائع أردنية، مشيرا إلى أن الأمر بحاجة للقاء بين وفود إيرانية وأردنية للبدء بخطوات تنفيذية.
وبدت تصريحات السفير الإيراني لافتة في وقت يشهد فيه الأردن احتجاجات متواصلة للأسبوع الثاني على التوالي ضد قرار الحكومة رفع أسعار المحروقات والغاز المنزلي بنسب وصلت إلى 54%، إضافة لكونها تزامنت مع عتب أردني لدول الخليج العربي لتجاهلها أزمته التي فجرت الشارع ودفعت بمسيرات للهتاف بإسقاط النظام.
وتمر العلاقات بين عمان وطهران بحالة من الفتور، ولا توجد اتصالات بين مسؤولي البلدين سوى بالحدود الدنيا، ولم يلب الملك الأردني دعوة من الرئيس الإيراني أحمدي نجاد لحضور قمة دول عدم الانحياز التي عقدت في إيران الصيف الماضي وأوفد لها الأمير الحسن بن طلال بدلا منه.
وتوقف محللون وسياسيون أمام ظهور السفير الإيراني اللافت على قناة محلية أردنية وإن كانت مستقلة، وتناقلت مواقع إخبارية بعضها شبه رسمي لحديث السفير الذي يوصف بأنه أشبه بـ"المحاصر إعلاميا وسياسيا".
وجاءت تصريحات السفير الإيراني بعد أيام من تصريحات لرئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور تحدث فيها بنوع من العتب على دول الخليج العربي التي ذكرها بأن الأردن واستقراره مهم لأمنها بعد موجة الاحتجاجات التي يصفها سياسيون بالأخطر في التاريخ الحديث للدولة الأردنية.
وحاولت الجزيرة نت الحصول على رد من الحكومة الأردنية على "العرض الإيراني" عن طريق الاتصال بوزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق باسم الحكومة سميح المعايطة دون جدوى.
تحفظ
أما المعارضة ولا سيما الإسلامية منها فأبدت تحفظات على العرض الإيراني "المفاجئ"، وفق القيادي البارز في الحركة الإسلامية رحيل غرايبة.
واعتبر غرايبة أن الشارع الأردني لديه ملاحظات قاسية على الدور الإيراني خاصة فيما يتصل "بوقوف إيران ضد ثورة الشعب السوري وإلى جانب النظام الذي يقتل شعبه في سوريا". وأضاف القيادي الإسلامي أن "المراقب السياسي عليه أن يقف بريبة أمام الكرم الإيراني المفاجئ تجاه قضايا الشرق الأوسط والمنطقة".
ودعا للحذر "إزاء الضريبة التي يجب علينا أن ندفعها، وإذا كان علينا أن نقرأ العرض بميزان المصالح فما هي المصالح التي تريدها إيران من عرضها هذا وكيف سنناقشها في حل أزمتنا الأردنية وهي تؤيد الظلم والاستبداد في سوريا؟".
وقال غرايبة إن الوضع الأردني والضائقة التي يمر بها "بات يغري أطرافا عدة"، معتبرا أن ظهور السفير الإيراني في هذا الوقت "قد يكون الهدف الإعلامي منه الضغط على الدول الخليجية لإنقاذ الأردن حتى لا يسقط في خيارات لا يريدها وربما تضر بهذه الدول".
العرض الإيراني تزامن مع الاحتجاجات في الأردن ضد رفع أسعار المحروقات
أما الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية بالبرلمانين الأردني والعربي محمد أبو هديب فيرى أن السفير أراد توجيه رسالة مباشرة للأردن "لأنه يعلم حجم الوضع الذي تعيشه البلاد حيث ضرب على وتر حساس يتعلق بملف الطاقة الذي تسبب بالاحتجاجات الأخيرة في البلاد".
وقال إن رسالة السفير الأردني موجهة لأكثر من طرف، فهو يخاطب الشارع الأردني "المحتقن" في ظل أحداث غزة الأخيرة واستفادة إيران من شكر حركة حماس لها لدعمها للمقاومة بعد أن تأثرت إيران سلبا من موقفها من ثورة الشعب السوري.
كما أنه يوجه رسالة لمدى خيارات السياسة الخارجية الأردنية المغلقة أمام إيران في ظل غياب تجاوب من الدول الحليفة في الخليج.
والرسالة الأخرى -برأي أبو هديب- موجهة للقيادة الأردنية بأن أمامها عرضا بأن تحل إيران مكان كثير من الأطراف التي أدارت ظهرها للأردن وتركته وحيدا في أزمته.
غير أن السياسي الأردني تساءل عن "تفاصيل العرض الإيراني"، وقال "معروف أن إيران لديها سياسة غير معلنة والمطلوب مقابل عرضها يبدو خفيا".
وبرأيه فإن الرسالة الإيرانية "يجب أن تقرأ جيدا من صناع السياسة في الأردن"، وتابع "يجب على إخواننا في الخليج أن يقرؤوا الرسالة بعيون الشارع الأردني الذي ربما لا يتوقف كثيرا أمام اعتبارات الخوف من إيران ودورها وهو يبحث عن حل لأزمته المستحكمة مع الطاقة والمحروقات".
غير أن مراقبين اعتبروا أن التصريحات الإيرانية ربما تمر دون أي التفات رسمي لها لكون الأردن لا يفكر مبدئيا بأي تقارب مع إيران، غير أنه من الممكن أن يستفيد من الرسائل الإيرانية التي تقلق دول الخليج العربي بعناوينها عوضا عن مضامينها.