منتديات الحوار الجامعية السياسية

خاص بالمعاهدات والمواثيق الدولية
By شباب القحطاني81
#56674
في أيلول من عام 1990، اجتمع أكبر حشد من قادة دول العالم في مقر الأمم المتحدة في نيويورك لمناقشة جدول أعمال مكون من بند واحد: الأطفال. ويعتبر مؤتمر القمة العالمي من أجل الطفل أول إجراء رئيسي تم من خلاله الموافقة على اتفاقية حقوق الطفل. وقد وافق قادة الدول الذين حضروا المؤتمر على استرشاد مبدأ "الأطفال أولاً" الذي ينص على إيلاء احتياجات الأطفال الأساسية أولوية عليا. وفي ختام تلك القمة تبنى زعماء دول العالم ورؤساء الحكومات إعلاناً بالالتزام ببقاء الطفل ونماؤه وحمايته ومشاركته في التسعينات وخطة عمل لتنفيذ بنود ذلك الإعلان.

وكإجراء فوري لمؤتمر القمة العالمي من أجل الطفل، صادق الأردن على الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل في عام 1991، وعُقد تحت رعاية المغفور له جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه وجلالة الملكة نور الحسين المؤتمر الوطني للطفولة في الأردن في شهر أيار من عام 1992. وهدف المؤتمر إلى وضع إطار عام لخطة وطنية للطفولة بمشاركة جميع الجهات المعنية برعاية الطفولة في الأردن، وغطت الاستراتيجية محاور الصحة والتعليم والبيئة والإعلام والثقافة والفئات ذوي الاحتياجات الخاصة من الأطفال.

وقد حقق الأردن العديد من الإنجازات من خلال تنفيذ خطة العمل الوطنية للطفولة (1993-2000)، من أهمها استمرار خفض معدل وفيات الأطفال، والقضاء على شلل الأطفال وكزاز حديثي الولادة، والاستمرار في تغطية الأطفال بالمطاعيم الستة الأساسية، وتعديل مواصفات ملح الطعام ليشمل مادة اليود الضرورية لنموهم السليم، والبدء بإثراء الطحين بمادة الحديد وحامض الفوليك. وفي مجال صحة الأم ارتفعت نسبة السيدات اللواتي يتلقين رعاية طبية مؤهلة من 80% إلى 96%، كما ارتفعت نسبة الولادات التي تتم في المستشفيات من 78% إلى 93%. وفي مجال التعليم، تم استحداث العديد من رياض الأطفال ووضع مسودة للاستراتيجية الوطنية للطفولة المبكرة، واعتُبرت مرحلة رياض الأطفال من المراحل التعليمية في النظام التعليمي، وبدأ العمل على استخدام الحاسوب في المدارس. وفي مجال حماية الطفل، تم إنشاء إدارة حماية الأسرة في مديرية الأمن العام للحد من الإساءة الواقعة على النساء والأطفال، وتأسيس مشروع حماية الأسرة، وإعداد استراتيجية الحد من عمل الاطفال واستحداث وحدة عمل الاطفال لمتابعة تنفيذها.

بعد مضي عشر سنوات على انعقاد مؤتمر القمة العالمي من أجل الطفل، عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة خاصة حول الأطفال في عام 2002 لمراجعة ما تم إحرازه من تقدم في العقد الماضي، والاتفاق على رؤية مستقبلية من أجل الطفل. وخلال هذه الجلسة، تم الاتفاق على التزام عالمي من أجل الأطفال في وثيقة جديدة هي "عالم جدير بالأطفال" "World Fit for Children"، واتفق زعماء العالم على استخدام الإطار العام لهذه الوثيقة في تطوير الخطط الوطنية للطفولة.

لقد وضع جلالة الملك عبد الله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبد الله المعظمين رؤية واضحة لأجل أطفال الأردن، تنسجم مع الزخم والرؤية العالمية والعربية للأطفال. فقد انضمت الأردن إلى الحركة العالمية من أجل الأطفال التي هدفت إلى البناء على الإنجازات وترجمة الرؤية الخاصة بالأطفال إلى إجراءات ملموسة. وقد انضمت إلى هذه المبادرة جلالة الملكة رانيا العبد الله المعظمة في تشرين الثاني 2000، بالإضافة إلى نيلسون مانديلا وجراسا ميشيل، في إعلان التزامهم بقيادة حركة عالمية من أجل الأطفال. وقد وجهت هذه الشخصيات المهمة دعوتها إلى قادة العالم في الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني ووسائل الإعلام، وكذلك للأطفال والشباب اليافعين، للعمل معاً لتخطي الكلمات والعمل على الوفاء بالوعود والالتزامات المتعلقة بالأطفال – فقد حان وقت العمل.