- الثلاثاء ديسمبر 11, 2012 11:27 pm
#56685
إعادة بناء الدولة وترسيخ مركزيتها:
الأمير الناخب في معركة فيربرلين سنة 1675.
كانت براندنبورغ من أكثر الأراضي الألمانية المتضررة بحرب الثلاثين سنة. دمرت مساحات شاسعة من الأراضي وهجر سكانها.[13][14][15][16][17] لذلك اتبع الأمير الناخب فريدريش فيلهلم، الذي لقب لاحقا بالأمير الناخب الأعظم، بعد الحرب سياسة حذرة متأرجحة بين القوى العظمى، لتجنيب البلاد مستقبلاً أن تصبح لعبة بين القوى المؤثرة المجاورة.
فبنى جيشا محترفا قويا، جعل براندنبورغ محط آمال القوى الأوروبية للتحاف معها. ومكن ذلك الأمير الناخب من الحصول على منح مالية من عدة أطراف. وعمل على إنشاء بحرية براندنبورغية واتبع في السنوات اللاحقة سياسة استعمارية في غرب أفريقيا وغرب الهند. ثم أدخل براندنبورغ في مجال تجارة العبيد العالمية بعد تأسيس حصن فريدريشسبورغ الكبير في غانا اليوم عبر الشركة البراندنبورغية - الأفريقية.
بدأ فريدريش فيلهلم داخليا إصلاحات اقتصادية واطلق خطوات لزيادة عدد السكان على نطاق واسع لتطوير بلاده الضعيفة من الناحية الاقتصادية. فدعا، من بين أمور أخرى، عبر مرسوم بوتسدام - ردا على صدور مرسوم نانت من قبل الملك لويس الرابع عشر- آلاف الهوغينوتيين النازحين من فرنسا للإقامة في براندنبورغ - بروسيا.
نجح الأمير الناخب في سنة 1657 بموجب معاهدة ويلاو، بحل إمارة بروسيا من التبعية البولندية. واعترف في صلح أوليفا 1660 بسيادة الإمارة نهائيا. فكان هذا توطئة ضرورية لا غنى عنها لصعود الإمارة إلى مملكة ابان ملك ابن الأمير الناخب. ومع الانتصار في الحرب السويدية - البراندنبورغية (1674-1679) تمكنت الدولة من تعزيز قوتها، على الرغم من عدم وسع أراضيها. فجعل فريدريش فيلهلم في فترة ولايته من براندينبرغ الضعيفة نسبيا ثاني أقوى إقليم في أراضي الرايخ، بعد النمسا. فكان هذا هو الأساس لإعلان المملكة في وقت لاحق.[18]
مملكة بروسيا: (1701 - 1918)
عهد الملك فريدريش الأول: (1701 - 1713)
تتويج الأمير الناخب فريدريش الثالث ملكا على عرش بروسيا في كونيغسبرغ 1701 كفريدريش الأول.
لعبت الرتبة والسمعة والمكانة دورا سياسيا هاما في عصر الاستبدادية. لذلك استغل الأمير الناخب فريدريش الثالث (1688-1713) نيل إمارة بروسيا للسيادة من أجل السعي لإعلاء مكانتها لمملكة وبالتالي ارتقاءه شخصيا لمرتبة الملك. وبذلك حاول قبل كل شيء الحفاظ على درجة المساواة مع الأمير الناخب في سكسونيا، الذي كان في نفس الوقت، ملكا على بولندا، ومع الأمير الناخب في براونشفايغ - لونبورغ (هانوفر الانتخابية)، الذي كان وليا لعهد العرش الإنكليزي.
وبما أنه لا مكان لتاج آخر غير تاج الإمبراطور داخل الإمبراطورية الرومانية المقدسة سعى الأمير الناخب فريدريش الثالث لنيل الملكية لإمارة بروسيا، وليس للجزء المهم حقا من البلاد، "المارك" براندنبورغ. وافق الإمبراطور ليوبولد الأول أخيرا على أن يحمل فريدريش لقب الملك على إمارة بروسيا الواقعة خارج سيادة الإمبراطورية. وهكذا توج الأمير الناخب نفسه كفريدريش الأول في 18 كانون الثاني 1701 في كونيغسبرغ ملكا في بروسيا.[19]
كان تقييد اللقب الملكي بإضافة "في بروسيا" ضروريا لأن تسمية "ملك بروسيا" كان من الممكن ان تفهم على أنها مطالبة بكامل الأراضي البروسية. إذ ان كون فارميا (بالألمانية: Ermland) وغرب بروسيا (بمرلنيا) لا تزال قيد المتبوعية للتاج البولوني فقد كان من شأن ذلك أن يشعل الصراع مع الجارة، التي كان حكامها يحتفظون لنفسهم حتى 1742 بلقب "ملك بروسيا".[20] انتشر في اللغة الألمانية منذ عام 1701 وبشكل تدريجي استخدام مصطلح "مملكة بروسيا" للإشارة لكافة البلاد الخاضعة لحكم أسرة الهوهنتسلرن - سواء الواقعة داخل أو خارج الإمبراطورية الرومانية المقدسة. حواضر الدولة الهوهنتسلرية كانت العاصمة برلين والعاصمة الصيفية بوتسدام.
صب فريدريش الأول جل اهتمامه على امتلاك بطانة باذخة على النموذج الفرنسي، وقاد دولته بفعل حكومة الأمراء المحظيين الثلاث، إلى حافة الإفلاس المالي.[19] ولم يستطع تمويل حياة البذخ هذه في بلاطه إلا من خلال تأجير الجنود البروسيين للتحالف في حرب الخلافة الإسبانية.[21] وعندما توفي الملك فريدريش الأول في 25 شباط 1713، ترك وراءه جبال من الديون قدرت بعشرين مليون ثيلر.[22]
[عدل]عهد الملك فريدريش فيلهلم الأول: (1713-1740)
جلسة تبغ لفريدريش فيلهلم الأول البروسي (1736).
لم يكن ابن فريدريك الأول، فريدريك فيلهلم الأول، محبا للبذخ كأبيه، بل كان ذا شخصية اقتصادية وعملية. فعمد إلى تخفيض نفقات البلاط إلى أدنى حد ممكن. وألغى كل ما هو فاخر في البلاط أو غير من استخدامه. هدفت جميع تدابير التقشف التي اتبعها الملك إلى تطوير جيش قوي رأى فيه قاعدة لنفوذه في الداخل والخارج.[23] أكسبته هذه السياسة لقب "ملك الجنود". ولكن على الرغم من كنيته، فقد خاض فريدريش فيلهلم الأول حربا لمرة واحدة فقط في فترة ولايته، وهي الحملة القصيرة في الحرب الشمالية العظمى خلال حصار شترالزوند. تلك الحملة التي كسبت فيها بروسيا جزءا من منطقة بوميرانيا الغربية من السويد، ورفعت بشكل واضح من أهمية بروسيا الدولية.[24]
أحدث فريدريش فيلهلم الأول ثورة في النظام الإداري، بما في ذلك تأسيس الهيئة العامة، التي كانت بمثابة وزارة للاقتصاد والمالية والداخلية. وهكذا شجع المركزية في البلاد التي كانت لم تزل مجزأة إقليميا، وأنشأ لها مؤسسة حكومية موحدة. ونجح الملك عبر السياسات التجارية والاقتصادية [25]، وتشجيع الصناعة الحرفية والتبادل التجاري، والإصلاحات الضريبية، بمضاعفة العائدات الحكومية السنوية. ثم فرض التعليم الإلزامي بغية تنمية المهارات اللازمة،[26] وانشأ كراسي التعليم الاقتصادي في الجامعات البروسية التي كانت الأولى من نوعها في أوروبا.[26] شجع الملك الناس من جميع أنحاء أوروبا للاستيطان في مقاطعاته ذلات الكثافة السكانية المنخفضة في إطار سياسة تنمية بشرية واسعة.
ترك فريدريش فيلهلم الأول لدى وفاته في سنة 1740،[24] استقرارا اقتصاديا وماليا وراءه. إلا أن الجانب المظلم من ولايته تمثل بعسكرة قوية للحياة في بروسيا.[27]
الأمير الناخب في معركة فيربرلين سنة 1675.
كانت براندنبورغ من أكثر الأراضي الألمانية المتضررة بحرب الثلاثين سنة. دمرت مساحات شاسعة من الأراضي وهجر سكانها.[13][14][15][16][17] لذلك اتبع الأمير الناخب فريدريش فيلهلم، الذي لقب لاحقا بالأمير الناخب الأعظم، بعد الحرب سياسة حذرة متأرجحة بين القوى العظمى، لتجنيب البلاد مستقبلاً أن تصبح لعبة بين القوى المؤثرة المجاورة.
فبنى جيشا محترفا قويا، جعل براندنبورغ محط آمال القوى الأوروبية للتحاف معها. ومكن ذلك الأمير الناخب من الحصول على منح مالية من عدة أطراف. وعمل على إنشاء بحرية براندنبورغية واتبع في السنوات اللاحقة سياسة استعمارية في غرب أفريقيا وغرب الهند. ثم أدخل براندنبورغ في مجال تجارة العبيد العالمية بعد تأسيس حصن فريدريشسبورغ الكبير في غانا اليوم عبر الشركة البراندنبورغية - الأفريقية.
بدأ فريدريش فيلهلم داخليا إصلاحات اقتصادية واطلق خطوات لزيادة عدد السكان على نطاق واسع لتطوير بلاده الضعيفة من الناحية الاقتصادية. فدعا، من بين أمور أخرى، عبر مرسوم بوتسدام - ردا على صدور مرسوم نانت من قبل الملك لويس الرابع عشر- آلاف الهوغينوتيين النازحين من فرنسا للإقامة في براندنبورغ - بروسيا.
نجح الأمير الناخب في سنة 1657 بموجب معاهدة ويلاو، بحل إمارة بروسيا من التبعية البولندية. واعترف في صلح أوليفا 1660 بسيادة الإمارة نهائيا. فكان هذا توطئة ضرورية لا غنى عنها لصعود الإمارة إلى مملكة ابان ملك ابن الأمير الناخب. ومع الانتصار في الحرب السويدية - البراندنبورغية (1674-1679) تمكنت الدولة من تعزيز قوتها، على الرغم من عدم وسع أراضيها. فجعل فريدريش فيلهلم في فترة ولايته من براندينبرغ الضعيفة نسبيا ثاني أقوى إقليم في أراضي الرايخ، بعد النمسا. فكان هذا هو الأساس لإعلان المملكة في وقت لاحق.[18]
مملكة بروسيا: (1701 - 1918)
عهد الملك فريدريش الأول: (1701 - 1713)
تتويج الأمير الناخب فريدريش الثالث ملكا على عرش بروسيا في كونيغسبرغ 1701 كفريدريش الأول.
لعبت الرتبة والسمعة والمكانة دورا سياسيا هاما في عصر الاستبدادية. لذلك استغل الأمير الناخب فريدريش الثالث (1688-1713) نيل إمارة بروسيا للسيادة من أجل السعي لإعلاء مكانتها لمملكة وبالتالي ارتقاءه شخصيا لمرتبة الملك. وبذلك حاول قبل كل شيء الحفاظ على درجة المساواة مع الأمير الناخب في سكسونيا، الذي كان في نفس الوقت، ملكا على بولندا، ومع الأمير الناخب في براونشفايغ - لونبورغ (هانوفر الانتخابية)، الذي كان وليا لعهد العرش الإنكليزي.
وبما أنه لا مكان لتاج آخر غير تاج الإمبراطور داخل الإمبراطورية الرومانية المقدسة سعى الأمير الناخب فريدريش الثالث لنيل الملكية لإمارة بروسيا، وليس للجزء المهم حقا من البلاد، "المارك" براندنبورغ. وافق الإمبراطور ليوبولد الأول أخيرا على أن يحمل فريدريش لقب الملك على إمارة بروسيا الواقعة خارج سيادة الإمبراطورية. وهكذا توج الأمير الناخب نفسه كفريدريش الأول في 18 كانون الثاني 1701 في كونيغسبرغ ملكا في بروسيا.[19]
كان تقييد اللقب الملكي بإضافة "في بروسيا" ضروريا لأن تسمية "ملك بروسيا" كان من الممكن ان تفهم على أنها مطالبة بكامل الأراضي البروسية. إذ ان كون فارميا (بالألمانية: Ermland) وغرب بروسيا (بمرلنيا) لا تزال قيد المتبوعية للتاج البولوني فقد كان من شأن ذلك أن يشعل الصراع مع الجارة، التي كان حكامها يحتفظون لنفسهم حتى 1742 بلقب "ملك بروسيا".[20] انتشر في اللغة الألمانية منذ عام 1701 وبشكل تدريجي استخدام مصطلح "مملكة بروسيا" للإشارة لكافة البلاد الخاضعة لحكم أسرة الهوهنتسلرن - سواء الواقعة داخل أو خارج الإمبراطورية الرومانية المقدسة. حواضر الدولة الهوهنتسلرية كانت العاصمة برلين والعاصمة الصيفية بوتسدام.
صب فريدريش الأول جل اهتمامه على امتلاك بطانة باذخة على النموذج الفرنسي، وقاد دولته بفعل حكومة الأمراء المحظيين الثلاث، إلى حافة الإفلاس المالي.[19] ولم يستطع تمويل حياة البذخ هذه في بلاطه إلا من خلال تأجير الجنود البروسيين للتحالف في حرب الخلافة الإسبانية.[21] وعندما توفي الملك فريدريش الأول في 25 شباط 1713، ترك وراءه جبال من الديون قدرت بعشرين مليون ثيلر.[22]
[عدل]عهد الملك فريدريش فيلهلم الأول: (1713-1740)
جلسة تبغ لفريدريش فيلهلم الأول البروسي (1736).
لم يكن ابن فريدريك الأول، فريدريك فيلهلم الأول، محبا للبذخ كأبيه، بل كان ذا شخصية اقتصادية وعملية. فعمد إلى تخفيض نفقات البلاط إلى أدنى حد ممكن. وألغى كل ما هو فاخر في البلاط أو غير من استخدامه. هدفت جميع تدابير التقشف التي اتبعها الملك إلى تطوير جيش قوي رأى فيه قاعدة لنفوذه في الداخل والخارج.[23] أكسبته هذه السياسة لقب "ملك الجنود". ولكن على الرغم من كنيته، فقد خاض فريدريش فيلهلم الأول حربا لمرة واحدة فقط في فترة ولايته، وهي الحملة القصيرة في الحرب الشمالية العظمى خلال حصار شترالزوند. تلك الحملة التي كسبت فيها بروسيا جزءا من منطقة بوميرانيا الغربية من السويد، ورفعت بشكل واضح من أهمية بروسيا الدولية.[24]
أحدث فريدريش فيلهلم الأول ثورة في النظام الإداري، بما في ذلك تأسيس الهيئة العامة، التي كانت بمثابة وزارة للاقتصاد والمالية والداخلية. وهكذا شجع المركزية في البلاد التي كانت لم تزل مجزأة إقليميا، وأنشأ لها مؤسسة حكومية موحدة. ونجح الملك عبر السياسات التجارية والاقتصادية [25]، وتشجيع الصناعة الحرفية والتبادل التجاري، والإصلاحات الضريبية، بمضاعفة العائدات الحكومية السنوية. ثم فرض التعليم الإلزامي بغية تنمية المهارات اللازمة،[26] وانشأ كراسي التعليم الاقتصادي في الجامعات البروسية التي كانت الأولى من نوعها في أوروبا.[26] شجع الملك الناس من جميع أنحاء أوروبا للاستيطان في مقاطعاته ذلات الكثافة السكانية المنخفضة في إطار سياسة تنمية بشرية واسعة.
ترك فريدريش فيلهلم الأول لدى وفاته في سنة 1740،[24] استقرارا اقتصاديا وماليا وراءه. إلا أن الجانب المظلم من ولايته تمثل بعسكرة قوية للحياة في بروسيا.[27]