صفحة 1 من 1

عـمـر بن عبدالعزيز

مرسل: الأربعاء ديسمبر 12, 2012 5:50 am
بواسطة عمر العنزي381
بسم الله الرحمن الرحيم


عمر بن عبد العزيز
-----------------------
عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية (717م -720م) ثامن الخلفاء الأمويين، خامس الخلفاء الراشدين

المولد والنشأة
--------------------
في المدينة المنورة وُلد لعبد العزيز بن مروان بن الحكم ولد سمّاه "عمر"، على اسم جدِّه "عمر بن الخطاب"، فأُمُّ عمر بن عبد العزيز هي "أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب". مولده؛ سنة 62ه، وُلد عمر بن عبد العزيز في المدينة، وبها نشأ على رغبة من أبيه الذي تولى إمارة مصر بعد فترة قليلة من مولد ابنه، وظلّ واليًا على مصر عشرين سنة حتى توفي بها
وشبّ في المدينة بين أخواله من أبناء وأحفاد الفاروق "عمر"، واختلف إلى حلقات علماء المدينة، ونهل من علمهم، وتأدَّب بأدبهم،
تتلمذ على أئمة الحديث والفقه.
استدعاه عمه الخليفة عبد الملك بن مروان إلى دمشق حاضرة دولته، وزوّجه ابنته فاطمة، ثم عيّنه واليًا على إمارة صغيرة من أعمال حلب، وظل واليًا عليها حتى تُوفي عبد الملك بن مروان سنة (86ه=705م).وكان عمر إداريًا عظيمًا، إلى جانب صلاحه وتقواه،
وفي فترة ولايته نعمتْ المدينة بالهدوء والاستقرار، وشعر الناس بالأمن والعدل، وقام بتجديد المسجد النبوي وتحسين عمارته،
سياسته الداخلية
--------------------
وقبل أن يلي عمر بن عبد العزيز الخلافة تمرّس بالإدارة واليًا وحاكمًا، واقترب من صانعي القرار، ورأى عن كثب كيف تُدار الدولة، وخبر الأعوان والمساعدين؛ فلما تولى الخلافة كان لديه من عناصر الخبرة والتجربة ما يعينه على تحمل المسؤولية ومباشرة مهام الدولة، وأضاف إلى ذلك أن ترفَّع عن أبهة الحكم ومباهج السلطة، وحرص على المال العام، وحافظ على الجهد والوقت، ودقَّق في اختيار الولاة، وكانت لديه رغبة صادقة في تطبيق العدل.
وخلاصة القول أن عمر بن عبد العزيز لم يكن رجل زهد وولاية وجد نفسه فجأة خليفة؛ بل كان رجل دولة استشعر الأمانة، وراقب الله فيما أُوكل إليه، وتحمل مسؤولية دولته الكبيرة بجدٍّ واجتهاد؛ فكان منه ما جعل الناس ينظرون إليه بإعجاب وتقدير.
وكان يختار ولاته بعد تدقيق شديد، ومعرفة كاملة بأخلاقهم وقدراتهم؛ فلا يلي عنده منصبًا إلا من رجحت كفته كفاءة وعلمًا وإيمانًا،

سياسته المالية
--------------------
عرف عمر بن عبد العزيز قيمة مال الدولة؛ فلم ينفقه إلا فيما فيه نفع الأمة، وكان يكره التصرف في المال العام بلا ضابط أو رقيب، وكأنه مال خاص للخليفة أو الوالي ينفقه كيفما شاء، ويعطيه لمن شاء؛ ولذا كان يحترز في إنفاق مال الدولة؛ لأنه أمانة يجب صيانتها، ولكل فرد في الأمة حق فيها يجب حفظه، وأعطى عمر من نفسه القدوة والمثال في حفظ مال الدولة، فتبعه ولاته، وانتهجوا طريقته.
وكان من نتائج هذه السياسة أن تدفقت الأموال إلى خزينة بيت المال من موارد الدولة المتنوعة التي حافظ الولاة عليها، ورَعَوْهَا حقَّ رعايتها، وكانت كفيلة بأن تقوم بكل مسؤوليات الدولة تجاه أفرادها، وتحسين حياتهم

أهم أعماله والأحداث في عهده:
------------------------------------------
أولاً: الناحية الاجتماعية:
عندما تولى عمر بن عبد العزيز الخلافة، بدأ بنفسه وأهل بيته، فأعاد الأراضي التي وهبت له ولزوجته وأولاده من بيت مال المسلمين، وطلب من بني أمية إرجاع ما أخذوه من بيت مال المسلمين بدون وجه حق، كما جلس ينظر في مظالم الرعية، فأعاد إلى الناس ما اغتصبه أفراد أسرته منهم، وطلب من موظفي الدولة والعمال مراعاة الحذر في أموال الدولة، وعدم استخدامها للحاجات الشخصية، وعزل الولاة الظالمين والعمال القساة وعين بدلاً منهم ولاة جدداً، وكان يراقب تصرفاتهم، كما قضى ديون المعسرين من بيت المال، وشملت رعايته أهل السجون، فكان ينفق عليهم ويكسوهم ويتعهد مريضهم.

ثانياً: الدعوة إلى الإسلام: سلك عمر في دعوة الناس إلى الإسلام طريقين هما:
1- إسقاط الجزية عمن أسلم من أهل البلدان المفتوحة، وقد أسفر هذا العمل عن دخول كثير من سكان تلك البلدان في الإسلام، وعندما أرسل له أحد عماله أن الخراج قد نقص بسبب رفع الجزية عمن أسلم، أجابه عمر: "إن الله بعث محمداً هادياً ولم يبعثه جابياً".
2- مكاتبة الملوك والأمراء يدعوهم إلى الإسلام بالطرق السلمية، متبعاً في ذلك قول الله تعالى: "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن". وقد أسلم عدد من ملوك السند وبإسلامهم أسلم كثير من شعوبهم.

ثالثاً: الناحية الاقتصادية والمالية:-
اهتم الخليفة عمر بالمجال الاقتصادي والمالي، حيث وحد المكاييل والموازين في جميع أنحاء الدولة الأموية، واستصلح الأراضي للزراعة، وساعد الناس بإقراض المزارعين وحفر الآبار لهم، فازداد دخل الدولة كما ازداد دخل الناس حتى لم يعثر على مستحق للزكاة في عهده. رابعاً الناحية العلمية: اهتم الخليفة عمر بالناحية العلمية، فشجع الناس على حفظ القرآن الكريم كما اهتم بتدوين الحديث النبوي وجمعه، وأوكل ذلك إلى واليه على المدينة "أبو بكر بن حزم".

وفاته:
-------------
في سنة 101هـ توفي الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه، بعد حكم دام سنتين وخمسة أشهر، عم الرخاء والعدل والمساواة جميع أقاليم الدولة الأموية. وكان رحمه من أفضل خلفاء بني أمية حتى قال فيه محمد بن علي بن الحسين: "أما علمت أن لكل قوم نجيباً وأن نجيب بني أمية عمر بن عبد العزيز