By محمد فهد بن شاهين - الجمعة ديسمبر 14, 2012 12:11 pm
- الجمعة ديسمبر 14, 2012 12:11 pm
#56978
ثانيا: الأهداف والدوافع المحركة للبرنامج النووي الإيراني:
تتحرك السياسة النووية الإيرانية في إطار مجموعة معقدة من الدوافع والنوايا, بعضها معلن والبعض الآخر منها غير معلن, إلا أم المسؤولين الإيرانيين يشددون دوما على أن البرنامج النووي الإيراني يندرج فقط في إطار الرغبة في الإفادة من الاستخدامات السلمية للطاقة النووية بالرغم من أن بعض القادة الإيرانيون أطلقوا في بعض الفترات تصريحات تعكس الاهتمام الواضح بإنتاج السلاح النووي.
1- الدوافع الاقتصادية: البرنامج النووي الإيراني يرمي إلى تأمين 20% من طاقتها الكهربائية بواسطة المواد النووية, وذلك لتخفيض استهلاكها من الغز والنفط, كما ن إيران أنفقت جزئ كبير من الثروة القومية خلال فترة حكم الشاه على شراء هذه المعدات. ومع ذلك, فإن الأهداف المشار إليها لا تبدو منطقية . فالمفاعلات سوف تكلف مليارات الدولارات بالعملة الصعبة, وهي ليست ذات فائدة كبيرة من الناحية الإقتصادية لدولة مثل غيران تمتلك مخزونا ضخما من النفط والغاز الطبيعي يمكن استخدامه لتوليد الكهرباء بتكلفة لا تتعدى 18-20 % من تكلفة الكهرباء النووية, علاوة على أن إيران ركزت إنشاء مفاعلاتها النووية في منطقة واحدة جنوب البلاد بعيدا عن المدن الإيرانية والمنشآت الصناعية في شمال البلاد , وهو ما يقلل إمكانية الاستفادة من هذه المفاعلات في توليد الطاقة لخدمة الاحتياجات الاستهلاكية.
2- الدوافع العسكرية: هناك ما يشبه الإجماع على أن هناك دوافع عسكرية وراء البرنامج النووي الإيراني, استنادا إلى أن الفكر الاستراتيجي الإيراني ركز بشدة على الدروس المستفادة من الحرب العراقية- الإيرانية والتهديدات الأمريكية الإسرائيلية لإيران, وأبرزها أن إيران لابد أن تستعد لأية احتمالات في المستقبل, كما أن إيران استنتجت أنها لا يجب أن تعتمد كثيرا على القيود الذاتية التي قد يفرضها الخصوم على أنفسهم أو على تمسكهم بالالتزامات الدولية.
3- الدوافع الاستراتيجية: تندرج عملية تطوير القدرات النووية الإيرانية في إطار تصور متكامل للسياسة الخارجية الإيرانية على الأصعدة الإقليمية والدولية, كما تندرج ضمن برنامج متكامل لإعادة بناء القوات المسلحة الإيرانية. وترتكز السياسة الخارجية الإيرانية على الاستحواذ على مكانة متميزة على الساحة الإقليمية, وتذهب بعض التقديرات إلى أن القيادة الإيرانية تعمل في إطار هذا التصور على القيام بأدوار متعددة تبدأ بالمشاركة في ترتيبات أمن الخليج, وتحقيق الاستقرار في منطقة شمال غرب آسيا, وتصل الرؤى الرسمية الإيرانية إلى تصور إمكانية الإفادة من التحولات الهيكلية الجارية في المنظومة الدولية في وضع استراتيجية استقطابية هدفها الأول ملء الفراغ الأيديولوجي في العالم الثالث عقب انهيار الاتحاد السوفييتي, والثاني استمرار المواجهة مع الولايات المتحدة على أساس نظام قيمي مستمد من الإسلام, ويستوعب الطاقات والخبرات والتجارب التي أفرزتها حقبة الثمانينات والتسعينات, ولذلك, فإن السلاح النووي يمكن أن يقدم لإيران أداة بالغة الأهمية لتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية.
ثالثا: التعقيدات وردود الفعل الدولية:
يثير البرنامج النووي الإيراني ردود أفعال عاصفة عي العديد من الدول الغربية وبالذات الولايات المتحدة وإسرائيل خوفا من أن يؤدي تطوير القدرة النووية الإيرانية إلى تمكين إيران من إنتاج السلاح النووي. ومع ذلك, فإن كثيرا من الدول الغربية الأخرى تأخذ بتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تشير إلى أن جولات التفتيش التي قام بها مفتشو الوكالة لم تكسف عن وجود أي انتهاك من جانب إيران لمعاهدة منع الانتشار النووي أو إنتاج إيران للأسلحة النووية. وفي الوقت نفسه, برز العديد من المؤشرات على إمكانية إقدام الولايات المتحدة أو إسرائيل أو كليهما معا على توجيه ضربة ضد المنشآت النووية الإيرانية. وفي المقابل, تركز الخطط العسكرية الإيرانية على التحسب لاحتمالات وقوع مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة. وترتكز الخطط الإيرانية في هذا الصدد على العديد من الركائز , أبرزها أن إيران يمكن أن تصبح الهدف التالي للولايات المتحدة في الخليج بعد الانتهاء من تدمير القوة العسكرية العراقية في حرب الخليج الثانية.
تتحرك السياسة النووية الإيرانية في إطار مجموعة معقدة من الدوافع والنوايا, بعضها معلن والبعض الآخر منها غير معلن, إلا أم المسؤولين الإيرانيين يشددون دوما على أن البرنامج النووي الإيراني يندرج فقط في إطار الرغبة في الإفادة من الاستخدامات السلمية للطاقة النووية بالرغم من أن بعض القادة الإيرانيون أطلقوا في بعض الفترات تصريحات تعكس الاهتمام الواضح بإنتاج السلاح النووي.
1- الدوافع الاقتصادية: البرنامج النووي الإيراني يرمي إلى تأمين 20% من طاقتها الكهربائية بواسطة المواد النووية, وذلك لتخفيض استهلاكها من الغز والنفط, كما ن إيران أنفقت جزئ كبير من الثروة القومية خلال فترة حكم الشاه على شراء هذه المعدات. ومع ذلك, فإن الأهداف المشار إليها لا تبدو منطقية . فالمفاعلات سوف تكلف مليارات الدولارات بالعملة الصعبة, وهي ليست ذات فائدة كبيرة من الناحية الإقتصادية لدولة مثل غيران تمتلك مخزونا ضخما من النفط والغاز الطبيعي يمكن استخدامه لتوليد الكهرباء بتكلفة لا تتعدى 18-20 % من تكلفة الكهرباء النووية, علاوة على أن إيران ركزت إنشاء مفاعلاتها النووية في منطقة واحدة جنوب البلاد بعيدا عن المدن الإيرانية والمنشآت الصناعية في شمال البلاد , وهو ما يقلل إمكانية الاستفادة من هذه المفاعلات في توليد الطاقة لخدمة الاحتياجات الاستهلاكية.
2- الدوافع العسكرية: هناك ما يشبه الإجماع على أن هناك دوافع عسكرية وراء البرنامج النووي الإيراني, استنادا إلى أن الفكر الاستراتيجي الإيراني ركز بشدة على الدروس المستفادة من الحرب العراقية- الإيرانية والتهديدات الأمريكية الإسرائيلية لإيران, وأبرزها أن إيران لابد أن تستعد لأية احتمالات في المستقبل, كما أن إيران استنتجت أنها لا يجب أن تعتمد كثيرا على القيود الذاتية التي قد يفرضها الخصوم على أنفسهم أو على تمسكهم بالالتزامات الدولية.
3- الدوافع الاستراتيجية: تندرج عملية تطوير القدرات النووية الإيرانية في إطار تصور متكامل للسياسة الخارجية الإيرانية على الأصعدة الإقليمية والدولية, كما تندرج ضمن برنامج متكامل لإعادة بناء القوات المسلحة الإيرانية. وترتكز السياسة الخارجية الإيرانية على الاستحواذ على مكانة متميزة على الساحة الإقليمية, وتذهب بعض التقديرات إلى أن القيادة الإيرانية تعمل في إطار هذا التصور على القيام بأدوار متعددة تبدأ بالمشاركة في ترتيبات أمن الخليج, وتحقيق الاستقرار في منطقة شمال غرب آسيا, وتصل الرؤى الرسمية الإيرانية إلى تصور إمكانية الإفادة من التحولات الهيكلية الجارية في المنظومة الدولية في وضع استراتيجية استقطابية هدفها الأول ملء الفراغ الأيديولوجي في العالم الثالث عقب انهيار الاتحاد السوفييتي, والثاني استمرار المواجهة مع الولايات المتحدة على أساس نظام قيمي مستمد من الإسلام, ويستوعب الطاقات والخبرات والتجارب التي أفرزتها حقبة الثمانينات والتسعينات, ولذلك, فإن السلاح النووي يمكن أن يقدم لإيران أداة بالغة الأهمية لتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية.
ثالثا: التعقيدات وردود الفعل الدولية:
يثير البرنامج النووي الإيراني ردود أفعال عاصفة عي العديد من الدول الغربية وبالذات الولايات المتحدة وإسرائيل خوفا من أن يؤدي تطوير القدرة النووية الإيرانية إلى تمكين إيران من إنتاج السلاح النووي. ومع ذلك, فإن كثيرا من الدول الغربية الأخرى تأخذ بتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تشير إلى أن جولات التفتيش التي قام بها مفتشو الوكالة لم تكسف عن وجود أي انتهاك من جانب إيران لمعاهدة منع الانتشار النووي أو إنتاج إيران للأسلحة النووية. وفي الوقت نفسه, برز العديد من المؤشرات على إمكانية إقدام الولايات المتحدة أو إسرائيل أو كليهما معا على توجيه ضربة ضد المنشآت النووية الإيرانية. وفي المقابل, تركز الخطط العسكرية الإيرانية على التحسب لاحتمالات وقوع مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة. وترتكز الخطط الإيرانية في هذا الصدد على العديد من الركائز , أبرزها أن إيران يمكن أن تصبح الهدف التالي للولايات المتحدة في الخليج بعد الانتهاء من تدمير القوة العسكرية العراقية في حرب الخليج الثانية.