صفحة 1 من 1

تأثير الضغوط الأميريكية على موقف الإسلاميين تجاه فلسطين

مرسل: الجمعة ديسمبر 14, 2012 5:53 pm
بواسطة متعب هزازي101
طرح خبراء العلوم السياسية في العديد من الدول العربية عدة تساؤلات بعد صعود الإسلاميين في دول الربيع العربي، تمثلت في ماهية التحديات والأولويات لدى الأحزاب الإسلامية فيما يخص التوافق بين الرغبة في تطبيق مبادئهم وأولوياتهم، ومطالب الداخل، خصوصا ما تريده التيارات والحركات الشريكة معهم في إدارة تلك المجتمعات، وأيضا مدى مكانة القضية الفلسطينية في برامجهم السياسية، بعد رغبتهم في تغيير ملامح إدارة العلاقات الدولية مع الآخر، وكيفية التعامل مع السياسات الإسرائيلية فيما بعد. في هدا الصدد، عقد مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات في بيروت في 28 من نوفمبر2012 مؤتمرا تحت عنوان "الإسلاميون في العالم العربي والقضية الفلسطينية في ضوء التغيرات والثورات العربية".


وقد شارك في المؤتمر كل من المدير العام لمركز الزيتونة الدكتور محسن صالح ، وحسام مرغني، نيابة عن الدكتور محمد بديع، مرشد الإخوان المسلمين، والدكتور رمضان شلح، أمين عام حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، كما انضم للمشاركة عبر الأقمار الصناعية خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية(حماس).

وخلال المؤتمر، قدمت أكثر من عشرين ورقة بحثية من باحثين وممثلين لأحزاب إسلامية من مختلف الأقطار العربية ودول الجوار العربي، إيران وتركيا، كان منهم الدكتور حازم فاروق، عضو مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة من مصر، ورياض الشعيبي، عضو المكتب السياسي في حركة النهضة التونسي ، والدكتور عبد الرزاق المقري، نائب رئيس حركة مجتمع السلم من الجزائر ، ومحمد زاهد جول، الكاتب والباحث التركي ، والدكتور إبراهيم شرقية، الباحث والخبير في السياسة الخارجية في معهد بروكنجز بواشنطن، والدكتور عدنان أبو عامر، الخبير في الشئون الإسرائيلية

تأثير متطلبات الداخل فى مسار القضية:

في البداية، أكد المرشد العام للإخوان المسلمين في كلمته دعم المقاومة، قائلا " نؤمن بأننا دعمنا المقاومة بكل أشكالها في فلسطين باعتبارها لأمننا القومي" ، واستكمل قائلا إن الجماعة لا تقبل بأي حال من الأحوال التفريط في أي شبر من أرض فلسطين. ودعا المرشد العام الحركات الإسلامية إلى توحيد صفها في العالمين العربي والإسلامي، استثمارا لحالة الربيع العربي، وتعظيم قواسمها المشتركة لحل مشكلات الأمة العربية والإسلامية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية .

وأكد خالد مشعل أن الربيع العربي أربك حسابات الجانب الإسرائيلي، بتغييره لقواعد اللعبة، حيث أعطى حماس فرصة للعمل في بيئة عربية أكثر انسجاما مع خط المقاومة، مشيرا إلى أن الربيع العربي صرف الأنظار مؤقتا عن القضية الفلسطينية، وأن هذه حالة مؤقتة وتكتيكية، ومن حق الشعوب أن تنشغل بهمومها وظروفها، وترتيب بيتها الداخلي ، وحرب غزة دليل على عدم غياب القضية لدى الشعوب العربية. وتحدث مشعل عن عدة تحديات تواجه الربيع العربي، ذاكرا منها:

- ضرورة التوازن بين أولويات الداخل وأوليات الأمة، مؤكدًا أن لا تعارض بينهما، وأنه من الخطأ الانكفاء على الذات، بل إن الانفتاح يخدم السياسة الداخلية في مواجهة الضغوط، ومحاولة التدخل الخارجي.

- ضرورة رفع سقف الموقف العربي في موضوع الصراع العربي- الإسرائيلي، وإعادة النظر في الاستراتيجية العربية القائمة، رافضا ثبات المواقف العربية .

- مراجعة معاهدات السلام ومواقف الدول منها.

وتحدت دكتور رمضان شلح، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، عن وجود استقطابات كبيرة، منها ما هو إسلامي– غير إسلامي، ومنها ما هو إسلامي- إسلامي ، محذرا من أن هده التجاذبات لا تخدم الربيع العربي ، بل إنها ستضيع الربيع العربي، ولا بد أن نتعلم كيف نشارك في بناء أوطاننا، والبحث عن القواسم المشتركة.

الموقف الإسرائيلي من تغير الموقف العربي:

وأكد دكتور عدنان أبو عامر تخوفات داخل الكيان الإسرائيلي من فرضية انسحاب مصر، ولو نسبيا، من محور الاعتدال العربي، وتحولها إلى محور ممانعة بفعل نفوذ الإسلاميين المتنامي في المواقع الحكومية والأمنية والعسكرية، مما يشكل خطرا أمنيا وجغرافيا وسياسيا كبيرا على إسرائيل. واستكمل أبو عامر أن الثورة المصرية كشفت عن إخفاق استخباراتي لدى الكيان الإسرائيلي، حيث إن هيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وقبل أسبوع من اندلاع الثورة المصرية، قدمت للجنة الخارجية والأمن في الكنيست مذكرة خاصة، أكدت من خلالها أنه لا يوجد أي خطر يهدد استقرار نظام مبارك، الأمر الذي دعا إلى إقامة لجنة تحقيق لفحص" إخفاق الاستخبارات"، مبررا نبوع التخوف الإسرائيلي من الآثار الخطيرة للثورات العربية على الأمن في حدودها المختلفة، لا سيما مع مصر ، مع التشديد على تهريب السلاح في الأنفاق إلى قطاع غزة ، وتعزيز قوة حركة حماس، وآثارها على الأمن الإقليمي، مع تعزز الميول الإسلامية المعادية لها.

بينما أشار الباحث التركي الأستاذ محمد زاهد جول، في ورقته التي طرح من خلالها انعكاسات صعود الإسلاميين في العالم العربي على السلوك التركي تجاه القضية الفلسطينية، إلى إمكانية أن يكون لصعود ونجاح حزب العدالة والتنمية في تركيا أثر على قرار المواطن العربي في عملية الانتخابات البرلمانية الجديدة، معتبرا النجاح الاقتصادي والسياسي الذي حققه حزب العدالة والتنمية نموذجا يحتذي به في العالم الإسلامي، مؤكدا أن المبادئ التي يعمل بها الحزب تشمل جميع شعوب المنطقة، والتي منها:

- التوازن بين الحرية والأمن داخل البلاد وخارجها.

- تصفير المشاكل مع الجيران مهما يكن حجمها أو تاريخها، على أن تأخذ تركيا على عاتقها سياسة نشطة، وحل المشاكل بين الدول الصديقة، بالإضافة إلى زيادة النشاط التركي في المنظمات الدولية ، والعمل للوجود في كافة القضايا الدولية، ونشارك في إيجاد الحلول للمشاكل الدولية. وأضاف الباحث أن تركيا تتطلع إلى أن يكون الموقف من القضية الفلسطينية، بعد الربيع العربي وبعد فوز الإسلاميين، أكثر دعما للفلسطينيين، ولكافة قضاياهم العادلة.

الضغوط الأمريكية وموقف الإسلاميين من القضية:

وحدد الدكتور إبراهيم فريحات في ورقة حول " تأثير الضغوط والسياسات الأمريكية فى موقف الإسلاميين في العالم العربي تجاه القضية الفلسطينية"، عددا من المطالب، لعل أهمها:

- احترام المعاهدات الدولية، بما فيها معاهدة السلام المصرية مع إسرائيل.

- الإسهام في جهود منع تهريب وانتشار الأسلحة ومقاومة الإرهاب في القرن الإفريقي.

- إعادة القانون والأمن والاستقرار إلى منطقة سيناء.

- احترام حقوق الأقليات وحقوق المرأة وحقوق الإنسان العالمية. وذكر فريحات في ورقته التي عرضها أن الإسلاميين يبحثون عن تغيير جوهري في السلوك السياسي الأمريكي تجاه المنطقة.

ويوضح الكاتب أن التغيير الجوهري هنا يقصد به القضية الفلسطينية، وإجراء التعديل المطلوب في السياسة الأمريكية لمحاولة دفعها بشكل أو بآخر، ومحددا أيضا مجموعة من المطالب التي يريدها الإسلاميون، منها ما يخص القضية الفلسطينية، ومنها ما هو مرتبط بها، مثل فتح معبر رفح بشكل دائم، وإنهاء الحصار على قطاع غزة، ليس فقط من الجانب المصري، ولكن الجوانب الأخرى، والقدرة على دعم حركة حماس ماديا ودبلوماسيا، وبشكل مباشر لا غموض فيه .
تعريف الكاتب:
باحثة في العلاقات الدولية والدبلوماسية، جامعة بيروت العربية

http://www.siyassa.org.eg/NewsConten...%86%D8%A9.aspx