By محمد فهد بن شاهين - السبت ديسمبر 15, 2012 3:48 pm
- السبت ديسمبر 15, 2012 3:48 pm
#57206
العولمة و موقف الاسلام منها
العولمة في عصرنا مصطلح يراد منه تعميم قيم ومبادئ وأنماط لتصبح أنموذجاً قابلاً للتطبيق على الجميع، وأن يتنازل الآخرون عن خصوصياتهم لصالح هذا الجديد القادم ، ومن أخطر صور العولمة ما يمكن تسميته بالعولمة الثقافية، لأنها تدخّل مباشرة في عقائد الناس ومعارفهم وتصوراتهم والعولمة استعمار من نوع جديد، أخبث من كل صور الاستعمار السابقة لأنه يقضي على روح المقاومة، وقد يخفى ضرره على كثيرين، وهو مدعوم بقوى عسكرية واقتصادية وإعلامية رهيبة. ولا شك أن مبدأ كهذا مرفوض جملة وتفصيلاً، لأسباب كثيرة منها: - أنه برنامج تدميري، يهدم الأخلاق والقيم، ويشيع الفواحش، مما يفضي إلى دمار المجتمعات وشيوع الأمراض الفتاكة، كما هو مشاهد اليوم. - أنه يلغي مبدأ تفوق المنهج الربّاني المتمثل حصراً في الإسلام، بل هو قائم أساساً على نقيض ذلك، لأنه يقر عملياً بتفوق النموذج الغربي النصراني وهم ما بين كافر مشرك، وكافر ملحد، ومعلوم ما في ذلك وما قبله من مناقضة صريحة، ومحادة الله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ونقض لمقاصد الشرع. - أنه منهج ابتزازي، لكن بصورة مقننة، فهو مخطط يفضي إلى سرقة أقوات الشعوب، وعدم سيادتها على خيراتها، والمسلمون هم المثال الأوضح والخاسر الأكبر في ظل هذه العولمة. ولا يمكن مواجهة هذه الأخطار الحقيقية إلا ببرامج عملية مدروسة، وهجوم ثقافي ورؤية حضارية مضادة، فإن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم، وهذا يستلزم أن تكون الأمة على قدر من الوعي والتوحد العقدي والفكري والمنهجي، وأن يكون المسلمون واثقين بدينهم، فخورين بماضيهم وتاريخهم وأن تقوم مؤسسات علمية وإعلامية متخصصة وكفؤة بهذه المواجهة الشاملة، وأن تكون مدعومة من حكومات وشعوب المسلمين، وأن تكون هناك توعية فاعلة ومتطورة بمخاطر العولمة الثقافية خاصة، وذلك بكشف مقاصدها المريبة وطرح البدائل، وحماية الشعوب الإسلامية عملياً من التأثيرات المنحرفة بكل وسيلة ممكنة. إن الإسلام ذو قيمة عظيمة ورسالة شافية وافية صالحة لكل الناس وفي كل زمان ومكان، ولكن خفي ذلك كله بسبب عجز المسلمين وجهلهم وانحراف أكثرهم عن جادة الصواب، ولم يكن لمبادئ الشرق والغرب أن تجد موطئ قدم لو حملنا هذا الدين بصدق، علماً وعملاً ودعوة " بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق" ولكن الشأن هوكما قال عمر رضي الله عنه {أشكو إلى الله جلد الفاجر وعجز الثقة ..} ونحن لا نلوم أهل الملل الباطلة على ما يفعلون، إنما اللوم علينا نحن المسلمين أن نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير. ومع ذلك كله نقول: إن العمل هو أقرب طريقة وأسلم خيار لتدارك الخطأ، ونحن نعمل ومعنا معية الله وتأييده، ورسالتنا هي دين الفطرة والعقل، وقد جرب العالم كل شيئ، وهو يحتاج إلى بديل يبحث عنه، لم يعثر عليه بعد .. ولن يعثر عليه إلا في الإسلام
العولمة في عصرنا مصطلح يراد منه تعميم قيم ومبادئ وأنماط لتصبح أنموذجاً قابلاً للتطبيق على الجميع، وأن يتنازل الآخرون عن خصوصياتهم لصالح هذا الجديد القادم ، ومن أخطر صور العولمة ما يمكن تسميته بالعولمة الثقافية، لأنها تدخّل مباشرة في عقائد الناس ومعارفهم وتصوراتهم والعولمة استعمار من نوع جديد، أخبث من كل صور الاستعمار السابقة لأنه يقضي على روح المقاومة، وقد يخفى ضرره على كثيرين، وهو مدعوم بقوى عسكرية واقتصادية وإعلامية رهيبة. ولا شك أن مبدأ كهذا مرفوض جملة وتفصيلاً، لأسباب كثيرة منها: - أنه برنامج تدميري، يهدم الأخلاق والقيم، ويشيع الفواحش، مما يفضي إلى دمار المجتمعات وشيوع الأمراض الفتاكة، كما هو مشاهد اليوم. - أنه يلغي مبدأ تفوق المنهج الربّاني المتمثل حصراً في الإسلام، بل هو قائم أساساً على نقيض ذلك، لأنه يقر عملياً بتفوق النموذج الغربي النصراني وهم ما بين كافر مشرك، وكافر ملحد، ومعلوم ما في ذلك وما قبله من مناقضة صريحة، ومحادة الله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ونقض لمقاصد الشرع. - أنه منهج ابتزازي، لكن بصورة مقننة، فهو مخطط يفضي إلى سرقة أقوات الشعوب، وعدم سيادتها على خيراتها، والمسلمون هم المثال الأوضح والخاسر الأكبر في ظل هذه العولمة. ولا يمكن مواجهة هذه الأخطار الحقيقية إلا ببرامج عملية مدروسة، وهجوم ثقافي ورؤية حضارية مضادة، فإن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم، وهذا يستلزم أن تكون الأمة على قدر من الوعي والتوحد العقدي والفكري والمنهجي، وأن يكون المسلمون واثقين بدينهم، فخورين بماضيهم وتاريخهم وأن تقوم مؤسسات علمية وإعلامية متخصصة وكفؤة بهذه المواجهة الشاملة، وأن تكون مدعومة من حكومات وشعوب المسلمين، وأن تكون هناك توعية فاعلة ومتطورة بمخاطر العولمة الثقافية خاصة، وذلك بكشف مقاصدها المريبة وطرح البدائل، وحماية الشعوب الإسلامية عملياً من التأثيرات المنحرفة بكل وسيلة ممكنة. إن الإسلام ذو قيمة عظيمة ورسالة شافية وافية صالحة لكل الناس وفي كل زمان ومكان، ولكن خفي ذلك كله بسبب عجز المسلمين وجهلهم وانحراف أكثرهم عن جادة الصواب، ولم يكن لمبادئ الشرق والغرب أن تجد موطئ قدم لو حملنا هذا الدين بصدق، علماً وعملاً ودعوة " بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق" ولكن الشأن هوكما قال عمر رضي الله عنه {أشكو إلى الله جلد الفاجر وعجز الثقة ..} ونحن لا نلوم أهل الملل الباطلة على ما يفعلون، إنما اللوم علينا نحن المسلمين أن نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير. ومع ذلك كله نقول: إن العمل هو أقرب طريقة وأسلم خيار لتدارك الخطأ، ونحن نعمل ومعنا معية الله وتأييده، ورسالتنا هي دين الفطرة والعقل، وقد جرب العالم كل شيئ، وهو يحتاج إلى بديل يبحث عنه، لم يعثر عليه بعد .. ولن يعثر عليه إلا في الإسلام