- السبت ديسمبر 15, 2012 6:52 pm
#57250
فاز اوباما بولاية رئاسية ثانية, وهزم منافسه رومني ,ولكن بفارق ضئيل جداً, لأول مرة في الانتخابات الأميركية.
وربما كلاهما على قناعة بأن الناخب الأمريكي وجد نفسه مخير بين مرشحين ,أحدهما سيء, والآخر أسوأ.
الناخب الأميركي يبدوا أنه يعرف جيداً, أن معالجة أمراض بلاده وعلاتها ومشاكلها أكبر من طاقة أي منهما. وأكبر من قدرة حزبيهما. والمطلوب منه اختيار رئيس, منعاً لفراغ دستوري, قد يهدد أمن بلاده واتحادها.
فالسياسة الخارجية الأميركية مسرطنة ولا دواء لها, وكلا المرشحين تهربا من الخوض في غمارها وأهملاها.
والسياسة الاقتصادية مصابة بالشلل ,وطروحات كلا لها المرشحين لعلاجها كانت قاصرة ولا جدوى منها.
ودعم إسرائيل كان الميدان الأبرز ,حيث راح كلا المرشحين ينافس الآخر في إثبات حبه وغرامه بإسرائيل. ولكن مجالس الكنائس الأميركي أنهى هذا الهذر ,بإعلانه إن دعم اسرائيل بأموال الأميركيين في غير محله.
ولم يبقى أما م كلا المرشحين سوى التنافس في السياسة الداخلية , كتحقيق رغبات الشاذين ومثلي الجنس.
حتى الحزبان الجمهوري والديمقراطي راح كل منهما يتبنى بعض أفكار الحزب الآخر, ويتراجع عن أفكاره.
المهم أن الانتخابات الأميركية خيبت أمل نتنياهوا وبعض الحكام العرب. فاستشعروا الكثير من الخطر.
دَعم رئيس الوزراء البريطاني وحلفائه من بعض الانظمة والحكام رومني, وذهب نتنياهو لواشنطن ليشد بعضد المنظمات الصهيونية اليمنية كمنظمة إيباك, ودَعم بخطاباته ولقاءاته ميت رومني فلم ينجح بتحقيق هدفه. وصَعَّد حكام روسيا والصين والهند البرازيل وجنوب إفريقيا من مواقفهم فصبت في مصلحة حملة أوباما. ربما سنشهد في الولاية الثانية لأوباما كشف الستر عن الكثير من الحقائق المخفية والمموهة خلال ولايته الأولى. وربما قد تتضح معاناة الرئيس الأميركي أوباما أكثر. وخاصة أن العقبات التي تعترضه كبيرة. ويمكن القول أن أوباما ضيع فرصاً عديدة, وتصرف في كثير من المواقف والازمات بجور وغباء وصبيانية, وبتردد وحيرة ,أفقدته محبة وثقة الكثير من محبيه وانصاره في بلاده وشعوب العالم .و عليه أن يتحمل تبعاتها. وأوباما يعلم علم اليقين أن ولايته الثانية , ستكون أربع سنوات عجاف, سيواجه فيها المصاعب والمشاكل والتحديات, والتي لا يملك أي حل لأي منها. إضافة إلى أن الثقة بأفعاله وأقواله مفقودة أو مشكوك فيها ومنها على سبيل المثال:
• فعليه خوض غمار السباق مع الصين وروسيا بحصان مريض كالولايات المتحدة الأميركية لن يمكنه من الفوز ولو كان خياله (فارسه) رومني أو الرئيس باراك وأوباما ,أو حتى أي رئيس آخر.
• ستعترض طريق أوباما عقبات وصراعات جديدة وعديدة. وإن تمكن من إنهاء ولايته الأولى بخير وسلامة, فالولاية الثانية لن تترك له ستراً مُغطى. وقد تعيده مرة أخرى إلى المربع الأول.
• والولايات المتحدة الأميركية بكل مصائبها وأعطالها وقلة حيلتها ووهنها ستزيد من معاناته أكثر وأكثر.
• والسياسة الأميركية التي كانت تتحرك بين مبدأين: مبدأ ظاهر ومعلن وهو عقيدة ترومان, وحق تقرير المصير للشعوب .ومبدأ باطن ومستور هو خدمة مصالحها وحصار خصومها الجدد ,وحتى تطويق الحلفاء القدامى. وهذه السياسة عدلت بعض بنودها مرات عدة. حيث أضيف إليها مبادئ ظاهرة كالتصدي للمعسكر الشيوعي والدخول في الحرب الباردة. ثم أضيف إليها التصدي للثورات ,وتحريك الانقلابات والثورات المضادة. وأضيف إليها في عهد ريغان التحالف الاستراتيجي مع إسرائيل .و في عهد المحافظين الجدد ,أضيف إلى المبدأ الظاهر اسقاط أنظمة الطغاة, ونشر قيم الحرية والديمقراطية. و أوباما سار على نهج المحافظين الجدد في ولايته الأولى مع تظهير أوضح لمبدأ نشر قيم الحرية والديمقراطية , وإسقاط حتى بعض الطغاة الوثيقي التحالف مع ادارته وبلاده. وسيضيف لسياساته التعاون مع الاسلاميين كهدف معلن, ومحاربتهم كهدف مبطن وغير معلن.
• وأوباما الذي لم يفي بوعوده لشعبه بسحب قواته من أفغانستان, ولا إنقاذ بلاده من أزماتها الاقتصادية رغم جنوحه في معالجته إلى الأفكار الاشتراكية. ولا ندري ماهي الاضافات والديكورات والرتوشات التي سيضيفها على سياساته خلال ولايته الرئاسية الثانية, ليجمل لنا سياسته الجديدة.
• من عادة الأحزاب الاسرائيلية أن تقف الأحزاب اليمنية معها مع الحزب الجمهوري, وتقف الاحزاب الأخرى كالعمل مع الحزب الديمقراطي. إلا أن كل حزب من هذه الأحزاب تقسم وتشظى إلى عدة أحزاب. وحتى ما تشظى بات يتشظى ويتقسم أيضاً. فإسرائيل قلقة وتستشعر الخطر من وضع الولايات المتحدة المتردي وسياساتها الغوغائية. وأنها أصيبت بالهزائم في ظل كل من الجمهوريين والديمقراطيين. ولذلك فهي متوجسة خيفة من أن الادارات الأميركية باتت تهتم بضمان مصالح بلادها في المقام الأول, وضمان أمن دول النفط ثانياً ,لما للنفط من أهمية كبرى. وهذا معناه أن مصالح إسرائيل لم تعد تحظى بالأولية, سوى بالتصريحات والتهديدات والمواقف الرنانة والفارغة.
• وحكام إسرائيل كانوا يتحكمون في السياسة الأميركية ,وحتى بالقرار الأميركي. وكانوا يزجون بالولايات المتحدة الأمريكية في أي حرب خدمة لمصالح إسرائيل. وكأن اسرائيل هي من كانت تقود الولايات المتحدة الأميركية. لكن منذ عقدين من الزمن باتت الولايات المتحدة الأمريكية, تزج بإسرائيل لتحقيق مصالحها. وحين فشلت إسرائيل بتحقيق المهمة ,باتت الولايات المتحدة تتدخل بشكل سافر لحماية مصالحها. وحتى أن مشروعها الشرق أوسطي هدفه حشد حلفائها مع إسرائيل في جبهة واحدة لتحقيق مصالحها. وهذه السياسة ستدفع بإسرائيل لتحميله مسؤولية هزائمها ومتاعبها.
• والنزاعات والمشاكل الدولية ستزيد من معاناة أوباما, و حلها أو إهمالها لن يصب في مصلحة بلاده. ولذا سنجد مواقفه ومواقف إدارته تتأرجح يمنة ويسرة ,وتوقعهما في مطبات لا حصر لها.
• وحلف الناتو الذي بات عاطل عن العمل ,لم يعد لوجوده من مبرر, وخاصة بعد أن بات منطق التدخل العسكري في شؤون الدول الأخرى مرفوض من غالبية الأوروبيين والأميركيين. والدليل على ذلك القرارات التي اتخذتها بعض الحكومات الأوروبية بسحب قواتها من أفغانستان بشكل منفرد.
• والنظام العالمي الجديد الذي بَشَر به الرئيس الأمريكي الأب جورج بوش بات ينتقد من رؤساء حكومات في دول حلف الناتو , كرجب طيب أردوغان الذي أنتقد وهن هذا النظام وعدم فعاليته.
• ومَنْح أوباما في ولايته الأولى أدواراً كبرى لدول صغرى بات يُنتقد من دول كبرى وحليفة لبلاده.
• وموقف الجمهوريين الجديد في مجلس النواب سيزيد من متاعب أوباما. برفضهم اقتراحاً لأوباما بعد فوزه, قدمه لرئيس المجلس جون بينر يهدف إلى تجنيب البلاد السقوط في الهاوية المالية
• وحلفاء بلاده من بعض الحكومات والزعماء وحتى إسرائيل باتوا يشكون ويتذمرون من وهن أو رمادية مواقف وسياسات إدارته ,وتصرفات وتصريحات بعض رموز إدارته, وتردده في حسم الكثير من الأمور الهامة. وبعضهم خائف من أن يكون محاط بالفوضى من كل جانب. وبعدما بدا واضحاً أن دورهم الاستراتيجي تراجع على نحو دراماتيكي ,لأن زمناً أميركياً غير مريح بدأ يتشكل نتيجة التغييرات والتبدلات المثيرة. حتى أن دنيس روس راح يتسول من المنظمات الصهيونية موافقتهم على إقامة دولة فلسطينية وفق المواصفات الاسرائيلية قبل أن تتدهور الأوضاع أكثر فأكثر في الشرق الأوسط.
• وسويسرا بدأت تتخوف من فوضى اجتماعية أوروبية ,وراحت تحضر تجهيزات على حدودها لمواجهة هذه الفوضى. وهذا دليل على أن الحكومات الأوروبية لا تستبشر خيراً من ولاية جديدة لأوباما.
• واغتيال بعض الشخصيات الأمنية , وتدمير سمعة الجنرال بترايوس مدير وكالة المخابرات الأميركية عبارة عن رسائل إسرائيلية لأوباما ,كي يعيد حساباته بمجمل سياساته عن ولايته الرئاسية الأولى. والمعروف أن الجنرال بترايوس من أصحاب فكرة أن إسرائيل تعوق المصالح الأميركية.
• وحتى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند غير مرتاح للسياسة الأميركية تجاه إسرائيل وأوروبا وحلفائه من الحكام العرب ,وخائف على مصير إسرائيل. لذلك قال: ضمان أمن إسرائيل من أمن فرنسا الوطني.
• والعدوان الذي شنه نتنياهو على غزة كان بمثابة تحد كبير لأوباما .ومع ذلك سارع أوباما لتبرير العدوان على انه دفاع عن النفس ضد الارهاب. ولكن هزيمة إسرائيل في هذه الحرب حملها نتنياهوا وباقي زعماء إسرائيل لأوباما وإدارته. حتى ان صديق أوباما الحميم وزير الدفاع إيهود باراك أعلن أنه سيعتزل العمل السياسي. وهذا معناه أنه غير راضٍ عن سياسة أوباما تجاه إسرائيل.
• ونتنياهوا راح يتحدى أوباما أكثر فأكثر ,من خلال توسيعه لبناء المستوطنات والتي ينتقدها أوباما.
• وإسرائيل سَتُحمل أوباما مسؤولية قرار منح فلسطين عضو مراقب في الأمم المتحدة, لأنه وإدارته لم يضغطا على حلفائهم. حيث أقتصر الاعتراض على القرار على بلاده وكندا وتشيكيا وبنما وجمهورية ناورو((جزر تقع في المحيط الهادي ,مساحتها 21كيلو متر مربع وعدد سكانها 14000 نسمة)),وجمهورية ميكرونيزيا ((تقع في المحيط الهادي بين إندونيسيا وهاواي ,مساحتها 702كم مربع, وعدد سكانها 107000نسمة)),وجمهورية جزر مارشال(( تقع في المحيط الهادي ,مساحتها 181كم مربع وعدد سكانها نصف مليون نسمة)),وجمهورية بالاو(( تقع في المحيط الهادي ,وعبارة عن 6جزر تبعد عن شرق الفليبين 800كم, وعدد سكانها 20000نسمة)).
• ووزارة الخارجية الأميركية أعلنت عن ألغاء المؤتمر الدولي الخاص بشرق أوسط خال من الأسلحة النووية ,والذي تنظمه الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وبريطانيا في هلسنكي في كانون الأول من العام الحالي . وربما سبب الإلغاء محاولة من أوباما لتجنب سخط إسرائيل ومسايرتها على الأقل.
قد تتضح معالم الصراعات الخفية بين إدارة أوباما وحلفائه ,وكذلك مع خلال الأعوام الأربعة القادمة أكثر وأكثر. و قد نشهد تسريب الفضائح, و توسيع عمليات التشويه والاغتيال لبعض من يخرج عن نص دعم إسرائيل بالقول والعمل. وقد تُوضع الكثير من العصي والعقبات في طريق أوباما وإدارته. و قد تتأجج نيران بعض النزاعات والأزمات, بهدف إحراج أوباما وإدارته ,وحتى إفشال المساعي لإيجاد حلول لها.
وربما كلاهما على قناعة بأن الناخب الأمريكي وجد نفسه مخير بين مرشحين ,أحدهما سيء, والآخر أسوأ.
الناخب الأميركي يبدوا أنه يعرف جيداً, أن معالجة أمراض بلاده وعلاتها ومشاكلها أكبر من طاقة أي منهما. وأكبر من قدرة حزبيهما. والمطلوب منه اختيار رئيس, منعاً لفراغ دستوري, قد يهدد أمن بلاده واتحادها.
فالسياسة الخارجية الأميركية مسرطنة ولا دواء لها, وكلا المرشحين تهربا من الخوض في غمارها وأهملاها.
والسياسة الاقتصادية مصابة بالشلل ,وطروحات كلا لها المرشحين لعلاجها كانت قاصرة ولا جدوى منها.
ودعم إسرائيل كان الميدان الأبرز ,حيث راح كلا المرشحين ينافس الآخر في إثبات حبه وغرامه بإسرائيل. ولكن مجالس الكنائس الأميركي أنهى هذا الهذر ,بإعلانه إن دعم اسرائيل بأموال الأميركيين في غير محله.
ولم يبقى أما م كلا المرشحين سوى التنافس في السياسة الداخلية , كتحقيق رغبات الشاذين ومثلي الجنس.
حتى الحزبان الجمهوري والديمقراطي راح كل منهما يتبنى بعض أفكار الحزب الآخر, ويتراجع عن أفكاره.
المهم أن الانتخابات الأميركية خيبت أمل نتنياهوا وبعض الحكام العرب. فاستشعروا الكثير من الخطر.
دَعم رئيس الوزراء البريطاني وحلفائه من بعض الانظمة والحكام رومني, وذهب نتنياهو لواشنطن ليشد بعضد المنظمات الصهيونية اليمنية كمنظمة إيباك, ودَعم بخطاباته ولقاءاته ميت رومني فلم ينجح بتحقيق هدفه. وصَعَّد حكام روسيا والصين والهند البرازيل وجنوب إفريقيا من مواقفهم فصبت في مصلحة حملة أوباما. ربما سنشهد في الولاية الثانية لأوباما كشف الستر عن الكثير من الحقائق المخفية والمموهة خلال ولايته الأولى. وربما قد تتضح معاناة الرئيس الأميركي أوباما أكثر. وخاصة أن العقبات التي تعترضه كبيرة. ويمكن القول أن أوباما ضيع فرصاً عديدة, وتصرف في كثير من المواقف والازمات بجور وغباء وصبيانية, وبتردد وحيرة ,أفقدته محبة وثقة الكثير من محبيه وانصاره في بلاده وشعوب العالم .و عليه أن يتحمل تبعاتها. وأوباما يعلم علم اليقين أن ولايته الثانية , ستكون أربع سنوات عجاف, سيواجه فيها المصاعب والمشاكل والتحديات, والتي لا يملك أي حل لأي منها. إضافة إلى أن الثقة بأفعاله وأقواله مفقودة أو مشكوك فيها ومنها على سبيل المثال:
• فعليه خوض غمار السباق مع الصين وروسيا بحصان مريض كالولايات المتحدة الأميركية لن يمكنه من الفوز ولو كان خياله (فارسه) رومني أو الرئيس باراك وأوباما ,أو حتى أي رئيس آخر.
• ستعترض طريق أوباما عقبات وصراعات جديدة وعديدة. وإن تمكن من إنهاء ولايته الأولى بخير وسلامة, فالولاية الثانية لن تترك له ستراً مُغطى. وقد تعيده مرة أخرى إلى المربع الأول.
• والولايات المتحدة الأميركية بكل مصائبها وأعطالها وقلة حيلتها ووهنها ستزيد من معاناته أكثر وأكثر.
• والسياسة الأميركية التي كانت تتحرك بين مبدأين: مبدأ ظاهر ومعلن وهو عقيدة ترومان, وحق تقرير المصير للشعوب .ومبدأ باطن ومستور هو خدمة مصالحها وحصار خصومها الجدد ,وحتى تطويق الحلفاء القدامى. وهذه السياسة عدلت بعض بنودها مرات عدة. حيث أضيف إليها مبادئ ظاهرة كالتصدي للمعسكر الشيوعي والدخول في الحرب الباردة. ثم أضيف إليها التصدي للثورات ,وتحريك الانقلابات والثورات المضادة. وأضيف إليها في عهد ريغان التحالف الاستراتيجي مع إسرائيل .و في عهد المحافظين الجدد ,أضيف إلى المبدأ الظاهر اسقاط أنظمة الطغاة, ونشر قيم الحرية والديمقراطية. و أوباما سار على نهج المحافظين الجدد في ولايته الأولى مع تظهير أوضح لمبدأ نشر قيم الحرية والديمقراطية , وإسقاط حتى بعض الطغاة الوثيقي التحالف مع ادارته وبلاده. وسيضيف لسياساته التعاون مع الاسلاميين كهدف معلن, ومحاربتهم كهدف مبطن وغير معلن.
• وأوباما الذي لم يفي بوعوده لشعبه بسحب قواته من أفغانستان, ولا إنقاذ بلاده من أزماتها الاقتصادية رغم جنوحه في معالجته إلى الأفكار الاشتراكية. ولا ندري ماهي الاضافات والديكورات والرتوشات التي سيضيفها على سياساته خلال ولايته الرئاسية الثانية, ليجمل لنا سياسته الجديدة.
• من عادة الأحزاب الاسرائيلية أن تقف الأحزاب اليمنية معها مع الحزب الجمهوري, وتقف الاحزاب الأخرى كالعمل مع الحزب الديمقراطي. إلا أن كل حزب من هذه الأحزاب تقسم وتشظى إلى عدة أحزاب. وحتى ما تشظى بات يتشظى ويتقسم أيضاً. فإسرائيل قلقة وتستشعر الخطر من وضع الولايات المتحدة المتردي وسياساتها الغوغائية. وأنها أصيبت بالهزائم في ظل كل من الجمهوريين والديمقراطيين. ولذلك فهي متوجسة خيفة من أن الادارات الأميركية باتت تهتم بضمان مصالح بلادها في المقام الأول, وضمان أمن دول النفط ثانياً ,لما للنفط من أهمية كبرى. وهذا معناه أن مصالح إسرائيل لم تعد تحظى بالأولية, سوى بالتصريحات والتهديدات والمواقف الرنانة والفارغة.
• وحكام إسرائيل كانوا يتحكمون في السياسة الأميركية ,وحتى بالقرار الأميركي. وكانوا يزجون بالولايات المتحدة الأمريكية في أي حرب خدمة لمصالح إسرائيل. وكأن اسرائيل هي من كانت تقود الولايات المتحدة الأميركية. لكن منذ عقدين من الزمن باتت الولايات المتحدة الأمريكية, تزج بإسرائيل لتحقيق مصالحها. وحين فشلت إسرائيل بتحقيق المهمة ,باتت الولايات المتحدة تتدخل بشكل سافر لحماية مصالحها. وحتى أن مشروعها الشرق أوسطي هدفه حشد حلفائها مع إسرائيل في جبهة واحدة لتحقيق مصالحها. وهذه السياسة ستدفع بإسرائيل لتحميله مسؤولية هزائمها ومتاعبها.
• والنزاعات والمشاكل الدولية ستزيد من معاناة أوباما, و حلها أو إهمالها لن يصب في مصلحة بلاده. ولذا سنجد مواقفه ومواقف إدارته تتأرجح يمنة ويسرة ,وتوقعهما في مطبات لا حصر لها.
• وحلف الناتو الذي بات عاطل عن العمل ,لم يعد لوجوده من مبرر, وخاصة بعد أن بات منطق التدخل العسكري في شؤون الدول الأخرى مرفوض من غالبية الأوروبيين والأميركيين. والدليل على ذلك القرارات التي اتخذتها بعض الحكومات الأوروبية بسحب قواتها من أفغانستان بشكل منفرد.
• والنظام العالمي الجديد الذي بَشَر به الرئيس الأمريكي الأب جورج بوش بات ينتقد من رؤساء حكومات في دول حلف الناتو , كرجب طيب أردوغان الذي أنتقد وهن هذا النظام وعدم فعاليته.
• ومَنْح أوباما في ولايته الأولى أدواراً كبرى لدول صغرى بات يُنتقد من دول كبرى وحليفة لبلاده.
• وموقف الجمهوريين الجديد في مجلس النواب سيزيد من متاعب أوباما. برفضهم اقتراحاً لأوباما بعد فوزه, قدمه لرئيس المجلس جون بينر يهدف إلى تجنيب البلاد السقوط في الهاوية المالية
• وحلفاء بلاده من بعض الحكومات والزعماء وحتى إسرائيل باتوا يشكون ويتذمرون من وهن أو رمادية مواقف وسياسات إدارته ,وتصرفات وتصريحات بعض رموز إدارته, وتردده في حسم الكثير من الأمور الهامة. وبعضهم خائف من أن يكون محاط بالفوضى من كل جانب. وبعدما بدا واضحاً أن دورهم الاستراتيجي تراجع على نحو دراماتيكي ,لأن زمناً أميركياً غير مريح بدأ يتشكل نتيجة التغييرات والتبدلات المثيرة. حتى أن دنيس روس راح يتسول من المنظمات الصهيونية موافقتهم على إقامة دولة فلسطينية وفق المواصفات الاسرائيلية قبل أن تتدهور الأوضاع أكثر فأكثر في الشرق الأوسط.
• وسويسرا بدأت تتخوف من فوضى اجتماعية أوروبية ,وراحت تحضر تجهيزات على حدودها لمواجهة هذه الفوضى. وهذا دليل على أن الحكومات الأوروبية لا تستبشر خيراً من ولاية جديدة لأوباما.
• واغتيال بعض الشخصيات الأمنية , وتدمير سمعة الجنرال بترايوس مدير وكالة المخابرات الأميركية عبارة عن رسائل إسرائيلية لأوباما ,كي يعيد حساباته بمجمل سياساته عن ولايته الرئاسية الأولى. والمعروف أن الجنرال بترايوس من أصحاب فكرة أن إسرائيل تعوق المصالح الأميركية.
• وحتى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند غير مرتاح للسياسة الأميركية تجاه إسرائيل وأوروبا وحلفائه من الحكام العرب ,وخائف على مصير إسرائيل. لذلك قال: ضمان أمن إسرائيل من أمن فرنسا الوطني.
• والعدوان الذي شنه نتنياهو على غزة كان بمثابة تحد كبير لأوباما .ومع ذلك سارع أوباما لتبرير العدوان على انه دفاع عن النفس ضد الارهاب. ولكن هزيمة إسرائيل في هذه الحرب حملها نتنياهوا وباقي زعماء إسرائيل لأوباما وإدارته. حتى ان صديق أوباما الحميم وزير الدفاع إيهود باراك أعلن أنه سيعتزل العمل السياسي. وهذا معناه أنه غير راضٍ عن سياسة أوباما تجاه إسرائيل.
• ونتنياهوا راح يتحدى أوباما أكثر فأكثر ,من خلال توسيعه لبناء المستوطنات والتي ينتقدها أوباما.
• وإسرائيل سَتُحمل أوباما مسؤولية قرار منح فلسطين عضو مراقب في الأمم المتحدة, لأنه وإدارته لم يضغطا على حلفائهم. حيث أقتصر الاعتراض على القرار على بلاده وكندا وتشيكيا وبنما وجمهورية ناورو((جزر تقع في المحيط الهادي ,مساحتها 21كيلو متر مربع وعدد سكانها 14000 نسمة)),وجمهورية ميكرونيزيا ((تقع في المحيط الهادي بين إندونيسيا وهاواي ,مساحتها 702كم مربع, وعدد سكانها 107000نسمة)),وجمهورية جزر مارشال(( تقع في المحيط الهادي ,مساحتها 181كم مربع وعدد سكانها نصف مليون نسمة)),وجمهورية بالاو(( تقع في المحيط الهادي ,وعبارة عن 6جزر تبعد عن شرق الفليبين 800كم, وعدد سكانها 20000نسمة)).
• ووزارة الخارجية الأميركية أعلنت عن ألغاء المؤتمر الدولي الخاص بشرق أوسط خال من الأسلحة النووية ,والذي تنظمه الولايات المتحدة الأميركية وروسيا وبريطانيا في هلسنكي في كانون الأول من العام الحالي . وربما سبب الإلغاء محاولة من أوباما لتجنب سخط إسرائيل ومسايرتها على الأقل.
قد تتضح معالم الصراعات الخفية بين إدارة أوباما وحلفائه ,وكذلك مع خلال الأعوام الأربعة القادمة أكثر وأكثر. و قد نشهد تسريب الفضائح, و توسيع عمليات التشويه والاغتيال لبعض من يخرج عن نص دعم إسرائيل بالقول والعمل. وقد تُوضع الكثير من العصي والعقبات في طريق أوباما وإدارته. و قد تتأجج نيران بعض النزاعات والأزمات, بهدف إحراج أوباما وإدارته ,وحتى إفشال المساعي لإيجاد حلول لها.