الاحزاب الساسية
مرسل: الأحد ديسمبر 16, 2012 11:35 am
نشأة... الأحزاب السياسية
ظهرت في الآونة الأخيرة في الكويت مسألة الأحزاب و التشكيلات السياسية علناً و على مرأى و مسمع من الشعب و الحكومة و قد كتب بعض الكتاب المحليين حول هذا الموضوع و كنت أراقب ما يجري و ما يكتب و بعض التحليلات عن الأحزاب و سلبياتها أو ايجابياتها إلا انني لم أر تحليلا شاملا واضحاً عن هذا الموضوع المهم الذي أشغل بالنا حتى أصبح حديث الساحة و حديث الدواوين و الشارع فرأيت لزاماً علي أن أوضح هذا الأمر لتوعية شعبنا المسلم للحقيقة و التاريخ و الواقع.
فنقول مستعيناً بالله سبحانه و تعالى:
إن الحزب في اللغة: جماعة من الناس يجمعهم رأي واحد على موقف واحد.
و في المصطلح السياسي: عبارة عن تجمع منظم يهدف للمشاركة في الحياة السياسية بقصد الاستيلاء كلياً أو جزئياً على السلطة.
قال أحد علماء السياسة هـ. كلن: «الحزب عبارة عن تشكيل يضم رجالا لهم نفس الرأي بهدف تأمين تأثير حقيقي لهم على إدارة الشؤون العامة».
و قال فرانسوا بوردو «الحزب هو كل تجمع لأفراد يبشرون بنفس الأفكار السياسية و يسعون لجعلها تتغلب من خلال مؤازرة اكبر عدد ممكن من المواطنين لها الاستيلاء على السلطة أو على الأقل للتأثير على قراراتها».
و قال العالم السياسي الكبير أوستن رني «الحزب عبارة عن جماعة منظمة ذات استقلال ذاتي تقوم بتعيين مرشحيها و تخوض المعارك الانتخابية على أمل الحصول على المناصب الحكومية و الهيمنة على خطط الحكومة».
و قال صاحب كتاب الأحزاب السياسية موريس دو فرجيه «الحزب عبارة عن تجمع مواطنين متحدين حول نفس النظام و الانضباط».
و يمكننا أن نستخلص من مجموع التعاريف ان الحزب في المصطلح السياسي الحديث عبارة عن «جماعة من الناس لهم تنظيم معين ورأي واحد و موقف موحد لأجل الوصول إلى الحكم و المشاركة فيه بالاعتماد على دعم الجماهير لهم».
و قد وردت في القرآن الكريم كلمة الحزب بمعنى الجماعة التي لها رأي واحد و موقف موحد حقاً كان أو باطلا ولكن أكثر موارد استعمال الحزب في القرآن الكريم جاء في مقام الذم و القدح مثل قوله تعالى: (فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون) المؤمنون آية/ 53. و قوله تعالى: (كذبت قبلهم قوم نوح و الأحزاب من بعدهم و همت كل أمة برسولهم ليأخذوه) غافر آية5/. و قوله تعالى: (استحوذ عليهم الشيطان فانساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان الا إن حزب الشيطان هم الخاسرون) المجادلة الآيتان 18 و 19.
و قد ذكر القرآن الكريم مصطلح الأحزاب في إحدى عشرة مرة في سبع سور مكية و مدنية و في جميع المرات ارتبط مفهوم الأحزاب بالشر و الرفض و عدم قبول الحق، نعم جاء في ثلاث آيات مدنية نزلت بعد الهجرة و ابان تشكيل الحكم الإسلامي بقيادة الرسول الأعظم ((صلى الله عليه وآله وسلم)) في القرآن الكريم لفظ الحزب مضافة إلى الله سبحانه و تعالى ليدل على الخير و قبول الحق و الارتباط بالله.
و للحزب تنظيم خاص و قيادة مركزية خاصة و قاعدة و يتم الاتصال بالقيادة الحزبية «رأس الهرم» طبقاً لنظام الخلايا و وفقاً للتنظيم الهرمي كما انه يتم تعيين أفراد القيادة الحزبية من خلال انتخاب أعضاء التنظيم لها.
و يجب أن يكون للحزب ثقافة خاصة و منهج سياسي و إعلامي لأفراد التنظيم و هناك مسؤوليات يحددها الحزب و يجب على الأعضاء الالتزام بها و الا فسوف يتعرض لعقوبات تكون أحياناً قاسية جداً و مع الأسف نرى ان بعض الأحزاب يعتمد نهجاً اقتصادياً و ثقافياً و سياسياً معيناً لكنه يتخلى عن هذه المبادىء تماماً حينما يصل إلى الحكم أو يشارك فيه، و الحزب تجمع سياسي من أجل الوصول أو المشاركة في الحكم أو التأثير على خطط الحكومة و ليس تجمعاً خيرياً أو ثقافياً أو دينياً أو تجارياً و ان كان افراده من المسلمين أو من التجار أو من المثقفين.
و يعتمد الحزب على تأييد القواعد الشعبية و تأييد الجماهير للوصول إلى أهدافه خصوصاً في عملية الانتخابات فالجمهور هو الأساس و الركن المهم في نجاح الأحزاب و من دون تأييد الناس يتحول الحزب إلى منظمة عسكرية ترعب الناس. انظر كتاب «الأحزاب السياسية و سياسة التوسع لبالوميرا و وايز».
و يعتبر التنظيم روح الحزب الذي به يحيا و من دونه يموت و يفنى و هو الحبل الذي يشد الأعضاء بعضهم إلى بعض بحيث يصبح لدى افراد الحزب الولاء المطلق الكامل للتنظيم و لقائده المؤسس.
بعد أن عرفنا مصطلح الحزب لغوياً و سياسياً نتطرق إلى تاريخ نشأة الأحزاب السياسية.
فقد اجمع العلماء و الباحثون في علم السياسة و خصوصا المختصين في تاريخ نشوء الأحزاب في العالم بأن هذه الظاهرة «العمل الحزبي» حديثة و ظهرت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي، يقول الباحث الكبير الأستاذ موريس دو فرجيه في كتابه الأحزاب السياسية «يعود تاريخ الأحزاب الحقيقية إلى قرن تقريباً ففي سنة 1850 م. لم يكن أي بلد في العالم يعرف الأحزاب السياسية بالمعنى العصري للكلمة فقد كان يوجد قديماً اختلافات في الآراء و نواد شعبية و تكتلات فكرية و كتل برلمانية لكنها لم تكن أحزاباً بالمعنى الصحيح و في سنة 1950 م. أخذت هذه الأحزاب تظهر في غالبية الأمم المتحضرة في حين كانت الدول الأخرى تجهد لتقليدها في ذلك».
و نستطيع أن نقول إن ولادة و ظهور الأحزاب السياسية و نشأتها التاريخية علمانية و ذلك لأن الناس ملوا و سئموا من استبداد الكنيسة و رجالاتها و مواقفها السياسية و آرائها الفكرية و نظرياتها البعيدة عن الواقع و قد ثار الناس ضد رجال الدين المسيحيين الذين كانوا يجبرون الناس بالقوة على قبول آرائهم الباطلة غير المنسجمة مع الحياة و التطورات البشرية.
فبعد اخفاق الصياغات الدينية المتعسفة التي كانت تحكم المجتمعات الغربية، ولدت الأحزاب السياسي كردة فعل على تصرفات الكنيسة و علمائها فرفضت القيمومة الدينية على العمل السياسية و رفضت تدخل رجال الدين و طالبت بفصل الدين عن السياسية فكان الحزب هو المتنفس الوحيد للتعبير عن الآراء و المواقف و النظريات السياسية ولا ننسى أيضاً دور التقدم الصناعي و التطور الاقتصادي و النهضة الحديثة في جميع مجالات الحياة في تكوين و نشوء الأحزاب السياسية.
ظهرت في الآونة الأخيرة في الكويت مسألة الأحزاب و التشكيلات السياسية علناً و على مرأى و مسمع من الشعب و الحكومة و قد كتب بعض الكتاب المحليين حول هذا الموضوع و كنت أراقب ما يجري و ما يكتب و بعض التحليلات عن الأحزاب و سلبياتها أو ايجابياتها إلا انني لم أر تحليلا شاملا واضحاً عن هذا الموضوع المهم الذي أشغل بالنا حتى أصبح حديث الساحة و حديث الدواوين و الشارع فرأيت لزاماً علي أن أوضح هذا الأمر لتوعية شعبنا المسلم للحقيقة و التاريخ و الواقع.
فنقول مستعيناً بالله سبحانه و تعالى:
إن الحزب في اللغة: جماعة من الناس يجمعهم رأي واحد على موقف واحد.
و في المصطلح السياسي: عبارة عن تجمع منظم يهدف للمشاركة في الحياة السياسية بقصد الاستيلاء كلياً أو جزئياً على السلطة.
قال أحد علماء السياسة هـ. كلن: «الحزب عبارة عن تشكيل يضم رجالا لهم نفس الرأي بهدف تأمين تأثير حقيقي لهم على إدارة الشؤون العامة».
و قال فرانسوا بوردو «الحزب هو كل تجمع لأفراد يبشرون بنفس الأفكار السياسية و يسعون لجعلها تتغلب من خلال مؤازرة اكبر عدد ممكن من المواطنين لها الاستيلاء على السلطة أو على الأقل للتأثير على قراراتها».
و قال العالم السياسي الكبير أوستن رني «الحزب عبارة عن جماعة منظمة ذات استقلال ذاتي تقوم بتعيين مرشحيها و تخوض المعارك الانتخابية على أمل الحصول على المناصب الحكومية و الهيمنة على خطط الحكومة».
و قال صاحب كتاب الأحزاب السياسية موريس دو فرجيه «الحزب عبارة عن تجمع مواطنين متحدين حول نفس النظام و الانضباط».
و يمكننا أن نستخلص من مجموع التعاريف ان الحزب في المصطلح السياسي الحديث عبارة عن «جماعة من الناس لهم تنظيم معين ورأي واحد و موقف موحد لأجل الوصول إلى الحكم و المشاركة فيه بالاعتماد على دعم الجماهير لهم».
و قد وردت في القرآن الكريم كلمة الحزب بمعنى الجماعة التي لها رأي واحد و موقف موحد حقاً كان أو باطلا ولكن أكثر موارد استعمال الحزب في القرآن الكريم جاء في مقام الذم و القدح مثل قوله تعالى: (فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون) المؤمنون آية/ 53. و قوله تعالى: (كذبت قبلهم قوم نوح و الأحزاب من بعدهم و همت كل أمة برسولهم ليأخذوه) غافر آية5/. و قوله تعالى: (استحوذ عليهم الشيطان فانساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان الا إن حزب الشيطان هم الخاسرون) المجادلة الآيتان 18 و 19.
و قد ذكر القرآن الكريم مصطلح الأحزاب في إحدى عشرة مرة في سبع سور مكية و مدنية و في جميع المرات ارتبط مفهوم الأحزاب بالشر و الرفض و عدم قبول الحق، نعم جاء في ثلاث آيات مدنية نزلت بعد الهجرة و ابان تشكيل الحكم الإسلامي بقيادة الرسول الأعظم ((صلى الله عليه وآله وسلم)) في القرآن الكريم لفظ الحزب مضافة إلى الله سبحانه و تعالى ليدل على الخير و قبول الحق و الارتباط بالله.
و للحزب تنظيم خاص و قيادة مركزية خاصة و قاعدة و يتم الاتصال بالقيادة الحزبية «رأس الهرم» طبقاً لنظام الخلايا و وفقاً للتنظيم الهرمي كما انه يتم تعيين أفراد القيادة الحزبية من خلال انتخاب أعضاء التنظيم لها.
و يجب أن يكون للحزب ثقافة خاصة و منهج سياسي و إعلامي لأفراد التنظيم و هناك مسؤوليات يحددها الحزب و يجب على الأعضاء الالتزام بها و الا فسوف يتعرض لعقوبات تكون أحياناً قاسية جداً و مع الأسف نرى ان بعض الأحزاب يعتمد نهجاً اقتصادياً و ثقافياً و سياسياً معيناً لكنه يتخلى عن هذه المبادىء تماماً حينما يصل إلى الحكم أو يشارك فيه، و الحزب تجمع سياسي من أجل الوصول أو المشاركة في الحكم أو التأثير على خطط الحكومة و ليس تجمعاً خيرياً أو ثقافياً أو دينياً أو تجارياً و ان كان افراده من المسلمين أو من التجار أو من المثقفين.
و يعتمد الحزب على تأييد القواعد الشعبية و تأييد الجماهير للوصول إلى أهدافه خصوصاً في عملية الانتخابات فالجمهور هو الأساس و الركن المهم في نجاح الأحزاب و من دون تأييد الناس يتحول الحزب إلى منظمة عسكرية ترعب الناس. انظر كتاب «الأحزاب السياسية و سياسة التوسع لبالوميرا و وايز».
و يعتبر التنظيم روح الحزب الذي به يحيا و من دونه يموت و يفنى و هو الحبل الذي يشد الأعضاء بعضهم إلى بعض بحيث يصبح لدى افراد الحزب الولاء المطلق الكامل للتنظيم و لقائده المؤسس.
بعد أن عرفنا مصطلح الحزب لغوياً و سياسياً نتطرق إلى تاريخ نشأة الأحزاب السياسية.
فقد اجمع العلماء و الباحثون في علم السياسة و خصوصا المختصين في تاريخ نشوء الأحزاب في العالم بأن هذه الظاهرة «العمل الحزبي» حديثة و ظهرت في النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي، يقول الباحث الكبير الأستاذ موريس دو فرجيه في كتابه الأحزاب السياسية «يعود تاريخ الأحزاب الحقيقية إلى قرن تقريباً ففي سنة 1850 م. لم يكن أي بلد في العالم يعرف الأحزاب السياسية بالمعنى العصري للكلمة فقد كان يوجد قديماً اختلافات في الآراء و نواد شعبية و تكتلات فكرية و كتل برلمانية لكنها لم تكن أحزاباً بالمعنى الصحيح و في سنة 1950 م. أخذت هذه الأحزاب تظهر في غالبية الأمم المتحضرة في حين كانت الدول الأخرى تجهد لتقليدها في ذلك».
و نستطيع أن نقول إن ولادة و ظهور الأحزاب السياسية و نشأتها التاريخية علمانية و ذلك لأن الناس ملوا و سئموا من استبداد الكنيسة و رجالاتها و مواقفها السياسية و آرائها الفكرية و نظرياتها البعيدة عن الواقع و قد ثار الناس ضد رجال الدين المسيحيين الذين كانوا يجبرون الناس بالقوة على قبول آرائهم الباطلة غير المنسجمة مع الحياة و التطورات البشرية.
فبعد اخفاق الصياغات الدينية المتعسفة التي كانت تحكم المجتمعات الغربية، ولدت الأحزاب السياسي كردة فعل على تصرفات الكنيسة و علمائها فرفضت القيمومة الدينية على العمل السياسية و رفضت تدخل رجال الدين و طالبت بفصل الدين عن السياسية فكان الحزب هو المتنفس الوحيد للتعبير عن الآراء و المواقف و النظريات السياسية ولا ننسى أيضاً دور التقدم الصناعي و التطور الاقتصادي و النهضة الحديثة في جميع مجالات الحياة في تكوين و نشوء الأحزاب السياسية.