صفحة 1 من 1

تطوير اجهزة الاعلام في نشر ثقافة النزاهة

مرسل: الأحد ديسمبر 16, 2012 4:54 pm
بواسطة محمد البدنه80
سعيا في الاسهام بإعداد وتطوير الملاكات البشرية العاملة بحقل الاعلام في نشر ثقافة النزاهة ،ولمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفساد ،نظمت دائرة العلاقات مع المنظمات غير الحكومية في هيئة النزاهة وبالتعاون مع الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين ورشة عمل وسمتها بـ ( تطوير اجهزة الاعلام والامكانيات المتاحة في نشر ثقافة النزاهة ) .الورشة التي شارك فيها نخبة من الصحفيين والاعلاميين اقيمت على قاعة المركز الثقافي النفطي ببغداد صبيحة يوم الاحد الموافق لليوم الثاني من شهر كانون الاول من العام الجاري 2012 م وانيطت مهمة ادارتها بالزميل الأستاذ ابراهيم السراجي رئيس الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين بدأت جدول اعمالها بكلمة الزميل السراجي التي ضمنها ترحيبه بالذوات المشاركين فيها ،فضلا عن اشارته الى الاهداف المتوخاة من فعاليات الورشة واهميتها في الاسهام باستثمار ما متاح من امكانيات وتوظيفها بمهمة نشر ثقافة النزاهة .اعقبه الاستاذ وليد عباس جواد معاون مدير دائرة العلاقات مع المنظمات غير الحكومية في هيئة النزاهة بالحديث عن اهمية الدور الاعلامي في نشر السلوك الثقافي الذي يعد من النشاطات الداعمة لتوجهات ورؤى هيئة النزاهة في مكافحة الفساد ونبذ المفسدين ،موضحا في الوقت ذاته سعي هيئة النزاهة لتوظيف ما متاح من الوسائل الاعلامية في مهمة تحصين الموظف الحكومي والمواطن على حد سواء باتجاه نبذ الفساد ومحاربة المفسدين .
اولى فعاليات الورشة كانت محاضرة بعنوان ( تطوير الاعلام في العراق والقدرة على توجيه الراي العام باتجاه محاربة الفساد ونشر النزاهة ) اعدتها الزميلة الاعلامية منتهى حسين القيسي عضو اتحاد الاذاعيين والتلفزيونيين العراقيين .وقد خلصت القيسي في ورقتها الى ارتهان دور الاعلام المحلي في مهمة كشف الفساد بمسالة حق الحصول على المعلومة ،وضمان امان وسلامة الصحفي ،وقوانين حمايته ،وتوجهات المؤسسة الاعلامية التي يعمل لحسابها ،فضلا عن تأكيدها على ان استثمار التطور الاعلامي والمهني في التعامل مع ملف مكافحة الفساد يعبر عن تحقيق الاهداف المرجوة من عملية تسخير الاعلام بما له من تأثير واهمية لصالح قضية النزاهة .المحاضرة التالية التي وسمها معدها الاستاذ رعد وعد الله الجبوري بـ ( فاعلية الخطط الاعلامية في مؤسسات الدولة وقدرتها على توجيه الموظف الحكومي باتجاه نبذ الفساد ) تضمنت الى جانب عرض المفاهيم الخاصة بالتخطيط والتخطيط الاعلامي ثلاثة محاور ،اولهما جاء بعنوان ( وظيفة الاقسام والمكاتب الاعلامية في مؤسسات الدولة ... نبذ ام دفاع عن الفساد ) .اما ثانيهما فقد تمحور حول موضوع ( فعالية الخطط الاعلامية في مؤسسات الدولة في الحد من ظاهرة الفساد ونبذها ) ،فيما خصص الجبوري المحور الاخير من ورقته للبحث في مسالة ( التحديات التي تحد من فعالية الخطط الاعلامية لمؤسسات الدولة ) .وقد تركزت اهم النتائج التي توصلت اليها الدراسة في افتقار اغلب العاملين في اقسام ومكاتب الاعلام الى الكفاءة والمهنية والخبرة الى جانب عدم ايلاء الادارات العليا اهمية لتطوير مكاتبها الاعلامية ،موضحا في الوقت ذاته ان الحقيقة التي ينبغي ان تذكر وبكل وضوح هي ان اغلب مكاتب اعلام مؤسسات الدولة تعمل من دون خطط ،لكونها اصلا غير موجودة في تفكير القائمين عليها وان وجدت ،فإنها لن تجد الدعم الحقيقي والسند لها من قبل اداراتها العليا .
الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين تبنت المحور الاخير من فعالية محاضرات هذه الورشة عبر الورقة البحثية التي اعدها الزميل الاعلامي ناظم العكيلي نائب رئيس الجمعية التي وسمها بـ ( التأثير الاعلامي لهيئة النزاهة في محاربة الفساد في ضوء الوسائل المتاحة ) .وقد توزعت هذه الدراسة على ثلاثة مباحث ،اولهما حمل عنوان ( الاطر الاساسية لإعلام هيئة النزاهة ) ،وثانيهما وسمه الباحث بـ ( المنافذ الاعلامية المتاحة للهيئة ) ،في حين جاء المبحث الاخير تحت عنوان ( اعلام الهيئة وسمات القوة والتمكن ) .وخلصت الورقة الى اهمية الاعلام بكافة ادواته ووسائله في مهمة الرقابة والتثقيف والتوعية وتوجيه الراي العام شريطة اقترانه بهامش مريح من الحرية والاستقلالية والقدرة المهنية العالية ،اضافة الى تصاعد ادوار ومسؤوليات الاعلام الرسمي المرتبط بالمؤسسات المعنية بمكافحة الفساد وتعزيز الشفافية والنزاهة وازدياد ثقلها الرئيس في اجتثاث الفساد ومكافحة اثاره بكل صورها وتجلياتها .وبعد الاجابة على اسئلة الحضور التي تضمنت مناقشات معمقة حول مضامين البحوث التي تقدم ذكرها ،فضلا عما اقترح من سبل تكفل المعاونة في نشر ثقافة النزاهة التي تستلزمها مهمة مكافحة وردع مظاهر الفساد المالي والاداري ،جرى ملئ استمارات الاستبانة الخاصة بأهمية الورشة وما طرح خلالها ،اضافة الى مقترحات وملاحظات المشاركين بصددها .اخر فعاليات الورشة التي حظيت بحضور حشد من القنوات الفضائية ومراسلي الصحف المحلية كانت توزيع شهادات المشاركة على من انتظم فيها من الصحفيين والاعلاميين والزملاء المساهمين بإعداد وعرض الورقات البحثية .وعن اهمية هذه الورشة اكد الاستاذ وليد عباس جواد معاون مدير دائرة العلاقات مع المنظمات غير الحكومية في هيئة النزاهة الى تعدد المنافذ الاعلامية لهيئة النزاهة وتنوع اشكالها وصورها الفنية والمهنية لتامين اقصى مساحة ممكنة من التواصل الإعلامي مع المسؤول والموظف الحكومي والمواطن ،موضحا في الوقت ذاته ان هذه فعاليات هذه المنظومة تشكل عمليا تجربة اعلامية متميزة للتواصل ،متمنيا في الوقت ذاته ان تتعاون الوزارات والهيئات والمؤسسات مع هيئة النزاهة لضمان تحقيق المساحة الاكبر من الاهداف والغايات التي تسعى اليها .من جانبه دعا الزميل الاستاذ ابراهيم السراجي رئيس الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين الى ضرورة سعي مختلف الوسائل الاعلامية في البلاد الى المساهمة في توعية الموظف الحكومي والمواطن على حد سواء عبر اليات بمقدورها بيان المضار التي يخلفها الفساد المالي والاداري على المنظومة الاخلاقية لمجتمعنا التي تعد دعامة البناء الاجتماعي التي لا يمكن تغافلها ،وعلى اقتصادنا الوطني الذي يعد الركيزة الاساس لعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية ،فضلا عن توجيه الارشادات والنصائح التي بوسعها تبصير الموظف الحكومي والمواطن بعواقب الفساد القانونية والقضائية .
· المهندس لطيف عبد سالم العكيلي / باحث وكاتب .