تجارة الوهم تبدأ بإرضاء الطموح وتنتهي بالاكتئاب
مرسل: الأحد ديسمبر 16, 2012 5:28 pm
تجارة الوهم تبدأ بإرضاء الطموح وتنتهي بالاكتئاب
نادية الفواز- سبق- أبها: اعتبر خبراء علم الاجتماع والتسويق أن تجارة الوهم لا ترتبط بمستوى التعليم أو بمجتمع معين، موضحين أن بيع الخرافة لم يقتصر على المجتمعات القديمة وإنما ارتدى شكل النظريات الحديثة، بما تتداوله وسائل الإعلام في مناحي الحياة كافة.
وقال استشاري علم الاجتماع بجامعة الملك سعود بالرياض الدكتور صالح الرميح: إن التغير السريع على المجتمعات العربية نتيجة الانفتاح على العالم أصبح سبباً في رواج تجارة الوهم، فقد صرنا نعيش في عالم المتغيرات والتطور المذهل الذي جعل الإنسان يصدق أي شيء.
وذكر الرميح أن تجارة الوهم دخلت في العديد من المجالات، ومنها المجالات الصحية والتجميل والعلاج بالرقية الشعبية وتجارة الأعشاب والتقنيات وعالم الخرافة والغيبيات وتفسير الأحلام، من تجار استغلوا هذا الانفتاح وسرعة التغير في العصر لبيع هذه الأوهام التي لم تقتصر على قطاع أو فكر معين، بل تلبست حتى النظريات العلمية.
وأضاف الرميح: "صرنا نعيش في عالم مفتوح يتأثر بطريقة أو بأخرى بالمتغيرات، فصار الإنسان يبحث عن الكماليات لتحسين الصحة والجمال، والتخلص من السمنة والمرض، وصار يبحث عن الأمور التي كان يعتبرها في السابق هامشية، فصار يركض وراء وهم الجمال والنحافة والتفوق والتغيير والرقي، ويدفع ثمن ذلك في بعض الأحيان من صحته وحياته، حين تظهر النتائج مختلفة عن توقعاته".
وقال الرميح إن البرامج الدعائية المباشرة ساهمت بشكل كبير في بيع الوهم، فصرنا نرى العديد من الإعلانات عن الجمال والنحافة والتسوق عن بعد، وغيرها من الإعلانات التي تبيع وهم الرجولة والإنجاب والزواج والثراء وقراءة الكف ومعرفة الغيب والأبراج التي تنشط مطلع كل عام لمعرفة الغيب والأحداث، وما يدفعه البعض لقراءة الغيب والأبراج والتنجيم ومعرفة عالم الغيب.
وأكد الرميح أن ثقافة الخرافة والوهم منتشرة في جميع الثقافات والجنسيات، ولا تقتصر على جهة معينة أو شعب معين، كما أنها لم تعد مقصورة على دول العالم الثالث وإنما هي ثقافة يصدقها الكثيرون، وأكبر دليل على هذه الثقافة ما حدث في سوق الأسهم في مختلف دول العالم.
ورأى الرميح أن ما يحدث هو نتيجة للرغبة في الكسب والنجاح والجمال والشفاء والرقي، فصار الإنسان يجازف للحصول على هذه الأمور رغم سماعه عن تضرر البعض منها، كما أن آثارها كانت وخيمة على البعض الآخر، وكانت نتائجها ما بين تفاقم المرض والموت أو الخسائر المادية والصحية، فبدلاً من الانشغال بتحقيق النجاح وتربية الأبناء والتخطيط لاستثمار الوقت والتخطيط السليم للحياة، صار الإنسان يصدق هذه الحيل.
وقال الرميح إن للنجاح وللحصول عليه أبجديات لا تأتي بالتمني وبالوهم إنما بالعمل، مبيناً أن الجيل الجديد لا بد أن يدرك ذلك، وبأنه يعول كثيراً على وعي الجيل الجديد الذي يستفيد من كل الإمكانات المتاحة، ويوظفها في المهارات والإبداع والتفكير، معولاً على دور الآباء والأمهات في توجيه الأبناء وتوعيتهم للبعد عن القشور والنظر إلى جوهر الأشياء بواقعية.
واعتبر أن الجيل الجديد لديه النضج الكافي ولكنه يحتاج للتوجيه. وحذر الرميح من الآثار السلبية من نتائج الوهم والخرافة، وخاصة ما يؤدي منها إلى اكتئاب نفسي عندما يصدمه الواقع ويجد نفسه قد تبع السراب، وأن ما تمناه لم يحدث، بل إنه قد يكون فقد ما لديه من مقومات. واستغرب من بعض القنوات الفضائية التي تعلم الوهم وألعاب السحر والخفة.
وقال استشاري طب الأسرة والمجتمع بجامعة الملك خالد البروفيسور خالد جلبان: إن تجارة الوهم تخضع للعرض والطلب لأصحاب المصلحة في تسويق هذه التجارة التي تمس حياة الناس.
وأوضح أن المسوقين يخاطبون بهذه التجارة أماني الإنسان في الغنى والسعادة الزوجية والجمال والصحة، وأمور قد تكون مفقودة لديهم، مثل الأمراض المستعصية أو التطلعات التي يطمح إليها، مما يجعله يلجأ إلى تلقي هذه التجارة التي أضحت رائجة رغم أن الشخص قد لا يكون مؤمناً بها، وإنما يقوم بتقبلها لإرضاء طموحه وتخفيف الضغط النفسي عنه.
وشدَّد جلبان على أن الإشكالية تكمن في عدم احترام التخصص، فقد لاحظنا دخول أطباء على تخصصات لا تمت لهم بصلة، وصرف أدوية لمرضى لا يتبعون لتخصصاتهم، كما شهدنا تدخل الشيوخ والرقاة بصرف أدوية نفسية دون مرجعية.
وقال إن تجار الوهم يعزفون على نغمة الاحتياج وخاصة لمرضى الأمراض المستعصية، بينما يترك للمستفيد حرية قرار الشراء أو عدمه دون أي تدخل من الجهات الرسمية، بفرض الرقابة على هذه المنتجات وترك الخيار للمتلقي، بينما هو ينظر إلى كون السماح بالبيع أمراً حقيقياً ومسموحاً به.
وطالب جلبان بفرض رقابة مشددة على كل التخصصات وأن يكون هناك مرجعية وجهات رقابية تمنع الممارسة إلا بترخيص، مع مراعاة التجديد في التراخيص بعد التأكد من الالتزام بالمواصفات لأي مهنة تمس حياة الناس.
واعتبر أن هذا هو الحل الأمثل إلى جانب الحلول التثقيفية والتوعوية بأهمية التأكد من المرجعية.
من جهته بيَّن مدير مركز داوني الصحي والمتخصص في التسويق الدكتور سعيد الدوسري أن تجارة الوهم أخذت طابعاً حديثاً ونظريات حديثة تقودها منظمات عالمية تسوق للوهم والخرافة كجزء من التسويق للحلم.
وقال إن العقل البشري قابل لتلقي الخرافة والوهم، سواء أكان في العالم العربي أو في أي مكان، مبيناً أن المجتمع السعودي هو جزء من هذا العالم، كما أن هذا التقبل لم يعد يختلف ما بين متعلم وغير متعلم، فمن يعلم بجزئية يجهل جزئية أخرى.
ولفت الدوسري إلى أن 90% من طرق الترويج للسلع يعتمد على الوهم، وذلك لأنه يخاطب الحاسة السادسة للميل للسلعة والفكرة المقدمة والخروج من الحواس الملموسة.
وفسر الدوسري الوهم بحالة الإبهار والسعادة بالشراء والقناعة، بأنه حصل على فرصة مميزة، قائلاً إن الاقتصاد يقوم على هذه الحالة من القناعة والإبهار، وما نراه في سوق الأسهم والعلامات التجارية وكثير من المشاريع التي تقوم على مخاطبة حواس المتلقي والقناعة التي يسوق لها من خلال الإعلانات التي توفر بيئة خصبة لهذه التجارة، التي في اعتقاده لا تختلف ما بين رجل وامرأة، فكل منهما يروج هذه التجارة بما يخصه ولما ينساق له.
وأضاف أن هذه التجارة دخلت في العديد من القطاعات في التسويق وفي الاقتصاد وفي الصحة والتجميل والموضة ومناحي الحياة كافة، فالإعلانات لم تترك أي مجال دون أن تقدم هذه الحالة من الإبهار الذي ارتدته حتى النظريات العلمية.
وشدد الدوسري على أهمية وجود المرجعيات لعلاج هذه المشكلة، بالبحث قبل الانسياق لها من خلال المرجعية الدينية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو التسويقية.
وقالت مها الصالح "معلمة": بيع الوهم والخرافة والحديث عن الغيبيات يصبح أكثر رواجاً في مطلع كل عام، فصرنا نلاحظ كثرة الاتصالات بمروجي الخرافة والوهم للحديث عن الغيبيات والأبراج. وأضافت: لاحظت أن العديد من السيدات يحولن مبالغ بالدولار إلى بعض القنوات الفضائية التي تبيع لهم الوهم والخرافة والحديث عن المستقبل.
وقالت: دخلت تجارة الوهم في العديد من الإعلانات التلفزيونية للتنحيف والتخسيس والتجميل والإنجاب، فلم يبق جانب من جوانب الحياة إلا وتلبسته هذه التجارة التي تسوق لها التقنيات الحديثة وتبيع للناس الوهم بالصحة والجمال والرشاقة والثراء عبر هذه الوسائل.
وقالت عايشة عسيري "إعلامية": إن هذه التجارة تقبل عليها المرأة بسبب تعدد متطلباتها، وبسبب تأثرها بآراء السيدات من حولها، حول شؤونها التجميلية والحياتية مما يجعلها أكثر تلقياً للوهم.
وأضافت: فكر المرأة بيئة خصبة لتقبل الوهم، سواء في عمليات التجميل أو علاج العقم، وقد سمعنا قصصاً لا يقبلها العقل، وتصدقها المرأة، وهي تظن أنها بذلك تحقق آمالها وتطلعاتها الصحية والتجميلية والاجتماعية، مما أدى إلى توجيه 80% من الرسائل الدعائية والإعلامية للمرأة والأطفال، باعتبارهما وسيلة الضغط على الأب وعلى الأسرة، وتوجيه اقتصادات الأسرة نحو قبول أو رفض سلعة بناء على ما تبثه هذه القنوات.
نادية الفواز- سبق- أبها: اعتبر خبراء علم الاجتماع والتسويق أن تجارة الوهم لا ترتبط بمستوى التعليم أو بمجتمع معين، موضحين أن بيع الخرافة لم يقتصر على المجتمعات القديمة وإنما ارتدى شكل النظريات الحديثة، بما تتداوله وسائل الإعلام في مناحي الحياة كافة.
وقال استشاري علم الاجتماع بجامعة الملك سعود بالرياض الدكتور صالح الرميح: إن التغير السريع على المجتمعات العربية نتيجة الانفتاح على العالم أصبح سبباً في رواج تجارة الوهم، فقد صرنا نعيش في عالم المتغيرات والتطور المذهل الذي جعل الإنسان يصدق أي شيء.
وذكر الرميح أن تجارة الوهم دخلت في العديد من المجالات، ومنها المجالات الصحية والتجميل والعلاج بالرقية الشعبية وتجارة الأعشاب والتقنيات وعالم الخرافة والغيبيات وتفسير الأحلام، من تجار استغلوا هذا الانفتاح وسرعة التغير في العصر لبيع هذه الأوهام التي لم تقتصر على قطاع أو فكر معين، بل تلبست حتى النظريات العلمية.
وأضاف الرميح: "صرنا نعيش في عالم مفتوح يتأثر بطريقة أو بأخرى بالمتغيرات، فصار الإنسان يبحث عن الكماليات لتحسين الصحة والجمال، والتخلص من السمنة والمرض، وصار يبحث عن الأمور التي كان يعتبرها في السابق هامشية، فصار يركض وراء وهم الجمال والنحافة والتفوق والتغيير والرقي، ويدفع ثمن ذلك في بعض الأحيان من صحته وحياته، حين تظهر النتائج مختلفة عن توقعاته".
وقال الرميح إن البرامج الدعائية المباشرة ساهمت بشكل كبير في بيع الوهم، فصرنا نرى العديد من الإعلانات عن الجمال والنحافة والتسوق عن بعد، وغيرها من الإعلانات التي تبيع وهم الرجولة والإنجاب والزواج والثراء وقراءة الكف ومعرفة الغيب والأبراج التي تنشط مطلع كل عام لمعرفة الغيب والأحداث، وما يدفعه البعض لقراءة الغيب والأبراج والتنجيم ومعرفة عالم الغيب.
وأكد الرميح أن ثقافة الخرافة والوهم منتشرة في جميع الثقافات والجنسيات، ولا تقتصر على جهة معينة أو شعب معين، كما أنها لم تعد مقصورة على دول العالم الثالث وإنما هي ثقافة يصدقها الكثيرون، وأكبر دليل على هذه الثقافة ما حدث في سوق الأسهم في مختلف دول العالم.
ورأى الرميح أن ما يحدث هو نتيجة للرغبة في الكسب والنجاح والجمال والشفاء والرقي، فصار الإنسان يجازف للحصول على هذه الأمور رغم سماعه عن تضرر البعض منها، كما أن آثارها كانت وخيمة على البعض الآخر، وكانت نتائجها ما بين تفاقم المرض والموت أو الخسائر المادية والصحية، فبدلاً من الانشغال بتحقيق النجاح وتربية الأبناء والتخطيط لاستثمار الوقت والتخطيط السليم للحياة، صار الإنسان يصدق هذه الحيل.
وقال الرميح إن للنجاح وللحصول عليه أبجديات لا تأتي بالتمني وبالوهم إنما بالعمل، مبيناً أن الجيل الجديد لا بد أن يدرك ذلك، وبأنه يعول كثيراً على وعي الجيل الجديد الذي يستفيد من كل الإمكانات المتاحة، ويوظفها في المهارات والإبداع والتفكير، معولاً على دور الآباء والأمهات في توجيه الأبناء وتوعيتهم للبعد عن القشور والنظر إلى جوهر الأشياء بواقعية.
واعتبر أن الجيل الجديد لديه النضج الكافي ولكنه يحتاج للتوجيه. وحذر الرميح من الآثار السلبية من نتائج الوهم والخرافة، وخاصة ما يؤدي منها إلى اكتئاب نفسي عندما يصدمه الواقع ويجد نفسه قد تبع السراب، وأن ما تمناه لم يحدث، بل إنه قد يكون فقد ما لديه من مقومات. واستغرب من بعض القنوات الفضائية التي تعلم الوهم وألعاب السحر والخفة.
وقال استشاري طب الأسرة والمجتمع بجامعة الملك خالد البروفيسور خالد جلبان: إن تجارة الوهم تخضع للعرض والطلب لأصحاب المصلحة في تسويق هذه التجارة التي تمس حياة الناس.
وأوضح أن المسوقين يخاطبون بهذه التجارة أماني الإنسان في الغنى والسعادة الزوجية والجمال والصحة، وأمور قد تكون مفقودة لديهم، مثل الأمراض المستعصية أو التطلعات التي يطمح إليها، مما يجعله يلجأ إلى تلقي هذه التجارة التي أضحت رائجة رغم أن الشخص قد لا يكون مؤمناً بها، وإنما يقوم بتقبلها لإرضاء طموحه وتخفيف الضغط النفسي عنه.
وشدَّد جلبان على أن الإشكالية تكمن في عدم احترام التخصص، فقد لاحظنا دخول أطباء على تخصصات لا تمت لهم بصلة، وصرف أدوية لمرضى لا يتبعون لتخصصاتهم، كما شهدنا تدخل الشيوخ والرقاة بصرف أدوية نفسية دون مرجعية.
وقال إن تجار الوهم يعزفون على نغمة الاحتياج وخاصة لمرضى الأمراض المستعصية، بينما يترك للمستفيد حرية قرار الشراء أو عدمه دون أي تدخل من الجهات الرسمية، بفرض الرقابة على هذه المنتجات وترك الخيار للمتلقي، بينما هو ينظر إلى كون السماح بالبيع أمراً حقيقياً ومسموحاً به.
وطالب جلبان بفرض رقابة مشددة على كل التخصصات وأن يكون هناك مرجعية وجهات رقابية تمنع الممارسة إلا بترخيص، مع مراعاة التجديد في التراخيص بعد التأكد من الالتزام بالمواصفات لأي مهنة تمس حياة الناس.
واعتبر أن هذا هو الحل الأمثل إلى جانب الحلول التثقيفية والتوعوية بأهمية التأكد من المرجعية.
من جهته بيَّن مدير مركز داوني الصحي والمتخصص في التسويق الدكتور سعيد الدوسري أن تجارة الوهم أخذت طابعاً حديثاً ونظريات حديثة تقودها منظمات عالمية تسوق للوهم والخرافة كجزء من التسويق للحلم.
وقال إن العقل البشري قابل لتلقي الخرافة والوهم، سواء أكان في العالم العربي أو في أي مكان، مبيناً أن المجتمع السعودي هو جزء من هذا العالم، كما أن هذا التقبل لم يعد يختلف ما بين متعلم وغير متعلم، فمن يعلم بجزئية يجهل جزئية أخرى.
ولفت الدوسري إلى أن 90% من طرق الترويج للسلع يعتمد على الوهم، وذلك لأنه يخاطب الحاسة السادسة للميل للسلعة والفكرة المقدمة والخروج من الحواس الملموسة.
وفسر الدوسري الوهم بحالة الإبهار والسعادة بالشراء والقناعة، بأنه حصل على فرصة مميزة، قائلاً إن الاقتصاد يقوم على هذه الحالة من القناعة والإبهار، وما نراه في سوق الأسهم والعلامات التجارية وكثير من المشاريع التي تقوم على مخاطبة حواس المتلقي والقناعة التي يسوق لها من خلال الإعلانات التي توفر بيئة خصبة لهذه التجارة، التي في اعتقاده لا تختلف ما بين رجل وامرأة، فكل منهما يروج هذه التجارة بما يخصه ولما ينساق له.
وأضاف أن هذه التجارة دخلت في العديد من القطاعات في التسويق وفي الاقتصاد وفي الصحة والتجميل والموضة ومناحي الحياة كافة، فالإعلانات لم تترك أي مجال دون أن تقدم هذه الحالة من الإبهار الذي ارتدته حتى النظريات العلمية.
وشدد الدوسري على أهمية وجود المرجعيات لعلاج هذه المشكلة، بالبحث قبل الانسياق لها من خلال المرجعية الدينية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو التسويقية.
وقالت مها الصالح "معلمة": بيع الوهم والخرافة والحديث عن الغيبيات يصبح أكثر رواجاً في مطلع كل عام، فصرنا نلاحظ كثرة الاتصالات بمروجي الخرافة والوهم للحديث عن الغيبيات والأبراج. وأضافت: لاحظت أن العديد من السيدات يحولن مبالغ بالدولار إلى بعض القنوات الفضائية التي تبيع لهم الوهم والخرافة والحديث عن المستقبل.
وقالت: دخلت تجارة الوهم في العديد من الإعلانات التلفزيونية للتنحيف والتخسيس والتجميل والإنجاب، فلم يبق جانب من جوانب الحياة إلا وتلبسته هذه التجارة التي تسوق لها التقنيات الحديثة وتبيع للناس الوهم بالصحة والجمال والرشاقة والثراء عبر هذه الوسائل.
وقالت عايشة عسيري "إعلامية": إن هذه التجارة تقبل عليها المرأة بسبب تعدد متطلباتها، وبسبب تأثرها بآراء السيدات من حولها، حول شؤونها التجميلية والحياتية مما يجعلها أكثر تلقياً للوهم.
وأضافت: فكر المرأة بيئة خصبة لتقبل الوهم، سواء في عمليات التجميل أو علاج العقم، وقد سمعنا قصصاً لا يقبلها العقل، وتصدقها المرأة، وهي تظن أنها بذلك تحقق آمالها وتطلعاتها الصحية والتجميلية والاجتماعية، مما أدى إلى توجيه 80% من الرسائل الدعائية والإعلامية للمرأة والأطفال، باعتبارهما وسيلة الضغط على الأب وعلى الأسرة، وتوجيه اقتصادات الأسرة نحو قبول أو رفض سلعة بناء على ما تبثه هذه القنوات.