- الأحد ديسمبر 16, 2012 6:09 pm
#57447
نيقولو مكيافيللي Niccolo Machiavelli كاتب ومفكر إيطالي ولد في فلورنسا عام 1469م وتوفي عام 1527م وقد وضع أهم افكاره حول مفاهيم السياسة والحكم وإدارة شؤون الدولة في كتابه المعنون( الأمير) الذي ألفه للأمير الإيطالي «لورنزو» فقدم له نصائح يرى البعض انها تحمل معاني النذالة والإنتهازية وعدم إحترام حقوق الأخرين ويعتبر حتى قتل الأبرياء أمراً طبيعياً من الممكن فعله من أجل الحفاظ على الملك أو الحكم وله تنسب الجملة الشهيرة ( الغاية تبرر الوسيلة ) وبالرغم من مرور خمسة قرون على تأليف كتاب الأمير لم يحظ كتاب في السياسة بشهرته ولم يذع اسم مؤلف كما ذاع اسم مكيافيللي بالرغم من أن أغلب من يستشهدون به لم يقرأوه !! ولعل من أهم العبارات التي وردت فيه قوله ( هلك الأنبياء العُزل وأنتصر جميع الأنبياء غير العُزل لإن طبيعة البشر متقلبة ومن السهل أن نستميلهم إلى أمر من الأمور ولكن من الصعب أن نبقي على إيمانهم هذا )))) أفلح مكيافيللي في تغذية العقل السياسي الأوروبي بنصائحه. ولم يقتصر أثرها على الأوروبيين الذين كانوا يتحاربون فيما بينهم من أجل الإمارات الصغيرة بل حملوا نصائح مكيافيللي وطبقوها على البلاد التي اغتصبوها في انحاء العالم وسرعان ما تناول الحكام المحليون – وخاصة المستبدون منهم - نصائح مكيافيللي ورفعوا شعار «الضرورات تبيح المحظورات» لتحقيق اطماعهم، منتهجين مسلك الغاية تبرر الوسيلة، لقد أصبح كتاب ( الامير) من أهم المصادر لمن يدرس السياسة أو يزاولها كمهنة أو يتتبع أحداثها كهواية أو يعالجها كموضوع أو يراقبها على مسرح العالم السياسي ولا تزال قواعد وألاعيب مكيافللي هي المنارة التي يهتدي بهديها معظم الحكام في هذا العصر حتى وإن لم يقرأوا مكيافيللي على مبدأ كل شيء مباح مادامت هناك القوة اللازمة لتحقيقه ! ولعل من سوء حظ سمعة مكيافيللي أن هذا الكتاب بالذات قد طغى على جميع مؤلفاته وظهرت المكيافيللية كمذهب في السياسة ولا تزال قائمة حتى اليوم وقد سيطر فكر مكيافيللي على التيارات السياسية في القرنين التاسع عشر والقرن العشرين من أقوال مكيافيللي ( عندما تفتقر الدولة إلى السلاح الكافي تنعدم القوانين الجيدة وعندما تكون جميع الدول مسلحة تمام التسلح تكون جميع قوانينها جيدة) تحدث مكيافيللي عن انواع الحكومات والطريقة التي أنشأت بها كما تحدث عن الملكيات الوراثية والملكيات المختلطة وتحدث عن القوة وقال إنها تأتي بطريقين الحيلة أو القوة العسكرية أو كلتاهما كما تحدث عن حكم المدن وتحدث عن القدرة والكفاءة لإدارة الدول وعن الرجال الذين يصلون إلى الإمارة عن طريق النذالة والقبح وأجاب عن سؤال كيف تقاس قوة الدول كما تحدث عن واجبات الأمير تجاه شعبه والأمور التي يستحق عليها الرجال والامراء المديح أو اللوم كما تحدث عن السخاء والبخل وأجاب عن السؤال هل من الخير أن تكون محبوباً أو مهاباً ولقد اجاب بان على الحاكم أن يكون مرغوباً محبوباً و مرهوباً مهاباً وإذا كان من العسير الجمع بين الأمرين فمن الأفضل أن يخافوك الناس على أن يحبوك كما تحدث عن بناء مؤسسات الدولة وكيف يعمل الأمير لإكتساب الشهرة وكيفية اختيار الوزراء وقال إنه يجب أن يكونوا لائقين اكفاء مخلصين ويجب آن يفكروا بالأمير والناس أكثر من أعمالهم الخاصة لإن الرجل الذي يفكر بمنافعه لا يصلح لإن يكون وزيراً نافعاً كما تحدث عن أثر القدر في الشؤون الانسانية وقال بإن الحظ يتبدل وأعتبر الحظ كالمرأة فإن أردت السيطرة عليها فعليك أن تفعل ذلك بالقوة و مكيافيللي هو صاحب فكرة فصل السياسة عن الاخلاق تماماً . نحترم الاخلاق ما دامت لا تعرقل تحقيق الهدف الساسي !! واعتبر البشر انانيين يحبون ذاتهم لذا على الحاكم أن يكون قوياً وأن يسن القوانين القوية المحترمة ولا مانع من الاستبداد لقسر الشعب على الاستقرار الطريف اليوم أن عبارة المكيافيللية أصبحت تعتمد كصفة في كل استشهاد أو وصف للخبث والغدر والفساد في السلوك والاخلاق والتعامل و لكن الإيطاليين كما هي عادتهم صنعوا لمكيافيللي تمثالاً خارج متحف الاوفيزي الذي يعد أهم و أشهر المتاحف الفنية في العالم, وقد تمت ترجمة مكيافيللي إلى العديد من لغات العالم ومنها إلى اللغة العربية بعدة ترجمات منها عن دار الافاق الجديدة في بيروت : الأمير تاليف نيقولو مكيافيللي – تعليق بنيتو موسوليني – تعريب خيري حماد – تعقيب فاروق سعد.