صفحة 1 من 1

قـاتل برتبـة مـريـض

مرسل: الأحد ديسمبر 16, 2012 7:19 pm
بواسطة محمد الثبيتي 3
قـاتل برتبـة مـريـض..!!
محمد الصيـعري

إن أكثر ما يلفت الانتباه، رغم كثرة الجرائم التي نسمع عنها يومياً، ليس المريض النفسي المرتكب لها؛ وإنما مراكز التأهيل تلك والعيادات المتخصصة في معالجة هؤلاء المرضى النفسيين من الأساس، بمن فيها – أي تلك العيادات - من كوادر بشرية وطبية وأدوية وتقنية وغيرها الكثير من الإمكانيات المتوافرة!!

ذلك أن اللوم هنا، وبشكل مباشر، يقع على الدكاترة النفسيين والأطباء والمستشفيات التي تُعنى بمعالجة المرضى والمراجعين، ممن لديهم أي نوع من أنواع هذا المرض، ويحتاجون فيه إلى المتابعة بشكل مستمر، وإلى عناية فائقة، وفتح سجلات طبية وضرب مواعيد لا تنتهي نظراً لعدم القضاء على هذا المرض الخطر، بما يعيد لنا الاطمئنان تجاه مثل الفئة الذين لا ذنب لهم سوى أنهم مجرد مصابين بهذا المرض..!!

كما أن الخطأ أيضاً يتحمله أهالي المرضى النفسيين والأشخاص المصابين باعتلالات عقلية وعلامات تدل على أنهم سيشكلون خطراً على أنفسهم وعلى الآخرين في قادم الأيام ومرور الوقت، ما لم يتم الانتباه لهم ومحاولة علاجهم، أو حتى في طريقة تكتمهم وإخفاء مثل هذه الحقائق المهمة للغاية بعد الأخذ بأيديهم والذهاب بهم للمستشفيات المتخصصة؛ حتى لا يقع الفأس بشقيه في فروة الرأس، وعندها حتماً لن ينفع عض الأصابع من جراء الندم..!!

ففي كثير من جرائم "القتل" وحالات الانتحار والعنف الأُسري ضد الزوجات أحياناً قليلة والأطفال بشكل لافت ومخيف ــ كما نقرأ ونطالع يومياً في أخبار الصحف الإلكترونية، وغيرها من الوسائل الإعلامية الأخرى المختلفة - يكون الفاعل على الدوام مريضٌ نفسي، يعاني الاكتئاب والاضطراب في السلوك، وعدم الإحساس بالفعل، والرغبة في الانتقام من المجتمع، والتصرف من دون وعي أو إدراك لما قام به..!!

لكننا لم نسأل أنفسنا ولو مرة واحدة: ما دور المختصين من الأطباء والدكاترة في مجال علم النفس والاجتماع في معالجة هؤلاء المرضى حتى يعودوا أصحاء نافعين، وكذلك حتى لا يرتكبوا حماقات وأفعالاً مضرة، من شأنها الإضرار بالغير، خاصة ما يصل منها إلى حد القتل والاعتداء على الأبرياء؛ وبالتالي يكونون ضحايا بلا ثمن في سجلات هؤلاء المرضى..؟!!

والسؤال المهم: هل ثمة قصور في طرق العلاج؛ حيث لا نجد استفادة تُذكر من قِبل المرضى، أم أن الطب النفسي في الحقيقة مجرد وهم يعيشه فقط الطبيب وأهل المريض، بينما المريض يعيش في عزلة تامة وعالم آخر من اللاوعي لما يدور حوله؛ وبالتالي فإن فترات العلاج والمواعيد التي يحضرها مجرد مضيعة للوقت واستنزاف، لا أكثر..؟!!