صفحة 1 من 1

برامج تطوير التعليم..

مرسل: الأحد ديسمبر 16, 2012 7:47 pm
بواسطة محمد الثبيتي 3
برامج تطوير التعليم.. ماذا قدَّمت؟!

قيل "إذا أردت أن تحكم على تعليم أي بلد فمن خلال اهتمامهم بالتعليم"، وذلك ما يحث عليه ديننا الحنيف. وإذا كان التعليم كما هو واقع تعليمنا متدنياً!! فماذا نفعل حتى نطوِّر تعليمنا؟! هل بالكلام وترديد الشعارات وعمل اللجان التطويرية، التي تنبثق منها لجان عدة لكي يتطور تعليمنا؟! قيل في المثل العربي النزيه ـ لأن النزاهة صارت عملة نادرة في عصرنا الحاضر! ـ "إذا أردت أن تقتل شيئاً فشكِّل له لجنة!!". وأعتقد أن واقعنا في كثير من القضايا التي مر بها مجتمعنا، ككارثة سيول جدة ونحوها، كفيل بالإجابة عما تولدت عنه أعمال تلك اللجان، التي تُصرف عليها غالب تلك المبالغ المرصودة للحلول والمشاريع!!

بالنسبة لبرامج التطوير في التعليم بدأت منذ سنوات، وبميزانية سنوية تُقدَّر بالمليارات، لكن أين النتيجة؟! لا شيء يُذكر مع الأسف؛ فالتغييرات التي في مناهجنا لا تتعدى عادة أغلفة الكتب، وتتخللها أخطاء، إضافة إلى مواضيع بسيطة "حشو للنصوص والمسائل الرياضية"، وتجد في كل إدارة للتربية والتعليم إدارة تسمى "إدارة التطوير التربوي"، بها مشرفون ومشرفات وإداريون وإداريات وعاملون وعاملات، وتنبثق منها لجان هنا وهناك، وترتبط بالإدارة العامة للتطوير في وزارة التربية. ولو أردنا أن نحصي عدد هؤلاء المشرفين والمشرفات والإداريين والإداريات والعاملين والعاملات، وتلك الجيوش المجيشة من أجل التطوير، ولا ثمة تطوير حقيقي يُذكر فيشكر، لفشلنا؛ ما يعني مزيداً من الهدر المالي العام دون جني الثمار الحقيقية لذلك التطوير، ولذلك نحن نتساءل: أين تذهب تلك المليارات؟! هل تذهب في أغلفة الكتب فقط، أم ماذا؟! مع الأسف غالب تلك الأموال تذهب لتلك الجيوش المجيشة!!

وختاماً.. يا مسؤولي التربية، اتقوا الله؛ فالتعليم بناء، والبناء يحتاج إلى الاهتمام بالقاعدة، وما يسمى بالبنية التحتية؛ حتى ينهض التعليم؛ فالتطوير لا يمكن أن ينجح دون الاهتمام بالأولويات؛ فكل الأمم لا تنهض ولا ترتقي إلا بالاهتمام بالبنية التحتية، أرأيتم لو أن شخصاً بنى عمارة في البدء ألا يهتم بالأساس؟ فكلما كان الأساس متيناً وصلباً أصبح البناء قوياً، ويتحمل طوابق عدة، والعكس صحيح، كلما كان الأساس هشاً وضعيفاً لا يتحمل بناء الأدوار التي تعلوه، فضلاً عن أي تحسينات تكسوه؛ فتطوير تعلمينا ينبغي أن يهتم بالأساس والبنية التحتية، ولا يعقل أن نصرف مليارات على تطوير شكلي، ونترك مباني مستأجَرة شامخة ومباني حكومية عفا عليها الزمن في وجه التطوير؛ ففي كثير من المدن توجد مدارس مستأجَرة عدة بعضها، بل غالبها، هش؛ يُخشى أن يسقط، إضافة إلى وجود مدارس مستأجَرة في مكة للبنات تحوي ستة أدوار دون مصعد؛ فأي تعليم هذا لهؤلاء الزهرات الصغيرات اللاتي يصعدن تلك الأدوار دون مصعد؟! وهي على مرأى ومسمع من مسؤولي التربية والتعليم بمكة، فهل ذلك من التطوير أم الإهمال؟!..