علم النفس السياسي ... تعريف , تاريخه , علاقته بالعلوم الاخرى
مرسل: الأحد ديسمبر 16, 2012 8:45 pm
كان علماء السياسة يعتقدون أن علم السياسة يقوم على مبدأين: الأول أن الفرد يتحرك لتحقيق مصلحته الشخصية، الثاني أن سلوكيات الفرد وقراراته تتسم بالعقلانية.
إلا أن العديد من الأحداث السياسية والدولية التي أظهرت وجود عامل مهم في السلوك السياسي للأفراد، ألا وهو الدوافع، قد أوضحت أن ذلك المعتقد في حاجة إلى مراجعة، مما أدى إلى ظهور علم النفس السياسي كتخصص دقيق يهتم بدراسة وتفسير السلوك السياسي باستخدام المبادئ والأساسيات النفسية، وليس كتخصص من التخصصات التقليدية في العلوم الإنسانية.
تعريف علم النفس السياسي:
يعرف مورتون دويتش ـ وهو دكتور في علم النفس بجامعة كولومبيا ـ علم النفس السياسي بأنه: "دراسة تفاعل علم السياسة مع علم النفس، خاصة أثر علم النفس في السياسة".
ويعرفه البعض الآخر بأنه: "استخدام الأساليب والمفاهيم والنظريات علم النفس في تحليل سلوك الجهات الفاعلة في العملية السياسية، وتفسير المواقف والقرارات السياسية باستخدام مصطلحات علم النفس".
أهدافه:
وقد ظهر هذا التخصص الجديد في علم النفس لتحقيق مجموعة من الأهداف:
1. تفسير الأحداث السياسية عن طريق وضع فروض حول اهتمامات البشر وفق طريقة علمية واختبارها، أي اعتماد أسلوب البحث العلمي في دراسة السياسة.
2. وضع قوانين عامة لسلوك الفرد يمكن من خلالها تفسير وتنبؤ بسلوكه في الأحداث السياسية.
3. فهم سلوكيات المجموعات وطرق تفكيرها وكيف تتخذ القرار.
4. استخدام علم النفس في تحسين العملية السياسية مما يفيد الإنسانية عامة.
تاريخه:
على الرغم من أن جذور ذلك العلم ترجع إلى عصور قديمة مع محاولة الكثير من العلماء الربط بين سلوكيات الفرد والدوافع النفسية الداخلية، إلا أن بدايات نشأته في صورته الحالية كانت في أوائل القرن العشرين على يد فرويد وجراهام والاس.
وفي عام ١٩٣٩ دخلت البشرية بخاصة المجتمعات الغربية أتون الحرب الجديدة المدمرة، و ساعدت زيادة المعلومات وإطراد الثقة بالطرق العلمية، وسرعة التطورات التقنية، إلى جانب ظهور وسائل إعلام متطورة استخدمت في مجال الدعاية، إلى تطور العلم بصورة أكبر وأسرع مما دعا إلى ضرورة الحصول على مزيد من المعلومات عن كنه العلاقة بين العمليات السياسية والنفسية.
أما في أوروبا فقد تأخر ظهور ذلك العلم بعض الشيء وذلك بسبب سيطرة النظرية الماركسية في تفسير الظواهر والأحداث.
وفي فترة الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي، زادت الدراسات المتعلقة بالمجموعات والتكتلات عن طريق دراسة الرأي العام والسلوك الانتخابي.
أما في فترة الستينات فقد ركزت الدراسات على التنشئة السياسية ودور الإعلام في التأثير على اتجاهات الأفراد، إلى جانب دراسة التصور الأمريكي السوفيتي المتبادل والعنف في فيتنام.
وتعتبر فترة السبعينات بمثابة فترة النضج لهذا العلم حيث تم تأسيس الجمعية الدولية لعلم النفس السياسي (international society of political psychology) ISPP ، وتحديدً في عام 1978، والتي ضمت في عضوياتها تخصصات من علم النفس والسياسية والاجتماع والأنثروبولوجي والتاريخ وأطباء نفسيين، إلى جانب شخصيات حكومية وشخصيات عامة لها اهتمام بهذا التخصص، مما ساهم في صدور الدوريات الخاصة بالجمعية حتى وقتنا هذا.
علاقته بالعلوم الأخرى:
تعتبر تسمية هذا العلم بـ"علم النفس السياسي" مضللة بعض الشيء؛ لأنها توحي بأن التخصص الجديد يقتصر على العلاقة بين علم النفس والسياسة أو سيكولوجية السياسة، على الرغم من أن علم النفس السياسي يضم في الأصل تخصصات عديدة، تشمل علماء من السياسية وعلم النفس وعلم الاجتماع والإدارة والأنثروبولوجي وتخصصات أخرى.
موضوعاته:
يمكن تقسيم موضوعات التي يتناولها علم النفس السياسي إلى أربعة أنواع:
النوع الأول: يهتم بدراسة الفرد وسلوكه السياسي: من خلال دراسة الشخصية وكيفية اكتساب الفرد للمعلومات والهوية والاتجاهات والقيم والسمات، وغيرها من الأمور الداخلية التي تؤثر على سلوك الفرد السياسي.
النوع الثالث: يهتم بدراسة المجموعات: من خلال دراسة الأنماط الجماعية، والعرقيات، والتمييز العنصري، وكيفية اتخاذ المجموع للقرار السياسي، إلى غير ذلك من الأمور التي يكون لها أثر في العملية السياسية.
النوع الثالث: يهتم بدراسة الشخصيات القيادية: وهو نوع أكثر تخصصًا من النوع الأول، ويهتم بدراسة النخب المؤثرة في صنع القرار السياسي بصورة دقيقة؛ حتى يمكن التنبؤ بطبيعة القرارات التي يمكن أن يتخدها قائد ما، إذا واجه موقفًا أو حدثًا معينًا.
النوع الرابع: يهتم بدراسة العنف السياسي: خاصة الإرهاب، وهو فرع حديث نسبيًّا، نشأت به العديد من الدراسات خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ويشمل كذلك الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، إلى غير ذلك من الموضوعات التي تسلط الضوء على دوافع العنف السياسي.
تحديات أمام التخصص الجديد:
على الرغم من النمو الملحوظ لعلم النفس السياسي، إلا أن دمج التخصص النفسي والسياسي مع بعضهم البعض ليس بالأمر الهين، حيث تقف الكثير من العقبات في نمو هذا العلم كتخصص أكاديمي مستقل، ويمكن إجمال تلك العقبات في النقاط التالية:
1. محدودية استخدام المنهج العلمي: حيث لا يمكن استخدام أغلب الإجراءات التجريبية في علم النفس لدراسة الوقائع السياسية.
2. تداخل مفاهيم علم النفس: وذلك بسبب دخول الكثير من المفاهيم في علم النفس على فترات زمنية مختلفة بحسب تطور العلم نفس، وقد كان من نتائج العشوائية في نمو علم النفس السياسي ظهور العديد من المفاهيم ذات صلة ببعضها ـ ولكن مختلفة قليلًا ـ لتفسير السلوك الإنساني.
إلا أن العديد من الأحداث السياسية والدولية التي أظهرت وجود عامل مهم في السلوك السياسي للأفراد، ألا وهو الدوافع، قد أوضحت أن ذلك المعتقد في حاجة إلى مراجعة، مما أدى إلى ظهور علم النفس السياسي كتخصص دقيق يهتم بدراسة وتفسير السلوك السياسي باستخدام المبادئ والأساسيات النفسية، وليس كتخصص من التخصصات التقليدية في العلوم الإنسانية.
تعريف علم النفس السياسي:
يعرف مورتون دويتش ـ وهو دكتور في علم النفس بجامعة كولومبيا ـ علم النفس السياسي بأنه: "دراسة تفاعل علم السياسة مع علم النفس، خاصة أثر علم النفس في السياسة".
ويعرفه البعض الآخر بأنه: "استخدام الأساليب والمفاهيم والنظريات علم النفس في تحليل سلوك الجهات الفاعلة في العملية السياسية، وتفسير المواقف والقرارات السياسية باستخدام مصطلحات علم النفس".
أهدافه:
وقد ظهر هذا التخصص الجديد في علم النفس لتحقيق مجموعة من الأهداف:
1. تفسير الأحداث السياسية عن طريق وضع فروض حول اهتمامات البشر وفق طريقة علمية واختبارها، أي اعتماد أسلوب البحث العلمي في دراسة السياسة.
2. وضع قوانين عامة لسلوك الفرد يمكن من خلالها تفسير وتنبؤ بسلوكه في الأحداث السياسية.
3. فهم سلوكيات المجموعات وطرق تفكيرها وكيف تتخذ القرار.
4. استخدام علم النفس في تحسين العملية السياسية مما يفيد الإنسانية عامة.
تاريخه:
على الرغم من أن جذور ذلك العلم ترجع إلى عصور قديمة مع محاولة الكثير من العلماء الربط بين سلوكيات الفرد والدوافع النفسية الداخلية، إلا أن بدايات نشأته في صورته الحالية كانت في أوائل القرن العشرين على يد فرويد وجراهام والاس.
وفي عام ١٩٣٩ دخلت البشرية بخاصة المجتمعات الغربية أتون الحرب الجديدة المدمرة، و ساعدت زيادة المعلومات وإطراد الثقة بالطرق العلمية، وسرعة التطورات التقنية، إلى جانب ظهور وسائل إعلام متطورة استخدمت في مجال الدعاية، إلى تطور العلم بصورة أكبر وأسرع مما دعا إلى ضرورة الحصول على مزيد من المعلومات عن كنه العلاقة بين العمليات السياسية والنفسية.
أما في أوروبا فقد تأخر ظهور ذلك العلم بعض الشيء وذلك بسبب سيطرة النظرية الماركسية في تفسير الظواهر والأحداث.
وفي فترة الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي، زادت الدراسات المتعلقة بالمجموعات والتكتلات عن طريق دراسة الرأي العام والسلوك الانتخابي.
أما في فترة الستينات فقد ركزت الدراسات على التنشئة السياسية ودور الإعلام في التأثير على اتجاهات الأفراد، إلى جانب دراسة التصور الأمريكي السوفيتي المتبادل والعنف في فيتنام.
وتعتبر فترة السبعينات بمثابة فترة النضج لهذا العلم حيث تم تأسيس الجمعية الدولية لعلم النفس السياسي (international society of political psychology) ISPP ، وتحديدً في عام 1978، والتي ضمت في عضوياتها تخصصات من علم النفس والسياسية والاجتماع والأنثروبولوجي والتاريخ وأطباء نفسيين، إلى جانب شخصيات حكومية وشخصيات عامة لها اهتمام بهذا التخصص، مما ساهم في صدور الدوريات الخاصة بالجمعية حتى وقتنا هذا.
علاقته بالعلوم الأخرى:
تعتبر تسمية هذا العلم بـ"علم النفس السياسي" مضللة بعض الشيء؛ لأنها توحي بأن التخصص الجديد يقتصر على العلاقة بين علم النفس والسياسة أو سيكولوجية السياسة، على الرغم من أن علم النفس السياسي يضم في الأصل تخصصات عديدة، تشمل علماء من السياسية وعلم النفس وعلم الاجتماع والإدارة والأنثروبولوجي وتخصصات أخرى.
موضوعاته:
يمكن تقسيم موضوعات التي يتناولها علم النفس السياسي إلى أربعة أنواع:
النوع الأول: يهتم بدراسة الفرد وسلوكه السياسي: من خلال دراسة الشخصية وكيفية اكتساب الفرد للمعلومات والهوية والاتجاهات والقيم والسمات، وغيرها من الأمور الداخلية التي تؤثر على سلوك الفرد السياسي.
النوع الثالث: يهتم بدراسة المجموعات: من خلال دراسة الأنماط الجماعية، والعرقيات، والتمييز العنصري، وكيفية اتخاذ المجموع للقرار السياسي، إلى غير ذلك من الأمور التي يكون لها أثر في العملية السياسية.
النوع الثالث: يهتم بدراسة الشخصيات القيادية: وهو نوع أكثر تخصصًا من النوع الأول، ويهتم بدراسة النخب المؤثرة في صنع القرار السياسي بصورة دقيقة؛ حتى يمكن التنبؤ بطبيعة القرارات التي يمكن أن يتخدها قائد ما، إذا واجه موقفًا أو حدثًا معينًا.
النوع الرابع: يهتم بدراسة العنف السياسي: خاصة الإرهاب، وهو فرع حديث نسبيًّا، نشأت به العديد من الدراسات خاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ويشمل كذلك الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، إلى غير ذلك من الموضوعات التي تسلط الضوء على دوافع العنف السياسي.
تحديات أمام التخصص الجديد:
على الرغم من النمو الملحوظ لعلم النفس السياسي، إلا أن دمج التخصص النفسي والسياسي مع بعضهم البعض ليس بالأمر الهين، حيث تقف الكثير من العقبات في نمو هذا العلم كتخصص أكاديمي مستقل، ويمكن إجمال تلك العقبات في النقاط التالية:
1. محدودية استخدام المنهج العلمي: حيث لا يمكن استخدام أغلب الإجراءات التجريبية في علم النفس لدراسة الوقائع السياسية.
2. تداخل مفاهيم علم النفس: وذلك بسبب دخول الكثير من المفاهيم في علم النفس على فترات زمنية مختلفة بحسب تطور العلم نفس، وقد كان من نتائج العشوائية في نمو علم النفس السياسي ظهور العديد من المفاهيم ذات صلة ببعضها ـ ولكن مختلفة قليلًا ـ لتفسير السلوك الإنساني.