فقه العلاقات الدولية «أخلاقيات الحرب»
مرسل: الأحد ديسمبر 16, 2012 9:11 pm
فقه العلاقات الدولية «أخلاقيات الحرب»
الحرب فى شريعتنا وسيلة لإحقاق الحق، وردع الظالم، وليست غاية، بل إن الإسلام يتخذ من السياسات ما هو كفيل بمنع ويلات الحروب على مستوى العالم كله، أما إذا احتدم الصراع، وفشلت محاولات الحوار، ولجأ الآخر لاستعمال القوة، واحتكم إلى السلاح، فلا بد من التصدى له، وإفشال خططه وإجباره على الالتزام بقواعد القانون الدولى، ورغم تأكيدنا أن الحرب وسيلة مكروهة لإدارة الأزمات «آخر العلاج» فإن الشريعة قد وضعت ضوابط مفروضة لا يمكن للمسلم أن يتخطاها، وأبرز هذه الضوابط:
أولا: ضوابط لمنع قيام الحرب:
1- تكليف الأمة بدوام الإعداد الجيد للقوات المسلحة مع الإعلان عنها بشفافية ليتفكر الآخر ويراجع نفسه قبل اختيار الحرب (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ الله وَعَدُوَّكُمْ..) فإعداد القوة بمختلف ألوانها ليس للعدوان، بل لإجبار الآخر على التفكير فى مراجعة قراراته، وموازنة الواقع مع طموحاته حرصا على الدماء والموارد، وإبعادا لشبح العدوان.
2ــ تقوية خطوط الدفاع الأولى حماية لحدود الدولة بما يفشل محاولات اختراق حدود الوطن، ويعتبر الإسلام حماية حدود الدولة عملا تعبديا ومظهرا من مظاهر خشية الله، فيقول الرسول (ص): «عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله،عين باتت تحرس فى سبيل الله»، وهذه الحراسة مزدوجة القيمة نافعة للمسلمين من ناحية لضمان الأمن، ونافعة للآخر فشدة الحراسة تمنع طموحات العدوان.
3 ــ تبنى عقيدة «أصالة السلام وأولويته» فى جميع مراحل الحرب.
4- التزام سياسة «تأليف القلوب» بدوام مساعدة الدول والشعوب الأخرى وتيسير حياتهم، عملا بمبدأ «أخوة الإنسانية» وقاعدة ان الناس شركاء فى الماء والكلأ والنار، مبدأ وقاعدة لدعم التكافل الدولى، حتى لا تضطر الشعوب للمغامرة بالحرب لإشباع حاجتها، لذلك اتخذ الإسلام مبدأ «تأليف القلوب» بالدعم والمساعدة حرصا على السلام.
5- ضرورة التزام الأمة ودولتها بجميع العهود والمواثيق سواء مع الدول أو المنظمات الدولية، إلتزاما بقوله تعالى: (..وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولا) ويصل إحترام المسلمين للعهود لدرجة التزامهم بالعهد مع غير المسلم، حتى لو وقع العدوان من الآخر على مسلم، فلا يجوز قطع العهد لقوله تعالى: (..وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِى الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ والله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) هكذا تفرض الآية الالتزام بالعهد، دون النظر إلى عقيدة الأطراف.
ثانيا: ضوابط ضمان إنسانية الحرب: فإذا وقعت الواقعة فالمسلمون يلتزمون أيضا بـ:
1ــ التزام تقوى الله، فلا تتجاوز الحرب ميدان اللقاء، فلا يجوز تجويع العدو، ولا نهبه ولا سلبه، وعدم التمثيل به.
2ــ عدم التخريب والتدمير، «فمن التعليمات النبوية المتكررة للجيوش: «لا تحرقوا، ولا تقطعوا شجرة، ولا تذبحوا شاة إلا لمأكلة».
3 ــ تحرى إكراه العدو على التراجع والفرار دون الحرص على إبادته.
4- عدم ملاحقة العدو عند فراره وإعتبار فراره تراجعا وبداية لإنهاء الحرب.
5- احترام «الإنسانية الجامعة» فلا عدوان على الأطفال والنساء والشيوخ وأصحاب الأعذار، وكذلك المكرهين على الحرب، والتعليمات النبوية فى ذلك واضحة مشهورة، فحينما رأى امرأة بين القتلى قال (ص) ما كانت هذه لتقاتل!! متعجبا ممن سولت له نفسه قتل إمرأة.
6ــ الرحمة المتناهية فى معاملة الأسرى، وذلك إما بتبادل الأسرى أو قبول الفدية أو تسريحهم وإعادتهم، وأكبر شاهد على ذلك أخبار فتح مكة، ويوم حنين وغزوة بنى المصطلق ففى تلك الحروب الكبرى لم يسع الرسول (ص) لفرض عقيدة، ولا لإكراه الناس على شىء، وحينما تأكد من تقليم أظافر العدوان والتراجع عن القتال، سارع (ص) بإطلاق الأسرى دون فداء، فلا حاجة للإسلام فى إكراه النفس البشرية وإستعبادها وقوله (ص) فى ذلك مشهور «أنا نبى الرحمة» وقوله يوم الفتح «اليوم يوم المرحمة وليس يوم الملحمة»
7 ــ فورية الإستجابة لطلب الهدنة والسلم لقوله تعالى: «وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى الله إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ».
8 ــ الالتزام بقواعد العدالة التى توجب عدم الحصول على مكاسب بسبب الحرب وتوجب رعاية الجرحى وبذل أقصى الرعاية لهم.
9 ــ الالتزام بأن يكون سقف المعاملة هو «المعاملة بالمثل» أو العفو فهل يعرف التاريخ الإنسانى أخلاقا رفيعة حتى فى حالة الحرب مثل أخلاق ومبادئ الإسلام ؟!
الحرب فى شريعتنا وسيلة لإحقاق الحق، وردع الظالم، وليست غاية، بل إن الإسلام يتخذ من السياسات ما هو كفيل بمنع ويلات الحروب على مستوى العالم كله، أما إذا احتدم الصراع، وفشلت محاولات الحوار، ولجأ الآخر لاستعمال القوة، واحتكم إلى السلاح، فلا بد من التصدى له، وإفشال خططه وإجباره على الالتزام بقواعد القانون الدولى، ورغم تأكيدنا أن الحرب وسيلة مكروهة لإدارة الأزمات «آخر العلاج» فإن الشريعة قد وضعت ضوابط مفروضة لا يمكن للمسلم أن يتخطاها، وأبرز هذه الضوابط:
أولا: ضوابط لمنع قيام الحرب:
1- تكليف الأمة بدوام الإعداد الجيد للقوات المسلحة مع الإعلان عنها بشفافية ليتفكر الآخر ويراجع نفسه قبل اختيار الحرب (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ الله وَعَدُوَّكُمْ..) فإعداد القوة بمختلف ألوانها ليس للعدوان، بل لإجبار الآخر على التفكير فى مراجعة قراراته، وموازنة الواقع مع طموحاته حرصا على الدماء والموارد، وإبعادا لشبح العدوان.
2ــ تقوية خطوط الدفاع الأولى حماية لحدود الدولة بما يفشل محاولات اختراق حدود الوطن، ويعتبر الإسلام حماية حدود الدولة عملا تعبديا ومظهرا من مظاهر خشية الله، فيقول الرسول (ص): «عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله،عين باتت تحرس فى سبيل الله»، وهذه الحراسة مزدوجة القيمة نافعة للمسلمين من ناحية لضمان الأمن، ونافعة للآخر فشدة الحراسة تمنع طموحات العدوان.
3 ــ تبنى عقيدة «أصالة السلام وأولويته» فى جميع مراحل الحرب.
4- التزام سياسة «تأليف القلوب» بدوام مساعدة الدول والشعوب الأخرى وتيسير حياتهم، عملا بمبدأ «أخوة الإنسانية» وقاعدة ان الناس شركاء فى الماء والكلأ والنار، مبدأ وقاعدة لدعم التكافل الدولى، حتى لا تضطر الشعوب للمغامرة بالحرب لإشباع حاجتها، لذلك اتخذ الإسلام مبدأ «تأليف القلوب» بالدعم والمساعدة حرصا على السلام.
5- ضرورة التزام الأمة ودولتها بجميع العهود والمواثيق سواء مع الدول أو المنظمات الدولية، إلتزاما بقوله تعالى: (..وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولا) ويصل إحترام المسلمين للعهود لدرجة التزامهم بالعهد مع غير المسلم، حتى لو وقع العدوان من الآخر على مسلم، فلا يجوز قطع العهد لقوله تعالى: (..وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِى الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ والله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) هكذا تفرض الآية الالتزام بالعهد، دون النظر إلى عقيدة الأطراف.
ثانيا: ضوابط ضمان إنسانية الحرب: فإذا وقعت الواقعة فالمسلمون يلتزمون أيضا بـ:
1ــ التزام تقوى الله، فلا تتجاوز الحرب ميدان اللقاء، فلا يجوز تجويع العدو، ولا نهبه ولا سلبه، وعدم التمثيل به.
2ــ عدم التخريب والتدمير، «فمن التعليمات النبوية المتكررة للجيوش: «لا تحرقوا، ولا تقطعوا شجرة، ولا تذبحوا شاة إلا لمأكلة».
3 ــ تحرى إكراه العدو على التراجع والفرار دون الحرص على إبادته.
4- عدم ملاحقة العدو عند فراره وإعتبار فراره تراجعا وبداية لإنهاء الحرب.
5- احترام «الإنسانية الجامعة» فلا عدوان على الأطفال والنساء والشيوخ وأصحاب الأعذار، وكذلك المكرهين على الحرب، والتعليمات النبوية فى ذلك واضحة مشهورة، فحينما رأى امرأة بين القتلى قال (ص) ما كانت هذه لتقاتل!! متعجبا ممن سولت له نفسه قتل إمرأة.
6ــ الرحمة المتناهية فى معاملة الأسرى، وذلك إما بتبادل الأسرى أو قبول الفدية أو تسريحهم وإعادتهم، وأكبر شاهد على ذلك أخبار فتح مكة، ويوم حنين وغزوة بنى المصطلق ففى تلك الحروب الكبرى لم يسع الرسول (ص) لفرض عقيدة، ولا لإكراه الناس على شىء، وحينما تأكد من تقليم أظافر العدوان والتراجع عن القتال، سارع (ص) بإطلاق الأسرى دون فداء، فلا حاجة للإسلام فى إكراه النفس البشرية وإستعبادها وقوله (ص) فى ذلك مشهور «أنا نبى الرحمة» وقوله يوم الفتح «اليوم يوم المرحمة وليس يوم الملحمة»
7 ــ فورية الإستجابة لطلب الهدنة والسلم لقوله تعالى: «وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى الله إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ».
8 ــ الالتزام بقواعد العدالة التى توجب عدم الحصول على مكاسب بسبب الحرب وتوجب رعاية الجرحى وبذل أقصى الرعاية لهم.
9 ــ الالتزام بأن يكون سقف المعاملة هو «المعاملة بالمثل» أو العفو فهل يعرف التاريخ الإنسانى أخلاقا رفيعة حتى فى حالة الحرب مثل أخلاق ومبادئ الإسلام ؟!