منتديات الحوار الجامعية السياسية

نظام البناء في شوارعنا غريب ومثير ولا تستطيع أن تتفهم كيف سن قانون البناء لها. فمثال ذلك الطريق الدائري لا يسمح لك بالبناء بأكثر من دورين أو ثلاثة ونصف السطح وهذا كل شيء وهو الطريق السريع الذي لا يوجد شارع أعرض منه أو اكبر، تجد في نهاية الدائري الشرقي " أبراج التأمينات " ومشروعهم الكبير والمميز بأداور تفوق العشرة وتصل للخمسة عشر دورا، وهذا جيد ومطلب واستثمار مثالي حتى وإن زاد ارتفاعا، بشرط توفر الخدمات من مواقف أولا وخدمات أخرى تؤدي الغرض . ولكن حين تنظر لبقية الدائري الشرقي والشمالي والغربي والجنوبي لا تجد ما يتجاوز ثلاثة أداور بناء، والأغرب نجد في طريق العليا العام بالرياض مباني تتجاوز خمسة وعشرة أدوار، وهو شارع لا يماثل الدائري الشرقي كسعة ؟؟ وحين نقارن شارعا عرضه " ثلاثين " بشارع " ثمانين أو مئة " لا نجد الميزة إلا لشارع ثلاثين على حساب شوارع أوسع وأهم، وقيمة المتر واستثماره تعتبر باهظة جدا حين يكون البناء لدورين أو ثلاثة، فكل ما زاد البناء زاد المعروض وقل السعر كفرضية .

على الهيئة العليا لتطوير الرياض وأمانة الرياض أن تعيد النظر بما يحدث، الشوارع غير مستثمرة، ولا يعني أنني اطالب بأبراج تشيد ومبالغ بها، نريد أن يكون هناك " توازن " وبهذه المنهجية للبناء يعني تعظيم القيم السعرية للأراضي ورفعا لها، وتضع مدينة كالرياض تتوسع أفقيا وهذا مكلف جدا، فالتوسع يعني معها خدمات مياه وكهرباء وطرق ومدارس ومستشفيات ومساجد وغيرها كثير، ولكن حين تستثمر الموقع نفسه الموجود الآن، فأنت تخلق فرصا بناء أوسع وكأنك تمنح أراضي جديدة تتوفر بها خدمات.

نحن الآن نهدر أراضي يمكن التوسع بالبناء بها بأداور إضافية وأقصد الشوارع ثلاثين وأكثر، وباشتراط مهم وهو توفر الخدمات كما ذكرنا وأهمها المواقف والخدمات التي يحتاجها السكان، وحتى لا يحدث تكدس وعبء آخر إضافي .