صفحة 1 من 1

مفهوم الدبلوماسية

مرسل: الاثنين ديسمبر 17, 2012 11:01 am
بواسطة لؤي مطبقاني
يتفق اغلب الباحثين والمفكرين في هذا المجال بأن كلمة "الدبلوماسية" مشتقة من الكلمة اليونانية "دبلوما" (Diploma) والتي تعني المطوية أو الوثيقة، والتي كانت تعني فيما تعنيه الرسائل المطوية التي يتم تبادلها بين الملوك والرؤساء، وهذا المعنى ينسجم مع ما كان معروفاً في العهد الروماني من معنى لهذه الكلمة والتي كان يقصد بها جوازات المرور والسفر والتي كان يتم التعامل فيها وهي مطوية الشكل.
ما سبق هو المعنى اللغوي لهذه الكلمة أما تعريف "الدبلوماسية" اصطلاحاً وبالمعنى الحديث ففيه آراء كثيرة ومتعددة للمفكرين والباحثين، يجدر بنا أن نستعرض منها ما نستطيع بهدف توضيح معنى "الدبلوماسية".
الواقع انه عند سماع هذه الكلمة فانه يتبادر لذهن السامع أن لها ارتباط مباشر بالعلوم السياسية أو بالسياسة بشكل عام وقد يحدد السامع فهمه لها بأنها ترتبط بالعلاقات بين الدول، أي أنها ذات صلة بالعلاقات الدولية بل بالعلاقات بشكل عام، حيث أن كثيراً من الناس يستخدم هذه الكلمة في حياته اليومية عندما يريد أن يصف إنساناً لبقاً في التعامل وقادراً على أداء مهمته بكفاءة عالية ولباقة واضحة فيقول عنه انه إنسان "دبلوماسي". أي لديه قدرة وفن في التعامل وهذا نسمعه ونلاحظه كثيراً في حياتنا اليومية. وهذا المعنى المتداول هو صورة مصغرة لفن "الدبلوماسية" وما تؤديه في مجال الحياة اليومية في ميدان العلاقات بين الأمم والشعوب.
كما اشرنا سابقاً فقد تنوعت التعاريف لهذا المصطلح وذلك حسب وجهة نظر كل مفكر، وما هي الأسس والظروف التي أطلق فيها هذا التعريف، ومن هذه التعاريف:
- الدبلوماسية تعني: عملية التمثيل والتفاوض التي تجري بين الدول في غمار إدارتها لعلاقاتها الدولية.
- مجموعة القواعد والأعراف الدولية والإجراءات والمراسم والشكليات التي تهتم بتنظيم العلاقات بين الدول والمنظمات الدولية والممثلين الدبلوماسيين... وفن إجراء المفاوضات السياسية في المؤتمرات والاجتماعات الدولية وعقد الاتفاقات والمعاهدات.
- يعرفها الخبير الدبلوماسي الأمريكي "جون كينان": أنها عملية الاتصال بين الحكومات.
- هي فن إدارة العلاقات الخارجية أو أسلوب رعاية مصالح الدولة في الخارج ولدى الدول الأخرى، وهي الأساليب السياسية التي تتبعها الدولة في تنظيم علاقاتها مع الدول الأخرى.
- ومن أجمل تعاريف الدبلوماسية هو أنها (فن الحصول على الممكن بدلاً من انتظار المستحيل).
هناك الكثير من التعاريف لمفهوم الدبلوماسية ومعظمها يصب في موضوع التفاوض والتمثيل بين الدول وكيفية إدارة هذه العلاقات والمفاوضات وكيفية أداء هذه المهمة من قبل الشخص الملقى على عاتقه هذا الواجب وهو "الدبلوماسي". ومدى قدرته ومدى امتلاكه للفنون والأدوات اللازمة لإنجاح هذه المهمة.
والواقع أن الدبلوماسية بهذا المعنى وبهذه الأدوات (التمثيل والتفاوض) ظهرت -وكما اشرنا في مقدمة هذا الموضوع - مع ظهور الإنسان وارتكابه أول جريمة في التاريخ والتي كانت هي بداية الحرب بين بني الإنسان، وبسبب رغبة الإنسان للعيش بسلام وهدوء ليحقق ذاته وكيانه ويعيش مستقراً مطمئناً غير خائف ممن حوله من الناس كان لا بد من عقد التحالفات وإجراء المفاوضات وتوقيع مختلف أنواع الاتفاقيات وهذا كله يحتاج إلى من يمارس هذا العمل ويؤدي هذا الدور، ألا وهو "الدبلوماسي". وهذا الأمر يقودنا إلى العودة للجذور التاريخية لتطور الدبلوماسية.